اتفاق تركي أميركي لوقف العدوان التركي في شمال سوريا!

المرصاد نت - متابعات

أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس التوصل إلى اتفاق مع الرئيس التركي  إردوغان بشأن وقف إطلاق النار في شمال سوريا وأن تركيا ستوقف العمليات العسكرية للسماح لقوات قسد Ardogan2019.10.19بالانسحاب خلال 120 ساعة. من جهته أكد مصدر كردي أن وقف إطلاق النار في شمال سوريا بدأ اعتباراً من الليلة الماضية لافتاً إلى أنهم وافقوا على وقف إطلاق النار "حقناً لدماء شعبنا وسنصدر بياناً حول موقفنا من الاتفاق".

وأضاف بنس أن الاتفاق يتضمن عدم قيام تركيا بأي عملية عسكرية في مدينة عين العرب كوباني مشيراً إلى أن البلدين ملتزمان بالتوصل إلى اتفاق سلمي بشأن المنطقة الآمنة في سوريا وأن الاتفاق مع تركيا سينهي العنف فيما ستدوم العلاقات مع الكرد. وأضاف أن انسحاب القوات الكردية قد بدأ بالفعل وواشنطن بدأت بتسهيل انسحاب آمن لها وتعمل معها لانسحاب بعمق 20 ميلاً من الحدود، وستنتهي كل العمليات العسكرية التركية مع اكتمال انسحاب قوات قسد. وبحسب بنس فإن أميركا تلقت ضمانات من وحدات حماية الشعب بالانسحاب المنظم.

ووافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سحب العقوبات الاقتصادية عن تركيا بعد تنفيذ الاتفاق وأكد نائبه أنه لم يتم تقديم أي عرض لتركيا باستثناء رفع العقوبات في مقابل وقفها العملية العسكرية شمال سوريا. واعتبر بنس أن ما تم الاتفاق عليه سيخدم مصلحة الكرد في سوريا بشكل كبير ويؤسس لمنطقة عازلة طويلة الأمد نافياً أن يكون للولايات المتحدة أي قوات عسكرية على الأرض.

وتضمنت بنود الاتفاق الأميركي التركي حول شمال سوريا التزام الجانب التركي ضمان أمن وسلامة المواطنين في المنطقة الآمنة فيما يؤكد الطرفان التزامهما الوحدة السياسية والجغرافية لسوريا والعملية السياسية. من جهته أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أنه تم الاتفاق مع واشنطن على تجريد قسد من أسلحتها الثقيلة وتدمير مواقعها وأن تكون المنطقة الآمنة في سوريا تحت سيطرة القوات التركية. وأوضح تشاوش أن أنقرة "علقت العمليات من أجل السماح لما وصفها بالمنظمة الإرهابية بالخروج من المنطقة الآمنة".

وأكد أن "زيارة إردوغان إلى واشنطن لا زالت في موعدها" بعد أن كان البيت الأبيض قد هدد باحتمال إعادة النظر بلقاء ترامب وإردوغان "إذا لم يلتزم الأخير بالشروط المتعلقة بالتوغل في سوريا". وأشار إلى أن بلاه ستناقش مع روسيا وضع مدينة منبج ومناطق أخرى.

وبدوره اعتبر الرئيس الأميركي أن وقف إطلاق النار في شمال سوريا أنقذ حياة الكرد وأنهم باتوا اليوم أكثر ميلاًَ نحو القيام بما ينبغي فعله مشيراً إلى أن العقوبات على تركيا لم تعد ضرورية بعد الآن. كما توجه بالشكر لنظيره التركي وواصفاً إياه بـ"الرجل القوي والذي قام بما هو صائب" معلناً أنه بسبب الاتفاق يمكن إعادة معظم القوات الأميركية إلى بلادهم.

لقاء أنقرة يعيد خلط الأوراق: «المنطقة الآمنة» إلى النور

بلغت العلاقات التركية ــــ الأميركية ذروة توترها مع تهديدات دونالد ترامب لتركيا بتدمير اقتصادها ومن ثم تحميل مايك بومبيو رجب طيب إردوغان مسؤولية الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. لكن لقاء أمس بين إردوغان ومايك بنس أعاد خلط الأوراق على قاعدة «رابح ــــ رابح». ومع أن الرجلين ظهرا وهما يتصافحان متوترَين ومتجهّمَي الوجهين فإن نتائج لقائهما المنفرد كما مع وفدي الطرفين كانت مفاجئة إلى حدّ ما.

قدوم الإدارة الأميركية بالجملة إلى أنقرة كان مؤشراً على أهمية الزيارة وعلى موقع تركيا القوي تجاه الولايات المتحدة والغرب. كان استمرار مجموع اللقاءين (لقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونائب الرئيس الأميركي مايك بنس ولقاء المسؤولين الأتراك مع الوفد الأميركي) لمدة 4 ساعات و20 دقيقة دليلاً على أن المحادثات دخلت في تفاصيل دقيقة بعد الاتفاق على العناوين الأساسية.

ينص الاتفاق المؤلف من 13 نقطة على إعلان وقف العمليات لمدة 120 ساعة (خمسة أيام). وفي هذه الأثناء تنسحب «قوات سوريا الديموقراطية» بعمق 32 كلم وعلى عرض 444 كلم من شرق عين العرب/ كوباني وصولاً إلى الحدود العراقية كما يتم نزع السلاح الثقيل منها. عقب ذلك ستعلن تركيا انتهاء العمليات العسكرية على أن تتولى واشنطن المسؤولية عن انسحاب القوات الكردية. وفي حال الإخلال بالوعد فإن تركيا ستستأنف العمليات. أيضاً سيتعاون الجانبان التركي والأميركي على محاربة «داعش». وسيكون الإشراف الأمني على «المنطقة الآمنة» للجيش التركي وحده. في المقابل تتعهّد الولايات المتحدة بإلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على تركيا وبعدم فرض عقوبات جديدة.

اعتبرت تركيا على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو أنها نالت ما تريده وهو انسحاب الأكراد وإقامة «منطقة آمنة» بالمقاييس التي تريدها أنقرة فيما عبّرت واشنطن عن سرورها بتغريدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبتصريح بنس عن إنقاذ أرواح الملايين. إذاً نال كل طرف ما يريده بما يعني أن الاتفاق الذي أُعلن عنه ينزع فتائل التوتر بين البلدين ويعيد الحرارة إلى العلاقات المتأزمة. ولكنه يطرح في المقابل أسئلة عن موقع «قوات سوريا الديموقراطية» من المعادلة.

فتصريحات بنس تعكس وجود تفاهم بين واشنطن والأكراد في وقت كان فيه الأخيرون قد انسحبوا من مناطق عديدة وسلّموها إلى الجيش السوري من منبج وعين العرب/ كوباني إلى القامشلي والحسكة والطبقة والرقة. يفتح هذا على تعاطي الأكراد في اتجاهين: مع الولايات المتحدة في مناطق «المنطقة الآمنة» المرتقبة ومع روسيا وسوريا في المناطق الواقعة خارجها. وعليه سيستمرّ الغموض حول تموضع «قوات سوريا الديموقراطية»: هل يمكن أن تقبل «قسد» ببساطة وقف القتال والانسحاب والتخلي عن سلاحها الثقيل لمصلحة «العدو» التركي؟ هل تستمر في التنسيق مع دمشق وموسكو أم تتخلى عن ذلك وتستأنف التنسيق فقط مع واشنطن أم تنسق في الاتجاهين؟وهل يقبل محور دمشق أي ازدواجية محتملة من «قسد»؟ والجدير ذكره أن مهلة خمسة أيام قد لا تكون كافية لإنهاء الانسحاب الكردي وقد تحمل مفاجآت في عدم التنفيذ وبالتالي استئناف تركيا عمليتها العسكرية.

في جميع الأحوال فإن الوضع في شرقي الفرات لن يتضح نهائياً قبل الاجتماع المقرر يوم الثلاثاء بين إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبالمناسبة هو يصادف اليوم الأخير من مهلة الخمسة أيام، وهذا ليس مصادفة إذ عندها سيكون أي تفاهم بين إردوغان وبوتين قائماً على أرضية ميدانية وسياسية واضحة في ضوء مآل تطبيق الاتفاق التركي ــــ الأميركي.

انعقد اللقاء وسط سخط تركي كامل مما نشر من نص لرسالة كان قد بعث بها ترامب إلى إردوغان في التاسع من الشهر الجاري إلى درجة أنه حتى رئيس الحكومة السابق أحمد داود أوغلو، الخصم الجديد لإردوغان دعا تركيا في حال عدم اعتذار ترامب عن الرسالة إلى إلغاء زيارة بنس والوفد المرافق لأنقرة، وإلغاء زيارة إردوغان لواشنطن المقررة الشهر المقبل. بالطبع، داود أوغلو يريد إحراج إردوغان وإضعافه، لكن عدم نشر الرسالة في حينها، أي قبل 8 أيام، يثير أيضاً تساؤلات. أما الكاتب حسن جمال فيصف الرسالة بأنها «إهانة كاملة» لإردوغان.

طلب ترامب من إردوغان في الرسالة أن يلتقي بعبدي مظلوم قائد «قوات سوريا الديموقراطية» الذي قال له إنه مستعد لتقديم تنازلات لتركيا «غير مسبوقة». وإذ دعا ترامب إردوغان إلى وقف العملية خاطبه قائلاً: «لا تكن حادّاً ولا تكن أحمقَ وإذا فعلت شيئاً حسناً فسيذكرك التاريخ بالحسنى وإلا سيذكرك على أنك شيطان». لم يردّ إردوغان بعد على الرسالة لكن مصادر في قصر الرئاسة قالت إن الرسالة «قد رُميت في سلة المهملات». وتقول هذه المصادر إن إردوغان رد على الرسالة بقرار بدء العملية العسكرية في سوريا وإن مجرد تسريبها كان قراراً أميركياً للردّ على إردوغان بأن واشنطن لم تعط الضوء الأخضر لبدء العملية.

تذكّر رسالة ترامب بما عرف في التاريخ التركي الحديث بـ«رسالة جونسون» والتي أثارت أزمة بين تركيا والولايات المتحدة في عام 1964م أعقبها تحول نسبي في سياسة تركيا الخارجية وانفتاحها على الاتحاد السوفياتي مع فارق أن رئيس الحكومة التركية آنذاك عصمت إينونو ردّ على رسالة جونسون فيما لم يردّ إردوغان برسالة مضادة رسمية.Usa Turley2019.10.18

على صعيد آخر لا تزال عملية «نبع السلام» تحظى بمتابعة كاملة من الصحافة التركية. رئيس تحرير صحيفة «حرييت السابق» سادات إرغين عرض لمحصلة 8 أيام من العملية العسكرية معدّداً 10 نتائج حتى الآن:
1- إنهاء الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا
2- انسحاب الولايات المتحدة من سوريا
3-عودة النظام السوري إلى حدود تركيا وشرقي الفرات
4- إنهاء المرحلة الأولى من «المنطقة الآمنة» بنجاح
5- قيام روسيا بدور الناظم للتحركات بين سوريا وتركيا وقوات «قسد»
6- خروج إيران رابحة بسبب انسحاب الأميركيين وإنهاء الحكم الذاتي للأكراد
7- إسرائيل من بين الخاسرين مع زيادة النفوذ الإيراني والنظام السوري
8- تعرّض علاقات تركيا الخارجية لضرر كبير
9- تعرّض العلاقات التركية ــــ الأميركية لأزمة كبيرة
10- اضطرار تركيا إلى فتح قنوات تواصل مع دمشق، وهو أمر يبدو أنه أصبح حتميّاً

«قسد» تؤكد الاتفاق: الجيش السوري سيواصل انتشاره
قبل أن يُعلَن عن الاتفاق التركي - الأميركي مساء أمس كان الجيش العربي السوري يتابع انتشاره الميداني في المناطق التي دخلها أخيراً. إذ قام باستحداث عدة نقاط على الطريق الواصلة بين منبج وعين العرب مع الإبقاء على حواجز «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قسد» ونقاط مراقبته في المنطقة. بالتوازي مع ذلك نجحت «قسد» في صدّ هجوم عنيف لفصائل «الجيش الوطني» الموالية لأنقرة على مدينة رأس العين الحدودية التي يحاصرها الجيش التركي والفصائل الموالية منذ أيام. كما نجحت في استعادة زمام المبادرة في ريف الرقة بعد استكمال الجيش العربي السوري انتشاره في مناطق فيها حيث استعادت السيطرة على 9 قرى بين تل أبيض وعين عيسى في محاولة منها للاقتراب من مدينة تل أبيض. وعلى رغم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار واصلت طائرات تركية استهداف مدينة رأس العين وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين «قسد» و«الجيش الوطني» على أكثر من محور في المدينة في ما قد يكون محاولة تركية أخيرة للسيطرة على المدينة قبل بدء سريان الاتفاق وفق ما قدّرت مصادر كردية ميدانية .

وحول الاتفاق التركي - الأميركي قال مصدر كردي في «الإدارة الذاتية» إنهم «وافقوا على وقف إطلاق النار حقناً لدماء الشعب» لافتاً إلى أن الاتفاق «دخل حيز التنفيذ عند العاشرة من مساء اليوم (أمس)». وأوضح المصدر أن «القرار جاء بعد مقاومة كبيرة أبديت في رأس العين ومختلف مناطق شمال وشرق سوريا» مؤكداً أنه في «الأيام الخمسة المقبلة سيكمل الجيش العربي السوري انتشاره على الشريط الحدودي لحماية وحدة البلاد» معتبراً أن «مصطلح المنطقة الآمنة سيسقط بعد أن يُتمّ الجيش انتشاره».

من جهته أعلن القائد العام لـ«قسد» مظلوم كوباني والذي تولّى المفاوضات مع الأميركيين والسوريين والروس عبر فضائية «روناهي» الكردية أن «إعلان اتفاق وقف لإطلاق النار بيننا وبين تركيا صحيح ويتم العمل عليه منذ ثلاثة أيام» مشيراً الى أن «الاتفاقية محصورة بالمناطق بين تل أبيض ورأس العين»، أي مناطق العمليات الحالية التي لم يدخلها الجيش السوري، وكان متوقعاً أن تستكمل تركيا عمليتها فيها ضمن التوافقات مع موسكو. وأضاف كوباني «(أننا) قبلنا بالاتفاق وسنفعل ما يلزم لإنجاحه»، واصفاً إياه بأنه «بداية، ولن يستمر الاحتلال التركي، وتم وضع حد للاحتلال».

وكان الرئيس السوري بشار الأسد توعّد في وقت سابق أمس بالردّ على الهجوم الذي تشنه تركيا منذ التاسع من الشهر الجاري «بكل الوسائل المشروعة». وقال  الرئيس الأسد خلال استقباله مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض إن الهجوم التركي «هو غزو سافر وعدوان واضح» مضيفاً أن سوريا «سترد عليه وتواجهه بكل أشكاله في أي منطقة من الأرض السورية عبر كل الوسائل المشروعة المتاحة». وأشار الرئيس الأسد إلى أن سوريا ردّت على الهجوم «في أكثر من مكان عبر ضرب وكلائه وإرهابييه».

على خط مواز أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف بحثا الموقف في شمال شرق سوريا وعبّرا عن استعدادهما لتسهيل إجراء محادثات بين الأطراف المعنية. وقال الوزيران إن من الضروري تحقيق استقرار دائم في منطقة شرق نهر الفرات عبر «حوار بين دمشق وأنقرة وبين السلطات السورية وممثلي أكراد سوريا».

أهالي المناطق الحدودية يستبشرون بدخول الجيش: عودة قريبة للنازحين
ليل الإثنين ــ الثلاثاء تسير آليات الجيش العربي السوري على طريق الحسكة ــ تل تمر لأول مرة منذ أكثر من 7 سنوات. على جانبي الطريق، ترتفع هتافات الأهالي مرحّبةً: «الله محيّي الجيش». مع الفجر يركض أحمد لإيقاظ عائلته وأهل قريته وإعلامهم بأن الجيش قد دخل المنطقة ليتجمعوا هم بدورهم مستقبلين الجنود الذين تمركزوا عند صوامع تل تمر بالقرب من قرية الأغيبش. كذلك فعلت سلمى التي توجهت نحو تجمع للجيش وقالت للصحافيين المجتمعين: «لم ننم الليل فرحنا كثيراً عندما قرأنا خبر أن الجيش قادم» مضيفة: «أنا أحب الجيش وأحب الرئيس بشار الأسد ووشمت اسمه سراً على ذراعي». على مسافة قريبة تقترب حافلة ركاب صغيرة مزيّنة في مقدمتها بالعلم السوري مطلقة هتافات مؤيدة للجيش. يحتضن عدد منهم عناصر الجيش: «يا هلا بيكم... والله ملّينا من الأعلام، نريد هذا العلم فقط ليحمينا» يقولون. مشاهد تعكس حالة من التعطش لدى سكان تلك المناطق لعودة الدولة والأمن والاستقرار بعد سنوات من العزلة والأوضاع الأمنية المتوترة.

وعلى رغم انتشار الجيش العربي السوري في مساحة واسعة من محافظة الحسكة واستعداده للانتشار في بقية المدن الحدودية إلا أن موجة النزوح كانت لا تزال مستمرة حتى مساء أمس وسط تأكيد مصادر كردية أن الأعداد تجاوزت 300 ألف مدني. على سرير طبي في مشفى الحسكة الوطني، تكبح أم محمّد دموعاً غزيرة خجلاً مِمَّن حولها، وتكتفي بهز رأسها وتلمس قدمها التي اخترقتها إحدى شظايا القصف المدفعي التركي على قريتها الريحانية في ريف رأس العين.Army Turkey2019.10.17

تقول أم محمّد : «بعد أن تناولنا العشاء وذهبنا للنوم، فجأة اشتعلت علينا السماء والأرض، وأصوات القصف ملأت القرية»، مضيفة: «أصيب الكثيرون من أهل القرية، والكل هرب بلباسه إلى القرى المجاورة». وتتابع: «تحمّلت الألم، وعدت إلى منزلي بعد ست ساعات من المواجهات لقد سرق الجيش الحر منزلي وبقرتين إنهم لصوص ومرتزقة» وتزيد: «الله لا يوفقهم... خربوا بيوتنا وأرزاقنا». من جهته يصف عقيل من مدينة عين العرب الوضع بالقول إن «القصف المدفعي دفع بالسكان إلى افتراش العراء خوفاً من مجازر ترتكب بحقهم» مؤكداً أن «الكل هنا كان ينتظر الجيش، وعاد السكان إلى منازلهم بعد دخول أولى طلائعه إلى المنطقة».

دفعت الهجمات على القرى الواقعة بين مدينة رأس العين وبلدة تل تمر من جهة وبين عين عيسى وتل أبيض من جهة أخرى مئات الأسر إلى النزوح خلال الساعات الـ48 الماضية فضلاً عن نزوح عدد من سكان قرى خط الساجور في منبج. وبالتوازي مع ذلك تم افتتاح 39 مركز إيواء في المدن والبلدات الآمنة في المحافظة معظمها في مدينة الحسكة مع لجوء عشرات العوائل إلى منازل أقارب لهم في عدة بلدات وقرى في محافظتَي الحسكة والرقة إضافة إلى ريف حلب.

ويفيد مصدر كردي بأن «فرقهم سجّلت نزوح أكثر من 300 ألف شخص» مرجّحاً أن يؤدي «الإعلان عن دخول القوات الحكومية إلى عودة الكثيرين من سكان القرى التي تعرضت للقصف والهجمات إلى منازلهم» في حين يشير مدير فرع «الهلال الأحمر السوري» في الحسكة عامر العكلة إلى أن «فرق الهلال الأحمر سجّلت نزوح أكثر من 53 ألف عائلة من سكان مدن وبلدات الشريط الحدودي في الحسكة لافتاً إلى أنه «تم تقديم المساعدات الطارئة لكل تلك العوائل في مراكز الإيواء».

بدوره يذكر الرئيس المشترك لـ«هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال سوريا» الطبيب جوان مصطفى أن «القصف التركي الهمجي أدى إلى استشهاد 218 مدنياً وإصابة 653 مدنياً» مضيفاً أن «كوادرهم اكتشفوا إصابات غريبة في صفوف الجرحى قد تدلّ على استخدام الغزاة أسلحة محرّمة دولياً في قصفهم لمدينة رأس العين».

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية