المرصاد نت - متابعات
خلال الأشهر الماضية تكبد التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والإمارات ضد اليمن خسائر كبيرة جداً كما عجزت القوات الموالية لهادي عن تحقيق أي تقدم يحسب لها على أرض المعركة في مختلف الجبهات.
هذا الفشل يأتي بالتزامن مع حدوث خلافات كبيرة بين الفصائل المسلحة المتطرفة والقوات العسكرية التابعة لهادي المحسوبة مالياً وإدارياً إما على الإمارات أو حزب الإصلاح والسعودية، وهذا الصراع هو ذاته الذي قاد المقاتلون في صفوف ما يعرف بالشرعية إلى فقدان الثقة فيما بينهم من جهة وفيما بينهم وبين قياداتهم والحكومة التابعة لهادي من جهة ثانية.
وبالإضافة إلى ذلك يرى مراقبون أن الأحداث الأخيرة التي عصفت بدول الخليج ونتج عنها مقاطعة الرياض وأبوظبي والمنامة علاقاتها مع الدوحة وفرضت حصاراً برياً وبحرياً وجوياً عليها وهو الأمر الذي أزعج حلفاء قطر من الإخوان المسلمين بما فيهم حزب الإصلاح اليمني الذي يقاتل في صفوف قوات هادي ويسيطر على مناصب ومراكز قيادية عسكرية ومدنية في حكومته، وبالتزامن مع أزمة قطر برزت دعوات خليجية بتحجيم دور حزب الإصلاح في الشرعية والمناطق والوحدات العسكرية بل إن أصوات البعض ارتفعت لتتهم الإصلاح بأنه من يقف خلف إخفاقات “جيش الشرعية” في الجبهات والحيلولة دون تقدمه بالإضافة إلى تقديم عناصر في الحزب معلومات لقوات أنصار الله وحلفاءهم تمكنهم من تحقيق ضربات عسكرية دقيقة في صفوف المرتزقة حسب محللين سياسيين وعسكريين إماراتيين.
وتصف مصادر إعلامية محافظة تعز أنها من أبرز الجبهات التي لم تسفر فيها المعارك عن سيطرة تامة لأي من الأطراف فضلاً عن أنها لم تتوقف وبالأخص في منطقة الساحل الغربي للمحافظة وذلك نظراً إلى موقعها الاستراتيجي القريب من باب المندب. ورغم محاولاتها المتكررة، أخفقت القوات الموالية للتحالف في بسط نفوذها على تلك المنطقة، التي كانت ستفتح لها الباب باتجاه محافظة الحديدة.
إلى جانب جبهة تعز لا تزال معارك نهم تراوح مكانها بين تقدم وتراجع، ففي الوقت الذي استطاعت فيه القوات الموالية لهادي تحقيق تقدم في الجبهة على مدى عام كامل بعد خسائر فادحة في العتاد والأرواح إلا أن هذا التقدم لم يستمر حيث استطاعت قوات الجيش واللجان الشعبية قبل أكثر من ثلاثة أشهر من إعادة قوات هادي إلى ما قبل العام 2016، في الوقت الذي كانت فيه حكومة هادي مشغولة بأحداث مطار عدن.
أما جبهة ميدي فرغم القوات العسكرية السودانية الكبيرة التي حشدها التحالف هناك إلا أن تلك الحشود تحولت إلى أشلاء وجثث متفحمة امتلأت بها مناطق التماس بينها وبين قوات تحالف صنعاء وتظهر المشاهد التي بثها الإعلام الحربي التابع لقوات صنعاء ما آلت إليه مؤخراً معارك ميدي.
وتبقى الحدود السعودية اليمنية التي لا يخلو يوم من تنفيذ قوات تحالف صنعاء عمليات مباغتة وهجمات عسكرية وضربات صاروخية تكبد القوات المرتزقة التي تقاتل نيابة عن نظام آل سعود أو تتقدم الخطوط الأمامية للجيش السعودي خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وبمقابل هذا الهجوم المتواصل لا يبقى أمام القوات السعودية إلا استخدام الطيران الذي يضرب بعشوائية المناطق الحدودية ويضرب بالمدفعية قرى يمنية في محافظة صعدة يذهب ضحيتها المدنيون.
وتبقى جبهتي لحج وشبوة التي لم تستطع القوات الموالية للتحالف بمساندة مرتزقة من الجيش السوداني من السيطرة الكاملة على المحافظتين حيث لا تزال القوات الموالية لتحالف صنعاء تسيطر على مواقع استراتيجية هامة ومن خلالها تنفذ عمليات مباغتة وخاطفة تستهدف مواقع وثكنات قوات هادي.
وبعد قرابة العامين والنصف من الحصار الخانق والقصف الجوي المتواصل والدعم بأحدث الأسلحة والعتاد العسكري للقوات الموالية لهادي والتحالف يظهر وزير دفاع حكومة الإنقاذ التابع لتحالف صنعاء بتصريح صحفي يكشف فيه تمكن قواته من تحقيق وكسب معادلة عسكرية ستفرض واقعاً ميدانياً عملياتي وقتالي جديد لصالحها في كافة مسارح العمليات القتالية.
ويصف الوزير اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أن ما حققته قواته في وقت وجيز من تعديل وإقرار الخطط العسكرية المقبلة بالإنجاز النوعي والمهني والانتصار الجديد للاستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة ومجموعات العمل الحربي المشترك.
الي ذلك ندد تنظيم القاعدة “أنصار الشريعة” في اليمن بتصنيف دول خليجية وعربية على رأسها السعودية و الامارات والبحرين و مصر أفراداً وكيانات ترعاها قطر على قوائم الإرهاب.
ووصف القيادي في تنظيم القاعدة باليمن خالد باطرفي في مقطع فيديو بثته مؤسسة “السحاب” وهي إحدى الأذرع الإعلامية لتنظيم القاعدة تحت عنوان “وسقط القناع”، وصف القائمة بكونها حرباً على الإسلام والمسلمين، داعياً كل من وصفهم بالعلماء والدعاة وطلاب العلم ومختلف فصائل الحركات والجماعات الإسلامية إلى “الانتصار والتحريض على الجهاد”.
وكان تقرير موسع في صحيفة تنظيم القاعدة والصادرة من ساحل حضرموت، قد وصف ما أسماه بالحملة على قطر بأنها نتيجة انزعاج من الدور القطري في اليمن ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى شن صحيفة “المسرى” الصادرة عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هجوماً على الدول التي وصفتها الصحيفة بأنها “تشن حملة إعلامية على قطر وأميرها” ونشرت أكثر من موضوع صحفي في العدد ذاته تهاجم فيها السعودية والإمارات بشدة.
واعتبر مراقبون أن مواقف تنظيم القاعدة وقياداته من أحداث قطر وقائمة الإرهاب المعلنة خليجياً تعد تأكيداً أن تنظيم القاعدة مرتبط بشكل مباشر بجماعة الإخوان المسلمين وحزب الإصلاح في اليمن ودولة قطر مضيفين أن ذلك لا يعني إسقاط التهمة عن ارتباط القاعدة وتنظيم داعش وجماعات إرهابية أخرى بدولتي الإمارات والسعودية أيضاً وأن ما تقدمه أبوظبي والرياض من دعم للجماعات المتطرفة لتنفيذ أجندتها في المنطقة لا يقل عمّا تقدمه قطر.
المساء برس
المزيد في هذا القسم:
- عطوان: صحوة أمريكية بريطانية مفاجئة لوقف الحرب في اليمن .. ماهي الاسباب؟ المرصاد نت - رآي اليوم الإعلان الذي صدر اليوم (الجمعة) عن ماثيو راكروفت سفير بريطانيا في الأمم المتحدة وقال فيه ان بلاده ستقدم مشروع قرار يطالب بوقف فوري لاطل...
- الإمارات عصا التخريب الأمريكية في البحر الأحمر والقرن الأفريقي المرصاد نت - متابعات يشهَدُ البحرُ الأحمرُ تصاعداً للسباق الدولي على النفوذ والسيطرة على خطوط الملاحة الدولية التي يمثل البحر الأحمر أهمّ خطوطها؛ باعتبار ه...
- بعد فشل مخططاتها المتكرّرة.. غارات سعودية هستيرية وجرائم حرب علنية المرصاد نت - متابعات تضاعفت هستيريا العدوان السعودي على اليمن خلال الأيام الأخيرة إثر احتراق آخر أوراق التحالف على الارض والمتمثلة في مقتل الرئيس الأسبق علي ع...
- المهرة وشبوة لا تلينان: إصرار على مواجهة قوي «الاحتلال» المرصاد نت - متابعات من المهرة في أقصى شرقي البلاد مروراً بشبوة وصولاً إلى عدن يبدو أن حالة من الرفض المتزايد تتشكّل في مواجهة «تحالف العدوان» الذ...
- هل سيكون الانسحاب السوداني مِن اليمن مفاجئا..؟ المرصاد نت - رآي اليوم يَتعرّض الرئيس السوداني عمر البشير هذهِ الأيّام إلى حَملةِ انتقاداتٍ شَرِسةٍ من بَعض الوسائِط الإعلاميّة السعوديّة وَصل بعضها إلى درجةِ...
- جرائم داعش في الجنوب ومشروع الاحتلال المرصاد نت - إسماعيل المحاقري تسعى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل تدريجي وعن طريق جرائم القتل والتفجيرات التي تتبناها داعش والقاعدة كما يحدث في حضرموت ...
- الإمارات تستنسخ الاحتلال البريطاني في الجنوب: البدايات والنهايات المرصاد نت - العربي تتشابه بدايات التدخل الإماراتي في الجنوب في العام 2015 التي دشنتها أبو ظبي بإنشاء تشكيلات عسكرية وخلق وجوه سياسية وقبلية تدين بالولاء لها ...
- «فبراير».. الحلم الذي حوّلته الرياض إلى كابوس ! المرصاد نت - رشيد الحداد كانت «ثورة فبراير» بالنسبة لشباب اليمن حلماً كبيراً علقوا عليها آمالهم بيمن يتسع للجميع يمن يسوده النمو والتنمية والأمن و...
- المواطن اليمني بين غلاء متصاعد وسيولة منعدمة المرصاد نت - العربي تتحدث البيانات الرسمية الحديثة عن انتكاسة حادة للإستقرار المعيشي في أوساط المجتمع اليمني الذي حولت فاتورة الحرب حياته إلى جحيم فمعدل دخل ا...
- « جحيم» الحديدة يحاصر ميليشيات تحالف العدوان ! المرصاد نت - متابعات استنفدت القوات الموالية لـتحالف العدوان قرابة نصف المهلة الممنوحة لها (20 يوماً) للسيطرة على الحديدة من دون أن تضع الخطة الجديدة المهندَس...