منظمة كير: فيتو ترامب تأييد لإستمرار الكارثة الإنسانية في اليمن

المرصاد نت - متابعات

ادانت منظمة كير العالمية حق النقض الذي استخدمه ترامب ضد قانون أقره الكونغرس ينهي المشاركة الأمريكية في حرب اليمن. وقال ديفيد راي نائب رئيس هيئة كير الأمريكية Trumbbb almhfof2019.4.17للسياسة والدفاع: “إن حق النقض الرئاسي يغض الطرف عن إرادة الشعب الأمريكي.

واضاف راي : يعد حق النقض الذي استخدمه الرئيس ترامب في الليلة الماضية بمثابة تأييد ضمني لاستمرار الكارثة الإنسانية في اليمن.

واشار الى ان الآلاف من العائلات في محافظة حجة نزحت حالياً من منازلها هرباً من العنف، وهناك خطر من نزوح ما يصل إلى 400000 شخص علاوة على انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما أن المواطنين في اليمن يواجهون تهديداً شديداً بالكوليرا بسبب الأمطار المبكرة.

هل من مؤشرات لتوقّف الحرب على اليمن؟
لقد دخلت الحرب على اليمن عامها الخامس وهي مستمرة بنفس الجو العام الذي رافقها منذ بداياتها، لناحية استهداف المدنيين والبنى التحتية والحصار ومخالفة كافة القوانين الدولية في الاعتداء أصلاً دون مبرر قانوني شرعي ولاحقاً في العمليات العسكرية لناحية عدم التقيد بقوانين الحروب والقوانين الانسانية الدولية والنزاعات المسلحة وغيرها من القيود التي وضعتها أساساً الامم المتحدة في شرعتها ولكنها في الحرب على اليمن تجاوزتها ونسيتها وكأن هذه الحرب تدور في عالم آخر إذ ربما يعتبر المجتمع الدولي أن الدولة المعتدى عليها (اليمن) من كوكب آخر وأن الدول المعتدية هي خارج منظومة هذا المجتمع ولا تتقيد بقوانينه او بالتزاماته.
 
في الحقيقة من غير المنطقي أو الطبيعي أن تستمر هذه الحرب على هذا المنوال فاهدافها التي وضعها التحالف العسكري السعودي فشلت باغلبها الا بما خص تدمير اليمن وقتل أكبر عدد ممكن من أبنائه من مختلف الاتجاهات والتموضعات وحيث في الظاهر لا يبدو ان هناك مؤشرات تدُلّ على قرب انتهائها إذ ما زال الميدان يغلي ساحلاً ووسطاً وشمالاً على الحدود مع السعودية وما زال الحصار يتدرَّج تِباعاً ليصل الى التشديد اكثر على دخول الحاجات الضرورية والاستثنائية والتي كانت سابقا تمر بنسبة ضئيلة، لتكاد تختفي اليوم … لكن رغم كل ذلك، يوجد بعض المؤشرات الخفيّة وغير الظاهرة بطريقة نافرة يمكن الاستنتاج منها ان هناك امكانية لتوقف هذا العدوان والتي يمكن تحديدها بالتالي:

من الناحية الميدانية

لقد اثبت العدوان فشلاً وعجزاً واضحاً عن تحقيق اي من اهدافه الميدانية الاساسية، والتي يمكن تمييزها بما يلي:
الهدف الاول “صنعاء” لم تنجح اي من محاولات التحالف العسكرية او الأمنية بالوصول الى العاصمة صنعاء وحيث اعتبر وهو مصيب في ذلك طبعاً أن السيطرة على صنعاء وانتزاعها من قوى سلطة صنعاء سيشكلان الضربة القاضية لتلك القوى وسينطلق من العاصمة بعد تسلم الادارت الرسمية والمؤسسات العامة مع دعم اقليمي ودولي واسع نحو السيطرة الواسعة على البلاد كما أراد بداية عدوانه.

الهدف الثاني “صعدة” أيضاً حاول التحالف السعودي وتعويضاً عن السيطرة على العاصمة احتلال صعدة كمحافظة شمالية رئيسة رأى في انتزاعها خسارة كبيرة للجيش واللجان الشعبية وللحوثيين لناحية خسارتهم نقطة أرتكاز أساسية في حماية صنعاء والوسط ولناحية خسارتهم مصدراً مهماً دعم كامل الجبهات بالقدرات وبالقادة وبالرجال طبعا بمساعدة رئيسة من محافظات أساسية أخرى وحين ثابر تحالف العدوان طيلة فترة الاربع سنوات الماضية على محاولاته اختراق جبهة عسير لناحية منفذ عُلب وكانت دائما عينه للوصول الى العمق غربا ووسطا عبر صعدة.
 
الهدف الثالث الساحل الغربي وتحديداً مدينة وميناء الحديدة وكان هذا الاخفاق نقطة التحول الرئيسة في الحرب والمعركة التي اختارها العدوان باصرار وبتخطيط دولي لتكون الضربة الاستراتيجية للمقاومة اليمنية كانت بفضل ثبات الجيش واللجان الضربة الاستراتيجية للعدوان الذي تم استنزافه على الساحل الغربي بطريقة أفقدته معظم جهوده التي استطاع حشدها ومعظم التأييد الغربي الذي توصل مرغما الى الاقتناع بصعوبة الاستمرار بالمعركة.

من الناحية الاستراتيجية

فشلت جميع محاولات العدوان التي راهن عليها للوصول بالجيش واللجان الشعبية إلى حالة الإحباط واليأس لناحية الضغوط الديبلوماسية والسياسية والدولية ولناحية إفراغ جميع مشاريع التفاوض والتسويات من مضمونها بطرح الشروط التعجيزية غير القابلة للتوصل الى الحل ورغم كل تلك الضغوط بقيت معنويات القوي الوطنية اليمنية المتمثلة بالجيش وباللجان الشعبية بقيت صامدة وثابتة على مواقفها التي ناضلت وقاتلت لاجلها اربع سنوات ونيفاً وبالعكس من ذلك ومواكبةً لهذه الضغوط الاقليمية والدولية ازدادت قدرات الجيش واللجان الشعبية اليمنية لناحية  تطوير وتصنيع القدرات الاستراتيجية وكان لافتا تواكب مسار تطور هذه القدرات مع مسار الضغوط الخارجية الامر الذي اوصل العدوان الى معادلة لم يكن ينتظرها وهي مع استمرار الحرب على اليمن هناك بالمقابل تصاعد وتنامٍ للقدرات الاستراتيجية التي تزيد من قوة وموقع وموقف ابناء اليمن المقاومين.

من هنا بعد هذا الفشل الواضح في جميع النواحي وحيث لا يبدو بعد اليوم ان هناك امكانية لاي تغيير في المعادلة ومع وجود بعض المؤشرات نحو بداية تغيير في مستوى التدخل الخارجي فهل يكون التغيير السياسي في السودان مثلاً مدخلاً لسحب الوحدات السودانية من التدخل في اليمن على أعتبار أن هذا التدخل جاء إرضاءً للسعودية لابقاء دعمها للبشير نظرا للضغوط الكبيرة عليه دوليا وداخلياً وأقليمياً ويكون انسحاب الوحدات السودانية نقطة البداية نحو الانسحاب من الحرب على اليمن ومن المستنقع اليمني حيث كانت هذه الوحدات تقاتل وكالة عن الوحدات السعودية على الحدود مع اليمن وفي بعض مواقع الساحل الغربي وبذلك الانسحاب تفقد جبهات الحدود عمادها الرئيس في الدفاع عن المواقع السعودية فيكون الحل السياسي مخرجاً للرياض؟

 

المزيد في هذا القسم: