المرصاد نت - متابعات
قاربت السنة الرابعة الانتهاء منذ بداية العدوان والحرب على اليمن وإعلان النظام السعودي عن تشكيل تحالف عسكري عربي غربي لإعادة ماتسمي بالشرعية. بدأت الحملة بعاصفة أطلق عليها اسم "الحزم" ثم بعدها تحولت إلى "الأمل" الذي بات مفقودا لدى اليمنيين.
أكثر من ثلاث سنوات لم تنقطع فيها أصوات طلقات المدافع والصواريخ وأصوات الطائرات ومشاهد الدماء التي تسيل والأشلاء الممزقة وصفارات الإنذار وصرخات الأطفال والنساء فشلت خلالها كل مبادرات الحل.
نهاية العام الماضي 2018 وبعد جولات ومندوبين كثر للمنظمة الدولية تم تعيين البريطاني الخبير في الشأن اليمني مارتن غريفيث مندوبا للسلام في اليمن واستطاع بعد عناء أن يصل إلى ما أطلق عليه "مشاورات السويد" والتي تمخضت عن اتفاق لوقف إطلاق النار في الحديدة في 18 يوما وهو ما لم يحدث فتدخلت الأمم المتحدة بالقرارين 2451 و2452 لشرعنة تفاهمات الحديدة ولكن واجهت تلك القرارات عقبات كثيرة وتعنتا ولم تنقطع المعارك حتى هذه اللحظة.
هل فشلت مشاورات السويد بالكامل وذهبت إلى غير رجعة أم أنها ما زالت قابلة للتطبيق والبناء عليها وما هي السيناريوهات التي تنتظر اليمن حال الإعلان صراحة عن تلك النهاية وما هي الحرب الشاملة التي يتحدث عنها الغرب في اليمن.
يقول اللواء يحيى المهدي رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الشورى بصنعاء إن التحالف لم ينفذ أي بند من بنود اتفاق السويد، وفي نفس التوقيت يحاول التقدم في الحديدة والمناطق الخاضعة للاتفاق في ظل تواجد المبعوث الأممي وممثليه، فخروقات الاتفاق لم تنقطع وطالت كل شيء: المدنيين والمستشفيات والفنادق والمرافق العامة، في ظل استمرار الحصار المطبق على الحديدة والديرهمي.
وأشار المهدي إلى السيناريوهات القادمة بعد أن وضعت قوي العدوان "النظام السعودي والإماراتي" العراقيل أمام الاتفاق ظنا منهم أن التفاوض سيحقق لهم ما لم يحققوه في ساحات القتال قائلا: لدينا خيارات عسكرية كبرى لم ولن يتوقعوها حال فشل الاتفاق لأننا كنا نعلم جيدا أن هؤلاء لا يوفون بأي عهود ويحاولون كسب الوقت والتقدم على الأرض بسبب الضغوط الغربية الواقعة عليه ويطلقون شعارات خداعية بأنهم يحاربون حتى تطهير اليمن من آخر مليشيا إيرانية”.
وأضاف رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي: لم نفاجأ بما يقوم به تحالف العدوان لأنه ليس جديدا علينا وجربنا تلك السيناريوهات منذ العام 2004 وبعد تلك السنوات ما زال الشعب اليمني يرفع راية الصمود وفرض إرادته. نحن مستعدون لأي سيناريوهات قادمة وقادرون على حسم المعارك لصالحنا.
أما عبد الستار الشميري رئيس مركز جهود للدراسات باليمن فأكدأن اتفاق السويد فشل بالفعل منذ الأسبوع الأول والتداعيات التي يمكن أن تترتب على الإعلان الرسمي لفشل مشاورات السويد هى عودة المعارك لمحيط الحديدة كما كانت في السابق. وأضاف أن ماتسمي بالشرعية ستحاول أن تتجه نحو الميناء وبعض المناطق المحيطة فيما سيحاول الجيش واللجان الشعبية الدفاع بشراسة وتنشط جبهات الساحل الغربي بشكل عام في التحيتا وحيث والحديدة وجبهات كثيرة”.
ويرى الشميري باختصار معركة الساحل الغربي والحديدة ستكون هى الفارق الوحيد التي توقف قليلا بعد اتفاق السويد فلم يكن اليمنيون يعولون كثيرا على الاتفاق بأنه سيفضي إلى سلام حقيقي بل كان هناك شيء من التفاؤل ظنا منهم أن الاتفاق قد يخفف وطأة العدوان والحرب على أبناء الحديدة ويعود النازحون وهو ما لم تحققه المشاورات والاتفاقات التي وقعت في السويد برعاية أممية بشكل عام الحرب في اليمن هى حرب بطيئة جدا سواء في الحديدة أو في الجبهات الأخرى.
وحول بعض المصطلحات الغربية التي تقول إن حربا شاملة ستندلع في اليمن حال فشل اتفاق السويد قال الشميري: هذه مبالغات إعلامية والحرب شاملة منذ بدايتها وبطيئة في نفس الوقت جبهات القتال رغم أنها مفتوحة لكنها لا تعمل بوتيرة سريعة ولا توجد اشتباكات قوية وجادة في كل الجبهات فالحرب القوية كانت في العام الأول من العدوان الحرب عندما خرجت القوات اليمنية المشتركة من عدن وأجزاء من تعز.
بعد ذلك — يضيف الشميري- تحولت الحرب إلى تحصيل حاصل وهى عبارة عن تبادل اشتباكات وإطلاق نار متقطع أسبوعيا أو شهريا تشهده بعض الجبهات ولم يحدث أي تغير جغرافي على الأرض باستثاء معركة الساحل الغربي فلم تستطع الشرعية تحقيق مكاسب جديدة على الأرض ولم يستطع الحوثيون العودة إلى أماكن كانوا فيها.
منذ ثلاث سنوات والخارطة الجغرافية للتموضعات العسكرية كما هي. كان الفارق الوحيد هو تمدد الفصائل المسلحة والمليشات المختلفة في الشريط الساحلي في المخا حتى الحديدة بطول جغرافي 270 كم تقريبا.
وقال الشميري إن الحرب الشاملة موجودة الآن ولكنها بطيئة ونائمة في معظم الجبهات وفي حال تردي اتفاق السويد تماما سوف تنشط جبهة الساحل الغربي وستعود معركة الحديدة من جديد وقد تحتاج تلك المعركة لاشهر طويلة من أجل السيطرة على الحديدة ومصطلح الحرب الشاملة متواجد من البداية ولكن تلك الحرب لم تحقق أهدافها لأنها عبارة عن هبات عسكرية تنفذ ثم تعود أدراجها وتغط في ثبات عميق.
أحمد عبد الوهاب – سبوتنيك
المزيد في هذا القسم:
- الحديده بوّابة الجحيم .. والغزاه والمرتزقه يعيشون الوهم المرصاد نت - متابعات ضمن المبادئ المسلّم بها تكتيكياً وإستراتيجياً في مجال الدفاع اليمني وفق المعطيات العسكرية والإستراتيجيه، هناك ما يُعرف بمبدأ الدفاع المدم...
- انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في اليمن المرصاد نت - متابعات قال نائب وزير الصحة في حكومة الإنقاذ بصنعاء عبدالسلام المداني إن "العدوان السعودي تسبب باستشهاد وجرح 35 ألف مدني وتدمير 415 منشأة صحية با...
- انطلاق حملة تغريدات مساء اليوم الخميس لفضح جرائم العدوان السعودي الأمريكي المرصاد نت - متابعات تنطلق الساعة الثامنة مساء اليوم الخميس حملة تغريدات على موقع التواصل “تويتر” لتسليط الضوء على المجازر التي ارتكبها العدوان ال...
- صنعاء... «الفتنة نائمة» بعد رحيل «عرّابها» المرصاد نت - متابعات حتى الساعة لم «يُزلزل» خبر مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح العاصمة صنعاء كما توقّع كثيرون ولم يُفضِ إلى «انفجار ال...
- أمريكا تعرقل مشروع قرار في مجلس الامن بوقف اطلاق النار في اليمن المرصاد نت - متابعات دانت صنعاء الموقف الأميركي لإجهاض أول محاولة شبه حقيقة في مجلس الأمن لإحلال السلام في اليمن من قبل واشنطن مشيره إلى أنه عار على المجتمع ا...
- انطلاق آلية المراقبة الأممية: صنعاء تتطلّع إلى المرحلة التالية ! المرصاد نت - متابعات مع وصول فريق المراقبة الأممي إلى مدينة الحديدة تنطلق عملياً الآلية التي تمّ الاتفاق عليها في مشاورات السويد والتي يُفترض أن تُخرج المدينة...
- بعد تغيير واشنطن لهجتها.. هل اقتربت حرب اليمن من نهايتها؟ المرصاد نت - متابعات لمّحت واشنطن أكثر من مرة إلى ضرورة إنهاء حرب اليمن، لكن هذه المرة جاء موقفها صريحاً بدعوة التحالف الذي تقوده السعودية بوقف ضرباته الجوية ...
- الزخم الثوري في مواجهة التواجد الأمريكي المرصاد نت - متابعات مثل التواجد الثوري في الساحات على مدى السنين الماضية وما يزال سدا منيعا أمام تنفيذ المخططات الأمريكية الرامية لاستهداف البلد ومقدراته...
- غريفيث يطرح مبادرة لتجميد العمليات العسكرية والشروع بجولة مفاوضات ! المرصاد نت - متابعات يكثف المجتمع الدولي تحركاته في الملف اليمني لا لهدف سواء إبقاء للتحالف خيط للبقاء في اليمن فهل يكتب النجاح لجهوده؟ خلال الأيام القليلة ال...
- نقل «المركزي» إلى عدن … نقل للفساد فقط ! المرصاد نت - محمد المحفلي ندرك أن عملية نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن تعد معركة سياسية وجزءاً من معارك العدوان والحرب الدائرة منذ العام 2015 بيد أن هذه ال...