المرصاد نت - الميادين نت
قبل أيام قليلة نشرت صحيفة “الغارديان البريطانية تقريرًا إحصائياً كشف فيه أن ثلث الغارات الجوية للتحالف الخليجي في اليمن استهدفت مدنيين ومنشآت ومراكز إغاثة.
ضغط هذا التقرير وتقارير أخرى مرفوعة إلى الكونغرس الأميركي باتجاه نشوء رأي عام تشريعي في أوساط الحزب الجمهوري تحديدًا يناقش في ضرورة منع بيع السلاح الأميركي إلى السعودية.وبالرغم من تصويت الكونغرس أخيراً على الموافقة على صفقة جديدة إلا أن حجم الاعتراضات يعكس بوضوح المأزق الذي يعاني منه التحالف في تحقيق أهداف الحرب عسكريا.فماذا في التفاصيل؟
أولا: اصطدمت “عاصفة الحزم” حملة التحالف الخليجي التي انطلقت في أذار من العام الماضي بإشكالية عدم قدرة سلاح الجو على حسم الحرب ما استدرج التحالف بحلول تموز 2015 إلى تكثيف العمليات البحرية بالتوازي مع عملياتٍ موضعية برية لم تستطع تغيير المشهد الاستراتيجي فنشأت جبهات قتال على امتداد الأراضي اليمنية في مقابل تدرج أنصار الله والجيش في استخدام أوراق القوة وتحديدًا على صعيد استهداف الداخل السعودي الذي لم يشهد حتى الساعة استهدافا للمدنيين على الرغم من ارتفاع عدد المجازر التي تستهدف اليمنيين.
ثانيا: لا يزال استخدام القوة البرية من قبل قوات تحالف العدوان دون المستوى اللازم لحسم الحرب نتيجة اعتبارات سياسية واقتصادية مكلفة ما أفضى إلى حالة من المراوحة يحاول اللاعبون الدوليون كسرها عبر جولات سياسية تقف كل مرة عند ثابتة الحجم التمثيلي لأنصار الله وحلفائهم على الأرض مع الإشارة الى أن استمرار أنصار الله بقصف الداخل السعودي يثبت عدم نجاح الحملة الجوية للتحالف في تحييد قوتهم الصاروخية.
ثالثا: يتهم التحالف إيران بأنها المسؤولة عن الحرب في اليمن بغض النظر عن الجدل السياسي في هذه المسألة فإن عدم قدرة دول الخليج على حسم الحرب مع من تعتبرهم حلفاء إيران في اليمن يطرح أسئلة كبرى حول القدرات العسكرية لهذه الدول في مواجهة إيران نفسها وبالتالي يؤدي إلى تشكل موازين قوى مغايرة في المنطقة على المدى المتوسط.
رابعا: تفيد التقارير العسكرية الأميركية بأن أنصار الله أبقوا أفضل قواتهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وبالتالي فإن المواجهات التي يخوضونها تندرج حتى الآن تحت إطار الدفاع وليس الهجوم.
خامسا: يُلوّح قائد الثورة الشبابية الشعبية السيد عبد الملك الحوثي بنقل المعركة الى الداخل السعودي عبر دعم من أسماهم بـ”مواطني الدرجة الثانية” ودعوتهم إلى الانتفاض على الحكومة السعودية. إمكانية حصول هذا السيناريو يعني نقل المواجهة من شكلها الحالي بالاستهداف الصاروخي اليومي للأهداف العسكرية داخل الأراضي السعودية إلى مستوى غير مألوف في الرياض، خاصة وأن كمائن أنصار الله عند الحدود السعودية في أواخر صيف العام 2015 سرعان ما تحولت إلى عمليات توغل واسعة تطرح تحديا تكتيكيا هاما بالنسبة للتحالف.
سادسا: أدت اطالة زمن الحرب إلى مردودٍ عكسي على التحالف الذي استنفذ بنك الاهداف وغرق في دوامة استهداف المدنيين؛ الأمر الذي وضعه في مواجهة الرأي العام الدولي وأدى إلى استنزاف قدراته العسكرية والاقتصادية، فضلا عن دخول القاعدة إلى المشهد اليمني بقوة؛ ما يطرح أسئلة حول الأهداف التي حققتها الحرب حتى الساعة.
علي شهاب
المزيد في هذا القسم:
- تعز : إنفلات أمني وصراع وقتلي بين الفصائل المسلحة المرصاد نت - متابعات قتل 10 مسلحين من عناصر جماعة “ابوالعباس” السلفية الموالية للإمارات في مدينة تعز ضمن الصراع القائم بين مكونات الفصائل الموالية...
- هادي والأحمر يستحوذون على 70 مليار ريال من إيرادات نفط اليمن المرصاد نت - متابعات أفادت مصادر مطلعة أن حكومة هادي باعت كميات كبيرة من النفط الخام المستخرج من حقول المسيلة بحضرموت بقيمة تجاوزت عشرات المليارات من الريالات...
- الجنوب و«إطار الحل الشامل»: لا يزال الباب موصداً ! المرصاد نت - صلاح السقلدي أطلقَ المبعوث الأممي الى اليمن السيد مارتن جريفيث كلاماً غاية بالأهمية بل وبالخطورة على الطرف الجنوبي تحديداً لم يتنبه له الكثيرون ح...
- أمن مأرب يكشف اسماء منفذي الاعتداء على أنبوب النفط. كشفت الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب عن هوية منفذي عملية الاعتداء التخريبي على أنبوب النفط في نقطة كيلو 39 في منطقة وادي مأرب في الـ28 من شهر مارس الماضي...
- مصرع ضابط سوداني و 16 مرتزقاً في استهداف تجمعاتهم بلحج وتعز المرصاد نت - محافظات لقي ضابط سوداني برتبة مقدم و16 من مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي مصرعهم اليوم الثلاثاء في استهداف تجمعاتهم بمحافظة لحج جنوب البلاد. و...
- عمران: ساحة اعتصام جديدة بقهال ,وتصعيد ميداني , وقبائل قهال يردون بقوة على جريمة جديدة لمي... صعد أبناء محافظة عمران من وتيرة الاحتجاج والمطالبة باقالة المحافظ الاصلاحي محمد دماج وقائد اللواء 310 حميد القشيبي التابع لجماعة الاخوان, حيث قام ابنا...
- برعاية أممية.. مشاورات السلام اليمنية تنطلق اليوم في السويد ! المرصاد نت - متابعات أنتهت الجلسة الافتتاحية لمفاوضات السويد التي أنطلقت اليوم وتم الإعلان عن أتفاق مبدئي لتبادل الأسرى .. ومن المتوقع أن يتم الأتفاق على عدة م...
- الإعلام الغربي : القاعدة في الخطوط الأمامية لقوات التحالف! المرصاد نت - متابعات علاقة وطيدة تربط بين التنظيمات الإجرامية مع دول التحالف وكأنها علاقة زواج كاثوليكي لا طلاق فيه وليست العلاقة وليدة اللحظة أو من قبل سنوات ...
- الأزمات تتصدر المشهد في عدن ... والميدان يرجح لـ«للجيش وللجان الشعبية » المرصاد نت - متابعات تستحوذ عدن على حيز كبير من الأخبار اليمنية في الأيام الأخيرة إذ يصارع «معقل الشرعية» أزمات أمنية واقتصادية وإدارية بالجملة تع...
- صيغةٌ اتحادية من إقليمين أو دولة يمنية فاشِلة ! المرصاد نت - متابعات تقاطعتْ مواقفُ الأطراف المُشترِكة في الحرب اليمنية من أجل البحث عن حلٍ تفاوضي لهذه الحرب. فقد كرَّرت الولايات المتحدة الأميركية على لسان ...