المرصاد نت - إبراهيم السراجي
لم يؤثر انحسار العمليات الجوية كثيراً في يوميات اليمنيين ولا سيما في صنعاء حيث اعتاد الناس الحياة في ظلّ خطر الموت.
جلّ ما يتطلع إليه هؤلاء حالياً هو رفع الحصار المستمر بقتلهم ببطء بسبب انعدام مواد المعيشة الأساسية
مع تراجع غارات العدوان السعودي نسبياً وانخفاض مستوى المواجهات في المحافظات اليمنية يبقى الحصار أشد وطأة على اليمنيين من الحرب نفسها. فخلال عام من الحرب، كان للحصار آثار هائلة على يوميات المواطنين ومعيشتهم، وتجسدت ذروة هذه الآثار بالمهانة التي يتلقاها اليمنيون في مطار بيشة السعودي، لدى سفرهم بغرض العلاج، لدرجة أن معاملة السعوديين لليمنيين في المطار دفعت الكثيرين إلى العدول عن قرار السفر، فيما توفى عدد كبير من المرضى نتيجة لذلك.
اليمنيون اعتادوا الحرب بعد عام وشهر على اندلاعها، لذلك لم يؤدّ وقف إطلاق النار إلى تغيير في طبيعة حركة الناس، خصوصاً في العاصمة صنعاء. إلا أن زيارة واحدة لمرفق خدماتي، يفتح العيون على الضرر الذي يلحقه الحصار بالحياة في اليمن. وينعكس ذلك خصوصاً على الأسواق، سواء لناحية عدم قدرة اليمنيين على شراء ما يحتاجونه بسبب ارتفاع الأسعار أو انعدام بعض السلع الضرورية والأدوية المهمة.
إلى جانب الأزمة الشرائية، تبرز مشكلة الازدحام الكبير بعدما تحوّلت العاصمة ملاذاً آمناً لكل الهاربين من المواجهات العسكرية والانفلات الأمني في الجنوب. الزحمة مثلت عبئاً إضافياً على الخدمات، في ظلّ ما تعانيه المرافق العامة والخاصة، ولا سيما القطاع الصحي في ظل الحصار.
يتحدّث المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور تميم الشامي، عن انعكاس الحصار على قدرة المستشفيات على تقديم الرعاية لجرحى الحرب أو للمصابين بأمراض مزمة. ويوضح أن 80 من مرضى الكلى توفوا في صنعاء خلال الحرب، نظراً إلى عدم توافر الإمكانات والأدوية لإجراء غسيل لهم. وبحسب الشامي، إن المئات من الوفيات من غير الجرحى توفوا نظراً لعدم توافر الأدوية والمستلزمات الطبية مثل مرضى السرطان والكبد والأمراض المزمنة الأخرى.
بالقرب من مركز السرطان في المستشفى الجمهوري في صنعاء، يتنقّل محمد الحيمي من صيدلية إلى أخرى بحثاً عن حقنة المناعة لوالدته المصابة بسرطان الدم ويفشل في الحصول عليها. معظم الأدوية الخاصة بمرضى السرطان غير متوافرة في الصيدليات، وهناك صعوبة بالغة في الحصول عليها. ويقول الحيمي إن الأدوية كانت تتوافر قبل الحرب بأسعار مرتفعة، أما الآن، وفي حال توافُرها، فالحصول عليها يحتاج إلى دفع ضعفي سعرها.
حول هذا الموضوع، يقول الصيدلي عبد الباسط الفقيه إن أدوية السرطان تحتاج إلى ظروف نقل خاصة، وإن الشركات المستوردة تواجه صعوبة في إتمام صفقات الشراء بسبب القيود المفروضة على البنوك اليمنية والبنك المركزي، وهي نادراً ما تتمكن من إتمام بعض الصفقات. غير أن الشركات باتت تتجنب استيراد أدوية السرطان في الصفقات النادرة نظراً إلى ارتفاع أسعارها وعدم قدرة ذوي المرضى على شرائها.
ويتحدث عبد الباسط عن الحقنة التي يبحث عنها محمد، لافتاً إلى أن سعرها قبل الحرب كان يتجاوز المئة دولار، وما تتمكن الشركات من استيراده يجعلها تبيع الحقنة الواحدة بنحو 250 دولاراً، وهو ما يعجز عنه محمد والكثيرون سواه.
ونتيجة لإقامته الطويلة إلى جانب والدته في مركز السرطان، يقول محمد إنه شهد وفاة ستة من نزلاء المركز لعدم توافر الجرعات الكيماوية التي كانوا يتلقونها في المركز قبيل الحرب والحصار.
من جهة أخرى، يمثل مطار بيشة السعودي نقطة مظلمة جديدة في حياة اليمنيين، نظراً إلى ما يلاقونه من إهانة من قبل مسؤولي المطار السعوديين. البعض احتملها مضطراً بسبب حاجته إلى العلاج في الخارج. أما البعض الآخر، فقد فضّل الموت في اليمن على احتمالها، مثل المواطن أحمد الرحومي الذي توفي بمرض القلب، ويؤكد ابنه سمير أن والده رفض السفر إلى القاهرة بعد ما سمعه عن مطار بيشة ممن خاضوا التجربة قبله.
والأسواق التجارية ليست أفضل حالاً من القطاع الصحي. يتحدث عبد الله النابهي الذي يعمل تاجر جملة عن عجزه عن الدخول في المناقصات العامة، نظراً إلى عدم قدرته هو وكثير من التجار على توفير كل المطلوب، إضافةً إلى أن عملية الاستيراد تتسم بصعوبة بالغة، والدخول فيها بات أشبه بالمغامرة.
وكانت محافظة الحديدة قد شهدت مسيرة شارك فيها الآلاف قبل أسبوع في الحديدة للتنديد بالحصار، بعدما منع التحالف السعودي سفينة محملة بالمازوت الخاص بتشغيل محطة توليد الكهرباء. وتزامن خروج الناس إلى شوارع المحافظة الغربية التي لم تعتد هذا النوع من التحركات، مع بدء موجة الحر التي سبّبت العام الماضي عشرات الوفيات بسبب انقطاع الكهرباء.
المزيد في هذا القسم:
- أبرز التطورات الميدانية والسياسية في المشهد اليمني! المرصاد نت - متابعات قالت مصادر مطلعة ان خلافات نشبت بين قوات حراس الجمهورية التي يقودها العميد طارق صالح و ألوية العمالقة في الساحل الغربي وجاءت الخلاف...
- من مصادر محلية في مدينة رداع عما حدث من تهور قوات الامن والسلطات المحلية بتفجير منازل بحار... المرصاد-متابعات(القضيه ومافيها ان احد افراد( الهرمان) قتل ولد( الزيلعي) قبل عدة اشهر ظلم وعدوان وطلبو من الدوله تسليم القاتل ولاسلموه وماطلو في قضيته.. وماحصل ي...
- من سيحاسب الاعلام العربي المتورط في كذبة عاصفة الحزم؟ المرصاد نت - عادل العوفي* شتائم واتهامات بالخيانة طالت وتطال كل من جاهر برفضه “غزو اليمن” تحت شعار مزيف وملفق هو “عاصفة الحزم” وتحت غط...
- هل تكفي أربعة أعوام لإثبات أن اليمن لا يُهزم ! المرصاد نت - متابعات دُشن العام الرابع من العدوان الغاشم عل اليمن ليكون عام تغيير الموازيين وإرساء معادلة توازن الرعب مع العدو المتغطرس حيث ستكون المواجهة متك...
- اللجان الشعبية تضبط ورشة (سمكرة) تجهز فيها السيارات المفخخة وسط العاصمة صنعاء تمكنت اللجان الشعبية في العاصمة صنعاء صباح يومنا الإثنين 27-10-2014 من ضبط ورشة لسمكرة السيارات،تجهز السيارات المفخخة بمنطقة الحصبة. مصدر خاص لـ يمني برس أكد ب...
- الخوخة طُهرت ومئات القتلى والجرحى في صفوف مرتزقة هادي والعدوان المرصاد نت - متابعات أفاد مصدر عسكري بتطهير الخوخة من المرتزقة والمحتلين وسقوط مئات القتلى والجرحى من مليشيات هادي وتحالف العدوان السعودي بينهم جنود سودانيون خ...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد اليمني المرصاد نت - متابعات تمكنت الدفاعات الجوية للجيش واللجان الشعبية اليوم الاثنين من إسقاط طائرة تجسس معادية بجبهة الساحل الغربي وأوضح مصدر عسكري أن الدفاعات الج...
- صنعاء : وصول بعثة الاتحاد الأوروبي ولجنة حقوق الإنسان ووفد المانحين السويسرين المرصاد نت - متابعات استقبل مطار صنعاء الدولي مساء السبت 14 ابريل/نيسان 2018 طائرة مدنية تابعة للأمم المتحدة على متنها بعثة الاتحاد الأوروبي ولجنة حقوق الإنسا...
- ظهر في اليمن وسوريا ..السعودية أكبر مستورد وممرر لسلاح البلقان المشبوه المرصاد نت - إبراهيم الوادعي في تقرير دولي جديد يرصد تجارة السلاح الدولية تصدرت السعودية قائمة الدول المستوردة للأسلحة والذخائر والعتاد من دول غرب البلقا...
- قائد حركة أنصارالله في تقرير لـ”فرانس برس” رأت الوكالة الفرنسية أن قائد حركة أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي يُذكر بأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، “من حيث الطريقة في التعبير أو في مضمون الخطاب الذ...