انسحاب القوات السودانية والإماراتية.. هل نفذت الإمارات كل أجندتها باليمن؟

المرصاد نت - متابعات

تستكمل السعودية عملية انتشارها في محافظة عدن وفقاً لاتفاق مسبق مع الإمارات التي أعلنت أمس رسمياً خروجها من المحافظة. وقالت مصادر محلية أمس إن قوات سعودية تضمّ آليات Army UAE2019.10.31عسكرية وجنوداً وصلت إلى مدينة عدن جنوب البلاد عبر ميناء الزيت عقب إعلان إعادة تموضع قوات «التحالف» في المدينة الجنوبية. ونشر شهود صوراً ومقاطع فيديو لأرتال سعودية تضمّ حوالى 40 مدرعة وآليات وجنوداً وهي تشقّ طريقها على الخطّ البحري عقب وصولها إلى ميناء الزيت غربي عدن قبل أن يبدأ توزيعها على مطار المدينة ومينائها والمقرّ الرئيسي لقوات «التحالف» في مديرية البريقة في حين يُرجّح تمركز بعض هذه القوات في القصر الرئاسي في منطقة معاشيق في مدينة كريتر جنوباً.

وتلك هي أول دفعة من القوات السعودية تصل عبر البحر عقب مغادرة القوات الإماراتية قواعدها في عدن ولحج، بعد تمركزها هناك لأكثر من 4 أعوام. وسبق قدومَ الدفعة السعودية الثانية وصولُ عشرات من الجنود السعوديين منذ أسبوع على متن طائرة نقل عسكرية إلى مطار عدن الدولي. وفيما يُنتظر قدوم تعزيزات سعودية إضافية إلى عدن للانتشار في مواقع استراتيجية داخل المدينة عُلم أن القوات السعودية ستتخذ من معسكر «التحالف» في البريقة وقاعدة العند الجوية في لحج (60 كلم شمالي عدن) مقرّاً رئيساً لها. وكانت الإمارات قد سحبت معظم قواتها من عدن (باستثناء بضعة ضباط لا يزالون في مقرّ «التحالف» في البريقة) وذلك بموجب «اتفاق جدة» الذي وُقّع عليه بالأحرف الأولى في الرياض، بعد مفاوضات صعبة بين حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي و«المجلس الانتقالي الجنوبي».

وجاء تعزيز القوات السعودية في عدن في وقت أعلنت فيه الإمارات للمرة الأولى بشكل رسمي عودة قواتها من محافظة عدن بعد تسليمها للقوات السعودية واليمنية. وقالت قيادة القوات المسلحة الإماراتية في بيان إن «عملية تسليم عدن إلى القوات السعودية واليمنية تمت بمسؤولية ووفقاً لاستراتيجية عسكرية ممنهجة وانتهت بنجاح تام». وأشار البيان إلى أن «القوات الإماراتية والسعودية تمكّنت من تأهيل وتدريب وتسليح القوات اليمنية بالشكل الذي يُمكّنها من القيام بواجباتها العسكرية في مرحلة التسليم» مضيفاً إن «القوات السعودية واليمنية ستتولّى خلال المرحلة المقبلة مهمة تأمين المدينة والاستمرار في المحافظة على المكتسبات التي تحققت» متابعاً أن «القوات الإماراتية ستواصل حربها على التنظيمات الإرهابية في المحافظات اليمنية الجنوبية والمناطق الأخرى».

وترافق صدور هذا البيان مع تسلّم قوة من ميليشيا «حراس الجمهورية» بحضور قائدها طارق محمد عبد الله صالح (نجل شقيق الرئيس السابق) الأمن في جزيرة زقر جنوبي البحر الأحمر من القوات الإماراتية عقب انسحاب الأخيرة منها وفقاً لما نقلته «الأناضول» عن المتحدث باسم ما تسمى «القوات المشتركة» في الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش. وأعلن الدبيش أن «قوات خفر السواحل اليمنية دشنت عملها في زقر يوم الثلاثاء عقب خروج القوات الإماراتية منها» مضيفاً إن «الإمارات درّبت أكثر من ألف و500 جندي من قوات خفر السواحل وزوّدتهم بزوارق وأسلحة دفاع جوي». والجزيرة المذكورة هي إحدى أكبر الجزر اليمنية؛ إذ تبلغ مساحتها نحو 185 كيلومتراً مربعاً وهي تتمتع إلى جانب جزيرة حنيش بأهمية استراتيجية لإشرافهما على الممرّ المائي الدولي. وكانت القوات الإماراتية قد أعلنت نهاية تموز/ يوليو الماضي انسحابها من زقر ضمن التوجّه الذي أعلنت عنه سابقاً لتقليص وجودها العسكري في اليمن لكن بقي ضباط وجنود إماراتيون في الجزيرة لتدريب عناصر الميليشيات الموالية لأبو ظبي.

انسحاب شكلي فقط.. هل نفذت الإمارات كل أجندتها باليمن؟

أعلنت الإمارات سحب قواتها من عدن وأشارت مع ذلك إلى بقاء قواتها في المحافظات اليمنية الجنوبية الأخرى؛ بذريعة محاربة الإرهاب فما أبعاد هذا القرار وتبعاته؟ السعودية والإمارات انهزمتا أمام اليمنيين ولذلك كان انسحاب الإمارات أمرا منطقيا وبيان الإمارات يبين أنها تخلت عن السعودية ولن تحارب بعد الآن حيث أن الإمارات تريد أن تجنب نفسها أجندة الاستهداف على الصيغة السعودية وهي تذهب باتجاه إعادة صياغة الجنوب بالشكل الذي أرادته وذلك بإعادة إنتاج شرعية بأجندة تتواجد فيها أذرع الإمارات أن الأمر انتهى بانتصار اليمنيين بدليل أن الإمارات والسعودية تحاولان إيجاد تفاهمات مع صنعاء..!Soudanain2019.10.31

 كما أن الانسحاب شكلي فقط؛ فالإمارات لا زالت متواجدة، بدليل تواجد ثلاث كتائب إماراتية وسيطرتها على عشرات السجون فضلا عن إحكامها السيطرة على مطار الريان. والإمارات متناقضة في تصريحاتها؛ فتارة تقول إنها قامت بإعادة تموضع وأخرى تدعي أنها انسحبت في حين تصرح أحيانا بأنها لن تنسحب إلا بتوجيه من السعودية كما أعلنت في بيانها أنها باقية لمكافحة الإرهاب هذا التناقض يؤكد التخبط الذي تعيشه؛ لأنها تلعب على عدة اتجاهات أما مكافحتها الإرهاب فهي مجرد استثمار سياسي من أجل كسب تعاطف أميركا.

الإمارات انسحبت من المناطق التي تعتبر أنها أنهت مهمتها فيها وهي ليست بالحاجة لقول شيء وتنفيذ شيء آخر. كماأن تواجد قوات بالمحافظات الجنوبية ليس بسبب أطماع في اليمن، وذلك مجرد اتهامات باطلة، لأن تواجد الإمارات بالمحافظات الجنوبية سببه تبريرات أمنية فقط.

انسحاب القوات السودانية أيضاً ......

أثار سحب القوات السودانية من اليمن بشكل مفاجئ، حسب مصادر إعلامية تكهنات كثيرة عن الدوافع والأسباب سيما أنه يتزامن مع انسحاب مماثل للإمارات من عدن وتوجهات من جانب السعودية للحلول السلمية. كما أن عملية السحب تتم وسط جدل واسع داخل السودان حول مشاركة قواته باليمن ومخاوف من "لعبة المحاور" الإقليمية أي أن يكون السودان مع طرف ضد آخر.

 وقالت وسائل إعلام سودانية إن نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني محمد حمدان دقلو أعطى أوامر بسحب 10 آلاف من القوات السودانية في اليمن. وذلك في اجتماع ثلاثي شهد حضور ممثلي مجلسي السيادي والوزراء وقوى الحرية والتغيير بالقصر الرئاسي. وأشارت المصادر إلى أن دقلو، أكد أنه لن يتم إرسال قوات بديلة عن القوة المنسحبة، قائلا: "الانسحاب التدريجي للقوات السودانية من اليمن قد بدأ فعليا".

 ويرى المحلل السياسي حسن بركية ان قرار سحب القوات السودانية من اليمن أو تقليصها مرتبط بعاملين "خارجي وداخلي". وأن العامل الخارجي كان حاسما في سحب هذه القوات ومرتبط تحديدا بالضغوط الدولية على السعودية لإيجاد حل سلمي للقضية اليمنية" يضاف إلى ذلك "كلفة الحرب الاقتصادية الباهظة على الدول الخليجية".

 ولا توجد حصيلة رسمية عن عدد القوات السودانية المشاركة في اليمن لكن بعض المصادر تشير إلى ما بين 30-40 ألفا وغالبيتها من قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في دارفور غربي السودان وخلال السنوات المنصرمة حشد دقلو الآلاف من هذه القوات للقتال في اليمن نيابة عن السعودية والإمارات اللتين تمثلان الركيزة الأساسية في التحالف العسكري السعودي الذي تشكل عام 2015م.

 وقد تزامن الانسحاب السوداني من اليمن مع انسحاب مماثل للقوات الإماراتية.ويرى بركية أن ثمة "رابط بين القراراين الإمارات دولة رئيسية في التحالف العسكري ضد اليمن اعتقد أن هناك تنسيقا. عملية الانسحاب لم تكن عشوائية". وأوضح مسؤولان سودانيان يوم الأربعاء أن دقلو اتفق مع السعودية على عدم استبدال القوات العائدة للسودان في ظل تراجع القتال البري في الأشهر الأخيرة.

وفيما يتعلق بالعوامل الداخلية التي يرى بركية أنها "عجلت" بقرار السحب من اليمن فيشير إلى "استياء قطاعات واسعة من الشعب السوداني من مشاركة هذه القوات في اليمن، وما سببته في خسائر بشرية فادحة في صفوفها". وأوضح بركية أن الأصوات المتزايدة في السودان بضررورة ابتعاد "سودان ما بعد الثورة من لعبة المحاور الإقليمية كان لها أيضا دور في عملية السحب من الحرب اليمنية".

 ويقول مسؤولو الجيش إن القوات السودانية تركزت في المناطق الحدودية مع السعودية لصد أي هجوم على المملكة وتوقع بركية أن تمم عملية الانسحاب تدريحيا مؤكدا أن "الانسحاب كليا غير ممكن من الناحية الفنية واللوجستية". لكن المحلل السوداني لم يستبعد إبقاء بعض الجنود "بغرض تدريب القوات اليمنية في ظل استمرار الأزمة والتباس المسارات السياسية". ولم يعلق التحالف السعودي على قرار سحب القوات السودانية.

صنعاء :  سنعلن السبت حجم خسائر القوات السودانية

إلى ذلك قالت صنعاء إنها ستعلن السبت " غداً " عن حجم الخسائر التي تكبدتها القوات السودانية المشاركة ضمن التحالف العسكري السعودي ضد اليمن. وقال المتحدث العسكري يحيى سريع - في بيان له - إنه سيعقد السبت مؤتمراً صحفياً (في صنعاء) "للحديث عن خسائر القوات السودانية في مختلف الجبهات باليمن منذ بدء المشاركة السودانية بالعدوان الغاشم على بلدنا" ..

وأضاف "خلال المؤتمر سيتم الكشف بمعلومات تفصيلية عن حجم القوات المشاركة وأماكن تواجدها". وتابع "سيتم أيضا كشف المهام المسنودة إلى هذه القوات من قبل تحالف العدوان . وبشكل متكرر أعلنت صنعاء في أوقات سابقة مقتل وجرح وأسر مئات الجنود السودانيين خلال مشاركتهم بالمعارك الدائرة في مختلف الجبهات الحدودية والساحل الغربي بينما لم يعلق السودان على ذلك.

 

 

المزيد في هذا القسم: