اتفاق بين الدولة السورية ووحدات الحماية يقضي بانتشار الجيش بعفرين

المرصاد نت - متابعات

أكّدت مصادر خاصة مطلعه أنّ الدولة السورية ووحدات حماية الشعب توصلتا لاتفاق يقضي بانتشار الجيش السوري في عفرين وأوضحت أنّ الخطوة تصبّ في مسار صدّ الهجومAfrian2018.2.16 التركي على منطقة عفرين في الشمال السوري.


يأتي ذلك بعد مفاوضات جرت بين الطرفين في وقتٍ صرحّت فيه مصادر سورية أن تنفيذ كلام نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد حول الدفاع عن عفرين بات قاب قوسين، وتأكيد قوات حماية الشعب الكردي أنها لا ترفض دخول الجيش السوري إلى عفرين للدفاع عنها.

وأشارت المصادر إلى أن الإجراءات التنفيذية لدخول الجيش العربي السوري إلى عفرين بدأت للدفاع عن هذه المنطقة في مواجهة الجيش التركي إلا أن التوقيت لم يتم تحديده بعد و إنه "لا شروط لدخول الجيش العربي السوري إلى عفرين ولا سيما لجهة تسليم وحدات حماية الشعب الكردية السلاح".

أما بالنسبة إلى توقيت دخول الجيش فأنّ تحديد موعد انتشاره يحتاج إلى إجراءات لوجستية دقيقة لاسيما أن المنطقة ليست صغيرة بل عبارة عن مساحات شاسعة تمتد من أعزاز في الشرق وصولاً إلى الحدود التركية عند راجو في الغرب، وفي الجنوب أيضاً في مواجهة انتشار الجيش التركي في دارة عزة وأطمة.

وتمّ التوقيع على الاتفاق وأن الأمر يحتاج فقط إلى إجراءات تنفيذية حيث بدأت مختلف السلطات العسكرية تتخذ مختلف خطواتها التي تحتاجها لنشر جنود الجيش العربي السوري في عفرين وفي المنطقة المحيطة بها وإنّ مسألة نشر نقاط عسكرية مشتركة بين الجيش العربي السوري ووحدات حماية الشعب في عفرين ليست نقطة خلاف بين الطرفين.

و من المتوقع أن تشهد المنطقة تعاوناً عسكرياً بين الجيش العربي السوري ووحدات حماية الشعب كما حدث سابقاً في أكثر من منطقة خاصة حينما كانت تتعرض مدينة حلب للقصف من الجماعات المسلحة حيث كان هناك تعاون كبير بين الجيش السوري ووحدات حماية الشعب في منطقة الشيخ مقصود والأشرفية وهذا المشهد سوف يتكرر في عفرين. وأن هذه العملية وبحسب مصادر سورية تحتاج إلى تحضيرات وهدوء وإلى خطة محكمة لدخول الجيش لاسيما أن المنطقة هي منطقة حرب أولاً والجيش يحتاج إلى عديد كبير لتغطية كل المساحة في المنطقة والنقطة الثانية هي فصل الآليات وتحديد الجهة المختصة داخل مجموعات الجيش التي ستدخل.

وأن هذا الأمر عند القيادات الكبرى قد حُسم فعلاً وأن المواطن في عفرين سوف يرى الجيش السوري على الخطوط في مواجهة الجيش التركي والجماعات المسلحة المدعومة من تركيا.

وأشارت المصادر إلى أنّ الدولة السورية دعمت وحدات الحماية عسكرياً وتم نقل مقاتلين للوحدات من الجزيرة إلى عفرين وإنّ ما تمّ تقديمه من الدولة السورية لعفرين أكبر بكثير مما يتم الإعلان عنه وستكشف الأيام المقبلة حجم هذا الدعم.

وقالت نائبة رئيس هيئة العلاقات الخارجية في مقاطعة عفرين جيهان محمد إن أهالي عفرين جزء من سوريا وأكدت النائبة الكردية أن أهالي المدينة يتصدَّوْن للعدوان التركي الذي يستهدفُ كل مقومات الحياة وإنّ مقاتلي وحدات حماية الشعب دمروا 4 عربات عسكرية تركية بالقرب من قرية ديوا في عفرين.

وتحدّث مصدر عن سقوط عدد من قذائف الهاون التركية على منطقة التظاهرات دون وقوع اصابات وكان رتل عسكري تركي دخل إلى الأراضي السورية وتوجه إلى بلدة الصرمان شرق مدينة معرّة النعمان في ريف إدلب وتعرّضت منطقة الخالدية لأعنف الهجمات التركية نظراً لموقعها الاستراتيجي قرب جبل برصايا.

وذكرت وكالة الأناضول أن رتلاً عسكرياً تابعاً للجيش التركي وصل إلى مدينة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب السورية استعدادا لإقامة مركز المراقبة السادس في إطار اتفاق أستانا وأشارت إلى تمرّكز القوات التركية في قرية الصرمان التابعة لمدينة معرة النعمان في إدلب، حيث ستُنشئ مركز المراقبة الجديد.

وكانت القوات المسلحة التركية أعلنت في 9 شباط/  فبراير الجاري أن قوات تركية تمركزت في قرية تل طوقان التابعة لناحية أبو الظهور بريف إدلب وذلك بهدف إقامة مركز المراقبة السابع في إطار اتفاق أستانا وكانت القوات التركية أطلقت عملية "غصن الزيتون" في 20 كانون الثاني/ يناير 2018 حيث أكد الرئيس التركي أن العملية بدأت فعلياً في الميدان وستستمر حتى منبج والحدود العراقية.

«مشيئة الدولة» تحمي عفرين وأهلها؟

وعادت القنوات الروسية التي تتوسط بين دمشق و«الوحدات» الكردية إلى النشاط في محاولة جديدة للتوافق حول دخول الجيش السوري إلى منطقة عفرين وأتى ذلك بينما وصل وزير الخارجية الأميركي أنقرة للبحث في مخرج يراعي مصالح بلاده للتوتر الذي أطلقته «غصن الزيتون» في الشمال السوري

توّجت زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس جهوداً ثنائية مكثّفة بين مسؤولي الولايات المتحدة الأميركية وتركيا العسكريين والديبلوماسيين، تهدف إلى ضبط مجريات الشمال السوري في مسار يراعي مصالح الطرفين.

واستمر اللقاء بين أردوغان وتيلرسون لأكثر من ثلاث ساعات وحضره وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي تولى مهمة الترجمة بغياب مقصود للمترجمين. وهي المرة الثانية التي يُحرم فيها مرافقو تيلرسون من دخول الاجتماع وذلك بعد لقاء مماثل عقد قبل نحو عام من الآن إضافة إلى أنّ التوتر بين واشنطن وأنقرة أفرز الكثير من المواقف المحرجة بين مسوؤلي البلدين كان آخرها تكذيب الرئاسة التركية لنسخة البيت الأبيض عن محتوى الاتصال الهاتفي بين أردوغان ونظيره دونالد ترامب. وأثار الاجتماع الطويل الذي «استفرد» فيه أردوغان وجاويش أوغلو بتيلرسون مزحة لدى بعض المعلّقين ربطاً بتهديدات تركية سابقة تجاه الأميركيين بتوجيه «صفعة عثمانية»، بأن «اثنين ضد واحد» هو نزال غير عادل.

زيارة تيلرسون التي استبقت بلقاء وزيري دفاع البلدين، يتخللها بحث عدة ملفات عالقة وتحتل العملية العسكرية التركية في عفرين الأولوية لكلا الطرفين؛ فأنقرة التي تنخرط أكثر في عملية «غصن الزيتون» تطالب بسحب مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية من غرب نهر الفرات وإخراجهم من إطار «قوات سوريا الديموقراطية» التي ترعاها الولايات المتحدة بينما تحاول الأخيرة ضمان استقرار المناطق التي تسيطر عليها في شرق الفرات وهو استقرار تهدده العملية التركية التي تستنفر المقاتلين الأكراد وتشغلهم عن جبهات تحتاج إليهم واشنطن فيها كما في دير الزور والرقة. ومن شأن مخرجات زيارة تيلرسون أن تؤثر بشكل كبير على مستقبل المناطق التي تسيطر عليها «الوحدات» الكردية التي تطالب واشنطن بالتدخل لحمايتها من الجيش التركي. ومن اللافت أن اليأس الكردي ــ حتى الآن ــ من احتمال تدخل أميركي لمصلحة وقف المعارك أعطى دفعة إيجابية للمحادثات بين «الوحدات» والحكومة السورية، عبر الوسيط الروسي.

وتشير المعطيات إلى أن اليومين الماضيين شهدا توجّهاً كردياً نحو الموافقة على مطالب دمشق السيادية بما يزيد احتمالات دخول قوات من الجيش السوري إلى عفرين في حال تم التوافق على عدد من النقاط العالقة. ونقلت مصادر كردية أن الجانب الروسي عرض مجدداً دخول قوات من الجيش السوري إلى خطوط التماس مع القوات التركية إلى جانب عودة قوات الشرطة والمؤسسات السيادية إلى مدينة عفرين ونواحيها.

وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد جدد أول من أمس التأكيد على أن «عفرين جزء لا يتجزأ من الجمهورية العربية السورية» وأن حكومة بلاده «تعمل ضد الوجود والعدوان التركي على عفرين والمناطق المجاورة» وأن «سوريا ستعود موحدة». وجاء ذلك بالتوازي مع رفض «الوحدات» تصعيد «التحالف الدولي» ضد الجيش العربي السوري وحلفائه في ريف دير الزور شرق الفرات لضمان خط الإمداد الوحيد الواصل إلى عفرين.

وتشير مصادر كردية إلى أن «مجلس دير الزور العسكري» المنضوي ضمن «قسد» هو من يخوض اشتباكات ضد الجيش في محيط ناحية خشام لا «الوحدات». وهو ما انعكس في عدم نشر «الوحدات» أو«قسد» أي أخبار أو بيانات حول الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع الجيش العربي السوري وحلفائه هناك. وأتت الأخبار عن نشر قوات أميركية في منشأة غاز «كونوكو» لتعزز فرضية انكفاء المشاركة الكردية على تلك الجبهة.

ووفق التصريحات التي تلت لقاء وزيري الدفاع الأميركي جايمس ماتيس ونظيره التركي نور الدين جانيكلي تبدو واشنطن مصرّة عل اجتراح حل وسط بين الطرفين، إذ نقل الوزير التركي عن ماتيس قوله إن بلاده لا تدعم «الوحدات» الكردية في عفرين بالسلاح إلى جانب تعهد بلاده بمساعدة أنقرة في العمل ضد «حزب العمال الكردستاني» في العراق. ونُقل عن ماتيس أنه قال لنظيره التركي إن واشنطن مستعدة «إذا لزم الأمر» لدفع «الوحدات» الكردية لمحاربة «العمال الكردستاني»، وعلّق المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ على تلك التصريحات بالقول إنها تدلّ على أن الإدارة الأميركية «لا تفهم تركيا أبداً». وأشار الوزير الأميركي إلى أن تعاون بلاده مع أنقرة سيستمر من دون انقطاع خلال الفترة المقبلة، داعياً تركيا من جديد إلى التركيز على مكافحة «داعش». وبدا لافتاً أن وزير الخارجية الأميركي استبق وصوله أنقرة بتصريح ينفي تسليم بلاده أيّ أسلحة لـ«الوحدات» الكردية.

وفي اليوم الأول من لقاءات جمعت وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس عبّر المجتمعون عن قلقهم إزاء التطورات في سوريا وخاصة المنطقة الشمالية. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان في تعليق على التوتر بين أنقرة وواشنطن في سوريا: «كنا في حرب أهلية ونواجه الآن خطر اندلاع أزمة إقليمية كبرى». بدوره أعرب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل عن الأمل في أن «ينخرط الاتحاد الأوروبي في استئناف العملية السياسية في سوريا» وأن يبذل كل ما في وسعه «في شمال سوريا لكي يتوقف التصعيد العسكري». وقالت وزيرة الخارجية النمسوية كارين كنيسل إن «هذا الوضع حرج جداً حيث يتواجه الجيشان الأكبر في حلف شمال الأطلسي».

وفي موازاة التطورات السابقة أقام الجيش التركي «نقطة مراقبة» جديدة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وفق مخرجات اتفاق «خفض التصعيد» في أستانا. وأوضح بيان لرئاسة الأركان أن «القوات أنشأت نقطة المراقبة السادسة التي تحمل الرقم 8 في منطقة الصرمان» شرق معرّة النعمان.

ومع استمرار الاشتباكات في عفرين أعلنت الفصائل المسلحة العاملة تحت لواء أنقرة أنها سيطرت على بلدات كري وشربانلي وشديا في ناحية راجو (شمال غرب)، لتكمل وصل مناطق سيطرتها هناك بالجيب الذي احتلته في ناحية شيخ الحديد على حدّ قولها. وقالت أيضاً إنها سيطرت على قرية دورقلي في ناحية بلبل (شمال) إلى جانب قرية ديوان فوقاني والتلال المحيطة بها في ناحية جنديرس (جنوب غرب).

وعلى الجانب الآخر جددت موسكو اتهامها الولايات المتحدة الأميركية باتباع خطوات تهدف إلى تقويض وحدة الأراضي السورية. وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن «الجيش الأميركي لا يزال يحتل مساحة قطرها 55 كيلومتراً بالقرب من التنف والتي أصبحت مأوى لبقايا تنظيم داعش». وأضافت أن «الأميركيين قاموا بتحرّكات على الضفة الشرقية لنهر الفرات واقتربوا من مواجهة مفتوحة مع الجيش العربي السوري» كما أنهم «يستفزون تركيا ويرسلون قوافل أسلحة للأكراد». وبالتوازي التقى الرئيس فلاديمير بوتين الملك الأردني عبد الله الثاني في موسكو حيث بحثا تطورات الأزمة السورية.

وفي سياق متصل أعلنت موسكو أن خمسة مواطنين روس قتلوا وجرح آخرون في الضربات التي شنّها «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، على قوات حليفة للجيش العربي السوري الأسبوع الماضي في ريف دير الزور موضحة أنهم لا ينتمون إلى الجيش الروسي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا إنه «بحسب المعلومات الأولية يمكننا الحديث عن مقتل خمسة أشخاص يبدو حتى الآن أنهم مواطنون روس بسبب المواجهة المسلحة التي لا تزال أسبابها قيد الدرس».
وأوضحت أن «المقالات التي أشارت إلى مقتل عشرات ومئات من المواطنين (الروس) ليست سوى تضليل نموذجي... أطلقته القوى المناهضة للحكومة في سوريا».

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية