المرصاد نت - متابعات
تشهد عاصمة الإكوادور مواجهات جديدة بين الشرطة والمحتجين احتجاجاً على إجراءات التقشف. وقد استخدمت القوات الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين فيما قطع هؤلاء بعض الطرقات الرئيسية في العاصمة.
تقارير أفادت بأن 4 متظاهرين على الأقل قتلوا في التحركات المستمرة منذ أيام فيما أصيب وأوقف المئات. التظاهرات مستمرة في الإكوادور رفضاً لرفع أسعار الوقود وبسبب تدابير التقشف الاقتصادي التي اتخذها رئيس البلاد لينين مورينو.
وأعلنت السلطات في البلاد اعتقال ما لا يقل عن 370 متظاهراً ممّن شاركوا في الاحتجاجات الرافضة لإجراءات الحكومة الاقتصادية والتي تناولت رفع الدعم عن المحروقات.
رئيس الإكوادور لينين مورينو كان قد أعلن حالة الطوارئ في البلاد وأشار إلى أن حكومة بلاده مستعدة دائماً للحوار من أجل حل المشاكل العالقة.
من جهته حمّل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو صندوق النقد الدولي مسؤولية الاحتجاجات في الإكوادور، رد مادورو يأتي بعد حديث رئيس الإكوادور لينين مورينو إنّه لا يستبعد مسألة علاقة رئيس فنزويلا بما يحدث من احتجاجات في بلاده.
الإكوادور تثور ضدّ لينين
يذكر الرئيس الإكوادوري لينين مورينو جيداً كيف أن احتجاجات قادها السكان الأصليون أسقطت ثلاثة رؤساء في العقد الذي سبَق تولّي رفاييل كوريا الرئاسة في عام 2007م لكن الرئيس الذي لامست شعبيته حدودها الدنيا، مُسجّلةً 30% بعدما وصلت إلى أكثر من 70% عقب انتخابه في عام 2017م اختار مواجهة التظاهرات المندّدة بنهجه الاقتصادي بوصفها «انقلابية» والركون إلى أوامر «صندوق النقد الدولي».
في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري اندلعت في الإكوادور موجة احتجاجات غاضبة على خلفية رفع حكومة مورينو الدعم عن المحروقات في إطار اتفاق مع «صندوق النقد الدولي» - أُبرم في آذار/ مارس الماضي - تحصل كيتو بموجبه على قروض بقيمة 4.2 مليارات دولار في مقابل حزمة «إصلاحات» اقتصادية. تسبّبت الخطوة تلك بارتفاع أسعار المحروقات بنسبة 120%، ما أغضب عمّال النقل والشباب ومجموعات السكان الأصليين الذين عانوا لسنوات من ضيق اقتصادي جرّاء ديون بلادهم المتراكمة بمليارات الدولارات. ومع إلغاء الدعم الذي ظلّ قائماً لمدة 40 عاماً بادّعاء أنه يكلّف الدولة 1.3 مليار دولار سنوياً يكون مورينو قد وضع نفسه في مواجهة موجة لا يُتوقّع أن تهدأ إلا في حالة من اثنتين: استقالة الحكومة أو التراجع عن قراراتها.
لدى انتخابه في عام 2017م ورث مورينو أزمة ديون تضخّمت في عهده حيث كان سلفه ومعلّمه كوريا قد حصل على قروض لإنشاء سدّ رئيس وطرق سريعة ومدارس وعيادات إلى جانب مشاريع أخرى. منذ ذلك الحين ابتعد الرئيس الحالي عن سياسات سلفه اليسارية وعمل على خفض الإنفاق الاجتماعي والحفر في منطقة الأمازون بحثاً عن النفط وهو أكثر صادرات الإكوادور قيمة. في هذا الإطار يقول تحالف من مجموعات السكان الأصليين إن الاحتجاجات جاءت دفاعاً عن «حياتنا وأراضينا» ضد «الجشع وتدمير واستغلال الموارد الطبيعية من قِبَل الدولة وتعرّض شعبنا لخطر الإبادة».
ومع تصاعد حدّة التظاهرات احتجاجاً على إجراءات التقشّف التي فرضتها شروط «صندوق النقد» والمندّدة برفع أسعار المحروقات وبسياسة حكومة مورينو الاقتصادية أعلن الرئيس حال الطوارئ ما سمح له بتعليق بعض الحريات المدنية ونقل مقعد الرئيس ومقرّ الحكومة من العاصمة كيتو إلى مدينة غواياكيل الساحلية في إجراء لم يسبق له مثيل. ومن مقرّ إقامته «المؤقت» فرض حظراً للتجوال حول المباني الحكومية بهدف حماية المقرّات الرسمية إذ أمر في مرسوم رئاسي بتقييد التحركات في المناطق القريبة من المقارّ الحكومية والمنشآت الاستراتيجية من الثامنة مساء وحتى الخامسة صباحاً حفاظاً على الأمن العام.
جاء ذلك بعدما تدفّق آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة حيث اخترق بعضهم الطوق الأمني المحيط بالجمعية الوطنية (البرلمان) ليدخلوا المبنى لفترة قصيرة مساء أول من أمس ملوّحين بالأعلام ورافعين قبضاتهم وهم يهتفون «نحن الشعب» بينما خرق آخرون عدّة حواجز أمنية واقتربوا من القصر الرئاسي في قلب المركز التجاري للمدينة. ويرى المحلّل السياسي من معهد أميركا الجنوبية للعلوم السياسية في كيتو سيمون باتشانو، أن «الوضع صعب جداً وهذا قد يقودنا إلى وضع أقلّ استقراراً وإلى سقوط حكومات».
وفي كلمة بثّتها الإذاعات والتلفزيون مساء الإثنين بعدما وصل المحتجون إلى وسط العاصمة رفض مورينو التراجع عن الإجراءات التي فرضها في وجه ما وصفها بـ«خطة لزعزعة الاستقرار» يقودها سلفه وحليفه السابق رفاييل كوريا والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اللذان «يعملان على محاولة انقلاب» و«استغلال بعض مجموعات من السكان الأصليين والاستفادة من تحركهم من أجل النهب والتدمير».وقال وإلى جواره نائب الرئيس ووزير الدفاع ورؤساء القوات العسكرية - في إشارة إلى أن الحكومة تحظى بدعم الجيش -: «هما وراء محاولة الانقلاب هذه... ما يحدث ليس إبداءً لاستياء اجتماعي احتجاجاً على قرار حكومي. أعمال السلب والنهب والعنف تُظهِر أن هناك دافعاً سياسياً منظّماً لزعزعة الحكومة».
وسخر كوريا الذي يعيش في بلجيكا من الاتهام قائلاً: «هم يقولون إني أوتيت من القوة ما يجعلني أقود الاحتجاجات بجهاز آيفون من بروكسل». وأضاف أنه «لم يعد في مقدور الناس تحمّل هذا. تلك هي الحقيقة» في إشارة إلى إجراءات التقشّف. لكنه دعا في الأثناء إلى إجراء انتخابات مبكرة: «لا يوجد انقلاب. النزاعات في دولة ديموقراطية يجري حلّها في صناديق الاقتراع». وحظي موقف مورينو بدعم سبع دول أميركية جنوبية أعربت عن رفضها محاولات مادورو وحلفائه «زعزعة استقرار» الإكوادور.
وفي بيان مشترك أعربت حكومات «الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا والسلفادرو وغواتيمالا والبيرو وباراغواي عن رفضها التام لمحاولات زعزعة استقرار أنظمة ديموقراطية وعن دعمها التام لأي خطوات يتخذها مورينو».من جهتها قالت واشنطن على لسان القائم بأعمال مساعد الخارجية الأميركية لشؤون غرب الكرة الأرضية مايكل كوزاك إنها «تتابع التطورات الأخيرة في الإكوادور بانتباه. نرفض العنف كشكل من أشكال الاحتجاج السياسي».
وتسبّبت الاحتجاجات المتواصلة بتراجع إنتاج النفط في هذا البلد بالثلث، إذ أدى «استيلاء محتجين» على ثلاث منشآت نفطية في منطقة الأمازون إلى تراجع الإنتاج بنسبة 31%، وفق ما قالت وزارة الطاقة أول من أمس. وأفادت الوزارة بأن الخسارة في الإنتاج في شركة النفط الحكومية «بيتروأمازوناس» «ستبلغ 165 ألف برميل في اليوم» بعدما كان الإنتاج 531 ألف برميل في اليوم.
المزيد في هذا القسم:
- واشنطن تقصف الرقة بقنابل الفوسفور وسقوط عشرات الضحايا المرصاد نت - متابعات شنّت طائرات التحالف الامريكي باستخدام قنابل الفوسفور طوال ليل الجمعة غارات كثيفة على مدينة الرقة وضواحيها، مما أدى الى استشهاد العشرات من...
- السيسي يقيل رئيس المخابرات: فشلََ في الملف الفلسطيني وفي الإعلام المرصاد نت - الأخبار قالت مصادر مطلعة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرر إعفاء رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء خالد فوزي من منصبه على أن يُعلَن خليفتُه ر...
- بكين ترفض دعوة أمريكية لتوقيع معاهدة نووية ثلاثية! المرصاد نت - متابعات نفت الصين ما أشيع عن وجود خطط أميركية لبحث إمكانية عقد اتفاق ثلاثي بين روسيا والصين والولايات المتحدة في شأن حظر الأسلحة النووية قائلة إن...
- «السلام» السعودي في 2018: من «مبادرة عبدالله» إلى شروط ترامب المرصاد نت - متابعات على وقع اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» ورميه على طاولة «السلام» قفزت السعودية من مشروع التطبيع الذي...
- أموال كويتية في حقول الغاز الإسرائيلية المرصاد نت - متابعات كشفت القناة العاشرة العبرية أمس عن وجود أموال كويتية تستثمر في حقول الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط وذلك في إطار خطة تنويع المصادر الت...
- تصفية إرث بوتفليقة: «رموز النظام» داخل السجن ! المرصاد نت - محمد العيد في يوم واحد اعتقلت الأجهزة الأمنية السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس السابق ومستشاره الذي كان يوصف برأس القوى غير الدستورية واللواء بشير طرط...
- عشرات الكويتيين الدواعش منهم ولاة وإعلاميون يقاتلون في سوريا المرصاد نت - متابعات يقاتل العشرات من الكويتيين في صفوف تنظيم "داعش" الارهابي من بينهم تولوا مناصب قيادية حسبما نقلت صحيفة "الرأي" الكويتية في عددها الصادر...
- ترامب : محاربة "داعش" أولى من إسقاط نظام الأسد المرصاد نت - السفير خرج دونالد ترامب من مؤتمر الحزب الجمهوري أمس، مرشحاً رسمياً للاقتراع الرئاسي بعد أن انتزعه في الانتخابات التمهيدية في الربيع وأقره رسمي...
- مصر تمنع عبور قافلة مساعدات جزائرية إلى قطاع غزة المرصاد نت - متابعات ناشد كريم رزقي مسؤول العلاقات في لجنة الإغاثة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين الرئاسة المصرية بالتدخل للسماح للقافلة الجزائرية...
- بعد السفارات... الإعلام الخليجي ينضم إلى حملة التهويل ضد لبنان المرصاد نت - زينب حاوي حالة الهلع التي أرادت السفارات الأجنبية في لبنان (كندا- الولايات المتحدة الأميركية - فرنسا- بريطانيا) أن تعممّها ومعها الرسائل المحذرة ا...