الحديدة.. زيارات ومبادرات ورؤي لا تغير من الواقع شيئاً!

المرصاد نت - متابعات

يواصل فريق الخبراء التابع لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي زياراته الميدانية لموانئ الحديدة الثلاثة في اطار المهمة المكلف بها لتقييم الموانئ تمهيدا لتدخل البرنامج لتطويرها.

وخلال اليومين الماضيين زار الفريق مينائي الصليف ورأس عيسى إلى الشمال من مدينة الحديدة بعد اكمال عملهم الاستطلاعي في ميناء الحديدة.

و أطلع الخبيران الدوليان هندريك إنجيلبيرتس و مارك ورميستر و خبير الموانئ المحلي المكلف من البرنامج الإنمائي مصطفى علي من القائمين على الميناءين وأعضاء لجنة التواصل و التنسيق المكلفة من مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية على الوضع الحالي الذي يمر به الميناءين ووضع المعدات و الآليات المتداولة فيهما و مجمل الخدمات التي تقدم لعموم المتعاملين و الحركة التجارية و استقبال البضائع والمشتقات النفطية.

كما اطلعا على حجم الدمار والأضرار التي لحقت بالميناءين والاحتياج الفعلي من مشاريع التأهيل والصيانة وتوفير المعدات اللازمة الذي يتوجب توفيرها لإعادة النشاط وفق الخطة التطويرية.

وعقد فريق الخبراء الأممي اجتماعا مع قيادات الميناءين وأعضاء لجنة التواصل والتنسيق تم فيه نقاش الاحتياجات اللوجيستية و الجوانب الفنية المتعلقة بتطوير قدرات ارصفة ميناء رأس عيسى.

كما تطرق الاجتماع الى اجراءات تطوير ميناء الصليف و تقييم الخطط الفنية التي قدمتها اللجان المشتركة من مواني البحر الاحمر. ونوقش أيضا خطوات التنفيذ و التطوير لموانئ مؤسسة البحر الأحمر اليمنية في اطار اتفاق ستكهولم و المعوقات التي تواجه نشاطها.

إلى ذلك وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أمس الثلاثاء 2 يوليو/تموز 2019 إلى العاصمة الاماراتية أبو ظبي في اطار جولته التي بدأها أول أمس من روسيا. وقال انه التقى في أبو ظبي وزير الدولة للشئون الخارجية الاماراتي أنور قرقاش و وزيرة الدولة ريم الهاشمي وأشار إلى أنه تم مناقشة السير قدماً في عملية السلام باليمن و الخطوات اللازمة لتنفيذ اتفاقية استوكهولم.

وفي وقت سابق أكد المبعوث الأممي أن رسالة هادي وحكومته واضحة و هي الالتزام لتحقيق السلام. وقال غريفيث: “عقدت اجتماعا بناءً جداً مع نائب الرئيس علي محسن الأسبوع الماضي في الرياض” وأضاف: كانت رسالة هادي وحكومتة واضحة للغاية: “الالتزام الكامل بتحقيق السلام”.

وأشار إلى أنه تمت مناقشة الخطوات الأساسية اللازمة للمضي قدما في عملية السلام مع الاحترام الكامل لسيادة اليمن واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها كما لفت إلى أنه تم الاتفاق على التعلم من الماضي أثناء النظر إلى المستقبل وأكد غريفيث أن روسيا تلعب دوراً أساسياً في جهوده تجاه الشأن اليمني مشيراً إلى أن موسكو كانت داعما شخصيا له و لفريقه.

وقال غريفيث: “روسيا أساسية بالنسبة لجهودنا. لقد كانوا داعمين للغاية لي شخصياً و لمكتبي و للشعب اليمني” وأوضح أن “دعم روسيا في مجلس الأمن و مشاركتها في المنطقة أمر مهم لمساعدته في التوصل إلى اتفاق سياسي شامل و مستدام تقوده اليمن.

ومع مرور الوقت لم يشهد ملف الحديدة منذ أن تم التوصل لاتفاق الحديدة في محادثات السلام التي انعقدت في السويد في ديسمبر/كانون الأول الماضي أي تقدم برغم الجهود المبذولة من أجل ذلك بل العكس أضاف اتفاق السويد الذي تم التوصل إليه مزيداً من التعقيد لملف الحديدة والسلام عموماً في اليمن نتيجة الجدل الكبير الذي أثير حوله فقد حدثت خلافات واسعة حول آلية تنفيذ الاتفاق والتي لم تفضِ إلى شيء بسبب تفسير بنوده التي وصفت بـ"الغامضة" وعدم التزام الأطراف بما تضمنه ذلك الاتفاق.

 تمثلت أبرز الإشكاليات بشأن اتفاق الحديدة حول طريقة انسحاب أطراف الصراع وأدى استمرار الجدل حول الحديدة وعدم الوصول فيها إلى حل كما تم تقديم رؤي عديدة لخروج القوات المتصارعه من الموانئ ومن مدينة الحديدة وفق زمن محدد يتم الاتفاق عليه  لكن معظم الرؤي ركزت على أن يتم تسليم الأمن للقوات الأمنية وخفر السواحل الموجودة في كشوفات العام 2014 بموجب القانون اليمني وكذا التعامل وفق آلية معينة في حال انتهاء المدة وعدم التنفيذ.

 الحوثيون من جهتهم أصدر ما يعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى" التابع لهم مبادرة أحادية الجانب بخصوص حل مشكلة رواتب الموظفين في اليمن ككل. تنص تلك المبادرة بأن تتولى الحكومة التابعة لهم فتح حساب خاص في فرع البنك المركزي في الحديدة على أن تقوم بتوريد إيرادات الموانئ الثلاثة بالمحافظة إليه لصرف الرواتب. لكن ذلك الأمر لا يبدو أنه سيحل المشكلة لأن مجمل الخلاف هو حول بقاء القوات بالحديدة كما أن الحوثيين يرفضون ربط فرع البنك المركزي بالحديدة بالبنك ذاته بالعاصمة المؤقتة عدن.

برغم الركود الحاصل في الحديدة إلا أن التحالف يقوم بالتصعيد فيها من وقت لآخر وأستقدام التعزيزات العسكرية وحشد المرتزقة في محاولة لفرض شروطه ومحاولة للضغط على صنعاء وعلى المجتمع الدولي والتلويح بالخيار العسكري لحسم المعركة والسيطرة على الحديدة ومؤانئها. لكن مصير تلك المحافظة غير واضح بسبب التعقيدات الكثيرة الحاصلة والحسابات الخاصة للأمم المتحدة بشأن ملف اليمن والمنطقة ككل وفق مراقبين.

 وخلال الساعات الماضية تجددت المعارك في عدة مناطق بالحديدة كما استهدف التحالف عدة مواقع بغارات جوية جنوبي المحافظة.