المرصاد نت - متابعات
تجهد موسكو لتظهير «نجاح» مسار «الهدنة» المؤقتة وإجلاء المدنيين عبر التفاوض مع الفصائل المسلحة في غوطة دمشق فيما تؤكد أنها ستردّ على أي تحرك عسكريّ أميركي يهدّد أمن قواتها العاملة في سوريا.
وبينما تتابع أنقرة عدوانها على عفرين أكدت أنها ستناقش التفاصيل النهائية لخطة صاغتها مع واشنطن تعالج وضع منبج، لتشمل لاحقاً مناطق شرق نهر الفرات
انخفضت وتيرة المعارك على الأرض في غوطة دمشق الشرقية أمس مع تواصل للاستهداف المدفعي والجوي لمواقع في جيب الغوطة الجنوبي في مقابل سقوط عدد من القذائف على أحياء العاصمة. وشهد الجيب الشمالي للغوطة في دوما ومحيطها جموداً في العمليات العسكرية لإتاحة المجال أمام إخراج عشرات من المدنيين عبر «الممر الآمن» في منطقة مخيم الوافدين وفق اتفاق توصل إليه الجانب الروسي وممثلون عن «جيش الإسلام».
المدنيون الذين غادروا على دفعتين، يقدّر عددهم بنحو مئة وهم دفعة أولى من أصل ما يقرب ألف مدني ومسلح يفترض أن يغادروا الغوطة تباعاً وفق مصادر روسية. وفي المقابل يتواصل التنسيق لدخول قافلة مساعدات جديدة إلى الغوطة الشرقية في محاولة من موسكو لدعم مسار التفاوض المستمر مع الفصائل المسلحة في الغوطة بما يتيح الوصول إلى تسويات أوسع.
الضغط الروسي لتحقيق تقدم في عملية «الهدنة الإنسانية» وإجلاء المدنيين والمصابين والمرضى يندرج ضمن الجهود المبذولة لسحب فتيل التوتر الذي أشعلته تهديدات الولايات المتحدة الأميركية، الأخيرة بشأن التحرك المنفرد في حال «فشل مجلس الأمن». الحديث عن الخطط الأميركية للتصعيد كان واضحاً في كلام رئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف الذي قال إن بلاده تملك «معلومات موثوقة» تؤكد أن الفصائل المسلحة تخطّط لافتعال هجمات كيميائية مستفزّة ضد المدنيين «لتبرير ضربة أميركية واسعة ضد مواقع حكومية في دمشق».
غيراسيموف أكد أنه «في حال وقوع تهديد على حياة جنودنا العسكريين سوف تقوم قواتنا باتخاذات إجراءات مضادة تستهدف كلاً من الصواريخ ومصادر إطلاقها». بدورها قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن تصريحات المندوبة الأميركية في مجلس الأمن نيكي هيلي بشأن تحرك أميركي محتمل ضد سوريا «تثير استياءنا وقلقنا». وشددت على أن الحديث الأميركي عن دفع العملية السياسية هو «نفاق صارخ» بوجود قوات أميركية تحتل جزءاً كبيراً من الأراضي السورية.
وذهب وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى التحذير من عواقب توجيه ضربة عسكرية ضد مواقع سورية. وقال إن على المندوبة الأميركية أن تعرف أن «استخدام منصة مجلس الأمن الدولي بشكل غير مسؤول يختلف عمّا يجري بين العسكريين الروس والأميركيين» مشيراً إلى وجود «قنوات تواصل» على هذا المستوى يتضح من خلالها «ما هو ممكن أو غير ممكن». وأضاف أن التصرفات الأميركية توحي بأن «التحالف الدولي غير مهتم بالقضاء على الإرهاب... بل بالحفاظ على الإرهابيين لتهديد الحكومة السورية».
وبالتوازي مع التصعيد الأميركي ــ الروسي حول غوطة دمشق برزت جبهات ريف درعا وما حملته من تصعيد خلال الأيام القليلة الماضية، كنقطة خلافية جديدة تضاف إلى المشهد. فمع تواصل الاستهدافات المتقطعة لمواقع المسلحين في عدد من بلدات ريف درعا الشرقي وخاصة المحاذية لبلدة إزرع أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها إزاء هذا التطور داعية إلى «اجتماع عاجل» في الأردن لضمان استقرار منطقة «تخفيض التصعيد». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في الوزارة قوله إنه «إذا صحّت هذه التقارير فإن هذا يمثل انتهاكاً صريحاً لوقف إطلاق النار يمارسه النظام ومن شأنه أن يوسع نطاق الصراع».
ومن دون أن تتوضح طبيعة هذا الاجتماع الذي طلبته واشنطن إلا أنه سيجمع على الأغلب ممثلين عن كل من روسيا والولايات المتحدة والأردن من اللجنة الثلاثية التي انبثقت عن اتفاق «تخفيف التصعيد» وكلّفت بمتابعة ومراقبة تطبيقه. وترافق الحديث عن اجتماع تستضيفه الأردن مع لقاء جمع رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة أمس وتطرّق إلى الملف السوري. وبالتوازي بحث السيسي تطورات المنطقة بما فيها سوريا مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون في اتصال هاتفي. ويأتي النشاط المصري بالتوازي مع الدور الذي تلعبه القاهرة في تيسير المفاوضات الخاصة بالجيب الشمالي من غوطة دمشق حيث يسيطر «جيش الإسلام».
وفي تأكيد تركي جديد على التفاهمات الحاصلة مع الجانب الأميركي حول منطقة منبج، قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إن الجانبين سيراقبان انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية من المنطقة على أن يتولى عسكريون من البلدين المسؤوليات الأمنية فيها. وأوضح أنه سيبحث في واشنطن بعد أيام خطة تأمين منبج، كانت قد وضعتها مجموعة عمل مشتركة أميركية ــ تركية.
واللافت أن الإعلان التركي عن اللقاء (ليل أول من أمس) جاء قبل ساعات من إعلان رحيل ريكس تيلرسون عن منصب وزير الخارجية الأميركية وتعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، خلفاً له. وجدد جاويش أوغلو التهديد بأن بلاده سوف تقوم بعملية عسكرية في منبج وشرق الفرات في حال لم تنسحب «الوحدات» من منبج.
وأشار إلى أن إدارة المدينة سوف تتم عبر «أبناء المنطقة المحليين... من دون مشاركة الوحدات الكردية... وسوف نجرّب هذا النموذج وبعدها نعمّمه على مناطق أخرى مضيفاً أن «شرق الفرات والرقة، وأماكن أخرى تخضع لسيطرة الوحدات هي ضمن هذه الخطة» وفق ما نقلت عنه صحيفة «حرييت» التركية. وكان لافتاً في كلام جاويش أوغلو أنه أكد أن كل تلك المناطق «سوف تعود إلى سوريا بعد التسوية السياسية... وستكون تحت سيطرة قوات أمن وطنية».
ومن جهتها نفت «قوات سوريا الديموقراطية» علمها بأي اتفاق تركي ــ أميركي بشأن مدينة منبج. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول العلاقات الخارجية ريدور خليل قوله إن «ما نعلمه جيداً هو أن وحدات حماية الشعب والمرأة انسحبت من منبج بشكل رسمي بعد عملية تحريرها (2016) وتم تسليم أمور الدفاع والحماية والإدارة إلى مجلس منبج العسكري وقوات الأمن الداخلي ومجلس منبج المدني». وبينما أعلن الجيش التركي أنه طوّق مدينة عفرين رغم بقاء معبر باتجاه مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية أعلن «الهلال الأحمر التركي» أنه باشر إنشاء مخيمات جديدة للنازحين في منطقة إدلب وريف حلب الشمالي بقدرة استيعابية تصل إلى نحو 170 ألف نازح.
المزيد في هذا القسم:
- الشرطة البريطانية تعتقل مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج! المرصاد نت - متابعات أعلنت الشرطة البريطانية عن اعتقال مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج واحتجازه في مركز الشرطة بوسط لندن وقالت إن اعتقال أسانج تم بناء على مذكرة اس...
- ندد بالتطبيع الإماراتي.. البرلمان الماليزي يطالب بطرد إسرائيل من الأمم المتحدة المرصاد-متابعات طالب البرلمان الماليزي -بإجماع ممثليه من الحكومة والمعارضة- بطرد إسرائيل من الأمم المتحدة، ردا على خطط ضم مزيد من الأراضي الفلس...
- تصاعد التحركات في عدد من المدن العراقية! المرصاد نت - متابعات قطع متظاهرون الطريق المؤديةَ الى ميناءي أم قصر وخور الزبير كما قطع جسر خالد في قضاء شط العرب في البصرة جنوب العراق وفيما أعيد فتح جسر ثور...
- باكستان تعيد سفيرها لدى الهند والتوجه نحو التهدئة! المرصاد نت - متابعات تتجه الأوضاع بين باكستان والهند نحو التهدئة بعد جولة التصعيد الأخيرة التي وصلت إلى حدّ الاشتباك الجوي بين قوات البلدين. وأعلنت الخارجية ...
- جنيف 4: مفاوضات بناءة بشقّ الأنفس .. وجدول أعمال رباعي واضح المرصاد نت - متابعات رغم كافّة المحاولات لتسميم مفاوضات جنيف ميدانياً (عملية حمص الإرهابيّة) وسياسياً (إدانة مجلس الأمن) اختُتمت المحادثات التي استمرت لمدة 8 ...
- نتنياهو يستنجد بموسكو: لن نتحمّل إيران على حدودنا المرصاد نت - علي حيدر بنظرة أولية يصحّ وصف «لقاء نتنياهو ــ بوتين» في مدينة سوتشي بأنه امتداد للقاءات الثلاثة السابقة بينهما التي توالت منذ التدخل ...
- السفير البريطاني السابق في سوريا بيتر فورد "أوقفوا تدمير سوريا" المرصاد نت - متابعات في وقت كانت الحكومة البريطانية من أول الأطراف الدولية التي أيدت الحملة الأمريكية على سوريا على خلفية الإتهامات باستخدام أسلحة كيميائية ...
- فلسطين: تخبُّط في كيان العدو والمقاومة مستمرة في ردّها! المرصاد نت - متابعات بدا جنوناً ما أقدمت عليه إسرائيل أمس. الضربة الأولى لمسؤول فلسطيني في دمشق منذ نحو 17 عاماً. صحيح أنها لم تنجح في اغتيال «المسؤول العسكري...
- مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لبحث تطورات قضية الجولان السوري المحتل! المرصاد نت - متابعات يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مساء اليوم الأربعاء لبحث الوضع في المنطقة بما فيها قضية الجولان السوري المحتل. وأعلن رئيس مجلس الأمن ا...
- الأزمة الخليجية تراوح مكانها وقطر تستعد لعامين من الحصار المرصاد نت - متابعات دخلت الأزمة الخليجية مرحلة من الجمود في ظل فشل الجولات الغربية في إنعاش الوساطة الكويتية وآخرها جولة وزير الخارجية الفرنسي التي انتهت أمس...