أطماع سعودية وتحرك عماني وحراك شعبي رافض في المهرة؟

المرصاد نت - متابعات

تسارعت وتيرة الأحداث في محافظة المهرة شرقي اليمن، خلال الأيام الماضية بشكل غير مسبوق على المستويين السياسي والعسكري. فعلى الصعيد العسكري تصاعدت حدة التوتر المسلح فيALmahraaa2020.3.4 بوابة اليمن الشرقية عقب قيام النظام السعودي بالدفع بتعزيزات عسكرية تهدف للسيطرة على منفذ شحن وأعقبها توتر أمني وحراك شعبي رافض واستهداف مسلح لقوات تتبع التحالف وحكومة هادي من قبل مسلحين مجهولين أسفر عن مقتل خمسة جنود يمنيين وجرح آخرين.

 وعلى الصعيد السياسي أقدم هادي في خطوة مفاجئة على إقالة محافظ المهرة راجح باكريت الموالي للرياض وعين محمد علي ياسر خلفا له. فما هي التداعيات والسيناريوهات المتوقعة على إثر هذه المستجدات؟ وهل تتمكن الرياض من استكمال تحقيق أهدافها؟ أم أن الضغط الشعبي الرافض سيتمكن من كبح جماح أطماع الرياض؟ وهل ستدخل المهرة في موجة صراع مسلح ينزع عن أهلها السكينة التي عرفوا بها منذ قرون؟

يرى كثير من السياسيين أن محاولات الرياض لتنفيذ أهدافها في محافظة المهرة قوبلت بموقف عماني حازم وعلى إثر ضغوط عمانية على الرئاسة اليمنية أقدم الرئيس هادي على إقالة المحافظ راجح باكريت وتعيين محمد علي ياسر بدلا عنه. حيث أن "السعودية لا يمكن أن تتجاهل مخاوف أقرب جيران اليمن من جهة محافظة المهرة وهي سلطنة عمان" و أن ذلك "يقتضي أن تكون رسائل الرياض واضحة بالنسبة لمسقط وهي أن الأمور لا تتجه بالفعل إلى خلق بؤرة صراع وتكريس مصدر تهديد إضافي لجيران المملكة الأقربين الذين قال إنهم وجدوا أنفسهم يواجهون خيار انهيار مجلس التعاون الذي تأسس على مبدأ التضامن في مواجهة التهديدات الخارجية".

 و ما يحدث في المهرة يؤكد أن الأولويات السعودية هي التي تحرك الأحداث في المحافظات الجنوبية في هذه المرحلة. حيث أن الإمارات خرجت من المهرة في وقت مبكر بعد أن واجهت صعوبة في تطبيق أجنداتها الأمنية التي قالت إنها طبقتها بنجاح في ساحل حضرموت والمحافظات الجنوبية الغربية من البلاد.

 وعن السيناريوهات المتوقعة  فأنه لا توجد مؤشرات على أن الأمور تتجه نحو التهدئة في محافظة المهرة خصوصا بعد استهداف جنود تابعين للجيش الموالي للتحالف بالقتل ضمن موكب كانت قوات سعودية تتواجد فيه. وهو الحادث الذي يشير إلى نزعة سعودية متجذرة نحو خلق وقائع جديدة في جنوب شرقي اليمن يتجاوز محددات السيادة الوطنية للبلاد ويستثمر في تكريس الضعف والتدهور الراهنين لبنيان الدولة اليمنية.كما إن أي تحسن في الموقف الأمني في المهرة سيتوقف على مدى استطاعة المحافظ الجديد تحقيق التطلعات الواضحة لأبناء المهرة وكل ذلك يؤكد بأنه سيتوقف على المساحة التي ستعطى للرجل من جانب حكومة هادي والسعودية.

كما إن محتجي المهرة الذين يحملون المشروع الوطني سينتصرون حيث أن الرياض لا يمكنها أن تقمع وتخرس المحتجين في المهرة، وذلك إلى ثلاثة أسباب منها أن المحتجين هم الكتلة البشرية الأكبر والأقوى في المهرة إلى جانب استناد أبناء المهرة إلى جارة تعتبر المهرة جزءا من أمنها القومي وهي سلطنة عمان حيث إنها لا يمكن أن تسمح للخطر أن يقترب من حدودها. أما السبب الثالث فإن المحتجين لا يحملون مشروعا آخر بل يحملون المشروع الوطني ويرفعون الأعلام الوطنية اليمنية ويتحركون في الفضاء اليمني كله وليس في المهرة فقط وهي أسباب تؤكد أنها عوامل تقوي من مشروعهم واحتجاجهم، وتؤكد أنهم لن ينهزموا وأن المشروع الآخر هو من سينهزم.

وفي سياق متصل شدد محافظ المهرة محمد علي ياسر على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المحافظة ورفع الحس الأمني والارتقاء بمستوى الأداء والجاهزية لكافة الوحدات الأمنية والعسكرية، وأن تكون في يقظة عالية في ظل الظروف الاستثنائية الحالية.

 جاء ذلك خلال اجتماع ياسر اليوم الأربعاء، باللجنة الأمنية لمحافظة المهرة للاطلاع على الوضع العام والمستجدات الأمنية بالمحافظة في ضوء الأحداث التي شهدتها المهرة مؤخراً وفقا لوكالة سبأ الرسمية. وأكد المحافظ بن ياسر على أهمية تفعيل الإجراءات الأمنية المتخذة ومحاسبة من يتهاون في أداء مهامه وفرض هيبة الدولة والنظام وتطبيق سيادة القانون وصولاً إلى تطبيع الأوضاع وإعادتها إلى طبيعتها والتصدي لكل من يسعى للعبث باستقرار المحافظة وضبط العابثين ومرتكبي الجريمة وردعهم ليكون عبرة لغيرهم.كما أكد المحافظ على أهمية تحديث الإدارة وتعزيز  البناء النوعي والمؤسسي للأجهزة الأمنية وتطوير الكادر وتأهيله ضمن استراتيجية واضحة تستشرف المستقبل.

 

 

المزيد في هذا القسم: