المرصاد نت - متابعات
عندما أذاع المتحدث باسم الجيش السوداني بيان مشاركة بلاده في تحالف حرب اليمن مارس/آذار 2015م كان الموقف جلياً للحد الذي دفع البعض لاعتبار البيان معبراً عن التحالف برمته. لكن التضارب يبلغ الآن مبلغا يطال كل شيء خاصة بعد الحديث عن الخسائر من القتلى والمفقودين والجرحى والأسرى في تلك الحرب. وغالب المعلومات التي تنبني عليها كل التقديرات الخاصة بالجنود السودانيين في اليمن صدرت عن قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان حميدتي.
وكشف حميدتي - أمام حشد جماهيري في يونيو/حزيران الماضي - أن عدد القوات في اليمن يصل إلى ثلاثين ألف مقاتل وها هو يعلن عن بدء انسحابها من هناك خلال اجتماع تنسيقي بين مجلسي السيادة والوزراء وقوى الحرية والتغيير الثلاثاء الفائت.
ويرجح الخبير الإستراتيجي اللواء متقاعد أمين إسماعيل مجذوب أن تكون قيادة القوات المسلحة قد أخضعت تجربة المشاركة في تحالف حرب السعودية والإمارات باليمن للتقييم والتقويم وأصدرت قرارا بسحب القوات كإجراء فني داخل الجيش. ويشير مجذوب إلى أن ثمة تسوية دولية وإقليمية تتجه لإنهاء الأزمة بعد أن سحبت الإمارات جنودها من اليمن. ويقول إن سحب القوات بدون بديل يعني اكتمال المهمة وربما تبقى قوات أخرى ذات مهام مغاير وهو ما يستدعي الفصل بين القوتين لاختلاف المهام.
وكان حميدتي قد أفاد خلال الاجتماع الثلاثي بأنه سيتم سحب عشرة آلاف جندي من اليمن وليس هناك بديل لهم حيث اعتادت قيادة القوات المسلحة إبدال قواتها من وقت لآخر. ويقول الخبير "بما أن المشاركة جاءت باتفاق فإن سحبها أيضاً لا بد أن يكون باتفاق بين الدولة الراغبة في الانسحاب وبقية دول التحالف". وزاد "ربما السودان لديه نية بإبلاغ التحالف بالانسحاب قريبا".
والمؤكد أن المحللين تعاملوا مع تصريحات حميدتي المسربة ببدء انسحاب القوات السودانية على محمل الجد خاصة وأنه لم يصدر أي نفي بعد مرور أسبوع. وبحسب مصدر من داخل قوى الحرية والتغيير كان طرفا بالاجتماع فإن حميدتي أعلن معلومة الانسحاب من اليمن في سياق تذمره من حملة قال إنها تستهدف قوات الدعم السريع. وأبلغ المصدر بأن عضوا من المكون العسكري بمجلس السيادة عاتب حميدتي عقب الاجتماع على إفشائه معلومة الانسحاب.
ويشير المقدم المتقاعد محمد خليل الصائم أستاذ الدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية بالجامعات إلى أن عدم صدور تكذيب أو نفي من حميدتي أو قوات الدعم السريع يعني بالضرورة صحة التسريبات. وطبقا لرقيب أول في الاستخبارات العسكرية فإن حميدتي بالفعل صرح تحت تأثير الغضب بسحب عشرة ألف مقاتل لكن الصحيح أنه سيتم سحب عشرين ألفا مع الإبقاء على قوات ذات مهام غير قتالية.
ومنذ إعلان الرئيس المخلوع عمر البشير المشاركة في "عاصفة الحزم" عارضت قوى سياسية القرار ليتزايد الرفض الشعبي لهذه المشاركة بعد نجاح الثورة. وعاد الأكاديمي الصائم ليؤكد أن السودانيين غير راضين عن هذه المشاركة لأنها لا تخدم الأمن القومي ولا المصالح السياسية والاقتصادية وكانت وفق نظرة خاطئة وشخصية من البشير وغير إستراتيجية. ويتابع "القرار اتخذ قبل أربع سنوات بدواعي الدفاع عن الحرمين الشريفين وهو الآن بمثابة قارب يشرف على الغرق بعد أن تبين أنها مجرد حرب سياسية دمرت اليمن واستمرت لسنوات بدلا عن ستة أشهر".
وبما أن كل المعلومات - وفقا للخبير اللواء مجذوب - بنيت على أرقام أطلقها حميدتي فإنه سيكون مفهوماً عدم إفشاء المعلومات المتعلقة بعدد القوات باليمن والقتلى. لكن قائداً رفيعا بالدعم السريع يؤكد إن حديث قائده "حميدتي" عن سحب عشرة ألف مقاتل لا يمثل رقماً كبيراً بالمقارنة مع عدد القوات السودانية المتواجدة باليمن.
قتال الجيش السوداني في اليمن أمر غير شرعي
إلى ذلك قال نائب رئيس “حزب الاصلاح الآن” السوداني والبرلماني السابق حسن عثمان رزق إن ذهاب الجيش السوداني للحرب خارج البلاد بدون أخذ موافقة البرلمان أمر غير شرعي. وأشار إلى أن البرلمان السوداني لم يوافق على إرسال القوات السودانية للمشاركة مع التحالف في الحرب على اليمن.
ورد نائب رئيس حزب الاصلاح الآن السوداني حول مزاعم تواجد القوات السودانية في اليمن بغرض الدفاع عن الحرمين الشريفين قائلا إن “الكل يعلم أن الحرمين لا توجد في اليمن” وأن قوات الحوثيين لديها القدرة على تسيير الطائرات والصواريخ الباليستية لكنهم لم يوجهوا أي ضربة جوية على مكة أو المدينة. وأكد ما ورد على لسان متحدث قوات الحوثيين في مؤتمره الصحفي أمس حول أواصر الإخاء التي تجمع الشعبين السوداني واليمني، قائلا: إن لبلاده علاقة قوية مع اليمن مضيفا أن هناك يمنيين عاشوا في السودان بسلام وسودانون درّسوا أبناء اليمن.
ولفت إلى أنه كان يجب على السودان أن يكون “جزء من الحل في اليمن لا جزء من المشكلة” وأن الخرطوم أخطأت حينما شاركت في الحرب على اليمن بهدف خطب ود السعودية، فيما هناك دول تتمتع بصداقة جيدة مع الرياض برغم أنها لم ترسل جنديا واحدا للقتال في صفها باليمن. وأشار حسن عثمان رزق إلى أن جيشهم ليس معني بإعادة الشرعية التي أدعى التحالف أنه جاء لإعادتها وأن ذلك لا يستند إلى أي شرعية حقيقية.
التدخل السوداني في اليمن :
بداية التدخل السوداني في حرب اليمن كان بوصول الدفعة الأولى من القوات إلى مدينة عدن في منتصف أكتوبر 2015م وكان مبرراً الخطوة على لسان الصوارمي أحمد سعد الناطق باسم القوات المسلحة حينها بأﻥ “ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻜﺘﻮﻑ ﺍﻷﻳﺪي ﻭﺍﻟﺨﻄﺮ ﻳﺤﺪﻕ ﺑﻘﺒﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻬﺒﻂ ﺍﻟﻮحي ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ” وأضاف سعد ” إن ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺔ الأمة ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺕ ﻭﻗﺒﻠﺔ الأمة ﺍلإسلامية”.
ويرى عديد المراقبين أن مشاركة القوات السودانية والبرية تحديدا البرية جاء بعد أن تبين أن آلاف الغارات الجوية لقوات ما يسمى بالتحالف “التي دمرت سلاح الجو اليمني والكثير من قواعده العسكرية والبنى التحتية” ليست كافية لتحقيق الأهداف المعلنة منذ بداية الحرب في 26مارس 2015.
تشير تقديرات غير رسمية سودانية إلى أن العدد الحقيقي للقوات السودانية المشاركة في حرب اليمن يقترب من ثلاثون آلاف جندي وفقا لتقرير لصحيفة نيويورك تايمز وأن 40 % من الجنود أطفال يدربون في مناطق على الحدود مع السعودية يتسلمون رواتب تعادل 480 دولارا شهريا للمبتدئ البالغ من العمر 14عاماً وخمسمائة وثلاثين دولارا للضابط ويتلقى المقاتل بعد ستة أشهر من العمل عشرة آلاف دولار وأضافت الصحيفة الأميركية أن أعمار الأطفال المجندين ما بين الرابعة عشر والسابعة عشر.
وبخصوص نوعية القوات المشاركة أشارت صحيفة نيويورك تايمز أن السودان أعلن مشاركة أربع طائرات ضمن قوات التحالف وقد تضاءلت مشاركة القوات الجوية السودانية في اليمن حتى وصلت إلى أقل من واحد في المائة ولم تعد تنفذ غارات.
تشير تقارير إلى أن القوات السودانية المنخرطة في الحرب على اليمن تتشكل من القوات الخاصة وقوات إسناد تابعة للقوات البحرية ولكنها بأعداد محدودة مقارنة بالغالبية العظمى من قوات الدعم السريع ذات التكوين شبه القبلي وهي مليشيات محلية اشتهرت بإسم “الجنجويد” وقد سبق واتهمت قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على نطاق واسع عندما استخدمها النظام السوداني أثناء حربه في دارفور.
ويعتقد أن استخدام قوات الدعم السريع كان مقصودا من قبل قوات التحالف “السعودية والإمارات” لما عُرف عن تلك القوات بأنها تمتاز عن بقية التشكيلات العسكرية بقدرتها على الحركة السريعة والمباغتة والقتال من على سيارات الدفع الرباعي بتسليح متوسط وخفيف، وهي بطبيعتها قوات هجومية لا تعتمد كثيراً على التكتيكات الدفاعية الحذرة للجيوش النظامية وتتنقل بسرعة في المناطق المفتوحة وربما تكون هذه الطريقة في القتال أكثر ملائمة لطريقة الحروب القبلية اليمنية التي تعتمد نفس الطرق والتكتيكات.
خسائر الجيش السوداني:
تتولى القوات السودانية حراسة القواعد الإماراتية في جنوب اليمن كما يتخذها التحالف وقودا لمدافعه في معركة الساحل الغربي بمدينة الحديدة حسب ما تقوله صحيفة لوموند الفرنسية. ويذكر مركز ستراتفور الاستخباراتي الأمريكي أنه وخلال أي هجوم بري يستند التحالف على القوات السودانية لان المتوقع أن هناك خسائر بشرية عالية وسط القوات المهاجمة ولم يعد خافيا على أحد أن أعداد القتلى في الجيش السوداني في تزايد مع مرور الوقت وخلال مقابلات أجريت مع عدد من المقاتلين العائدين من الحرب يشير هؤلاء أن الضباط - سواء السعوديين منهم أو الإماراتيين - يقودون المقاتلين السودانيين عن بعد بشكل شبه كامل موجهين إياهم للهجوم أو التراجع من خلال سماعات الراديو وأنظمة تحديد المواقع GPS المتوافرة لدى الضباط السودانيين المسؤولين عن الوحدات وذلك كي يحافظوا على مسافة آمنة تفصلهم عن خطوط المواجهة والقتال.
وعلى مدى 4 أعوام من القتال ظل عدد القوات المنخرطة غير معلن إلى أن كشف قائد قوات الدعم السريع السودانية نائب رئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان حميدتي أن قوام قوات بلاده المشاركة في حرب اليمن بلغ 30 ألف جندي معظمهم من قوات الدعم السريع. وتتضارب الأرقام تجاه أعداد القتلى في صفوف الجيش السوداني في حرب اليمن فالمعلن رسميا يحدد القتلى بـ 412 بينهم 14 ضابط حتى سبتمبر 2017م بينما يقدر مصدر في الحكومة السودانية عدد الذين قتلوا بـ 850 ضابطا وجنديا حتى يونيو 2018.
بالمقابل أعلن المتحدث بإسم القوات المسلحة اليمنية في صنعاء العميد يحيى سريع أن أعداد القتلى في صفوف القوات السودانية يقدر بأربعة آلاف و253 قتيل فيما تجاوز أعداد الجرحى الأربعة آلاف وعرض سريع خلال مؤتمر صحفي عقد في 2 نوفمبر الجاري فيديو تسجيلي لعدد من الأسرى السودانيين.
مناورات نظام البشير :
خلال الثلاثة العقود الماضية وتحديداً منذ وصول الرئيس السابق عمر البشير إلى سدة الحكم لم تشهد العلاقات ما بين الخرطوم والرياض تطوراً ايجابياً واضحاً كما شهدته العلاقة في السنوات الأخيرة وسعى البشير إلى تبديل تحالفاته الإقليمية ولو ظاهريا بعد أن كانت الخرطوم تتميز بعلاقات ايجابية مع قطر وإيران وتركيا خلال سنوات طويلة. وسعت الخرطوم إلى تحسين العلاقة مع كلاً من المملكة السعودية ودولة الإمارات في مسعى إلى تخفيف طوق العزلة الدولية بعد سنوات من القطيعة فخلال عقدين من الزمن كانت الولايات المتحدة تعتبر حكومة البشير راعية للإرهاب، بالإضافة إلى إصدار “المحكمة الجنائية الدولية” أوامر باعتقال البشير، واتهامه بالإشراف على جرائم الحرب في دارفور.
وانقطع التمويل الدولي عن السودان بدرجة كبيرة في العقود الماضية بسبب عقوبات أمريكية -رفعت مؤخرا- وواجه اقتصاد البلاد صعوبات منذ انفصال الجنوب في عام 2011 آخذا معه ثلاثة أرباع إنتاج السودان من النفط مصدر العملة الصعبة للبلاد. بالمقابل أبقت السعودية والإمارات على مسافة مع نظام البشير مرتابين في جذور البشير الممتدة إلى الإسلام السياسي وعلاقات السودان مع إيران وقطر منافسي السعودية الإقليميين.
ويرى عدد من المراقبين أن التورط في حرب اليمن قد مكن البشير إلى حد ما من الحصول على دعم اقتصادي ودبلوماسي سعودي إماراتي في بادي الأمر، ولكن ذلك لم يستمر طويلا خاصة مع ترنح الاقتصاد السوداني مجدداً، ولهذا لم يكن غريباً أن يناور نظام البشير بالضغط على ما يسمى بالتحالف السعودي في جدوى مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن.
وفي هذا السياق هدد وزير الدولة بوزارة الدفاع، الفريق أول علي محمد سالم ( في عهد البشير) بقوله “بأن السودان لا يخفي حقيقة قيامه بدراسات تشمل الزوايا المختلفة وتقييم للمشاركة وتحديد سلبياتها وإيجابياتها للخروج بنتائج نهائية وخطوة ثانية بشأن مصير قواته في اليمن” وأشار الوزير سالم إلى “أن الخرطوم “تعيد تقييم” المشاركة في ضوء استقرار السودان ومصالحه” لكن سرعان ما تم التراجع عن تلك التصريحات ومن قبل البشير الذي أكد التزام السودان باستمرار المشاركة في الحرب، هذا التراجع جاء عقب توقيع اتفاق سوداني سعودي بتمويل السودان بالنفط.
معارضة ورفض مجتمعي واسع:
لم يسبق للسودان منذ نيله الاستقلال عن بريطانيا عام 1956م التورط في حرب داخلية في أي دولة خاصة وأن السودان يعاني منذ سنوات طويلة من الحرب الداخلية التي حصدت آلاف الأرواح وشردت ملايين وتسببت في انفصال جنوب السودان في نهاية الأمر وعوضاً عن البحث فيما يساعد السودان للمضي بطريق التنمية والاستقرار والحرية كان قرار نظام البشير بتوريط السودان في أزمة اليمن بإرسال آلاف الجنود في حرب لن تجر عليه سوى مزيد من الأزمات والمشاكل على المستويين الداخلي والخارجي.
وفي هذا السياق لم يكن مستغرباً تصاعد الرفض والغضب الشعبي بشأن المشاركة السودانية بالحرب في اليمن خاصةً مع تزايد التقارير عن تزايد أعداد القتلى في صفوف القوات السودانية في اليمن.
يقول مدير تحرير صحيفة “الصحافة” محمد جمعة “القوات السودانية هي التي تتحمل كلفة القتال كاملة سواء في الأرواح أو المعدات أو عذابات الذين يفقدون أحبابهم. السؤال، لماذا نفعل ذلك؟ ولماذا نقاتل ويموت أولادنا؟ هل من أجل إعادة هادي إلى قصر الحكم في صنعاء؟ ولماذا لا تتبنى السعودية بجيشها وقواتها الخاصة الأمر؟” وأضاف ” أنا مع سحب قواتنا وليواجه من فقدوا شرعيتهم في صنعاء سبل استعادة ملكهم وليحرس السعوديون حدودهم” وأكد جمعة أنها “حرب لا رابح فيها”.
وفي إطار التصعيد الشعبي دشنت مجموعة من الصحافيين والكتاب والمثقفين في السودان حملة شعبية للضغط على الحكومة لدفعها إلى سحب القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن ودعا المشاركون إلى “اصطفاف شعبي في تيار موحد يرفض الحرب على اليمن ويرفض المشاركة في الاقتتال هناك ويدعو إلى المساهمة الإيجابية والخلاقة في مساعدة الشعب اليمني على تحقيق الأمن والطمأنينة والسلام في بلاده”.
يذكر أن المحامي السوداني عمرو محي الدين تقدم بعريضة إلى المحكمة الدستورية ضد قرار إرسال قوات سودانية إلى اليمن وتلتمس العريضة التي نُشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، من المحكمة اعتبار القرار غير دستوري وبالتالي إعادة القوات إلى السودان وتعويض المتضررين من الشعب اليمني.وأكد محي الدين أن “الحرب التي تشنها السعودية لم تحظ بأي مظلة قانونية، دولية أو إقليمية بل إن المناداة بمحاكمة السعودية تزداد شيئاً فشيئاً لكونها ترتكب جرائم حرب عبر قتل الأطفال اليمنيين ونشر الأمراض وهدم الآثار” وقال محي الدين “إن الشعب اليمني يعلم أن الشعب السوداني ليس طرفاً في المعركة، فهذا ليس خياره”.
سودان ما بعد البشير :
منذ الإعلان عن تشكيل المجلس السيادي في السودان لم يصدر موقف موحد تجاه مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن ومن الواضح أن قرار سحب القوات من عدمه لم يصدر بعد ولا يمكن معرفة الموقف بصورته النهائية سوى بمعرفة الحاكم الفعلي في السودان بمعنى أن العسكر المشاركين في المجلس السيادي (رئيس المجلس ونائبه) هم في الواقع من المتورطين مباشرة في إرسال القوات السودانية إلى اليمن.
حيث تشير التقارير إن عبدالفتاح البرهان (رئيس المجلس السيادي) أشرف على مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن ضمن ما يسمى بالتحالف السعودي بالتنسيق مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان حميدتي (نائب رئيس المجلس السيادي) وأثار تسريب وسائل الإعلام السودانية عن سحب القوات السودانية من اليمن تكهنات كثيرة عن الدوافع والأسباب سيما أن هذا التسريب يتزامن مع إعلان للإمارات بسحب قواتها.
وقالت وسائل إعلام سودانية إن نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني محمد حمدان حميدتي أعطى أوامر بسحب 10 آلاف من القوات السودانية في اليمن. غير أن المتحدث بإسم القوات المسلحة السودانية عامر محمد الحسن نفى تلك التسريبات وأكد أن ما تردد عن سحب عشرة آلاف جندي سوداني من اليمن غير دقيق.
وبعيداً عن حقيقة سحب تلك الأعداد يرى المحلل السياسي حسن بركية أن قرار سحب القوات السودانية من اليمن أو تقليصها مرتبط بعاملين “داخلي وخارجي”، فيما يتعلق بالعوامل الداخلية يقول بركية ” إن ما عجل بقرار السحب هو استياء قطاعات واسعة من الشعب السوداني من مشاركة هذه القوات في اليمن وما سببته في خسائر بشرية فادحة في صفوفها”، وأوضح بركية أن الأصوات المتزايدة في السودان بضرورة ابتعاد سودان ما بعد الثورة من لعبة المحاور الإقليمية كان لها أيضا دور في عملية السحب من الحرب اليمنية”.
ويشير بركية أن العامل الخارجي كان حاسماً في سحب القوات ومرتبط تحديدا بالضغوط الدولية على السعودية لإيجاد حل سلمي للقضية اليمنية ويرى عدد من المراقبين أن ثمة رابط بين انسحاب كلا من القوات السودانية والإماراتية، وأن الانسحابات لم تكن عشوائية.
ختاماً :
نجحت الثورة في الإطاحة بنظام عمر البشير ودخل السودان حقبة جديدة من الحكم بعد توقيع اتفاق الفترة الانتقالية وتشكيل المجلس السيادي والحكومة ويتطلع الشعب السوداني إلى مرحلة جديدة ينقل البلاد إلى حكم مدني يضمن حياة أفضل للسودانيين، ويمنحهم مزيدا من الحريات والأمل في المستقبل ويعلم السودانيين أكثر من غيرهم أنهم بالفعل اسقطوا رأس النظام ولكن الكثير من تفاصيل وقوة النظام السابق مازال قائماً ولا أدل على ذلك أن نظام ما بعد الثورة لم يتخذ قرارات تتناسب والفعل الثوري وتقف مشاركة القوات السودانية في الحرب على اليمن في مقدمة المؤشرات على مدى نجاح الثورة فمن غير المناسب أن تظل القوى المدنية في السودان بعيدة عن تصعيد الضغط على النظام الانتقالي الحالي بالانسحاب من الحرب على اليمن ومحاسبة كل من تورط في ذلك وتقديم المجرمين منهم إلى العدالة .
المزيد في هذا القسم:
- العين على الساحل الغربي: هكذا يرتّب الأميركيون لوجودهم ! المرصاد نت - متابعات لا يزال الساحل الغربي لليمن يشكّل محطّ أطماع الاستعمار الغربي، بوجهَيه البريطاني والأميركي لما يحتلّه من موقع استراتيجي مطلّ على البحر ال...
- تأمين مواقع استراتيجية في صرواح وسقوط 30 قتيلاً في صد هجوم للمرتزقة المرصاد نت - متابعات أمّنت وحدات الجيش اليمني المسنودة باللجان الشعبية عدداً من المواقع الاستراتيجية بمديرية صرواح محافظة مأرب وتمكنت وحدات الجيش وال...
- إستمرار إغلاق مطار صنعاء حصار اليمنيين ومعاناة إنسانية قاسية! المرصاد نت - متابعات تسبب إغلاق التحالف العسكري السعودي لمطار صنعاء الدولي منذ ثلاث سنوات وفرض حصار خانق بري وجوي وبحري على اليمن بأزمة إنسانية ومعيشية قاسية ...
- مجاعة وموت بطيء باليمن.. وأميركا تمد السعودية سياسياً وعسكرياً المرصاد نت - متابعات أعلنت الأمم المتحدة ان السعودية رفضت رفع الحصار عن اليمن وقالت ان جهودها لم تنجح في رفعه حيث إن واشنطن تغطي قوى العدوان على اليمن سياسياً...
- صراع اماراتي قطري في عدن المرصاد نت - متابعات صراع خفي يعتمل في مدينة عدن بين قطر والأجنحة المحسوبة عليها من جهة وبين الإمارات والفصائل الموالية لها من جهة أخرى. صراع يبدو أنّه سيخ...
- معلومات أمنية: منفذو الهجوم على المنطقة العسكرية الرابعة تلقوا تدريباتهم في كتاف قال مصدر أمني بمحافظة عدن ان الاجهزة الأمنية بالمحافظة حصلت على معلومات ووثائق تؤكد أن منفذي الهجوم الاجرامي على مقر قيادة المنطقة الرابعة في مدينة عدن صباح ا...
- السعودية تقترب من اعلان هزيمتها بتغطية اممية المرصاد نت - متابعات من الطبيعي ان يحكم البعيد عن الميدان انها عملية خداع جديد تنفذ ضد اليمن ولكن كما قلنا سابقا لماذا تتكتم السعوديه على قتلاها وجرحاها بالسا...
- إشتراكيون ضد العدوان يدينون جرائم التيارات الإرهابية الدموية بمحافظة تعز المرصاد نت - خاص أصدر مكون إشتراكيون ضد العدوان بيان يدين فيه الجرائم التي ترتكبها التيارات الإرهابية الدموية بمحافظة تعز وخاصة بحق الأسرى والمعتقلين وأكد ...
- تحذيرات دولية من تفشي الكوليرا باليمن وسط تدهور الاوضاع الصحية المرصاد نت - متابعات يشهد القطاع الصحي في اليمن تدهوراً مهولاً بعد انتشار واسع للأمراض في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية وتضرر أكثر من نصف المؤسسات الصحية ...
- إنفلات أمني وصراع قيادات الحراك في عدن مستمر المرصاد نت - متابعات زادت دائرة الخلاف بين قيادات الحراك الجنوبي بعد إعلان عيدروس الزبيدي في الـ١١ من مايو تشكيل مجلس انتقالي برئاسته وهو ما تعتبره قيادات حرا...