المرصاد نت - رشيد الحداد
بعد سيطرتها على مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف، يوم الأحد الماضي، اتّجهت قوات الجيش واللجان الشعبية نحو جبهة مأرب واضعةً القوى الموالية لـ«التحالف» أمام خيارين: تسليم المدينة طوعاً، أو تحمّل تبعات المواجهة. ووسط حالة انهيار متسارع في أوساط قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، وميليشيات حزب «الإصلاح» (إخوان مسلمون)، تمكّنت قوات الجيش واللجان، مسنودةً برجال القبائل، من التقدّم في أكثر من اتّجاه، وخصوصاً في منطقة الجر (12 كلم شرقي الحزم) والتي كانت قد انسحبت إليها قوات هادي، ولم تتمكّن من الصمود فيها سوى لساعات.
ومع صباح يوم الإثنين انتقلت المواجهات إلى معسكر اللبنات (شرقي الجوف، على الحدود مع مأرب) الذي يُعدّ أهمّ قاعدة عسكرية لـ«التحالف» هناك. وفي الوقت الذي كانت فيه القوات الموالية للأخير تحاول إعادة ترتيب صفوفها داخل المعسكر مقيمةً ثلاثة خطوط دفاعية من ثلاث جهات بهدف حمايته، استهدفته القوة الصاروخية في الجيش واللجان بصاروخ باليستي أدى إلى مقتل وجرح العشرات من الضباط والجنود على رأسهم قائد «اللبنات» العميد أحمد علي الزيادي. وعلى إثر ذلك، تقدّمت قوات صنعاء نحو المعسكر من ثلاثة مسارات، مُسقطةً خطوطه الدفاعية، وباسطة سيطرتها أيضاً على مناطق في شرقه وشماله وجنوبه. ومع حلول مساء الإثنين كان «اللبنات» محاصَراً من الاتجاهات كافة، وسط مفاوضات لا تزال دائرة لتسليمه من دون قتال.
بالتوازي مع ذلك، سيطرت قوات صنعاء على معسكر الخنجر جنوب شرق سوق اليتمة الواقع على الحدود مع السعودية وهو ما يفتح أمامها الباب لاستكمال تحرير مناطق اليتمة والأجاشر ووادي سلبة وأسطر الواقعة في نطاق مديرية خب والشغف الحدودية. أيضاً، توغّلت قوات من الجيش واللجان، أول من أمس في عدد من قرى مديرية رغوان شمال مأرب في إطار بدء تقدّمها نحو مدينة مأرب، والتحمت بقوات أخرى موجودة في مناطق الجنع وحلحلان والندر الواقعة في المديرية نفسها.
لكن مصادر مطّلعة أفادت بأن وساطة قبلية يقودها عدد من مشائخ محافظة مأرب البارزين بدأت بالتحرك أول من أمس لتجنيب مركز المحافظة الحرب والدمار. تحرّكات كان يفترض أن تُتوّج أمس باجتماع قبلي دعت إليه قبائل عبيدة لتدارس مبادرة صنعاء القاضية بوقف إطلاق النار، مقابل التزام السلطات المحلية في مأرب (التي ستظلّ هي نفسها من دون تغيير) بفتح طريق صنعاء ــــ مأرب الرئيس، والسماح بعبور سيارات المسافرين والمغتربين والشاحنات والناقلات عليه من دون إيذاء أو استهداف، وإيقاف القَطع المتعمّد للتيار الكهربائي عن المدن اليمنية، وضمان عدم إعاقة إيصال الغاز إليها، والسماح بتدفق المشتقات النفطية بشكل مستمرّ واستئناف ضخّ النفط الخام المنتَج في منشأة صافر عبر أنبوب النفط الرئيس صافر ــــ رأس عيسى (الحديدة).
لكن، وفقاً لمصادر محلية في مأرب، فإن هناك انقساماً كبيراً بين السلطات المحلية التابعة لـ«الإصلاح»، وزعماء القبائل الذين ينحون إلى التهدئة. وفي ظلّ ميل الكفة الشعبية لمصلحة الأخيرين، استنجدت حكومة هادي ومعها «الإصلاح» بالسعودية للتدخل لدى عدد من مشائخ مأرب وثنيهم عن عقد أيّ اتفاقات مع صنعاء. وتكشف هذه المصادر أن قيادات عسكرية سعودية عقدت مساء أول من أمس اجتماعاً بعدد من مشائخ قبائل مراد وعبيدة بحضور قيادات «الإصلاح» في مأرب حيث عرض السعوديون على القبائل مواصلة القتال مقابل التزام الرياض بتقديم دعم غير محدود لهم.
وجاء هذا التحرّك السعودي بعدما وقّع عدد من قبائل مديرية رغوان (شرقي مأرب) اتفاقاً مع «أنصار الله» على حقن الدماء وتأمين الطرق وحرية الحركة. ويقضي الاتفاق، الذي وُقّع مع قبيلتَي آل مروان والشداودة مساء الإثنين، بإخراج قوات هادي و«الإصلاح» من أراضي القبيلتين وتولّي أبنائهما تأمين قراهم ومزارعهم، مقابل التزام صنعاء بالعفو عن المقاتلين منهم في صفوف «التحالف» وعدم التعرّض لهم بعد عودتهم من القتال. ولقي الاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ فجر أمس تأييداً في أوساط قبائل أخرى أعلنت المضيّ فيه واعتباره سارياً.
ووفقاً لمعلومات فإن الوساطات توشك على النجاح في مناطق أخرى وهو ما أشار إليه مساء أمس وزير التعليم في حكومة الإنقاذ الشيخ القبلي (من مأرب) حسين حازب، الذي أعلن التوصّل إلى تفاهم في مديرية مجرز مماثل لما تمّ الاتفاق عليه في رغوان. وتسهيلاً للوساطات التي تقوم بها وجوه قبلية أوقفت قوات صنعاء أمس التحركات العسكرية في محيط مدينة مأرب، وفق ما أفادت به معلومات «الأخبار».
وكان تقدّم الجيش واللجان إلى محيط المدينة قد استنفر قوات الطرف الآخر التي بدأت إعداد «خطة دفاع» عن المدينة وقطعت معظم الخطوط التي تربط الجوف بمأرب، كما قطعت خط مأرب ــــ الفرضة في منطقة السحيل ومنعت مرور أيّ سيارات عليه. وبالتوازي مع ذلك أقدمت ميليشيات «الإصلاح»، خلال اليومين الماضيين على اعتقال عشرات العمال وأصحاب المحالّ التجارية، وأودعتهم السجون بذريعة تعاونهم مع «أنصار الله» فيما ذكرت مصادر محلية أن معظم قيادات الحزب غادرت المدينة ونقلت كميات كبيرة من الأموال من خزائن البنك المركزي فيها نحو محافظتَي شبوة وحضرموت.
المزيد في هذا القسم:
- مؤسس الحراك الجنوبي يكشف عن مرحلة نضالية جديدة دعا مؤسس الحراك الجنوبي حسن احمد باعوم, ابناء الجنوب الى تشكيل “لجان اهلية” لحفظ الامن والسيطرة على الوضع في الجنوب . وقال القيادي في الحراك الجنوبي ,إن الانفل...
- سبع طائرات أمريكية تُحلق فوق أجواء صنعاء بشكلٍ غير مسبوق ومصدر في لواء الدفاع الجوي والراد... طائرة أمريكية تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في أنتهاكها للسيادة اليمنية وذلك من خلال قيامها بارسال 6 طائرات استطلاع أمريكية من طرازات مختلفة و متنوعة و...
- أجندة العدو السعودي فشلت والحرب على اليمن ليست بـ"النزهة" المرصاد نت - متابعات ما من دولة على وجه الأرض ترغب أن تُدخل بلادها أتون الحرب لما يترتب على هذا الأمر من نتائج سلبية تحصد أعدادا هائلة من الأرواح فضلا عن التد...
- 2019 .. حصاد عام من الصراع وارتباك للتحالف في اليمن (1-2) المرصاد نت - متابعات ودع اليمنيون العام 2019م بمزيد من الألم والدموع والقنوط فقد كان العام 2019م امتدادا للأعوام التي سبقته في اليمن بما فيها من أحداث وتقلبات...
- حرب اليمن .. أمريكا لا السعودية من بيده قرار وقفها وإطالتها! المرصاد نت - صلاح السقلدي لم يعد صوت المفاوضات بين طرفي الحرب باليمن: ” الحوثيين -الشرعية” هو المرتفع المسموع بالساحة بعد أن احتدم بدلاً عنه صوت المعارك الإعلا...
- شركة النفط اليمنية تنفي زيادة الأسعار وأزمة مشتقات خانقة نشأت في صنعاء ومدن يمنية المرصاد نت - صنعاء نفت شركة النفط اليمنية إصدارها أي تعميمات بشأن المشتقات مؤكدةً عدم صحة ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي بشان ذلك، وقالت إنها لا تمثلها...
- هدنة غير معلنة في الحديدة: إجراءات "بناء الثقة" تنطلق ! المرصاد نت - متابعات تلاحقت خلال الساعات الماضية المؤشرات على إمكانية تحقيق وقف لإطلاق النار في اليمن يمهّد لإعادة إطلاق محادثات السلام أواخر الشهر الجاري مثل...
- محادثات الكويت تُبدّل في المزاج الدولي ... واتهامات متبادلة بين الأمم المتحدة و'التحالف' المرصاد نت - الأخبار وصلت المشاورات اليمنية اليمنية في الكويت إلى مرحلةٍ مفصلية بعد وصول النقاشات بين طرفي الأزمة إلى صلب القضايا الأساسية تحت ضغط دولي وإق...
- عدن : إنفجار يهز مديرية المعلا وإنفلات أمني وإنعدام المشتقات النفطية المرصاد نت - متابعات هز انفجار اليوم الأحد مديرية المعلا فيما اندلعت اشتباكات مسلحة بين مسلحين على متن طقم عسكري وآخرين بملابس مدنية بمدينة عدن جنوبي البلاد. ...
- ما وراء صمت الأمم المتحدة على خروقات العدوان؟ المرصاد نت - متابعات أكد عدد من السياسيين أن العدوان ومرتزقته يقفون حجر عثرة في طريق إحلال السلام في اليمن وعرقلة اتفاق السويد وأن صمت الأمم المتحدة على خروقات...