المرصاد نت - متابعات
اعتبر اللواء قاسم سلیماني قائد "فیلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني لقاء الرئیس بشار الأسد مع المرشد الأعلى السید علي خامنئي في طهران الإثنین الماضي بأنه "احتفاء بالنصر". كلام سليماني جاء في ملتقي "رسالات الحوزة العلمیة والخطوة الثانیة للثورة الإسلامیة" في مدینة قم.
وقال سلیماني إن الولايات المتحدة أنفقت 7 تریلیونات دولار فی المنطقة ورغم ذلك فإن رئیسها دونالد ترامب یزور العراق تحت جنح الظلام سراً وكان قد دخل 150 ألف جندی أميركي إلى العراق ولم یكونوا لیخرجوا لولا وجود الحركات الإسلامیة".
وأكد اللواء سليماني "إيران تخطت بنجاح وشموخ جمیع الأحداث والأزمات في المنطقة وبعد انتصار الثورة الإسلامیة ظهرت الحركات الإسلامیة في العالم وشهدنا انتصار المقاومة الإسلامیة في فلسطین في حین أن الصهاینة استخدموا كل أنواع أسلحتهم". ورأى أن "الأعداء یسعون لإطفاء حرارة الإسلام فی المنطقة واقتلاع جذور الإسلام" لافتاً إلى أن "السعودیین أقرّوا بأنهم روّجوا للوهابیة بطلب من الغربیین وأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان یسعي لتطبیع العلاقات مع الكیان الصهیوني".
اللواء سلیمانی ختم قائلاً إن "السعودیة تمتلك احتیاطاً من العملة الصعبة قدره تریلیون دولار إلا أنه رغم ذلك لیست مقتدرة إلا أن اقتدار إیران یعود للإرادة ووجود الأفراد المضحین".
الي ذلك شكلت زيارة الرئيس بشار الأسد إلى طهران في توقيتها ودلالاتها محطة هامة على صعيد العلاقات التحالفية بين سورية وإيران وعلى صعيد التطورات الحاصلة في المنطقة والعالم..
أولاً: وجهت الزيارة ضربة موجعة للحلف الأميركي الصهيوني الرجعي العربي، وسقوطاً مدوياً لأحد أهمّ أهدافه التي أرادها من حربه الإرهابية الكونية على سورية وهي فكّ عرى التحالف السوري الإيراني.. فمن المعروف أنّ الولايات المتحدة حاولت عبر المملكة السعودية إقناع الرئيس الأسد بالتخلي عن علاقته مع إيران مقابل إغراءات مالية والقبول ببقائه في الحكم وبالتالي وقف الاحتجاجات المدبّرة ضدّه.. ولأنه رفض هذا العرض الأميركي بوساطة السعودية، عمدت واشنطن وبالتعاون مع مسؤول الاستخبارات السعودية في ذلك الوقت بندر بن سلطان إلى تنفيذ خطتهم لإثارة الاضطرابات في سورية لإسقاط الرئيس الأسد ومن ثم حشد وتجنيد الإرهابيين من كلّ أنحاء العالم وتمويلهم وتسليحهم بأحدث الأسلحة وإدخالهم إلى سورية عبر تركيا والأردن ولبنان لتدمير الدولة الوطنية وتفتيت سورية…
ثانياً: انّ هذه الزيارة إلى إيران هي الأولى للرئيس الأسد، منذ بدء الحرب على سورية فهي تأتي تتويجاً لانتصار محور المقاومة على حلف العدوان الإرهابي الذي مُني بهزيمة نكراء في سعيه لإسقاط سورية وتحويلها إلى دولة تابعة وعميلة لواشنطن وبالتالي محاصرة وعزل الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعمل على تقويض استقرارها وإخضاعها للإملاءات الأميركية الصهيونية.. لهذا يمكن القول بأنّ الزيارة كانت بمثابة التعبير الواضح والساطع عن نجاح الحلف السوري الإيراني القائم منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية قبل أربعين عاماً، في تحقيق النصر على أعداء البلدين وتعزيز وتمتين أواصر حلفهما الاستراتيجي ليصبح حلفاً مصيرياً معمّداً بدماء السوريين والإيرانيين في ميدان القتال ضدّ قوى الإرهاب التكفيري والعدو الصهيوني..
لقد بات من الطبيعي أن يُقال إنّ سورية شكلت عمقاً استراتيجياً لإيران كما أنّ إيران شكلت عمقاً استراتيجياً لسورية.. وبات البلدان يشكلان عمقاً استراتيجياً للمقاومة الفلسطينية واللبنانية وركيزتين لمشروع المقاومة لتحرير فلسطين والمنطقة من الهيمنة الاستعمارية الأميركية التي تقف وراء الحروب المباشرة وغير المباشرة والفوضى الهدامة التي تستهدف الدول العربية وإيران وتصفية القضية الفلسطينية…
ثالثاً: عكست الزيارة عمق العلاقات بين الدولتين ومستوى التقدير العالي لمواقف الرئيس الأسد وصلابته في مواجهة أشرس حرب إرهابية كونية تتعرّض لها دولة في العالم حيث عبّر مرشد الثورة الإمام الخامنئي عن هذا التقدير للرئيس الأسد بالقول: لقد أثبتم بصمودكم أنكم قد تحوّلتم إلى بطل على صعيد العالم العربي وقد اكتسبت المقاومة بواسطتكم المزيد من القوة وعززتم سمعتها .. طبعاً هذه شهادة كبيرة من قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومرشدها الذي كان، إلى جانب الإمام روح الله الموسوي الخميني من قادة الثورة الإيرانية التحررية التي أسقطت نظام الشاه العميل لأميركا وكيان العدو الصهيوني..
رابعاً: أنّ زيارة الرئيس الأسد كان لها كلّ هذه الأهمية والأبعاد والدلالات، عبّرت عواصم الحلف المعادي عن انزعاجها وخيبتها من حصولها.. لا سيما أنها جاءت بعد وقت قصير على مؤتمرها المشبوه الأهداف في وارسو الذي سعى دون جدوى إلى تشكيل جبهة عربية إسرائيلية أوروبية ضدّ إيران.. حيث اقتصرت هذه الجبهة على بعض الأنظمة العربية المطبّعة مع العدو الصهيوني وهي أنظمة تابعة لواشنطن لا تملك حرية قرارها أصلاً.. وما حصل لا يعدو كونه تظهيراً لحلف قائم أصلاً بين كيان العدو الصهيوني والولايات المتحدة وهذه الأنظمة الرجعية العربية منذ انتصار الثورة الإسلامية، حيث كان هذا الحلف المشؤوم وراء دفع ودعم الرئيس العراقي صدام حسين لشنّ الحرب على الثورة الإيرانية لإخمادها وإطفاء جذوتها التحررية…
انّ زيارة الرئيس الأسد إذ تعكس كلّ هذه الدلالات تؤكد أنّ استراتيجية المقاومة للمشروع الأميركي الصهيوني الرجعي نجحت في تحقيق الانتصارات.. وها هي الآن تخطط لتثمير هذه الانتصارات على كلّ المستويات، وفي نفس الوقت مواجهة الحرب الأميركية الصهيونية المستمرة بأشكالها المتعدّدة، لكن من نقطة جديدة أصبح فيها محور المقاومة أكثر قوة واتساعاً، وفي ظلّ معادلات إقليمية ودولية لمصلحته نتجت من انتصاراته الاستراتيجية في سورية، فيما الحلف المعادي يعاني من مآزق وتداعيات هزيمته وعجزه عن استعادة زمام المبادرة في الميدان…
ونجد الإمبراطورية الأميركية المتصدّعة في حالة من التأزّم والتخبّط بفعل انهيار هيمنتها الأحادية على القرار الدولي، ونشوء موازين قوى عالمية وإقليمية على أنقاضها.. وفي هذا السياق تتجلى الشراكة الإيرانية السورية في مواجهة الحصار الاقتصادي، الذي تفرضه الولايات المتحدة على البلدين، في محاولة يائسة للحدّ من تداعيات انتصار محور المقاومة… تتجلى هذه الشراكة في التعاون المشترك لاعادة إعمار سورية وعدم السماح للدول التي تآمرت على سورية وشاركت في تدميرها بأن تشارك في الإعمار وبالتالي منعها من تحقيق أيّ من أهدافها لابتزاز سورية بالإعمار…
انّ القيادة في سورية وإيران تدرك جيداً أنّ الحفاظ على الانتصار العسكري يتطلب النجاح في معركة الإعمار وإحباط أهداف الحصار الغربي الاقتصادية والسياسية في آن.. ولا شك في أنّ زيارة الرئيس الاسد قد بحثت في كلّ ذلك، وأيضاً في سبل مواجهة الحصار وخطط الغرب لمنع سورية وإيران من تثمير الانتصار سياسياً وعسكرياً وهي خطط تتطلب بكلّ تأكيد الانتقال من الدفاع إلى الهجوم لجعل الحلف المعادي يدفع الثمن أيضاً إذا لم يتوقف عن هذه السياسات ويسلّم بالهزيمة والمعادلات العسكرية والسياسية المتولدة منها.
قراءة : حسن حردان
المزيد في هذا القسم:
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى بحماية قوات الاحتلال! المرصاد نت - متابعات جدد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اليوم اقتحام المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. وذكرت وكالة وفا أن 55 مستو...
- تونس : إقالات الشاهد حملة على الفساد أم تصفية سياسية؟ المرصاد نت - متابعات عندما جيء بيوسف الشاهد على رأس الحكومة التونسية قبل عامين أُسبغت عليه صورة منقذ البلاد من انهيار محدق لكن بمرور الزمن ومع تصدع حركة &laqu...
- شكوى رسمية ببريطانيا ضد نجل ملك البحرين المسقطة حصانته تقدّمت المحامية سو ويلمان, بشكوى رسمية إلى الشرطة البريطانية ضد ناصر حمد الخليفة -نجل حاكم البحرين، وذلك بالنيابة عن موكلها البحراني المعروف اختصارا بـ (FF)، ...
- الكيان الصهيوني والكيان السعودي : توام استعماري سري لماذا يتم إظهاره الان ؟ المرصاد نت - متابعات بريطانيا التي هي رائدة الاستعمار في العالم امعنت في الاستعمار الى حد التخمة ولما شاخت نقلت تجربتها الاستعمارية الى الولايات المتحدة الامر...
- ليبيا : مجزرة جديدة ترتكبها قوات حفتر ودعوات إلى تحقيق أممي المرصاد نت - متابعات تعرضت مدينة مرزق، مساء أول من أمس، لقصف جوي من طائرات مسيّرة استهدف تجمعاً لعدد كبير من الناس اختلفت الروايات حول طبيعته بين من يقول إنه ...
- العراق : استنفار أميركي عشية انعقاد البرلمان وترقّب لموقف الأكراد المرصاد نت - متابعات في ظل تحركات أميركية مكثّفة لثني الكتلتين «السنية» والكردية عن الانضمام إلى ما تعتبره واشنطن «المعسكر الإيراني»، ...
- دمشق تدعو لوقف الكارثة الانسانية في عين العرب وتشيد بالتصدي البطولي لأهلها حثّت دمشق المجتمع الدولي على "القيام بواجبه" تجاه الكارثة الانسانية التي تعيشها مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية الحدودية مع تركيا المهددة بالسقوط في أ...
- فضائح.. حمد بن جاسم يكشف لائحة أسعار المنشقين السوريين المرصاد نت - متابعات كشف حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر السابق في مقابلة مع قناة «BBC» البريطانية أن بلاده قدمت الدعم للجماعات الارهابي...
- تحالف «المحمّدين» يجدّد نفسه: جنوح نحو استراتيجية تهدئة! المرصاد نت - متابعات كثيرة هي اللقاءات بين الرجلين لكنّ زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمس إلى الإمارات ولقاءه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، يستحوذان عل...
- قمة مجلس التعاون بالرياض.. مصالحة أم تصعيد مستمر؟ المرصاد نت - متابعات تتجه الانظار هذه الأيام صوب الرياض لكشف ما سيتمخض عنه اجتماع قمة مجلس التعاون الذي تستضيفه السعودية غدا الثلاثاء في دورته الاربعين فيما ي...