القوات السعودية تتولى السيطرة على محافظة عدن !

المرصاد نت - متابعات

قالت أربعة مصادر مطلعة إن القوات السعودية تولت السيطرة على مدينة عدن في جنوب البلاد في إطار جهود لإنهاء نزاع على السلطة بين حكومة هادي المدعومة من الرياض والانفصاليينbAdennanana2019.10.12 الجنوبيين. وبدأت الإمارات شريكة الرياض الرئيسية في التحالف  العسكري الذي تقوده ضد اليمن الأسبوع الماضي في سحب قواتها من عدن فيما بدا أنها خطوة لتمهيد الطريق أمام اتفاق لإنهاء الأزمة.

وتدعم الإمارات الانفصاليين في جنوب اليمن والمشاركين أيضا في التحالف الذي تدخل في بلادهم في 2015 لإعادة حكومة هادي إلى السلطة بعد أجبرها على الخروج من العاصمة صنعاء. لكن في أغسطس آب تحول المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لحكم ذاتي في الجنوب ضد حكومة هادي وسيطر على عدن التي اتخذتها مقرا مؤقتا لها مما تسبب في اندلاع اشتباكات أوسع نطاقا وفتح جبهة جديدة في الحرب.

وقال مسؤولان يمنيان لرويترز إن السعودية نشرت الأسبوع الماضي المزيد من القوات لتحل محل القوات الإماراتية في مطار عدن وفي القواعد العسكرية بالمدينة وذكر مصدران مطلعان آخران أن قائداً سعودياً تسلم رسمياً المهام هناك الأسبوع الماضي مما يسمح له بالإشراف على الأمن في المدينة وضواحيها. ولم يرد متحدث باسم التحالف ولا الحكومة الإماراتية على طلب بالتعليق بعد.

واستضافت السعودية محادثات غير مباشرة لمدة نحو شهر بين حكومة هادي وقادة الانفصاليين الجنوبيين. وقالت مصادر إن الجانبين يوشكان على الاتفاق على مقترح سعودي يمنح المجلس الانتقالي الجنوبي مناصب في مجلس الوزراء ويضع قوات الانفصاليين تحت أمرة حكومة هادي.

وفي سياق متصل عاودت الإمارات مجدداً تصعيدها في محافظة أرخبيل سقطرى بشكل كبير بالتزامن مع توتر آخر تعيشه المحافظات الجنوبية أبرزها شبوة وعدن وصمت سعودي يثير كثير من التساؤلات حول تواطؤها مع تلك الممارسات. وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" أعلنت حملة عالمية للحفاظ على سقطرى وحمايتها من العبث الذي يتهدد تاريخها وتراثها الطبيعي والإنساني، وذلك بعد يوم واحد من تصعيد أبوظبي في الجزيرة.

 على إثر ذلك اقتحم مسلحون يتبعون ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي مقر شرطة النجدة في سقطرى وقاموا بنهب محتوياته بتواطؤ من مدير أمن المحافظة المقال علي الرجدهي بحسب ما أورده مصدر محلي بسقطرى. وأحبطت القوات الحكومية ذلك التمرد الذي قاده مدير الأمن المقال الرجدهي الموالي للإمارات، والذي رفض التوقف عن مزاولة عمله. وأبرم التحالف اتفاقا بين السلطة الشرعية في سقطرى والعناصر المتمردة هناك التي يقودها الرجدهي تضمن نقاطا كثيرة أبرزها إعطاء مهلة لمدير الأمن المُقال إلى الأحد، ليسلم الختم الرسمي للمسؤول الجديد.

 توالت عقب ذلك ردود أفعال مختلفة رافضة لجر سقطرى للعنف فقد أكد شيخ مشايخ محافظة سقطرى الشيخ عيسى بن ياقوت رفضهم تدخل الإمارات في الشؤون الداخلية في الجزيرة ودعا أبناءها إلى الاصطفاف في وجه أي محاولات خارجية لزرع الفتنة والاقتتال الداخلي بين أبناء المجتمع الواحد. من جهته حذر رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى السلطان عبد الله عيسى بن عفرار ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا من استخدام القوة وفرض أمرض واقع في الجزيرة.

 الإمارات لن تترك سقطرى بسهولة كونها دولة قائمة على التبادل التجاري والهيمنة على الموانئ ونظرا لوقوع الجزيرة في منطقة محورية وحساسة، خاصة بعد أن جعلتها أبوظبي أهم هدف بعد السيطرة على ميناء عدن. حيث أن التصعيد الأخير في سقطرى هو نتيجة امتداد للصراع بين الحكومة والإمارات منذ 2016، وقد عاد للواجهة بعد قيام الحكومة بتغيير مدير الأمن السابق نتيجة لتواطئه بالعمل لصالح المشروع الإماراتي الهادف في توطين مليشيات عسكرية خارج إطار الأمن.

 أما عن دور السعودية في الأزمة بالجزيرة  فأنها كالعادة تحاول احتواء الصراعات المستمرة بين الحكومة والإمارات. لكن ذلك لا يعني أن الدولتين متطابقتين في الرؤى فيما يحدث في عدن أو سقطرى "لكن السعودية لا تريد أن تترك الشرعية تنهار ولا ترك الإمارات تستحوذ على كل شيء، وهذا ما يجعل موقفها في حالة جدال لدى المراقبي ومحاولة البحث عن سؤال هل هي مع الشرعية ضد أبوظبي أم مع الأخيرة ضد الحكومة". وتبدو هناك حالة من الانسجام في المواقف بين السعودية وأبوظبي بشأن حوار جدة خاصة مع تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش الأخيرة، الذي أكد دعم بلاده الكامل لمفاوضات جدة التي ترعاها الرياض.

إلى ذلك قالت مجلة الاقتصاد الإيطالية المستقلة " Altreconomia" أول أمس السبت إن الإمارات احتلت قرابة خمسة عشر منطقة في جزيرة "سقطرى" حديقة التراث في الأرض. وأشارت في التقرير الذي نشرته للكاتب المختص في شؤون البيئة "فابيو بالوكو" أن ما قامت به الإمارات في هذه الحديقة العالمية ازدراء للقيود البيئية الموجودة على هذه الأراضي. وأضاف التقرير أنها احتلت المناطق وسارعت إلى إنشاء المباني والثكنات العسكرية في قلب الحديقة. وأوضح أن الممارسات الإماراتية جاءت بعد أن حصلت على الضوء الأخضر من التحالف  السعودي ضد اليمن منذُ مارس 2015 لاحتلال الجزيرة.

وأشار إلى أنه منذُ ذلك الحين لم يعد بالإمكان الوصول إلى جزيرة "سقطرى" من مطار صنعاء وأصبح في الواقع مغلقًا أمام السياح. ووفقا للتقرير فإن جزيرة "سقطرى" تقع على بعد 350 كيلومترًا من النزاع الدائر في اليمن الذي تنتمي إليه وهي حديقة ذات تراث طبيعي غير عادي تعترف به اليونسكو. ومع ذلك فإن مصالح الأطراف الفاعلة في الحرب تعرض الحديقة وتراثها للخطر. وتمتد الجزيرة على مساحة 3600 كيلومتر مربع تقريبًا و2500 كيلومتر من الشريط الساحلي حيث يبلغ ارتفاعها أكثر من 1500 متر فوق مستوى سطح البحر.

ويعمل سكان الجزيرة في مجال تربية الأغنام والزراعة وصيد الأسماك وتقع على بعد 350 كيلومتراً من اليمن التي تنتمي إليها و300 من الصومال. وأكد التقرير أن الجزيرة أقرب إلى افريقيا من الشرق الأوسط مما جعل موقعها الخاص وظروفها المناخية القاسية التي تهب عليها الرياح القوية على مدار العام جعلها حديقة على الأرض تتمتع بالحماية كمتنزه طبيعي. ومنذ عام 2003 تم الاعتراف بها كمحمية بشرية ومحيط حيوي وفي عام 2008 أصبحت موقع تراث عالمي لليونسكو. مزايا معترف بها بحكم التراث الطبيعي الفريد حيث يوجد بداخلها 825 نوع من النباتات منها 307 مستوطنة (من بينها Dracena وDracaena cinnabari) أو شجرة دم التنين).

ولفت إلى أن أحد عشر نوعًا من الطيور المستوطنة، و 230 نوعًا من الشعاب المرجانية، و 730 نوعًا من الأسماك وأكثر من 300 نوع من الرخويات والقشريات ، بما في ذلك سرطان البحر والقريدس والكركند  بالإضافة إلى أنواع حيوانية أخرى. وأكد تقرير المجلة الإيطالية أن الجنة التي يقارنها علماء الطبيعة بجزيرة غالاباغوس الإسبانية أصبحت في خطر شديد بسبب عمل الامارات.

المزيد في هذا القسم: