دي ميستورا باقٍ حتى نهاية العام: رهان «أخير» على تشكيل «الدستورية»

المرصاد نت - متابعات

جاء إعلان تمديد مهمة ستيفان دي ميستورا شهراً إضافياً، ليعكس وجود تطلعات إيجابية من قبله في شأن تشكيل «اللجنة الدستورية» قد تتحقق إذا كانت مبنية على جهد مشترك مع «ضامني Alaseed2018.11.2pأستانا» لتسمية أعضاء الثلث الثالث

انقضت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس من دون خروج أي تصريحات رسمية تخص الشأن السوري رغم تعدد القضايا التي يعمل عليها الطرفان الروسي والتركي ضمنه. المناسبة التي خصصت لمراسم استكمال مشروع «السيل التركي» لنقل الغاز لم يرشح عنها ما كان من شأنه كسر جمود تنفيذ «اتفاق سوتشي» في إدلب ومحيطها الذي توقف عند إعلان تركيا الانتهاء من سحب السلاح الثقيل خارج المنطقة «المنزوعة السلاح» الشهر الماضي. وبقيت خطوط التماس في تلك المنطقة رهينة التصعيد المتنامي الذي من شأنه أن يهدد مستقبل الاتفاق إن تطوّر لاحقاً.

وتبرز «غرفة عمليات وحرّض المؤمنين» عرابة هذا التوتر. وبعد أن أعلنت سابقاً رفضها التزام «اتفاق سوتشي» عادت لتدعو في بيان قبل أيام إلى «نبذ الحلول الاستسلامية وعدم الركون لوهم التفاهمات الدولية واستعادة القرار... وإشعال الجبهات». ولم تتأخر الفصائل المنضوية تحت لوائها وهي «حراس الدين» و«جبهة أنصار الإسلام» و«جبهة أنصار الدين» في ترجمة بيانها عبر هجمات في الريف الشمالي لكل من اللاذقية وحماة إلى جانب استهداف نقاط الجيش العربي السوري في ريف حلب الجنوبي. وتُعَدّ هذه العمليات امتداداً لنشاط سابق لكل من تلك الفصائل حاولت من خلاله استقطاب الرافضين للتهدئة المرعيّة تركيّاً ولا سيما داخل «هيئة تحرير الشام» التي لم تعلن موقفها صراحة من «اتفاق سوتشي» رغم تعاونها مع الاستخبارات التركية ضمن إطاره.

وعلى وقع هذه التطورات، عادت القنوات السياسية إلى النشاط بعد جمود أصابها منذ إعلان استقالة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا. إذ أعلنت كازاخستان أنها تستعد لاستضافة جولة جديدة من المحادثات ضمن صيغة «أستانا» في 28 و29 تشرين الثاني. وبيّنت وزارة الخارجية الكازاخية أن وفود الدول الضامنة الثلاث ستحضر الاجتماع كما وفدا الحكومة والمعارضة إلى جانب دعوة الأمم المتحدة إلى المشاركة بصفة مراقب.

هذا الإعلان جاء بالتوازي مع كشف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك بقاء دي ميستورا في منصبه لفترة أطول من تلك التي أعلنت مسبقاً من دون تحديد تلك المدة. غير أن المبعوث الأممي أكد أمس خلال إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن أنه سيبقى «للعمل على مهمة أخيرة» وهي تشكيل «اللجنة الدستورية». ولفت إلى أنه سيعود ليقدم تقريراً إلى المجلس في كانون الأول المقبل يبين مدى تقدم تلك المهمة ويوضح سبب تعثرها إن حدث. وكان يفترض أن يترك المبعوث مهماته في نهاية الشهر الجاري ليتولى مكانه الديبلوماسي النروجي غير بيدرسن غير أن دوغريك برر التمديد في معرض رده على سؤال صحافي بالقول: «من الواضح أننا نريد ضمان ألّا توجد فجوة في مكتب دي ميستورا ولذلك سيبقى في منصبه... فترة أطول».

ومع إعلان تمديد مهمة دي ميستورا وحديث أوساط روسية عن جدولة لقاء بينه وبين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جنيف بحلول الأسبوع المقبل قد يفتح المجال أمام مقترح كانت دمشق قد قدمته إلى المبعوث الأممي خلال زيارته الأخيرة لدمشق. ويقضي ذاك المقترح الذي أعلن دي ميستورا ترحيبه به بشروط بترك مهمة تشكيل الثلث الثالث من «اللجنة الدستورية» للدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران. وقال دي ميستورا إنه سيتيح الفرصة أمام هذا الخيار شرط أن تحصّل تلك التشكيلة قبولاً من كل الأطراف المعنية. ويتوقع أن يتكشف في ضوء اجتماع أستانا المقبل إن كانت موسكو قد تمكنت خلال الفترة الماضية من حشد توافقات حول هوية أعضاء الجزء الثالث من اللجنة.

وفي الميدان أعلن الجيش العربي السوري تحرير كامل ريف السويداء الشرقي من تنظيم «داعش». وأوضح في بيان أمس أن المنطقة المحررة تضم تلول الصفا وعدداً آخر من النقاط في البادية التي تُعَدّ آخر معاقل التنظيم في الجنوب السوري وتقدّر مساحتها بنحو 380 كيلومتراً مربعاً.

الي ذلك استقبل الرئيس بشار الأسد أمس وفداً برلمانياً أردنياً يضم عدداً من رؤساء اللجان في البرلمان الأردني برئاسة النائب عبد الكريم الدغمي. وقال الرئيس الأسد خلال اللقاء إن «أهمية زيارات الوفود البرلمانية تنبع من كونها المعبّر الحقيقي عن المواقف الشعبية والبوصلة الموجهة للعلاقات الثنائية بين الدول»، وفق ما نقلت وكالة «سانا» الرسمية.

وأكد الرئيس الأسد أن تمسّك الشعب والجيش العربي السوري بانتمائه القومي كان من العوامل الأساسية التي ساهمت في صموده رغم كل المحاولات التي استهدفت هذا الانتماء.

وخلال اللقاء أكد الجانبان على أهمية تفعيل العلاقات الثنائية بين سوريا والأردن في جميع المجالات بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.

كما أكد أعضاء الوفد على أن نبض الشارع الأردني كان على الدوام مع الشعب السوري في وجه الحرب الإرهابية التي يتعرض لها، مشددين على أن سوريا هي خط الدفاع الأول عن كل المنطقة العربية.

واعتبروا "أن انتصار سوريا في هذه الحرب سيكون انتصاراً لجميع الدول العربية في وجه المشاريع الغربية التي تستهدف ضرب استقرارها وتفتيتها خدمة لأمن (إسرائيل)" ورأى الوفد الأردني أن "الشعب السوري بالتحامه مع قيادته وجيشه استطاع إفشال المؤامرات الخارجية لتبقى سوريا الصوت العربي الحر المقاوم وقلب العروبة النابض".

وتعد زيارة الوفد الرسمية الأولى من نوعها منذ سنوات وتضمنت لقاء كل من رئيس مجلس الشعب السوري حموده صباغ ووزير الخارجية وليد المعلم. وتأتي هذه الخطوة بعدما تحدثت تقارير إعلامية عدة عن احتمال إعادة فتح بعض سفارات الدول العربية في دمشق التي رحبت بدورها بأي خطوة عربية في هذا الاتجاه.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية