لماذا يبدو صالح الكاسب الوحيد في حرب اليمن؟

المرصاد نت - متابعات

ظاهريّاً قد يبدو لنا جميعاً أن المخلوع صالح أكثر الخاسرين في هذه الحرب فبسببها عوقب دوليّاً وُوضع تحت الفصل السابع؛وبسببها أيضاً بات مطارداً بعد أن أصبح مهدّداً بالفناء من طيران تحالف العدوان الذي لم يتردّد في تسوية أحد قصوره بالأرض .salah2016.8.16


أمّا في الواقع فتشير بعض الدلائل إلى أن المخلوع قد يكون أكثر الكاسبين إن لم يكن الكاسب الوحيد في هذه الحرب فبسببها عاد إلى الواجهة مجدّداً كحاكم ولو بالشراكة مع الحوثي بعد أن كان قد توارى لنحو عامين كما أعادت إليه الحرب جيشه الذي سبق تفكيكه والأخطر أنّها ربّما تعيده إلى سدّة الحكم الذي يُعدّ الرغبة الجامحة المسيطرة على الرجل السبعيني ولا يستطيع كتمانها. ولعلّه سيكون من السيّئ جدّاً أن تكون هذه العودة بمبرّر الإستجابة للمطالب والضغوط الشعبية لعودته رئيساً وهي هدف يسعى صالح بدأب لتحقيقه وقد بدا تحريك الشارع اليمني الشمالي للجهر به كما حدث الثلاثاء في محافظة إب وسط اليمن.
رغم كلّ ما يبدو ظاهريّاً من ارتجالية وعشوائية صالح في إدارته لهذه المعركة إلّا أنّه ليس بمقدورنا إنكار أنّه استطاع أن يستثمر وبدهاء معرفته وفهمه لتكوين وتركيبة ونفسية خصومه، الذين رعاهم وربّاهم لفترة طويلة، ابتداءاً من الجنرال العجوز علي محسن الأحمر مروراً بحزب "الإصلاح"، وانتهاءاً بالفار هادي وبالطبع لا يمكن احتساب أحمد بن دغر بصفته رقماً مهمّاً أو خصماً حقيقيّاً لرئيس الحزب الذي يشغل موقع النائب فيه  .
فصالح هو من أسّس حزب "الإصلاح"، وصالح هو من تقاسم المؤامرات والدسائس والإغتيالات وإدارة "القاعدة" مع محسن وصالح بمعية محسن هو من أتى بهادي من رصيف البطالة في شوارع صنعاء ليضعه قائداً للحرب ضدّ الجنوب في صيف 94م ثمّ نصّبه نائباً للرئيس لنحو عقدين من الزمن كلّ تلك المزايا مكّنت هذا الرجل "الأفعى" من إدارة المعركة العسكرية والسياسية بنجاح مع هؤلاء الذين لم يحسنوا استغلال فهمهم لنفسية صالح كما لم يحسنوا استثمار الإمكانات العسكرية والمالية لتحالف العدوان التي تقاتل إلى جوارهم، برّاً وبحراً وجوّاً، باستثناء نجاحهم في استثمارها مادّياً لمزيد من الثراء والإتجار غير المشروع.
 
 

المزيد في هذا القسم: