التهدئة الخليجيّة متواصلة: دعوة أمير قطر لحضور قمّة الرياض!

المرصاد نت - متابعات

تتزايد المؤشرات على إمكانية حصول انفراج في الأزمة الخليجية المتواصلة منذ أكثر من 30 شهراً. وأكد هذا المنحى استمرار المساعي الكويتية والعمانية، مدعومة من البيت الأبيض الذي زادQatar2019.12.4 اهتمامه في الآونة الأخيرة بحل الأزمة انطلاقاً من كونه يخدم توحيد الجهود بوجه إيران. وتَعزز ذلك مع زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي واشنطن قبل أيام وسماعه من نظيره الأميركي مايك بومبيو كلاماً صريحاً حول الرغبة الأميركية.

الجديد اليوم توجيه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أمس دعوة خطية رسمية إلى أمير قطر تميم بن حمد لحضور قمة «مجلس التعاون الخليجي» التي تنعقد في العاشر من كانون الأول/ ديسبمر الجاري في العاصمة الرياض.

بالإمكان ملاحظة التهدئة السارية بين أطراف الأزمة وهو ما تجلى في الإعلام ومن ثمّ في مشاركة جميع الدول الخليجية في «كأس الخليج» لكرة القدم الذي استضافته الدوحة. لكن أهمية دعوة أمير قطر إلى القمة تعود إلى المعلومات التي رشحت من الوساطتين الكويتية والعمانية وأفادت بإمكانية أن تكون القمة مناسبة لتتويج جهود الاتصالات والمساعي للتهدئة.

وبعدما قطعت السعودية ومصر والبحرين والامارات علاقاتها مع قطر منذ عام 2017م وأعلنت 13 شرطًا لإعادة العلاقات مع الدوحة بما في ذلك إغلاق قناة الجزيرة وقطع العلاقات مع تركيا وإيران وقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين و ... دعا الملك السعودي اليوم وبشكل رسمي امير قطر لحضور القمة الخليجية المرتقبة وهذا يعني ان السعودية اضطرت اخيرا للاستسلام امام الدوحة.

من البديهي ان الشروط المطروحة لعودة العلاقات الكاملة لم يتم قبولها من جانب قطر والا فما كانت الدوحة لتقف لمدة عامين ونصف العام في وجه السعودية وحلفائها وتتحمل عداءهم. وتتحدث بعض المصادر عن تراجع قطر عن دعم جماعة الإخوان المسلمين وتغيير نهج قناة الجزيرة. وفي حين تشير التقارير الإخبارية إلى أن قطر قد خفضت بشكل ملموس عداءها للسعودية وحلفائها في الأيام الأخيرة في برامج الجزيرة، يتعين علينا الانتظار لفترة أطول قليلاً لنعرف الى أي مستوى وعدت قطر السعودية بالتعاون. ومن الطبيعي أن تتغير السياسات المصرية والإماراتية والبحرينية -التي تخضع للسعودية- فيما يتعلق بقطر.

والنقطة المهمة هي أنه بعد هذا الحدث سوف تقوض محاولات السعودية لتقديم نفسها كزعيمة للعالم الإسلامي بشكل كبير في حين سيكون نصيب قطر من التقرب الى السعودية فتح الطريق البري بين البلدين على اعتاب منافسات كأس العالم لكرة القدم، التي تحتضنها الدوحة عام 2022م -قد تنعش هذه الظروف مجلس التعاون لمتابعة اهدافه السابقة ولكن الحقيقة هي أن الانقسام والضغينة بين الدول الاعضاء في المجلس خلال العامين ونصف العام الماضية يجعلان من غير الممكن العودة إلى ظروف ما قبل الأزمة.

وقد أدت تجربة قطع العلاقات مع قطر إلى استنتاج العديد من الدول، أن العالم من دون العلاقات مع السعودية ليس خطيرًا وليس هذا فحسب بل إنه مليئ بالسلام و الهدوء أيضًا. بينما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال قبل بضعة أيام عن زيارة وزير خارجية قطر السرية الى السعودية الشهر الماضي، فلا ينبغي إهمال دور الغربيين في هذا التقريب.

واخيراً لا نستبعد ان لا تلقى مبادرة "مبادرة هرمز للسلام" الإيرانية ترحيبا من جانب دول مجلس التعاون متاثرة بشهر العسل الجديد بين قطر والدول الأربعة المتحالفة .

يذكر أن قطر كانت قد شاركت في القمم السابقة لكن بتمثيل منخفض فيما فسّر المتابعون نقل مقرّ القمة من الإمارات إلى السعودية برغبة جدية لدى الرياض في إعطاء الوساطة فرصة للحل.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية