واشنطن ــ «طالبان» على طريق التفاوض مجدداً !

المرصاد نت - متابعات

خطت واشنطن و«طالبان» خطوة إضافية على طريق استئناف المفاوضات المعلّقة برعاية باكستان وغداة دعوات روسية - صينية للعودة إلى طاولة الحوار. دعوات جاءت بعد جولة قامت بها Taloban2019.10.7الحركة الأفغانية وشملت كلّاً من إيران والصين وروسيا وأخيراً باكستان، سعياً لإحياء اتفاق سلام معلّق مع الجانب الأميركي. وتشي الأجواء التي سعت إسلام آباد إلى إشاعتها خلال اليومين الماضيين بقرب عودة الطرفين إلى اللقاءات الرسمية، خصوصاً بعدما أكّدت مصادر حدوث لقاء «غير رسمي» بين وفد الحركة والمبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، في العاصمة الباكستانية.

وفي التفاصيل نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصدرين قولهما إن وفداً من حركة «طالبان» التقى خليل زاد في العاصمة الباكستانية يوم الخميس الماضي في أول اجتماع يُكشف عنه منذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ، تعليق المحادثات في مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، مبرّراً قراره باعتداء في كابول قُتل فيه جندي أميركي. المصدران أوضحا أن اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة، لا يمثل استئنافاً للمفاوضات الرسمية، فيما أشار مسؤول كبير في الحكومة الباكستانية إلى أن «مسؤولي طالبان عقدوا اجتماعاً مع زلماي خليل زاد... كل ما يمكنني قوله هو أن باكستان لعبت دوراً كبيراً في ذلك لإقناعهم بمدى أهمية عملية السلام»، مضيفاً أن الاجتماع لم تتخلّله مفاوضات رسمية حول عملية السلام، بل مجرد تواصل بهدف بناء الثقة.

وفي حين لا يزال غير واضح إذا ما كان اللقاء قد عقد الخميس أو الجمعة، لمّح وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قرشي الجمعة إلى هذا الاجتماع، بقوله إن «اجتماعاً مرتقباً سيقعد في إسلام آباد»، مشيراً إلى أن خليل زاد وممثّلين عن المكتب السياسي لـ«طالبان» يجرون حالياً لقاءات منفصلة في إسلام آباد تلبية لدعوة من الحكومة الباكستانية. وأكد أن «الأطراف سيجتمعون معاً في إطار هذه الزيارة». وكان وفد «طالبان» برئاسة الملا عبد الله غني بارادار وصل الخميس الماضي إلى العاصمة الباكستانية، حيث لقي استقبالاً حاراً في إسلام آباد التي قامت بتسهيل المفاوضات بين واشنطن والحركة. وقال قرشي إن باكستان ستواصل «دعم كل الجهود للتوصل إلى سلام دائم وإلى الاستقرار في أفغانستان» مضيفاً أنه «يثمّن التزام طالبان الجدّي بعملية السلام».

فشل مفاوضات السويد: واشنطن وبيونغ يانغ تتبادلان الاتهامات

وفي سياق أحر وغداة انهيار محادثات السويد التي شكّلت أولى محاولات إحياء الحوار بين واشنطن وبيونغ يانغ منذ فشل قمة هانوي حمّلت كوريا الشمالية الولايات المتحدة مسؤولية إفشال المفاوضات وخصوصاً أن الأخيرة لم تقدِّم أي جديد في مقاربتها للحلّ. وفي حين وضع كلّ من الطرفين الكرة في ملعب الطرف الآخر للمبادرة إلا أن الوفد الكوري أبدى عدم اهتمام بلاده بمواصلة المفاوضات حول «النووي» ما لم تتّخذ واشنطن إجراءات عملية تنهي سياستها العدوانية.

وبعد تعثّرٍ استمر أشهراً، منذ فشل المفاوضات بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جونغ أون في شباط/ فبراير الماضي، عقد الجانبان أول من أمس محادثات في السويد على مستوى فرق العمل، انتهت إلى انسحاب الوفد الكوري وإعلان كبير مفاوضيه، كيم ميونغ جيل، انهيار المحادثات التي «لم ترضِ توقعاتنا وفشلت في نهاية المطاف» وتحميله الولايات المتحدة مسؤولية إفشالها لتمسّكها بمواقفها المعتادة، ذلك أن الأميركيين «لم يقدّموا شيئاً على طاولة المفاوضات» كما قال.

واشنطن من جهتها أكدت على لسان الناطقة باسم وزراة الخارجية، مورغن أورتيغاس، أول من أمس، أنها أجرت «محادثات جيدة» مع بيونغ يانغ في السويد، مشيرة إلى موافقة بلادها على دعوة الجانب السويدي «للعودة إلى استوكهولم لمواصلة المشاورات حول المسائل كافة». وتحدّثت أورتيغاس عن «عدد من المبادرات الجديدة» لبلادها، والتي من شأنها أن تتيح تحقيق تقدّم حول الوثيقة التي تم التوصّل إليها في قمة سنغافورة في حزيران/ يونيو 2018 بين الرئيسين الأميركي والكوري وتشير خصوصاً إلى «نزع تام للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية». ولفتت إلى أن البلدين «لن يتمكّنا من تخطّي إرث من سبعين عاماً من الحرب والأعمال العدائية في شبه الجزيرة الكورية في يوم سبت واحد. هذه مسائل مهمة وتتطلّب التزاماً قوياً من البلدين. الولايات المتحدة التزمت بهذا» في إشارة إلى أن الكرة هي بالنسبة إلى إدارة ترامب في ملعب كوريا.

لكن ناطقاً باسم وزارة الخارجية الكورية قال إن ما كشفته واشنطن في شأن احتمال عقد لقاء آخر «لا أساس له»، مضيفاً: «لا نية لدينا لإجراء مفاوضات تثير الغثيان كتلك التي جرت هذه المرة ما لم تتّخذ الولايات المتحدة خطوة ملموسة لوضع حدٍّ لسياستها العدوانية تجاه جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية»، واضعاً مصير الحوار بين البلدين «في أيدي واشنطن». وشدّد على مهلة نهاية العام الجاري التي حدّدها كيم جونغ أون لواشنطن لإبداء المزيد من المرونة في المحادثات.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية