الانتصارات في الجنوب: تهاوي مشروع تقسيم سوريا

المرصاد نت - متابعات

بعد أكثر من سبع سنوات من الحرب أستعاد الجيش العربي السوري السيطرة على معظم مساحة البلاد بما فيها المدن الكبرى وأعاد انتشاره على غالبية المناطق الحدودية ولاسيما Syria Daraa2018.8.4مع فلسطين المحتلة في حين انهارت الجماعات المسلحة أو استسلمت كما أن بعض قادة "المعارضة" غيروا لهجتهم فيما يخص الأحداث والمصالحات والتسويات.

ولم يبق خارج سيطرة الدولة سوى جيب إدلب والمناطق الخاضعة لسيطرة تركيا في الشَمال فيما تجري مفاوضات للتوصل الى تسوية تَضمَن عودة الدولة الى مناطق الاكراد شرق نهر الفرات.

ويمكن القول إن مشاريع تقسيم سوريا التي نَظَر إليها كثيرون في الغرب و"إسرائيل" ودول أخرى انتهت الى غير رجعة ولاسيما منها مشروع العراب الصهيوني لتفتيت المنطقة العربية برنارد لويس.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي جيمي كارتر قد كلفت لويس عندما كان يعمل مستشارا لوزارة الدفاع لشؤون الشرق الاوسط لوضع خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وطلبَ اليه ألا تكونَ مماثلة لاتفاقية "سايكس بيكو" التى أقيمت بناء على الجغرافيا ولكنها تبنى على "القوميات والطوائف".

وفعلا أعد لويس وثيقة خطرة صادق عليها الكونغرس الأمريكي عام 1983 لتقسيم المنطقة العربية إلى أكثر من 30 كيانا متنافرا وهزيلا على أساس طائفي ومذهبي وقومي من خلال ما يعرف بالفوضى الخلاقة.

وفيما يتعلق بسوريا فإن لويس اقترح تقسيمَها أربعة كيانات هي دولة علوية شيعية على امتداد الساحل ودولة سنية في منطقة حلب ودولة سنية حول دمشق ودولة الدروز في الجَولان. ولكن لويس مات ومات معه مشروعه في سوريا.

كذلك سعت الولايات المتحدة منذ بداية الحرب على سوريا إلى تقسيم المنطقة لحماية امن الكيان الاسرائيلي لكن الانتصار السوري رسم خارطة الشرق الأوسط على الصعيدين السياسي والعسكري وباتت واشنطن في مرحلة رسم استراتيجيات جديدة تتناسب والواقع الجديد الذي رسمه الجيش السوري.

ولا شك بأن هذا الانتصار القى الرعب في أروقة البيت الابيض وكيان الاحتلال، فالتغيرات الجديدة أعلنت صعود سوريا ومعها محور المقاومة في مقابل هزيمة محور واشنطن، التغيرات الاستراتيجية التي فرضتها الدولة السورية لم تكن في الحسابات والخطط التي اعدتها واشنطن فقد كان من المتوقع أن الدولة السورية لن تصمد طويلا، لكن الحقيقة كانت مختلفة عن طموحات امريكا.

على الرغم من مليارات الدولارات التي رُصدت من أجل الحرب على سوريا وعلى الرغم من مئات الأف الإرهابيين من شتى أصقاع الأرض اضافة إلى غرف العمليات في تركيا والاردن والكيان الإسرائيلي لم يتم تحقيق أي نتائج على الارض السورية فالقرار السوري هو المواجهة ومحاربة الإرهاب فكان الأنتصار حليفاً لسوريا ونلاحظ اليوم أن كل معركة يدخل بها الجيش العربي السوري يكون أنتصار هذا الجيش هو سيد الموقف، فالقيادة السورية وعبر الرد المباشر على الداعمين والممولين للحرب على سوريا ارسلت العديد من الرسائل الحازمة برفع اليد عن ادواتهم في الارض السورية وإلا سيكون الرد في عمق هذه الدول وهنا نذكر ان هذه الرسائل السورية ارعبت الكيان الصهيوني خاصة ان قواعد الاشتباك الجديدة فُرضت بتوقيت دمشق لتتغير الكثير من موازين القوى التي فرضها الجيش العربي السوري.

كنتيجة طبيعية للانتصار السوري اصبح ترامب يفكر بالانسحاب من سوريا وهذا يؤكد العجز الامريكي عن تغير القوى على الارض وتحصيل اي مكسب سياسي او ميداني وما حدث طيلة هذه السنوات أكد لكل المعتدين على الارض السورية ان خارطة القوى قد تغيرت لصالح الجيش العربي السوري وعليه لابد ان يتم حساب اي خطوة يقوم بها الكيان الاسرائيلي أو واشنطن في سوريا لان الرد سيكون قويا.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية