عدن : انفلات أمني وحرب شوارع وإعدامات واختطافات ورعب بين المواطنين!

المرصاد نت - متابعات

تواصلت في عدن أعنف المعارك لليوم الرابع على التوالي مخلفة نحو 15 جريحاً وقتيل وأحد وسط صمت حكومي وتغذية خارجية.

وأفادت مصادر محلية بأن المعارك تدور بين أبناء حارتين في مديرية الشيخ عثمان والتي تتحول ليلاً إلى ما يشبه ساحة حرب تطورت إلى ثأرات مما وصفته وسائل إعلام في عدن بـ"حرب شوارع" وأفادت المصادر بمقتل المواطن أنور أمين أثناء خروجه من منزله بالمحاريق.

وكانت الاشتباكات اندلعت بعد العثور على جثة "محمد وجدي الكوني" من أبناء حي السيلة ملقاة بجانب دراجته النارية وسلاحه واتهم أقارب القتيل وأصدقاؤه أبناء حي المحاريق بقتله وعلى الفور"توجهوا إلى منطقة المحاريق واندلعت اشتباكات بين الفريقين وتستخدم في هذه المواجهات مختلف أنواع الأسلحة بما فيها القذائف الصاروخية.

وأشارت المصادر إلى أن شحنات أسلحة مختلفة تدفقت خلال اليومين الماضيين على مسلحي حيي السيلة والمحاريق بينها 50 قذيفة "آر بي جي" ومائة قطعة سلاح آلي وقذائف هاون وقنابل يدوية.

وشهدت المعارك التي تعيشها عدن منذ أيام تحولاً مخيفاً بعد انتقال المواجهات إلى اختطافات وإعدامات وذكر شهود عيان أن المواجهات تحولت إلى إعدامات مباشرة للأسرى مشيرين إلى قيام مسلحين بإعدام شباب واختطاف أُسر بأكملها إلى جهات مجهولة ولا يزال مصير العشرات من شباب مديرية الشيخ عثمان مجهولاً.

وكانت معارك هي الأعنف اندلعت بين مسلحين من حيي السيلة والمحاريق بسبب خلافات على عائدات الضرائب ومن يستلمها وتطورت المواجهات بعد ذلك إلى معارك بمختلف أنواع الأسلحة وبتغذية أطراف سياسية تحاول استغلال هذه المواجهات لتفجير الوضع بشكل كامل.

ومن شأن هذه المعارك التأثير على الوضع في عدن المتأزم أصلا بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي خصوصاً وأن الأخير أصدر تشكيل لجنة لمنع حكومة هادي من تنظيم مظاهرات وإجهاض محاولاتها لعقد جلسات البرلمان في المدينة.

إلى ذلك اقتحمت مجاميع تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً اليوم الأربعاء مقر وكالة الأنباء "سبأ" التابعه لجكومة هادي بمديرية التواهي وقامت بإنزال اللوحة وإخفاءها.

وبحسب إدارة الوكالة فقد هددت تلك المجاميع بالعودة مجدداً لاقتحام مقر الوكالة في حال ما تم تجهيزه للعمل وأضافت الوكالة أنها قامت برفع مذكرة بتفاصيل ما حدث إلى مجلس الوزراء ومكتب رئاسة الجمهورية.

 وقامت تلك المجاميع والتي رافقها طاقم الإعلام الرسمي للانتقالي الجنوبي بكتابة عبارات مناوئة لحكومة هادي ورافضة لعودة الوكالة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن كما قامت تلك المجاميع برفع العلم التشطيري على سطح الوكالة والتقاط الصور ومن ثم الانسحاب وأخذ اللوحة التعريفية الخاصة بالوكالة والتي تم إسقاطها.

ووصل الانفلات الأمني في مدينة عدن إلى حد كارثي بسبب انشغال الأجهزة الأمنية بالصراع بين مسؤولي حكومة هادي الموالية للسعودية والمجلس الانتقالي الموالي للإمارات والمناكفات التي لا تهدأ يوماً حتى تتصاعد في اليوم التالي.

الوضع الكارثي الذي تعيشه مدينة عدن وصل إلى قيام أهالي بعض إحدى الحارات بإعدام شخص من حارة أخرى لأنهم وجدوا جثة أحد جيرانهم وأقاربهم في حارة ذلك الشخص انتقاما ليس إلا، وهو الأمر المضحك المبكي في آن واحد حيث أن خلافات حكومة هادي والانتقالي ألقت بظلالها على المواطنين أنفسهم حيث يعتبر كل منهم الآخر خائناً وفقا لانتمائه للـ”شرعية” أو لـ”المجلس الانتقالي” ويتم تأطير كل طرف للآخر تحت هذه العناوين..

الجدير ذكره أن عدن تشهد اشتباكات مسلحة متواصلة بين قوات هادي وقوات المجلس الانتقالي في العديد من شوارعها الأمر الذي أعاد المدينة إلى مربع الصراع بين هذين المكونين إلى نقطة الصفر لتشهد عدن موجة دموية جديدة نتيجة الخلافات الحادة بين الحليفين السعودي والإماراتي في العديد من ملفات اليمن الاقتصادية والجغرافية.