وباء التطبيع ينتشر في الخليج: ضباط إسرائيليون في قطر!

المرصاد نت - متابعات

يشهد الخليج هذه الأيام مروحة من الزيارات التطبيعيّة للإسرائيليين. البداية كانت من أبو ظبي التي استضافت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف مروراً بسلطنة عُمان التيQatar2018.11.2 استضافت رئيس الورزاء بنيامين نتنياهو وليس نهاية بالدوحة التي تستضيف حالياً ضبّاطاً إسرائيليين كباراً في مؤتمر ترعاه وزارة الخارجيّة القطرية

لم تمضِ أيام قليلة على استضافة سلطنة عُمان لرئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في «بيت البركة» واجتماعه مع السلطان قابوس بن سعيد والتي تزامنت مع زيارة وزيرة الرياضة والثقافة ميري ريغيف لأبو ظبي لمدّة خمسة أيام تخلّلتها زيارة لمسجد الشيخ زايد بدعوة رسميّة حتّى استقبلت الدوحة اليوم ضباطاً عسكريين ومستشارين سياسيين إسرائيليين يشاركون في مؤتمر ترعاه وزارة الخارجية القطرية.

بالإضافة إلى المشاركين في المؤتمر لا يزال وفد «الجمبار» الرياضي الإسرائيلي موجود في أحد فنادق الدوحة «ولكن بعيداً عن أعين الكاميرات بطلب من السلطات القطرية» كما قالت مُراسلة الشؤون العربية في «يديعوت أحرونوت» سميدار بيري، (المقربة من الاستخبارات الإسرائيلية)، والموجودة حالياً في الدوحة.

بحسب الصحافية الإسرائيلية فإنّ «الدوحة تستضيف في هذه الأيام رياضيين إسرائيليين وكذلك ضباطاً إسرائيليين سابقين ومستشارين سياسيين في مؤتمر سياسي – اقتصادي خاص برعاية الخارجية القطرية». بيري تابعت أنّ «الإسرائيليين ليسوا موجودين في أبو ظبي وعُمان فحسب وإنّما كذلك في الدوحة» مؤكدةً أنّ «فرقة رياضية إسرائيلية تتدرّب في أحد فنادق الدوحة لكن الأمر محاط بالسرية نزولاً عن طلب القطريين».

وأضافت بيري أنّ الدوحة تستضيف مجموعة إسرائيلية أخرى تشارك في مؤتمر اقتصادي- سياسي بدعوة رسمية من القطريين موضحةً أنّها تحدثت مع مسؤول قطري كبير سَرَّ لها أنّه «يتوقّع تحسن العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج أكثر وأن الدولة الخليجية التالية التي ستحسن علاقاتها مع إسرائيل بعد عمان والإمارات ستكون البحرين».

المسؤول القطري «الكبير» الذي لم تكشف بيري عن هويته وصف العلاقات بين إسرائيل والسعودية بـ«العميقة جداً» لكنّه قال إنّ «العلاقات ستبقى خلف الستار في الوقت الراهن بناءً على رغبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان».QQQQtar2018.11.2

في سياق متصل أكّد وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطاينتس اليوم أنّ «تعزيز العلاقات مع دول الخليج بالنسبة إلى إسرائيل أمرٌ يقع في أعلى سلَّم الأولويات وذلك في إطار تصدّيها لإيران». وفي معرض كلامه تطرق شطاينتس إلى مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول معتبراً أنّ ما حصل هو «عمل خسيس يستحقّ التوبيخ فالقتيل صحافي ومواطن وليس إرهابياً» لكنّه استرك «تصدّي إسرائيل مع حلفائها لإيران أكثر إلحاحاً (من قضية خاشقجي)».

إنجيليون أميركيون في ضيافة بن سلمان

لأنّ الرياض لم تستضف مؤخراً وفداً إسرائيلياً رسمياً أو رياضياً قرّر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المأزوم الذي يبحث عن استرضاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإخراجه من مأزق اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول ومآزق أخرى عالقة استقبال رموز المسيحيّة الإنجيلية الأميركية والذين يعتبرون دعامة شعبية ودينية أساسية لترامب كما أنّهم داعمون أساسيون وفاعلون لإسرائيل.

واستقبل بن سلمان يوم أمس الوفد الإنجيلي الزائر في القصر الملكي في الرياض. وترأّس وفد ضيوف الأمير الخبير في مجال الاتصال جويل روزنبرغ، وضم السيناتور السابقة ميشيل باكمان ورؤساء منظمات أميركية إنجيلية بعضها له علاقات متينة بإسرائيل. يأتي ذلك بعد أيام على استقبال ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد للوفد نفسه.

وقال الوفد في بيان نشرته وكالة «رويترز»: «لقد كان استقبال ولي العهد السعودي علانية لزعامات مسيحية إنجيلية في القصر لحظة تاريخية. لقد سُعِدنا بالصدق الذي اكتنف المحادثة التي استمرت لساعتين». والتقى الوفد أيضاً بمسؤولين سعوديين بينهم وزير الخارجية عادل الجبير وسفير السعودية (السابق) لدى واشنطن خالد بن سلمان والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى.

يُشار إلى أنّ عدداً من أعضاء الوفد الزائر يقدّم المشورة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قضايا دينية وسياسية. ومن اللافت أيضاً أنّ بعض الرموز الذين ضمّهم الوفد من المؤيّدين للكيان الإسرائيلي بشدة. ومن بين هؤلاء مايك إيفانز، مؤسس جماعة «فريق الصلاة في القدس» والذي يصف نفسه على موقعه الإلكتروني بأنه «زعيم صهيوني أميركي مسيحي ورع». إذاً لا يختلف هذا الاستقبال كثيراً عن موجة الاستقبالات العارمة التي جرت هذا الأسبوع والأسبوع الماضي في عدة دول عربية لوفود إسرائيلية. إذ إن هذه الجماعة التي استقبلها ولي العهد السعودي لا تقلّ ارتباطاً بإسرائيل عن الوفود الأخرى. بل تعتبر من القوى الوازنة المؤيدة للسياسات الإسرائيلية بشدة، في الولايات المتحدة.MBS Soudia2018.11.2

وكان بن سلمان قد أكّد في نيسان/ أبريل الماضي أنّ «الإسرائيليين لهم الحق في العيش بسلام في أرضهم». وقبل ذلك بشهر فتحت السعودية مجالها الجوي للمرة الأولى أمام رحلة تجارية إلى إسرائيل. مع تسجيل لقاءات عديدة عقدها مسؤولون سعوديون بمسؤولين إسرائيليين، في مناسبات مختلفة إلا أن استقبال الوفد المسيحي الإنجيلي الأميركي يعدّ خطوة متقدّمة على طريق توطيد العلاقات بالكيان الإسرائيلي.

نتنياهو: استقرار السعودية مهم لاستقرار العالم

وفي أوّل تعليق رسمي على واقعة اسطنبول شدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على أهميّة الحفاظ على استقرار السعودية من أجل «استقرار المنطقة والعالم» رغم تنديده بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي في فارنا ببلغاريا اليوم «ما حدث في القنصلية في إسطنبول كان مروعاً، ويجب التعامل معه بشكل صحيح» لكنّه أضاف: «في الوقت ذاته أقول إنّ من المهم جداً بالنسبة إلى استقرار المنطقة والعالم أن تظلّ السعودية مستقرة، ويجب أن نجد طريقة لتحقيق الهدفين... أعتقد أنّ المشكلة الأكبر هي إيران ويجب أن نتأكد من أنّ إيران لا تواصل الأنشطة المعادية التي كانت تقوم بها في الأسابيع الأخيرة في أوروبا» مؤكداً أنّ «علاقاتنا مع جيراننا العرب تتحسّن بشكل دراماتيكي». وتابع: «لقد كشفنا عن هجومين إرهابيين أحدهما في باريس والآخر في كوبنهاغن تقف وراءهما الاستخبارات الإيرانية... إنّ صدّ إيران على رأس جدول أعمالنا من أجل الأمن ليس فقط لإسرائيل، ولكن أيضاً لأوروبا والعالم».

وزير الخارجية البحريني خالد بن احمد آل خليفة أثنى على موقف نتنياهو «الواضح» حول أهمية دور السعودية في استقرار المنطقة. وكتب في حسابه على موقع «تويتر»: «رغم الخلاف القائم إلا أن لدى السيد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل موقف واضح لأهمية استقرار المنطقة ودور المملكة السعودية في تثبيت ذلك الاستقرار».

 

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية