الــوزراء الجواسيــس فـــي اليمـــــن

المرصاد نت - خاص

تم مؤخراً نشر بعض وثائق المخابرات الأمريكية التي تحدثت عن لقاءات سرية بين السفير وبعض المسئولين في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية باليمن،yemeen2017.6.13


وكل من: حي الدكتور (عبدالكريم الإرياني) و (السفير السعودي في اليمن) و (حميد عبدالله الأحمر)، حيث تم إعطاء السفارة بعض أسرار الدولة والتخابر حول بعض الشئون اليمنية الهامة والمواقف اللازم اتخاذها بشأنها.
وقبل فترة من الزمن جرى نشر بعض الوثائق السرية للمخابرات الأمريكية حول اليمن، أيضاً، حيث ورد في إحدى تلك الوثائق المقتطفات التالية من تخابر الجاسوس (أحمد عبده سعيد) الذي شغل منصب وزير لعدة وزارات منها (وزارة الاقتصاد) خلال تولي رئاسة الدولة المشير (عبدالله السلال) والقاضي (عبدالرحمن الإرياني) وتولي الأستاذ (محسن العيني) رئاسة الوزراء.
وقد ورد في الوثيقة السرية الخاصة بالجاسوس المذكور عدد من المسائل ومنها: كيف انخذع المصريون وقبلوا التدخل العسكري في اليمن، بعد أن أقنعهم البعض بأن المسألة لن تستغرق سوى أيام أو أسابيع قليلة، فيتم النصر النهائي ويعود الجيش المصري ظافراً. وهي نفس الأكذوبة التي أقنع البعض بها الحكام السعوديين وأعوانهم، فشنوا العدوان العسكري الشامل والمستمر حتى الآن على اليمن.
ورد في الوثيقة:
((ثم إن السيد (سعيد) بعد ذلك قام بالحديث عن التجربة التي خاضها مع (السلال) في وقت مبكر من هذا العام مشيراً إلى أن (النعمان) [أحمد محمد نعمان] كان قد اختلف مع الرئيس (السلال) [عبدالله السلال]، وأنه أراد إخراجه من السلطة، مضيفاً أن (النعمان) و (سعيد) وبقية القيادات الحكومية ذهبوا إلى السفير المصري (شكري) لطلب الدعم ولكنهم لم يفشلوا في الحصول على ذلك الدعم فحسب، بل إنهم أيضاً أبلغوا بأن (مصر) سوف تعارض بشدة خطتهم تلك)).
وذكر (سعيد) أن (عبدالناصر) كان يعتقد أن الأسلحة الحديثة سوف تهزم القبائل في غضون شهر أو شهرين.
وفي رد للجاسوس على سؤال رجل المخابرات الأمريكي (كلارك) حول المكانة النسبية لطبقة (السادة "الهاشميين")، أجاب (سعيد) أنه لا أحد من المشائخ ينتمي إلى طبقة (السادة) وأنهم في واقع الأمر يكرهون هذه الطبقة وأن كل واحد من أولئك المشائخ له مبرر خاص لأن يكره أسرة (حميد الدين).
وأوضح أن أولئك المشائخ لم يكن لهم مكانة طيبة في عهد (آل حميد الدين) مثل المكانة التي يتمتعون بها الآن حيث أنهم كانوا يتعرضون لانتهاكات وإساءات مستمرة من قبل الحكم الملكي لـ (آل حميد الدين).
ثم بعد ذلك سأل السيد (كلارك) (أحمد سعيد) عما إذا كان لديه معلومات إضافية حول جريمة الاغتيال التي ارتكبت مؤخراً ضد رفيق (النعمان) (الزبيري)، أجاب (سعيد) بأنه حسب علمه أن (محمد بن الحسين) استأجر شخصاً ليقوم بجريمة الاغتيال، وبأن القاتل ذهب في البداية إلى (صنعاء) لكي يتأكد من موقف القيادة المصرية فما كان من الجيش المصري إلا أن أعطى الرجل موافقة ضمنية على الاغتيال، ولذلك فقد عاد القاتل إلى (ذي حسين) وقام بقتل زعيم (حزب الله) (الزبيري) الذي كان يزور المنطقة، ولم تقم (الجمهورية العربية المتحدة) بأي تحرك لمعاقبة القتلة بل تركتهم يفرون بكل سهولة.
[ملاحظة (د. مجلي): هنا يلاحظ التزييف والخلط الذي لا يصدقه عقل، حيث يزعم الوزير الجاسوس بأن القاتل استأجره الملكيون وذهب لأخذ موافقة المصريين على اغتيال (الزبيري)، بينما الحقيقة أن الاغتيال تم بواسطة شخصين وليس قاتلاً واحداً، كما ذكر القاضي (عبدالرحمن الإرياني) في مذكراته، كما أنه لا يد للملكيين في اغتيال (الزبيري)، كذلك ثبت بأن (عبدالله الأحمر) ومن إليه هم من تركوا قتلة (الزبيري) يفرون من المعتقل الحصين التابع للشيخ (الأحمر) في (قلعة مهلهل) بمنطقة (خمر)].
وأخيراً ورد في وثيقة المخابرات الأمريكية، محل العرض، ما يلي:
وذكر (سعيد) أن الشيخ (سنان أبو لحوم) سوف يحضر (المؤتمر)، وأنه الآن متحالف بقوة مع معسكر (النعمان) و (الإرياني).
وعبّر (سعيد) عن أمله بأن يتمكن السفير الأمريكي من استقبال (سنان أبو لحوم) وربما مساعدته، فرد السيد (كلارك) أننا سعداء للتحدث مع الأشخاص الذين يمثلون اليمن، وعلى ذلك فإنه يعتقد بأن السيد (سيلي) سيكون سعيداً لاستقبال الشيخ (أبو لحوم).

الدكتور : حسـن علـي مجلـي
أستاذ قانون - جامعة صنعاء - المستشار القانوني والمحامي أمام المحكمة العليا - عضو اتحاد المحامين العرب

المزيد في هذا القسم: