اعتداء إسرائيلي على سوريا... من الأجواء اللبنانية

المرصاد نت - متابعات

استهدف الكيان الإسرائيلي الغاصب بضربات صاروخية فجر اليوم مطار التيفور العسكري في منطقة ريف حمص ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى.T4 airport2018.4.9


ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري اتهامه إسرائيل بالوقوف خلف الضربة قائلاً إن «العدوان الإسرائيلي على مطار التيفور تمّ بطائرات من طراز أف 15 أطلقت عدّة صواريخ من فوق الأراضي اللبنانية» كذلك أكد الجيش الروسي أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت مطار التيفور العسكري بثمانية صواريخ موجّهة عن بعد انطلاقاً من الأجواء اللبنانية من دون دخول المجال الجوي السوري.

مصادر رسمية لبنانية أكدت الضربة إسرائيلية قائلةً إنه تمّ فجر اليوم رصد صواريخ أطلقت فوق البحر وفوق مناطق كسروان والبقاع إلى داخل الأجواء السورية.

وكانت الأجواء اللبنانية قد شهدت منذ يوم الجمعة الماضي حركة كثيفة لطيران الاستطلاع الإسرائيلي فوق مناطق البقاع والشمال كما أصدر وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف يوم أمس بياناً حذّر فيه من استباحة العدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية عبر طيرانها الحربي المعادي وتسيير طائراتها الاستطلاعية فوق عمق الداخل اللبناني محمّلاً الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أي عمل عدائي قد تُقدم عليه في أي منطقة لبنانية.

موسكو: تطور خطير
في أول تعليق رسمي لموسكو على الضربة قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن ما حصل «تطور خطير جدا في الوضع» آملاً أن يكون «العسكريون الأميركيون على الأقل و(عسكريو) دول أخرى مشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، يدركون ذلك».

في سياق متصل أكد لافروف بعد اجتماع مع نظيره من طاجيكستان في موسكو أن الاتهامات الموجهة للحكومة السورية بالوقوف خلف الهجوم الأخير في منطقة دوما قبل يومين «عارية عن الصحة» وهي «مجرد استفزاز».

وأشار لافروف في هذا الإطار إلى أن ممثل ​روسيا​ و​الهلال الأحمر​ العربي السوري «لم يجدا آثاراً لاستخدام الكيميائي ضد المدنيين»، معتبراً أن الرئيسين الفرنسي والأميركي توصلا «بسرعة فائقة» إلى أن الرئيس السوري هو وراء الهجوم الكيميائي وأكد لافروف أن لروسيا التزامات تجاه دمشق في حال حدوث ضربة عسكرية أميركية مع العلم أن موسكو قد حذرت واشنطن قبل يومين من مغبة القيام بتدخل عسكري «بذرائع مختلقة» بدورها اعتبرت إيران هذه الاتهامات «مؤشراً إلى مؤامرة جديدة وذريعة للقيام بعمل عسكري».

ليبرمان: نشاطنا في سوريا مستمر

 ويعتبر الاعتداء هذا الأوّل بعد إسقاط الجيش السوري طائرة F16 إسرائيلية في العاشر من شباط الماضي وفي حديثٍ إلى موقع «يديعوت أحرونوت» العبري قال وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تعليقاً على غياب النشاط الإسرائيلي في سوريا خلال الأشهر الماضية: «كونك لم تسمع (بالنشاط) لا يعني أننا لا نعمل فجزء كبير من نشاط جيش الدفاع الإسرائيلي لا يلفت انتباه وسائل الإعلام والجمهور. يمكنني أن أؤكد لكم أننا تصرّفنا وحتى في الأشهر الأخيرة فليس هناك إمكانية لعدم القيام بفعل ما».

إسرائيل استفادات من التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اليومين الماضيين ضد دمشق لتنفيذ ضربتها وفور وقوع الضربة قال التلفزيون السوري اليوم إن قتلى وجرحى سقطوا في هجوم بصواريخ «يعتقد أنها أميركية» على مطار التيفور لكن الولايات المتحدة نفت شن أي ضربات جوية في البلاد. كذلك رجحت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بدايةً أن يكون «العدوان أميركياً» قبل أن تحذف لاحقاً أي إشارة إلى الولايات المتحدة لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفت مسؤوليتها عن الضربة مؤكدةً أنها «لا تنفذ ضربات جوية في سوريا حالياً».

هل نسقت واشنطن مع تل أبيب لاستهداف مطار "تي فور"

أكد مسؤولان أمريكيان لقناة "NBC News" أن الغارات التي استهدفت اليوم الاثنين قاعدة T4 السورية نفذها الطيران الإسرائيلي مشيرين إلى أن "إسرائيل" أبلغت الولايات المتحدة بالعملية مسبقا.

ونقلت القناة الأمريكية عن المسؤولين المطلعين قولهما إن العسكريين الإسرائيليين أخبروا البنتاغون بخططهم لتوجيه الضربة إلى القاعدة الجوية السورية ليلة الأحد إلى الاثنين.

Syriaa2018.4.9

الي ذلك نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن البيت الأبيض قوله "إسرائيل أبلغتنا مسبقاً أنها سوف تقصف مطار التيفور السوري" في حين إن "الإعلام الأميركي عكس تحريضاً أميركياً على شنّ هجوم على سوريا تحت ذريعة الكيميائي" في المقابل ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن "روسيا لم تتبلغ أبداً بعزم إسرائيل شنّ هجومها على سوريا".

وزارة الدفاع الروسية أكدت أن "مقاتلات إسرائيلية من طراز (أف-15) شنّت عدواناً على مطار التيفور العسكري بحمص من أجواء لبنان" مشيرة إلى أنها "أطلقت 8 صواريخ موجّهة على المطار"ولفتت الوزارة إلى أن 3 صواريخ إسرائيلية استهدفت القسم الغربي من المطار وأن لا إصابات بين المستشارين الروس في سوريا.

كما أشارت إلى أن الدفاعات الجوية السورية دمّرت 5 صواريخ موجّهة من بين 8 أطلقتها المقاتلات الإسرائيلية على المطار.

وكالات أنباء إيرانية تحدثت عن استشهاد 3 مقاتلين إيرانيَين في العدوان الإسرائيلي على المطار.

 خبراء روس قالوا إن العدوان الإسرائيلي على سوريا يأتي "بمثابة رد من تل أبيب على اتفاقات الدول الثلاث الضامنة في أنقرة"  وأن العدوان الإسرائيلي "يبدو منسّقاً مع واشنطن" وفق الخبراء الروس وبحسب الخبراء الروس فإن "إسرائيل تصرفت كهراوة أميركية لكيلا تدخل في مواجهة مع روسيا في حال تنفيذها العدوان".

كما طالبت موسكو إسرائيل بتقديم توضيح حول أسباب العدوان" الكرملين من جهته قال إن الوضع حول سوريا متوتر وأمل اتباع نهج متوازن وعدم السماح للدول الأخرى باتخاذ خطوات لزعزعة الاستقرار.

النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف قال إن روسيا طالبت إسرائيل عبر قنوات وزارتي الدفاع والخارجية بتقديم إيضاحات عن أسباب توجيه ضربة جوية إلى مطار التيفور وقال السيناتور الروسي يجب أن نفهم من الذي دفع إسرائيل إلى تنفيذ هذه الخطوة وضغط عليها، وعما إذا كان قرارها مستقلاً في إشارة منه إلى الولايات المتحدة.

وسائل إعلام إسرائيلية وصفت البيان الروسي حول الاعتداء على مطار التيفور "بالاستثنائي".

رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق اللواء عاموس يدلين وفي أول تعليق إسرائيلي على العدوان قال إنه "إذا كانت الولايات المتحدة قد نفت مسؤوليتها عن قصف المطار في حمص فهذا يعني أنها لم تقصف إذن سلاح جو آخر هو من قصف" مشيراً إلى أن "القصف كان يبعد 100كم فقط عن طبريا ويجب أن يكون لإسرائيل مسؤولية أخلاقية عما يدور في المنطقة وأن استخدام الكيماوي لن يمر دون ثمن".

وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أكد لموقع "يديعوت أحرونوت" أن "سلاح الجو عاد للعمل في سوريا".

بدوره قال عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يوآف غالنت لقناة كان "لدينا مصالح واضحة في سوريا ووضعنا خطوطاً حمراً ولن نسمح بنقل سلاح من سوريا إلى حزب الله".

اللواء احتياط عميرام ليفين قال بدوره لإذاعة الجيش الإسرائيلي "يبدو واضحاً جداً من نفذ الهجوم لكنه كان أقل من المطلوب ومتأخراً بعض الشيء". وأضاف أن "مشكلة الولايات المتحدة وإسرائيل أنهما تردان فقط"، مشدداً "ليس هناك سياسة بعيدة المدى".

وتابع ليفين أنه "طالما أن الردود ستبقى فقط في إطار الردود فإن ذلك ليس كافياً" مشيراً إلى أنه "لدى إسرائيل وسائل ليست فقط عسكرية للعمل مع الدولة الكبرى الولايات المتحدة" ومؤكداً "نحن ملزمون بالعمل يداً واحدة لإبعاد الأسد عن السلطة في سوريا إلى الأبد".

أما رئيس المعارضة وعضو الكنيست إسحاق هرتسوغ فقال من جهته في تصريح لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية "لا تتوقعوا منا أن نتطرق إلى الموضوع إلا على نحو عام". وأشار إلى أن "الهجوم على مطار التيفور عمل على نحو صحيح"، مشدداً "لن أتطرق إلى مزيد من التخمينات".

وزير الأمن السابق إيهود باراك قال بدوره في حديث مع موقع "يديعوت أحرونوت" "لست أدري من نفذ الهجوم في سوريا.. هناك مجالات من المهم أكثر التصرف فيها من الكلام وهذه بالتأكيد واحد منها".

عضو اللجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي عوفر شيلح كتب في صفحته على فيسبوك "كان يتعين علينا العمل في سوريا منذ زمن".

القناة العاشرة الإسرائيلية نقلت وجود طائرات من دون طيار إسرائيلية تحوم في الأجواء أثناء مهاجمة مطار التيفور كما نقلت مقتطفاً من بث القناة حول إمكانية أن يكون الهجوم المنفذ على المطار قد تمّ من قبل الأميركيين.

موقع "يديعوت أحرونوت" نقل بدوه خبر أن الصواريخ التي أصابت المطار مرّت عبر المجال الجوي للبنان من البحر باتجاه سوريا.

هذا ونفى البنتاغون من جهته تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية في سوريا رغم ما أشارت إلى أنها "تواصل متابعة الوضع عن كثب"، مضيفاً أن واشنطن "تدعم الجهود الدبلوماسية لمحاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا" وفق تعبيرها وقال متحدث باسم البنتاغون إن "التقارير التي تتحدث عن ضربات أميركية ضد قواعد تابعة للنظام السوري غير صحيحة".

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي كبير قوله إنه "لا صحة لتقارير عن أي ضربات أميركية ضد قواعد في سوريا".

وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن متحدث باسم الجيش الفرنسي قوله إن بلاده "لم تقصف مطار التيفور في ريف حمص".

كذلك أكدت الحكومة البريطانية أن "لندن لم تشارك في ضربات الليلة الماضية على سوريا".

تصعيد غربي

يوم أمس أعلنت واشنطن وباريس بعد لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون توافقهما على «وجوب محاسبة نظام  الرئيس بشار الأسد على انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان» التصعيد الغربي أعقب الاتهامات الموجهة للحكومة السورية بـ«تنفيذ هجوم بأسلحة كيميائية» على منطقة دوما كذلك قرّر ماكرون وترامب «تنسيق إجراءاتهما ومبادراتهما داخل مجلس الأمن الدولي» الذي من المفترض أن ينعقد اليوم للنظر في هذه القضية.

وقبل يوم كتب ترامب على موقع «تويتر»: «قُتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا» مضيفاً أن «الرئيس (فلاديمير) بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم الأسد سيكون الثمن باهظاً» وأوضح الإليزيه أنّ الرئيسَين «تبادلا معلوماتهما وتحليلاتهما التي تؤكّد استخدام أسلحة كيميائية» وهو ما كانت باريس قد اعتبرت أنه «خط أحمر» يستدعي ضربات انتقامية. وكانت باريس هدّدت مراراً بضرب أهداف عسكرية سورية، في حال ثبُت استخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين. وقال ماكرون في شباط: «إننا سنضرب» في مثل هذه الظروف.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية