الصين تكشف عن أسلحتها الجديدة.. ردع ورسائل قوة!

المرصاد نت - متابعات

شهد العرض العسكري للجيش الصيني، والذي أقيم منذ أيام في العاصمة بكين، عرضاً مهيباً ومهماً لباقة من أحدث وأهم المنظومات التسليحية الإستراتيجية، التي من خلالها توجه الصين عدة chinaaaa2019.10.5رسائل داخلية وخارجية. جرى هذا العرض احتفالاً بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، بمشاركة نحو 15 ألف جندي، وأكثر من 150 طائرة و580 منظومة تسليحية، وأكثر من 50 تشكيل قتالي.

من الممكن اعتبار هذا العرض تتويجاً للجهود الصينية في مجال تحديث قوتها العسكرية، والتي بدأت بشكل حثيث منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، وستستمر بوتيرة متسارعة لمدة 15 سنة قادمة على الأقل، بهدف ضمان تفوق نوعي للقوة العسكرية الصينية، خاصة في مجالي الصواريخ الباليستية والأنظمة الجوية المأهولة وغير المأهولة.

نستطيع أن نعتبر الصاروخ الباليستي العابر للقارات DF-41 أهم ما تم عرضه من منظومات صاروخية في هذا العرض، ويعتبر جوهرة الردع الصاروخي الصيني خلال العقود القادمة. وعلى الرغم من أنه كان قيد التطوير منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، وظهر للمرة الأولى عام 2015، ومر بعدد من الاختبارات خلال العام التالي وصولاً الى دخوله الخدمة الفعلية عام 2017، إلا أنه يعرض للمرة الأولى في عرض عسكري عام.

يتميز هذا الصاروخ بعدة مميزات تكتيكية، أهمها مداه المتفوق الذي يتراوح بين 12 ألف إلى 15 ألف كيلومتر، ليصبح بذلك الصاروخ الأطول مدى في العالم، خصوصاً لو قارناه بالصواريخ المناظرة مثل صاروخ "أجني" الهندي وصاروخ M51 الفرنسي. ولا يتعداه في المدى سوى الصاروخ الاستراتيجي الروسي R-38. ويتفوق أيضاً على الصاروخ المناظر له في الترسانة الأميركية وهو صاروخ LGM-30 mINUTEMAN الذي لا يتجاوز مداه 13 ألف كيلومتر.

يبلغ طول هذا الصاروخ 16 متراً، ويتميز بتحميله وإطلاقه من على متن منصات ذاتية الحركة إلى جانب إمكانية إطلاقه من على متن سكك حديدية أو منصات ثابتة، ما يعطيه مرونة إضافية غير متوفرة لأغلب الصواريخ المناظرة التي يتم إطلاقها من منصات تحت أرضية ثابتة.

يتكون محرك هذا الصاروخ من ثلاث مراحل احتراق، ويعمل هذا المحرك بالوقود الصلب، ويوفر سرعة تحليق تصل إلى 30 الف كيلومتر في الساعة.

الرأس الحربي الخاص بالصاروخ يستطيع احتواء ما يصل إلى عشرة رؤوس نووية، بهامش خطأ في إصابة الهدف يتراوح بين مائة إلى 500 متر فقط، ويتم توجيه الصاروخ بتوجيه داخلي مكون من جيروسكوب ومستشعرات حركة وكومبيوتر داخلي، إلى جانب إمكانية تعزيز التوجيه من خلال الأقمار الصناعية، وكل هذه المعطيات تعني أن الصين تستطيع تسديد ضربة نووية مؤثرة على الولايات المتحدة في مدى زمن لا يزيد على نصف ساعة يحتاجها الصاروخ للتحليق.

ظهر خلال العرض أيضاً للمرة الأولى الصاروخ الباليستي JL-2 الذي يطلق من على متن الغواصات، وهو السلاح الرئيسي لأسطول الغواصات النووية الصينية من الفئة "جيان"، التي تمتلك منها البحرية الصينية أربعة غواصات، وستتسلم قريباً غواصتين جديدتين من نفس النوع.

تشير التقديرات إلى أن هذا الصاروخ يتجاوز مداه الأقصى 7000 كيلومتر، وهناك نسخة أحدث منه يتم تطويرها واختبارها منذ عام 2018 تحت اسم JL-3، تستهدف البحرية الصينية من خلال تطوير وإنتاج هذا الصاروخ وغواصات الفئة "جيان" تجاوز التفوق الأميركي الحالي في ما يتعلق بالغواصات النووية المطلقة للصواريخ الباليستية، لأن البحرية الأميركية تمتلك حالياً 14 غواصة نووية من الفئة "أوهايو"، تتسلح كل منها بعشرين صاروخاً باليستياً من نوع "ترايدنت"، يحمل كل صاروخ منها عشرة رؤوس حربية، مقابل أربعة غواصات نووية فقط لدى البحرية الصينية، تحمل ما مجموعه 48 صاروخ JL-2 وحيدة الرأس الحربي.

من المعروضات التي تم عرضها للمرة الأولى الصاروخ الباليستي المتوسط المدى المزود بمركبة إنزلاقية DF-17، والذي تم البدء في تطويره منذ العام 2014، والبدء في اختباره عام 2017، ويستخدم معززاً صاروخياً خاصاً بالصاروخ الباليستي قصير المدى DF-B16.

في هذا النمط من الصواريخ يتم استخدام المعزز الصاروخي لإيصال المركبة الانزلاقية إلى الغلاف الجوي للأرض، بحيث تستخدم هذا الغلام كمسار للاقتراب من الهدف، ما يوفر وقتاً قليلاً جداً لدى أنظمة الرصد والاستهداف المعادية لرصد اقتراب المركبة من الهدف.gfffffff565

يتميز هذا الصاروخ بسرعة فوق صوتية تصل إلى 600 كيلومتر في الساعة، ومدى أقصى يصل إلى 200 كيلومتر، وبقدرات ممتازة على المناورة أًثناء الاقتراب من الهدف، ويعزز هذا التصميم الذي يتميز بسمات شبحية مضادة للرادار. يتوقع أن يدخل الخدمة رسمياً في الجيش الصيني العام القادم.

لم تغب الطائرات من دون طيار عن مشهد العرض، حيث قدمت الصين نوعين جديدين من الطائرات النوعية من دون طيار، الأول هو طائرة الإستطلاع عالي الارتفاع والسرعة دون طيار ZW-8، والذي تم رصد وجودها للمرة الأولى في الصين عام 2015، وتتشابه إلى حد كبير في خصائصها مع طائرة الاستطلاع الأميركية D-21.

نقاط التعليق الخارجية الملحقة بها أعطت إيحاءً أنه يمكن إطلاقها جواً من على متن أحدث نسخة من القاذفات الصينية وهي القاذفة H6-N، ولم تتوفر معلومات كافية عنها إلا أنه من الواضح من خلال فتحتي المحرك الملحقة بها أن محركها مماثل لما تزود به الصواريخ العاملة بالوقود السائل. الوظيفة الأساسية لهذه الطائرة هي عمليات الاستطلاع الإستراتيجي على ارتفاعات شاهقة وبسرعات كبيرة تصل إلى خمسة أضعاف سرعة الصوت.

من المفارقات أن الطلعة الرابعة والأخيرة للطائرة الأميركية المناظرة "D-21B" كانت في الأجواء الصينية وتحديداً فوق منطقة حرجية في مقاطعة يونان، حيث سقطت في هذه المنطقة في آذار/مارس 1971، وتم العثور على حطامها بعد ذلك بسنوات وتحديداً عام 2010.

الطائرة الثانية هي الطائرة الهجومية من دون طيار ذات الخصائص الشبحية JG-11، المعروفة أيضاً باسم Sharp Sword، وقد ظهرت مزودة بمخزنين داخليين للقنابل يستطيعان تحميل نحو طن من الذخائر. تم اختبارها للمرة الأولى عام 2013، وهي تشبه في بعض خصائصها القاذفة الأمريكية الشهيرة B-2، وتشبه إلى حد كبير منظومات أخرى بدون طيار مثل "أوخينتيك" الروسية و"X-47B" الأميركية. ويتم توجيه هذه الطائرة عن طريق الأقمار الصناعية، ويتوقع أن يتم عرض نموذج التصنيع الأول منها أواخر العام الجاري نظراً لأن ما تم عرضه هو نموذج أولي فقط.

على المستوى البحري، تم للمرة الأولى عرض الغواصة المتحكم بها عن بعد HSU-001، والتي تدشن بها الصين توجه جديد نحو هذا النوع من التسليح البحري، وهي مخصصة لطيف واسع من العمليات الخاصة من بينها عمليات رصد الألغام البحرية والإستطلاع والمراقبة ورسم الخرائط، وربما في النسخ اللاحقة يتم تزويدها بإمكانية بث ألغام إو إطلاق مقذوفات.

كذلك تضمن العرض ظهوراً لبعض المنظومات الصاروخية المهمة، مثل الصاروخ الباليستي متوسط المدى DF-26، الذي ظهر للمرة الأولى في عرض عسكري عام 2015، ويصل مداه الأقصى إلى 5000 كيلو متر، وهو يعمل بالوقود الصلب، ومن الممكن أن يتم تزويده برأس نووي تصل زنته إلى 1800 كيلوجرام، وتتراوح دقته ما بين 150 إلى 450 متراً.

كذلك تم عرض الصاروخ الباليستي العابر للقارات بعيد المدى DF-AG31، وهو نسخة محسنة من عائلة صواريخ DF-31، ويتميز عن النسخ السابقة بإمكانية حمله لثلاثة رؤوس نووية مزودة بإمكانية المناورة وتتبع الأهداف، وتبلغ قوة كل رأس منها 150 كيلوطن بحد أقصى و20 كيلوطن بحد أدنى. تم الإعلان عن هذه النسخة لأول مرة عام 2017، ويبلغ مداها الأقصى 11 ألف كيلومتر، ودقة تتراوح ما بين 100 إلى 150 متراً فقط، ويعمل هذا الصاروخ بالوقود الصلب، ويتم توجيهه عن طريق القصور الذاتي المعزز بالتوجيه الفضائي.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية