أحداث الجنوب وأجندات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن!

المرصاد نت - متابعات

تسارعت الأحداث الدامية بين مرتزقة العدوان السعودي - الإماراتي في اليمن وتصدرت أحداث الصراع والاقتتال العنيف فيما بينهم جميع وسائل الإعلام فبعد حوادث عدن وأبين انتقل القتال الىAbuan2019.8.26 محافظة شبوة النفطية التي تمثل مركزاً مهماً للاطماع السعودية والإماراتية.

حيث يذهب العديد من المحللين إلى أن الاقتتال الحاصل اليوم بين القوات الموالية للسعودية من جهة والإمارات من جهة أخرى ياتي كنتيجة متوقعة للهزيمة المدوية لهذا التحالف الفضفاض غير المتجانس منذ البداية في حربة على اليمن وقد أدى طول الحرب الى نتائج عكسية على التحالف نتج عنها صراع بين الإمارات والسعودية من جهة وصراع بين المرتزقة على الأرض من جهة أخرى.

فبعد فشل العدوان والحرب التي كلفت الدولتين خسائر اقتصادية ومادية ومعنوية وعسكرية كبيرة رجحت على ما يبدو هذا الدول أن تتقاسم فيما بينها المناطق التي سيطرت عليها في الجنوب لذلك أختارت الإمارات عدن وبعض المناطق مثل أبين ولحج والساحل الغربي بينما تسعى السعودية للاستحواذ على المهرة ومارب وحضرموت وتشكل شبوة مركز صراع بين الدولتين نظراً لموقعها الاستراتيجي والاقتصادي لذلك عملت كل دولة على دعم طرف معين من المجموعات التي تواليها لمد نفوذها والسيطرة على هذه المحافظة.

يحاول التحالف تثبيت قواعد اشتباك جديدة بين الطرفين قائمة على تقاسم مناطق النفوذ بين الرياض وأبو ظبي ثم الذهاب إلى «مؤتمر جدة» الذي دعت إليه السعودية قبل أيام. وكرّر البيان المشترك الصادر ليل الأحد - الإثنين عن وزارتَي خارجية السعودية والإمارات التشديد على «سرعة الانخراط فيه» والذي من المتوقع أن يسفر عن تشكيل حكومة مناصفة بين حلفاء كلّ من الدولتين.

أفرزت الحرب الدائرة منذ أسبوعين بين «الانتقالي» وحكومة هادي واقعاً جديداً وثبّتت حدود النفوذ على الخارطة الجنوبية حيث ضمنت أبو ظبي من خلالها حصتها المتمثلة في السيطرة على مدينة عدن التي يمثل ميناؤها أحد أهم هواجس الإمارات لكونه يُعدّ منافساً لميناء دبي فضلاً عن سيطرتها على الممرّ الدولي المهم في باب المندب والجزر الجنوبية المطلّة على البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي والقرن الأفريقي.

وفي المقابل ضمنت الرياض السيطرة على المناطق الشرقية الغنية بالنفط والغاز إضافة إلى محافظة المهرة المحاذية لسلطنة عمان والتي حوّلتها السعودية إلى منطقة عسكرية وشرعت في تدشين مشروع مدّ الأنابيب النفطية عبرها من أراضي المملكة إلى البحر العربي. والجدير ذكره هنا أن هذا المشروع كان حلماً سعودياً منذ عقود وقد وجدت الرياض حالياً فرصتها الأمثل لتحقيقه مستغلّة ظروف الحرب وهشاشة حكومة هادي.

ويذهب العديد من اليمنيين إلى أن الصراع الحاصل اليوم بين السعودية والإمارات مجرد مسرحية فيما أبوظبي والرياض متفقتان حول التقاسم وقد اعدوا عملية التقاسم الحاصلة ويعتبرون ان القتال اليوم بين هذه المجموعات ما هو الا عمليات ترويض مصطنعة من قبل أبوظبي والرياض تؤججها بين المجموعات والفصائل والمليشيات التي تتبع هذه الدول لكي ترضى كل جماعة وفصيل بما تحت ايديهم من مساحات وأراضٍ ومن ناحية أخرى لا تريد السعودية والإمارات أن تظهر بشكل علني في الإعلام انها سبب تقسيم اليمن لذلك اصطنعوا هذا القتال لكي يظهر في الإعلام ان عمليات التقسيم الحاصلة هي نتيجة للاقتتال بين اليمنيين انفسهم وليس للسعودية والامارات اي يد في الموضوع.

كما أن الاقتتال الحاصل في الجنوب اليوم يمثل انهياراً كبيراً لتحالف العدوان وانكساراً لسياساته التوسعية وتلاشي المبررات الاعلامية التي كان يروج لها تحت اسم استعادة ما يسمى بالشرعية حيث اصبح القتال اليوم فيما بين قوى ما يسمى بالشرعية نفسها واصبح رئيسها محنطاً في غرفة بفندق في الرياض لا يستطيع حتى ان يصدر بياناً اوخطاباً بل ان قصره الذي بناه له السعوديون في عدن تم نهبه واقتلاع حتى الاحجار من اسواره وغرفه من قبل المؤيدين والمناصرين لهادي نفسه وهذا يعني نهاية حقبة من حقبات التحالف السعودي الاماراتي ودخول التحالف واليمن مرحلة جديدة من الصراع ولكن هذه المرة يمثل تحالف العدوان الحلقة الاضعف بعد فشل جميع رهاناته في اسقاط اليمن بشكل كامل.

الحرب الدائرة بين وكلاء العدوان في جنوب اليمن حرب ممنوع الانتصار فيها لأي طرف وقد أثبتت الأحداث أنها محكومة في نهاية المطاف بالخطوط الحمر السعودية. تحوّلت معارك عدن وأبين وشبوة إلى نزاع مناطقي بين ما كان يُعرف سابقاً بـ«الطغمة والزمرة»، اللتين تتمثلان في الوقت الراهن بمحافظتَي الضالع ولحج من جهة ومحافظات أبين وشبوة وحضرموت من جهة أخرى. واستعان «المجلس الانتقالي» في الأيام الماضية بـ«الحزام الأمني» (المتشكّل من أبناء الضالع وردفان ويافع) لمؤازرة «النخبة الشبوانية» مطلِقاً عملية عسكرية مشتركة تحت اسم «الأرض المحروقة» في محاولة للسيطرة على مركز المحافظة، مدينة عتق الأمر الذي عدّته قبائل شبوة استفزازاً كبيراً لها ما دفعها إلى التضامن مع فريق «الشرعية» وحزب «الإصلاح» وأدى بالتالي إلى فشل الهجوم وطرد المهاجِمين من كامل مديريات المحافظة. والجدير ذكره هنا أن «الشرعية» استنفرت كامل قواتها لهذه المعركة واستقدمت تعزيزات من محافظة مأرب الشمالية في وقت وصل فيه رئيس وزراء حكومتها معين عبد الملك ووزير داخليته أحمد الميسري بمواكبة سعودية إلى مدينة عتق عصر الأحد الماضي.

ومهما كانت الاحداث والنتائج الحاصلة في جنوب اليمن اليوم حول موضوع التقسيم ونجاح هذه الدول في تنفيذ مخططاتها التفتيتية غير ان هذه السياسة قد لا تنجج ويكون لها انعكاسات سلبية أخرى على الرياض وابوظبي خاصة مع تضاعف قوة الجيش واللجان الشعبية وما يقومون به من استهداف للعمق السعودي والإمارتي كما أن القوى أيضاً التي تتبع الإمارات والسعودية في الجنوب اصبحت في حالة تذمر خاصة مع طول الحرب وقلة المصالح المادية التي تحصل عليها من قبل هذا الدول كما ان تغذية الصراع بين قوى المرتزقة حتى لو كان ترويضيا سوف يمتد لسنوات وهذا يشكل استنزافاً مادياً كبيراً لهذه الدول ما سيؤدي في نهاية المطاف ألى انعكاسات سلبية على أبو ظبي والرياض

المزيد في هذا القسم: