مديرة «سي آي إيه» تقدّم إفادتها أمام الكونغرس !

المرصاد نت - متابعات

ادلت مديرة وكالة الاستخبارات الأميركية جينا هاسبل بافادتها أمام مجلس الشيوخ الأميركي حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول. وقال أعضاء Hisbil2018.12.5بالمجلس ان إفادة هاسبل أكدت لهم ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان متورط بقتل خاشقجي.

بعد غيابها في المرة الماضية عن المثول أمام مجلس الشيوخ الاميركي وأفقت مديرة السي آي إيه جينا هاسبل على أطلاع المجلس على المعلومات التي بحوزة الوكالة حول جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

صحيفة "وول ستريت" قالت إنّ هاسبل ستُدلي بأفادتها حول القضية أمام زعماء لجان العلاقات الخارجية والقوات المسلحة والمخصصات من الجمهوريين والديمقراطيين. مشيرة ان وكالة الاستخبارات المركزيّة تملك أدلّة على أنّ ولي العهد السعودي محمّد بن سلمان تبادل احد عشر رسالة مع مساعده المقرّب منه سعود القحطاني الذي أشرف على جريمة القتل قبل وبعد أرتكابها. فيما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنّ هاسبل كانت غاضبة إزاء تسريب استنتاجات الوكالة.

السيناتور الاميركي الجمهوري راند بول طالب هاسبل بالكشف عن الصلة بين ولي العهد السعودي وقتلة خاشقجي. داعيا الى رفع السرية عن التقارير التي توصلت اليها الوكالة . وقال راند بول عضو في الكونغرس :" اذا لم يكن هناك دليل مباشر فإنّ هناك اتصالات بين القاتل في اسطنبول ومكتبِ بن سلمان. يجب اَن يعرفَ كُلُّ اعضاءِ الكونغرس ملابساتِ قتلِ خاشقجي وعدمِ اقتصارها على عددٍ محدود".

وتأتي أفادة هاسبل بعد اسبوع من تغيبها عن الجلسة التي اطلع فيها وزيرا الخارجيّة والدفاع الأميركيّان مايك بومبيو وجيم ماتيس مجلسَ الشيوخ على مستجداتِ الجريمة والعلاقة مع السعودية

وحول غياب هاسبل عن الجلسة الماضية قالت صحيفة الغارديان البريطانية أن البيت الأبيض منع مديرة الاستخبارات المركزية أو أي مسؤول من الوكالة من تقديم إحاطة إلى مجلس الشيوخ. مشيرة الى ان أي قضية مهمة تتعلق بالأمن القومي الأميركي فإنه عادة ما يقدم مسؤول بارز في الاستخبارات إحاطة للمشرعين معتبرة ان غياب هاسبل سيكون أمرا فاضحا.

وفي ذات السياق قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر إنه ليس لديه أدنى شك في أنَّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي وأشرف على ذلك.

وأشار كوركر  إلى أن بن سلمان لو عرض على المحاكمة لأُدين خلال 30 دقيقة مضيفاً أن مجلس الشيوخ سيتَّخذ خطوات مشدَّدة بشأن مقتل خاشقجي والحرب في اليمن في الأيام المقبلة.

كما اعتبر كوركر أنَّ السعوديين سيّئون جداً في إدارة العمليات العسكرية في الحرب على اليمن.

بدوره قال السناتور الجمهوري غراهام إن "ولي العهد السعودي مهووس وخطير" مضيفاً أنه "لا يستطيع دعم مبيعات الأسلحة للسعودية".

وأوضح غراهام أنه سيعمل مع زملائه في مجلس الشيوخ لإرسال بيان بأن ولي العهد السعودي شريك في قتل خاشقجي.

كما اعتبر أن إدارة ترامب لا تريد فيما يبدو أن تعترف بأدلة تورط ولي عهد السعودية في القتل، مطالباً بفرض عقوبات بموجب قانون ماغنتسكي على الضالعين في قتل خاشقجي.

وكان بعض المشرّعين قد عبّروا عن غضبهم لعدم مشاركة هاسبل في الإفادة التي أدلى بها وزيرا الخارجية والدفاع في إدارة الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي أمام مجلس الشيوخ بشأن مقتل خاشقجي.

وعقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزير الدفاع جيمس ماتيس يوم الأربعاء الماضي جلسة إحاطة في مجلس الشيوخ حول التطورات بشأن العلاقة مع السعودية. وزعم بومبيو في تصريحات عقب الجلسة عدم وجود أيّ ربط بين ابن سلمان وقضية مقتل خاشقجي فيما قال ماتيس إن واشنطن «ليس لديها دليل دامغ» على تورّط ولي العهد في مقتل الصحافي السعودي. وغابت هاسبل عن تلك الجلسة على الرغم مطالبات أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي بحضورها.

وفي هذا الشأن انتقد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ تصريحات الوزيرين الأميركيين في جلسة الإحاطة واعتبروها «غير كافية» ولا سيما في ظل عدم حضور هاسبل بدوره نفى المتحدث باسم «سي آي إيه» تيموثي باريت التقارير التي زعمت بأن «قراراً من البيت الأبيض وراء استبعاد هاسبل من تقديم إحاطة في مجلس الشيوخ». وقال في بيان نقلته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية إنّ «وكالة الاستخبارات المركزية أطلعت بالفعل لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ وقادة المجلس (بشأن مقتل خاشقجي) وستستمرّ في تقديم آخر المستجدات حول هذه المسألة المهمة إلى صنّاع القرار والكونغرس».

في سياق متصل وصف السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام إنكار تورط بن سلمان بجريمة قتل خاشقجي بمثابة «عمى مقصود». وفي مقال له نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» بعنوان «الكونغرس يشدّد موقفه من السعوديين» انتقد غراهام ولي العهد. وأضاف إن «تورط النظام السعودي في جريمة قتل جمال خاشقجي وحملته العسكرية المتهورة في اليمن وحصاره لقطر ومحاولة عزل رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري واحتجازه العام الماضي في الرياض) يظهر غطرسته المدهشة واستخفافه بالمعايير الدولية».

غراهام قال إنه إذا كانت هذه الأفعال تجعل من «سعودية ولي العهد محمد بن سلمان» مصدراً للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط فأنا أتساءل كيف سيكون السلوك المزعزع للاستقرار؟ وحذّر من أنّ التقاعس عن محاسبة بن سلمان سيمنح الطغاة ضوءاً أخضر لتصفية معارضيهم مشيراً إلى أن الكونغرس يرى أن تصرفات السعودية خلال الفترة الأخيرة لا يمكن قبولها.

وفي السياق ذاته استذكر غراهام مصادقة مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي لمصلحة تقديم مشروع قرار لإنهاء الدعم الأميركي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن. كذلك أوضح أنه دعم لسنوات النظام السعودي ويتّفق مع ترامب على أهمية الرياض الاستراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة إلّا أنّ مطالبة واشنطن الرياض بعدم الإخلال بالمعايير المتحضرة لا يعني أنها تطلب من السعودية الكثير وفي المقابل فإنّ قتل صحافي في ممثلية دبلوماسية «عمل همجي».

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية