نشر القوات الأمريكية في اليمن لا علاقة له بالقاعدة بل لتحقيق الأهداف الجيوسياسية في المنطقة

المرصاد نت - متابعات

مزيد من الغرق في وحل الفوضى الأمنية وذهاب عدد من المحافظات الجنوبية الى صراع أكبر بين أجندات العدوان وخليط من الجماعات المسلحة.usa yemen2017.815


المحتل الإماراتي منشغل بالإعتقال وإيداع القيادات التي جندها معه في السجون وإذلال من يبادر بالنقد أو إبداء رأي مخالف حيث تصل العقوبات الإماراتية وسجنوها هذه المرة الى إعتقال القيادات الأولى من المرتزقة كما هو الحال بإعتقال وسجن قيادات أمنية في أبين بعد اعتقال ماتطلق عليه هذه الأجندات مدير أمن المديرية “عبدالله الفضلي”.
في المقابل تستمر عمليات التصفية بين تيارات وأجنحة السعودية والإمارات والقاعدة وخليط من الجماعات التي تعمل لصالح أطراف العدوان وتجتاز هذه التصفيات كل الخطوط الأعتيادية وتنفذ عمليات التصفية والإغتيالات في المنازل والفنادق والشوارع العامة وكان آخر هذه الأحداث تصفية من عينته قيادة العدوان مدير أمن مديرية رصد التابعة لمحافظة أبين وسط أحد الفنادق في مدينة عدن “حسين قماطة”.
القاعدة هي الأخرى تواصل عملياتها التي تستهدف الطرقات والأسواق والتجمعات وتنفذ تفجيراتها بين الحين والآخر وسط فراغ تام من أي شكل من أشكال الأمن الإعتيادي بعد أن باتت تحركات القاعدة امراً ميسوراً.
وسط هذا الإضطراب الأمني يسقط مزيداً من الضحايا من المواطنين وآخر هذه الحوادث الأنفجار الذي استهدف سيارة مواطنيين في احد الشوارع العامة في منطقة قعطبة في محافظة الضالع وراح ضحيتها 12 شخصاً وعدد من الجرحى.
في قلب هذه الأحداث الدامية والأذلال الذي يتعرض له ابناء المحافظات الجنوبية تنازع إماراتي سعودي قطري على تدوير أحجار الدمى وتحريكها لتمثل الكمبارس فجميع الصلاحيات في أيدي ضباط إماراتيون فالحل والعقد والأمر والنهي ينتهي الى إدارتهم.

نشر القوات الأمريكية في اليمن لا علاقة له بالقاعدة

 الولايات المتحدة التي تتجاهل الجوانب الإنسانية الكارثية للعدوان والحرب المتواصلة علي اليمن للعام الثالث على التوالي تكثف الآن مشاركتها بإرسال قوات إلى هذه الدولة التي مزقتها الحرب.
 
وعلى الرغم من أن اليمن تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ظلت الولايات المتحدة صامتة تماما عن الوضع الحرج في اليمن إلا أن صمت واشنطن لا يثير الدهشة نظرا لأن الولايات المتحدة قد دعمت العدوان والحرب التي تقودها السعودية ضد اليمن منذ أن بدأت في مطلع عام 2015 وتقدم الدعم اللوجستي والاستخباراتي إلى جانب شحنات أسلحة تقدر بمليارات الدولارات.
 
والآن من المتوقع أن تزداد مشاركة الولايات المتحدة في اليمن بشكل كبير.
 
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجمعة الماضي أن مجموعة "صغيرة" من القوات الأمريكية تشارك في عملية "يمنية" لدحر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من معقله الرئيسي في قلب البلاد. وأدعت البنتاغون أن القوات لم تنخرط إلا في "تبادل المعلومات الاستخبارية" ورفضت بصورة مشددة تحديد ما إذا كان سيتم إرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى اليمن خلال الأسابيع القادمة.
 
دوافع توسيع مشاركة واشنطن في اليمن
 
وعلى الرغم من أن الغرض المعلن من نشر القوات الأمريكية هو محاربة القاعدة فإن هذا الادعاء مشكوك فيه ليس فقط بسبب تورط الولايات المتحدة في العدوان و الحرب التي تقودها السعودية بل أيضا للأهداف الجيوسياسية الأمريكية في المنطقة.
 
ولم يكن البنتاغون صادقا تماما في تسمية العملية التي استهدفت القاعدة بـ "العملية اليمنية". ورغم أن الولايات المتحدة تعترف بحكومة هادي لكن اليمنيين والخارج ينظرون إليه كدمية سعودية أمريكية إن "حكومة" هادي الحالية تدعمها هذه الجهات الأجنبية نفسها لكن الشعب اليمني لا يدعمه.

بعد أكثر من عامين من حربهم الوحشية ضد اليمن - ورغم إنفاق عشرات المليارات من الدولارات والتفوق العسكري وتدمير البلاد - لم يستطع السعوديون وتحالفهم المأجور هزيمة اليمنيون.
 
وبدأت الولايات المتحدة مباشرة في دعم تحالف العدوان بقيادة السعودية من الناحية اللوجستية ومن خلال "تبادل المعلومات الاستخباراتية" بعد أسابيع قليلة من بدء السعوديين قصف اليمن في 2015. وكانت هذه المساعدة حاسمة للعدوان والحرب التي تقودها السعودية في اليمن.
 
الحرب السرية
 
كما تشير الإجراءات الأمريكية الأخرى إلى وجود حرب سرية ضد الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية: فقد قصف الجيش الأمريكي المواقع التي يسيطر عليها الجيش وحلفاؤهم في اليمن مدعين أنها كانت انتقاما من هجوم لم يحدث قط. وتم اكتشاف ضباط عسكريين أمريكيين لمساعدة قوات دولة الإمارات وهي عضو في العدوان بقيادة السعودية على إدارة سجون التعذيب السرية في اليمن.
 
والولايات المتحدة خلال هذا العام فقط نفذت أكثر من 80 غارة جوية في اليمن ونفذت عمليات مكافحة الإرهاب التي تبين فيما بعد أنها أودت بحياة العديد من المدنيين.
 
ومع أن الولايات المتحدة اعتبرت القاعدة بأنها عدوا لعقود إلا أنها ساعدت وحرضت القاعدة في بلدان أخرى في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة وخاصة في سوريا فضلا عن كونها مسؤولة عن وجود القاعدة في المقام الأول. في الواقع من المعروف أن حرب الولايات المتحدة طويلة الأمد بدون طيار في اليمن عملت فعلا على تعزيز وجود القاعدة في البلاد.
 
وعلاوة على ذلك من المعروف أن المملكة السعودية - المدعومة أمريكيا - تدعم بنشاط القاعدة في اليمن من خلال تمويل وشحن الأسلحة بل إن "حكومة" هادي المدعومة من السعودية أرسلت أعضاء من القاعدة لتمثيلها في محادثات السلام التي عقدت في جنيف.
 
إذا كانت الولايات المتحدة تدعم حاليا العدوان والحرب التي تقودها السعودية علي اليمن فلماذا ستهاجم أيضا مجموعة يدعمها السعوديون بشكل مباشر (القاعدة)؟!
 
ومن المنطقي أن الولايات المتحدة تشارك في اليمن لاستهداف المجموعات التي تحارب السعوديين. وكما هو الحال في خطة اللعبة في سوريا من المرجح أن يكون وجود تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن مبررا لبناء قواعد عسكرية أمريكية وقوات في اليمن ستستخدم لاحقا لمساعدة التحالف بقيادة السعودية وكلها باسم "مكافحة الإرهاب".
 
وقد أشار وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى ذلك في ابريل الماضي عندما ذكر أن الولايات المتحدة تدرس تكثيف مشاركتها في الحرب التي تقودها السعودية ووفقا لماتيس فإن السبب الرئيسي وراء الرغبة في زيادة المشاركة في الحرب لم يكن ضد الجماعات الإرهابية بل لاستهدف إيران.
 
*"مينت برس" الأمريكي

المزيد في هذا القسم: