توتّر ليبيا وشرقيّ المتوسّط: اليونان تحشد لمحاصرة تركيا!

المرصاد نت - متابعات

لم تهدأ القنوات الدبلوماسية للأطراف الدولية المعنية بملف الحدود البحرية والنفط والغاز في شرقي البحر المتوسط، منذ إعلان أنقرة توقيعها اتفاقية بحرية ــ عسكرية ثنائية مع حكومة Map Libia2019.12.23«الوفاق» الليبية واتخذت الأزمة بعداً عسكرياً جديداً مع تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده دعم طرابلس عسكرياً «عبر البرّ والبحر والجوّ».

آخر الجهود الدبلوماسية كان زيارة مكوكية لوزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، حملته إلى عواصم الدول المتخاصمة مع أنقرة وحكومة «الوفاق»؛ إذ زار المسؤول اليوناني السعودية والإمارات والأردن قبل أن يعرّج على بنغازي للقاء خليفة حفتر ومنها إلى القاهرة قبل مُضيّه إلى لارنكا القبرصية.

الثابت (إن لم يكن الوحيد) على جدول أعمال هذه الزيارات هو الاتفاقية الثنائية بين أنقرة وطرابلس وتبعاتها المرتقبة على الصراع الليبي ــ الليبي، وعلى توازن القوى والمصالح في شرقي المتوسط. وفي تغريدة عبر «تويتر» أبدى دندياس ارتياحه لموقف حفتر «المتناغم» مع الموقف اليوناني في شأن اتفاقية أنقرة ــ طرابلس الثنائية، باعتبارها «باطلة، وتلحق الضرر بالشعب الليبي واستقرار المنطقة».

وبعد لقائه حفتر ومسؤولين في سلطات شرقي ليبيا وهما رئيس الوزراء عبدالله الثني ووزير الخارجية عبد الهادي الحويج اجتمع دندياس مع نظيره المصري سامح شكري في القاعة الرسمية بمطار القاهرة.

أنقرة تصعّد
في موازاة الجولة اليونانية التي تحاول حصار مذكّرة التفاهم بين أنقرة وطرابلس الليبية أعاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال حضوره مراسم «إنزال الغواصة (بيري رئيس) المحلية الصنع إلى المياه» التأكيد على استعداد بلاده «لتعزيز البعد العسكري للمساعدات إلى طرابلس من البر والبحر والجو، إذا تطلب الأمر». وقال إن بلاده «لن تتراجع حتماً عن خطواتها في سوريا ولا عن مذكرة التفاهم مع ليبيا» مضيفاً أن «اليونان والدول الداعمة لها كانت منذ فترة طويلة تسعى لجعل تركيا غير قادرة على أن تخطو خطوة في البحر».
وأضاف إردوغان أنه «إذا تخلينا عن الإجراءات التي بدأناها مع قبرص التركية وليبيا فإنهم (اليونان وداعموها) لن يتركوا لنا أي ساحل ندخل منه البحر».

«إبراز عضلات»
أعلنت اليونان أمس الأحد أن اتفاق خط أنابيب «ايست ميد» لنقل الغاز، سيتم توقيعه مع قبرص وإسرائيل في الثاني من كانون الثاني/ يناير؛ وأفاد مكتب رئيس الوزراء في بيان أنه سيتم توقيع الاتفاق في أثينا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس.
ويتوقّع أن يجعل المشروع من الدول الثلاث حلقة وصل مهمة في سلسلة إمدادات الطاقة في أوروبا ويحول دون محاولات تركيا بسط سيطرتها على شرقي البحر المتوسط. وقال المتحدث باسم الحكومة ستيليوس بيتساس الأحد «من المهم للغاية أن تبرز دول المنطقة عضلاتها في مواجهة الاستفزازات التركية». وخط أنابيب الغاز البالغ طوله 2000 كيلومتر سيكون قادراً على نقل بين 9 و11 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً من الاحتياطيات البحرية لحوض شرقي المتوسط قبالة قبرص وإسرائيل إلى اليونان وكذلك إلى إيطاليا ودول أخرى في جنوب شرق أوروبا عبر خط أنابيب الغاز «بوزيدون» و«أي جي بي».

واشنطن قلقة!
أكد بيان لوزارة الخارجية الأميركية عن الوضع في ليبيا أن «الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء طلب حكومة الوفاق الوطني الحصول على دعم عسكري وإثر تهديد الجيش الوطني الليبي باستخدام قوات جوية ومرتزقة أجانب لمهاجمة مصراتة». واعتبرت الوزارة أن «التدخل العسكري الخارجي يهدّد احتمالات حلّ النزاع» معربة عن استعدادها «للعمل مع الأمم المتحدة وجميع الأطراف لبدء مفاوضات سياسية».

معارك طرابلس مستمرة
أعلنت القوات التابعة لحكومة «الوفاق» أنها شنّت هجوماً عنيفاً على مواقع قوات «الجيش الوطني» التابع لحفتر في محور صلاح الدين جنوبي طرابلس. وتناقلت مواقع تدعم «الوفاق» وأخرى محسوبة على حفتر أخباراً متضاربة حول الوضع الميداني على هذا المحور من دون أن تتوقف الاشتباكات هناك.

وكانت قوات «الجيش الوطني» قد أعلنت أمس أنها «قبضت على سفينة تحمل علم غرينادا ويقودها طاقم تركي... وتم جرّها إلى ميناء رأس الهلال للتفتيش والتحقق من حمولتها واتخاذ الاجراءات المتعارف عليها دولياً في مثل هذه الحالات».

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية