استيراد وبيع عشوائيان.. عدسات تجميلية مقلدة تغزو أسواق اليمن

المرصاد-متابعات

عدسات
لم يكن يخطر ببال الفتاة العشرينية ولاء وديع أنه بعد نحو نصف ساعة فقط من وضعها عدسةً لاصقة تجميلية ستصاب بألم والتهاب شديدين في العين، وباضطراب في النظر. ثم تبيّن لها بعد عرض العدسة على متخصص أنها تالفة لأن لونها تفسخ وظهر السائل داخلها.

عانت الشابة صبرية السكري (26 عاما) أيضا من ضرر أكبر حين وضعت يوم زفافها عدسات تجميلية اشترتها من محل لبيع مواد تجميل، فالتصقت بعينها ولم تستطع إزالتها إلا عند طبيب عيون. نتج عن ذلك ضرر كبير في القرنية، أدى إلى ضعف شديد في النظر، ترتب عليه وضع نظارة طبية على نحو دائم.

نتيجة الاستيراد العشوائي للعدسات اللاصقة التجميلية ومحاليل التعقيم في اليمن، وغياب الرقابة، وتعدد منافذ الاستيراد، ونقاط البيع غير المرخصة، كما يثبت هذا التحقيق، تفاقمت مخاطر العدسات التجميلية المغشوشة والتالفة لدى نسبة كبيرة ممن يستعملنها من نساء اليمن.

وحسب استطلاع معدّ التحقيق لآراء 6 من استشاريي طب العيون واختصاصيي البصريات ممن يعملون في أهم مستشفيات ووحدات طب العيون بالعاصمة صنعاء، فإن معدل استقبالهم لفتيات أصبن بأضرار العدسات التجميلية المخالفة للمواصفات هو نحو 4-5 إصابات يوميا، بعضها أدى إلى إتلاف القرنية.

وثق معدّ التحقيق عبر استطلاع ميداني سريع إصابة 12 فتاة يمنية بأضرار في العين ناجمة عن استخدام العدسات التجميلية، بين الإصابات حالتان وثقتا بتقارير طبية.

وفي استطلاع إلكتروني (غير قياسي) شمل عينة من 61 فتاة يمنية في الفترة من 25 إلى 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تبيّن أن 65% منهن تعرضن لأضرار مختلفة جراء استعمال عدسات تجميلية لاصقة، 59% منهن أصبن باحمرار شديد في العين، و16.4% بتورم في العين، و36.1% فقدن النظر مؤقتا، و4.9% أصبن بأضرار في القرنية، و4.9% بأضرار كبيرة وصلت إلى الضعف الشديد والدائم في النظر.

وتظهر النتائج أيضا أن 27.9% ممن شملهن الاستطلاع دخلن المستشفى وتلقين علاجا فقط، في حين أجريت لـ1.6% منهن عمليات. وبلغت تكاليف علاج 50.8% منهن أقل من 40 ألف ريال (66.66 دولارا)، و8.2% دفعن بين 40 ألف ريال و100 ألف ريال (166.66 دولارا)، وبلغت تكلفة علاج 9.8% من العينة أكثر من 100 ألف ريال.

 

المزيد في هذا القسم: