«استفزاز» في ذكرى تشافيز وانقسام أوروبي على الموقف من كاراكاس

المرصاد نت - متابعات

تتصاعد وتيرة الأزمة في فنزويلا مع مواصلة الولايات المتحدة ضغوطها دعماً للانقلاب على الرئيس نيكولاس مادورو. وفي وقت بات فيه الشارع الفنزويلي مقسّماً بين تظاهرات Chaviaz2019.2.2مؤيدة لمادورو وأخرى لأنصار الانقلابي رئيس البرلمان خوان غوايدو يتوقع أن تتزايد حدة التوتر بعدما دعا الحزب الاشتراكي الحاكم إلى تظاهرات تأييد لمادورو اليوم بالتزامن مع تظاهرات للمعارضة.

غوايدو الذي يستخدم التظاهرات للضغط على الجيش كرر أمس إشاعة الأنباء عن «تواصل» المعارضة مع قادة في القوات الفنزويلية. وكتب مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز» جاء فيه أن «نقل السلطة يتطلب دعماً من جانب العسكريين فلذلك عقدنا اجتماعات سرية مع ممثلي قوات الأمن والجيش».

وتأخذ جولة اليوم من تظاهرات داعمي انقلاب رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو منحى «استفزازياً» لأنصار الرئيس نيكولاس مادورو إذ تتزامن مع ذكرى وصول قائد الثورة البوليفارية هوغو تشافيز إلى رئاسة البلاد قبل 20 عاماً وتحديداً في الثاني من شباط/ فبراير 1999. يمضي غوايدو ومن خلفه واشنطن في طريق التصعيد ورفع السقف وهو ما تُرجم أمس برفض المبادرات الإقليمية.

وفي رسالة موجهة إلى رئيسَي المكسيك آندرس مانويل لوبيز أوبرادور والأوروغواي تاباري فاسكيز قال غوايدو إن «المفاوضات تعنينا في حال كان الهدف منها تحديد شروط إنهاء اغتصاب السلطة ما سيتيح نقل السلطة... وإطلاق عملية انتقالية تؤدي إلى انتخابات حرة». ويُعدّ ذلك رفضاً لمبادرة البلدين الأربعاء الماضي والمتمثلة في الإعلان عن عقد مؤتمر للدول المحايدة إزاء الأزمة الفنزويلية في مونتيفيديو، في السابع من الجاري. فالرجل الانقلابي لا يزال يراهن على الدعم الخارجي وهو ما جعله عنوان التحركات الاحتجاجية في الشارع إذ توجه إلى أنصاره بالقول: «يتعين علينا جميعاً النزول إلى شوارع فنزويلا وفي العالم أجمع مع هدف واضح: مواكبة الإنذار الذي وجهه أعضاء الاتحاد الأوروبي».

أوروبياً انضم المجلس الأوروبي إلى قافلة الداعمين لغوايدو إذ اعترف أمس به رئيساً شرعياً لفنزويلا وذلك بعدما كان غوايدو قد دعا وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، في اتصال هاتفي إلى الاعتراف به بشكل جماعي رئيساً للبلاد. وأبرز القرار الذي أيده 439 برلمانياً مع امتناع 88 عن التصويت وعارضه 104 معارضة أوروبية ملحوظة. وفي بيان دعا المجلس الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى صياغة «موقف موحد واضح» للتكتل الأوروبي «دعماً لشرعية غوايدو».

موقف الأكثرية في البرلمان الأوروبي أحرج داعمي غوايدو أكثر مما أفادهم؛ إذ بدا أولاً أنهم يخرقون القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وثانياً ـــ وعلى رغم فارق الأصوات ـــ لم يتمكّنوا من تحصيل شبه إجماع، بعدما برزت معارضة لا يستهان بها.

وتزامناً مع تصويت البرلمان الأوروبي فأن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا أمس في بوخارست للتباحث في شأن الأزمة الفنزويلية «خفّفوا نسبياً من اندفاعتهم حول الأزمة في كراكاس» إذ تمحور الحديث بين الوزراء حول «الانتخابات عموماً»، من دون تحديد ما إذا كانت رئاسية أو نيابية الأمر الذي قد يلاقي موقف الرئيس مادورو المنفتح على انتخابات نيابية مبكرة وربما يفتح للأوروبيين باب التراجع والعدول عن المطالبة بانتخابات رئاسية.

كذلك خفتت نسبياً الحدة الإسبانية مقابل صعود موقف يوناني معارض واضح الأمر الذي سيصعّب في المدى المنظور أي تصعيد محتمل خاصة أمام صلابة الموقف الفنزويلي الرئاسي والعسكري والمواقف الدولية الرافضة قطعاً لمحاولة الانقلاب وتصاعد المعارضة لسياسة ترامب ومستشاره للأمن القومي حتى داخل الولايات المتّحدة.

ومع أن الانقسام الأوروبي إزاء الأزمة تجلى بشكل واضح في بوخارست فإن غوايدو يواصل الرهانات وأهمها المواكبة الأميركية المتواصلة بزخم كبير. جديد المواقف الصادرة من واشنطن أتى على لسان مستشار الأمن القومي جون بولتون الذي كتب على حسابه في «تويتر» ساخراً ومهدداً في الوقت نفسه: «أتمنى لنيكولاس مادورو وكبار مستشاريه فترة تقاعد طويلة وهادئة على شاطئ جميل بعيداً من فنزويلا». وأضاف: «يجب أن يستفيدوا من عفو الرئيس غوايدو... وكلما كان الأمر سريعاً كان ذلك أفضل». وعلى رغم النبرة التحذيرية نفى بولتون في حديث آخر أن تكون لبلاده نية تدخل عسكري وشيك أو سيناريو تدخل عسكري مماثل من قِبَل البرازيل وكولومبيا.Madaoraa2019.2.2

ويشارك بولتون نائب الرئيس مايك بنس في المواقف والتهديدات المتتالية ضد كاراكاس. الأخير وفي أثناء تجمع سياسي في فلوريدا أمس كرر الحديث عن أن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة». وفي تحريض لافت للداخل الفنزويلي ينطوي على تهديد واضح، أضاف بنس: «ليس هناك وقت للحوار. هذا وقت الفعل... حان الوقت لإنهاء ديكتاتورية مادورو بشكل حاسم وللأبد».

مقابل هذه الرسائل ظهر الرئيس مادورو بين جنوده أمس في مشهد تحدّ جديد. وشدد أثناء حضوره تدريبات لوحدات «الحرس الوطني» بالقرب من العاصمة على حماية السيادة والدستور وحقوق فنزويلا «بحزم» داعياً العسكريين إلى التكاتف.

   وبالعودة إلى تظاهرات اليوم التي تخرج تحت عنوان تشجيع الاتحاد الأوروبي على الاعتراف بغوايدو لا يبدو أن فريق الأخير يدرك حجم الانقسام الذي عليه الاتحاد والذي دفع أحد الوزراء المشاركين في اجتماع بوخارست للقول لوكالة «فرانس برس»: «لم تعد لدينا سياسة خارجية مشتركة». وخطورة الانقسام الأوروبي الذي ظهر في اجتماع بوخارست، وتكشفت فصول جديدة منه أمس تكمن في تفريغ مهلة الأيام الثمانية من مضمونها إذ يعتزم الاتحاد تشكيل مجموعة اتصال دولية تعطي نفسها مهلة 90 يوماً لـ«مراقبة مادورو»،

والتوصل إلى نتيجة إيجابية تدفع باتجاه إجراء انتخابات رئاسية جديدة في فنزويلا. يعني ذلك أن مهلة الأيام الثمانية باتت 90 عملياً على ضوء الخلافات والاعتراف الاثنين بغوايدو قد يقتصر على فرنسا وإسبانيا وألمانيا والمملكة المتحدة. لكن المفاجأة تكمن في وقوف كل من إيطاليا واليونان إلى جانب مادورو بموازاة موقف وسطي ثالث تمثله النمسا ولوكسمبورغ يشدد على التمسك بـ«القانون» والبحث عن موقف مشترك. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن إن «ما نريده هو الانتخابات. من يحق له تنظيمها؟ خوان غواديو رئيس البرلمان الفنزويلي، مؤهل لذلك من وجهة نظر دستورية. إذا توجهنا أبعد من ذلك، فسنكون في وضع خلافي في أوروبا». وفي موقف مماثل نبهت وزيرة الخارجية النمسوية، كارين كنايسل، إلى أن الدول لا يمكنها الاعتراف بغوايدو، مضيفة: «نحن نعترف بالدول وليس بالحكومات».

في الأثناء حسمت الأمم المتحدة موقفها بالتعامل مع حكومة مادورو الشرعية كما أكد الناطق باسم الأمين العام للمنظمة استيفان دوغريك والناطقة باسم رئيسة الجمعية العامة مونيكا جرايلي. وفي موسكو، جدد مجلس الأمن الروسي في اجتماع أمس ترأسه رئيس البلاد فلاديمير بوتين تأكيد روسيا على «ضرورة إيجاد حل للأزمة السياسية الداخلية من دون أي تدخل خارجي».

بعد الجنود الإسرائيليين في البرازيل...مدرعات كولومبية على الحدود مع فنزويلا

الي ذلك قالت مصادر إنّ كولومبيا نقلت رتَلاً من المدرّعات إلى حدودها مع فنزويلا. المصادر نقلت عمّا وصفته بمواقع على شبكة الإنترنت مقاطع فيديو تظهر عربات مدرعة قالت إنها تابعة للجيش الكولومبي وصلت إلى الجسر الذي يحمل اسم (سيمون بوليفار) على الحدود الكولومبية الفنزويلية>

الفيديو يُظهر تنقّل الآليات العسكرية ليلا معَ ناقلات الجنود في مدرعة برازيلية الصنع.

يأتي ذلك بعد إعلان مصدر أميركي مسؤول رفض الولايات المتحدة مساعي الوساطة من الأوروغواي والمكسيك والتي تسمح ببقاء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في السلطة.
وتعتبر هذه العربة وهي مركبة ЕЕ-9 من صنع برازيلي أقوى مركبة قتالية في حوزة الجيش الكولومبي. ولأن  الجيش الكولومبي لا يملك الآليات المدرعة المجنزرة الثقيلة فإن هذه المركبة يُنظر إليها على أنها دبابة ذات عجلات.

ونوّهت صحيفة روسية إلى أن الدبابة الكولومبية المتسلحة بمدفع عيار 90 ملم لا تقدر على مواجهة ومقارعة دبابات "تي-72بي1في" الفنزويلية.

كما تظهر في الفيديو الذي يُظهر  تنقّل الآليات العسكرية بالليل ناقلات الجنود المدرعة البرازيلية الصنع EE-11.

يذكر أن الخطوة الكولومبية تأتي بعد يومين على إعلان الجيش الإسرائيلي إرساله جنوداً إلى البرازيل بحجة المساعدة في عمليات انقاذ ضحايا سدّ منهار.

الخبير في شؤون اميركا اللاتينية كرم سعيد قال إن "دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة الفنزويلية زاد في تعقيدها" واعتبر أن "خطوة كولومبيا العسكرية تحمل رسائل ضمنية ابرزها الضغط على مادورو لاتخاذ قرارات كتسريع الانتخابات".

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية