سراقب ومحيطها بيد الجيش: تركيا تساند مسلّحيها بالنار!

المرصاد نت - متابعات

رسمياً أعلنت دمشق أمس دخول الجيش العربي السوري إلى مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي والبدء بتمشيط أحيائها ونزع الألغام منها تمهيداً لإعلانها مدينة آمنة. قبل ذلك كانت قوات Ardogan202.2.6uyالجيش قد سيطرت على عدد من القرى والبلدات شمالي المدينة لتكمل بذلك حصارها عليها، وعلى النقاط العسكرية التركية المحيطة بها. ودخلت وحدات من الجيش إلى بلدة إفس شمالي سراقب وتابعت طريقها لتسيطر على بلدة بجارز شمالي شرقي المدينة ومنها امتدّت إلى النيرب التي كانت قد سيطرت عليها قبل أيام. وفي وقت سابق سيطر الجيش على قريتَي جديدة طلافح وطلافح في أقصى ريف حلب الجنوبي الغربي غربي سراقب وقرية جلاس غربي أبو الضهور في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وعلى محور ريف حلب الجنوبي ثبّت سيطرته على بلدة خلصة واستعاد قريتَي الحميرة وقلعجية جنوبي خان طومان بعدما تمكّن المسلحون من السيطرة عليهما أول من أمس.

في المقابل لم تترك أنقرة الفصائل المسلحة وحدها، إذ نفّذت المدفعية التركية من النقاط المنتشرة في المنطقة رمايات مدفعية على مواقع الجيش السوري شمال سراقب وغربها. وتحت غطاء هذه الرمايات، شنت الفصائل هجوماً ضدّ مواقع الجيش على المحور الشرقي لسراقب لكنها فشلت في اختراق دفاعاته. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض إن هجوم الفصائل على مواقع الجيش على محاور آفس والنيرب وداديخ في ريف إدلب الجنوبي الشرقي جاء بعد اجتماعها مع القوات التركية في مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب الشمالي الشرقي. ويُتوقّع أن تصعّد الجماعات المسلحة بدعم تركي واضح وصريح هجماتها ضدّ مواقع الجيش في ريف إدلب الجنوبي إذ لا خيار أمامها سوى القتال في كيلومترات قليلة باتت تفصل القوات السورية عن مدينة إدلب. في المقابل لم تتغير أولويات القيادة السورية في العمليات الأخيرة، وهي فتح الطريق الدولي حلب ــــ حماة (أم5) وتأمينه بالإضافة إلى فتح الطريق الدولي حلب ــــ اللاذقية (أم4) وتأمينه أيضاً وهو ما يعدّ المهمة الأساسية على المدى المتوسّط والتي تجاوز الجيش نصف طريقها.

وتعليقاً على التطورات الميدانية الأخيرة في إدلب قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن «هجمات المتشدّدين المستمرة ضدّ المنشآت الروسية في سوريا تنطلق من مناطق سيطرة تركيا وتستهدف الجيش العربي السوري والمنشآت العسكرية الروسية». وأضاف بيسكوف في تصريحات صحافية إن «آخر اتصال بين الرئيسين الروسي والتركي أكد أن لكلّ جانب مجموعة من المخاوف الخاصة به» لافتاً إلى أن «ما يقلق موسكو هو الأنشطة العدوانية لهذه الجماعات الإرهابية في إدلب». وأشار بيسكوف إلى أنه «لا توجد حالياً خطط لاجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان لكن من الممكن ترتيب مثل هذا الاجتماع سريعاً إذا لزم الأمر». وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قد أعلن في وقت سابق عن «زيارة محتملة» لوفد روسي إلى بلاده للتشاور حول سوريا مرجحاً «اجتماع الزعيمين الروسي والتركي». من جهته، جدّد الناطق باسم الرئاسة التركية القول إن «نقاط المراقبة التركية ستبقى في مكانها وسنقوم بكلّ ما يلزم من دون أيّ تردّد لحماية جنودنا... وعلى النظام السوري أن ينسحب من مناطق خفض التصعيد قبل نهاية هذا الشهر» متابعاً أن بلاده أبلغت الروس أن «أيّ خطأ يقوم به النظام السوري سيدفع ثمنه باهظاً».

تعزيزات تركية في ريفَي الرقة والحسكة: استئناف «نبع السلام» ردّاً على إدلب؟

تشهد خطوط التماس بين الجيش السوري و«قسد» من جهة والجيش التركي والفصائل المسلحة التابعة له من جهة أخرى، في ريفَي الحسكة والرقة حالة من الترقّب في ظلّ استقدام تركيا المزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة بما يوحي بنيات هجومية. يأتي ذلك وسط توقعات بأن تردّ أنقرة على التقدّم المتسارع للجيش السوري في ريف إدلب الجنوبي وعلى المماطلة الروسية في الاستجابة لنداءاتها بوقف العمليات عبر تحريك الجبهات وربما التوسّع في شرقي الفرات، المحكوم بتفاهم تركي - روسي.

تحوّلت قرية السكّرية الحدودية في ريف رأس العين، خلال هذا الأسبوع إلى معبر لإدخال المزيد من التعزيزات التركية إلى ريفَي تل تمر وأبو رأسين في ريف الحسكة بالتزامن مع تعزيزات مماثلة دخلت إلى المحور المقابل لمدينة عين عيسى في ريف الرقة في سعي تركي واضح لتعزيز الحضور العسكري في المنطقة. وتصاعد هذا النشاط بعد استهداف الجيش العربي السوري لرتل تركي في ريف إدلب الجنوبي قبل أيام. وتحاول أنقرة الاستثمار في الحدث لاستئناف عملية «نبع السلام» بعد توقف مستمرّ منذ أشهر أعقب توقيع «اتفاق سوتشي» بين الجانبين التركي والروسي. وعلى رغم أن التحشيد التركي لم يرقَ بعد إلى مستوى عملية كبيرة إلا أنه يوحي بنيات توسّعية في ريفَي الحسكة والرقة.

ومع أن الشهرين الماضيين سجّلا موجة من الخروقات في المنطقة التي يتخذ فيها الانتشار التركي طابعاً هجومياً ومن بينها هجمات عديدة باتجاه مدينة عين عيسى وأريافها إلا أن أنقرة سعت خلال اليومين الفائتين تحديداً إلى تظهير استعدادها لخوض عملية عسكرية في المنطقة، من خلال تكثيف استهدافها لمناطق انتشار الجيش العربي السوري و«قسد» في قرى تل الورد وربيعات وخربة الشعير في ريف الحسكة وقزعلي والخالدية وهوشان والدبس في ريف الرقة. وعلى ضوء تلك التطورات يمكن القول إن أيّ تصعيد تركي جديد قد يكون باتجاه المناطق المحاذية شمالاً حتى الحدود، للطريق الرابط بين عين عيسى وعين العرب (كوباني) وصولاً إلى منبج، في محاولة لإفراغ شمال الطريق الدولي: من تل تمر حتى حلب، من أيّ وجود لـ«قسد».

كذلك لا تبدو بلدة أبو رأسين ومدينة الدرباسية في ريف رأس العين الشرقي خارج التطلعات التركية. وقد يكون التوسّع نحوهما هدفاً مقبلاً للأتراك في حال تُرجمت عمليات التحشيد إلى هجوم واسع في ريف الحسكة علماً بأن هجوماً من هذا النوع ربّما تراه أنقرة متاحاً، في ظلّ غياب أيّ وجود أميركي، واقتصار الحضور الروسي على نقاط مراقبة محدودة في تل تمر وأبو رأسين والدرباسية. إلا أن ذلك دونه مخاطر الاصطدام مع الروس إضافة الى وجود نقاط انتشار عديدة للجيش العربي السوري الذي يبدي جاهزية لصدّ أيّ محاولة هجوم تركية جديدة في المنطقة. وأمام هذه التحركات تُظهر موسكو موقفاً صلباً برفض أيّ توسع تركي جديد في الشمال الشرقي وهو ما يُترجَم بإرسال تعزيزات روسية من القامشلي باتجاه عين عيسى لمنع أيّ هجوم مرتقب بالتوازي مع تعزيز نقاط المراقبة الموجودة في أرياف الحسكة.

وفي هذا السياق تفيد مصادر مطلعة بأن «الجانب التركي كثّف من جولاته الاستطلاعية في ريفَي رأس العين وتل تمر بهدف اختيار أهداف لعمل عسكري قادم» متوقعة أن «يشهد الأسبوع المقبل إعلاناً تركياً عن استئناف عملية نبع السلام عبر شنّ هجمات متزامنة باتجاه ريفَي تل أبيض الغربي ورأس العين الشرقي حيث شهدت المنطقتان استطلاعاً مكثفاً من الأتراك خلال الأسبوع الفائت» وتوضح المصادر أن تركيا «تسعى للضغط لتحقيق ترابط جغرافي بين مناطق نبع السلام ومناطق درع الفرات وهو ما يعني تركيز الهجمات على المنطقة الرابطة بين تل أبيض ومنبج».

من جهته يؤكد مصدر ميداني سوري أن «نقاط التماس بين الجيش السوري ومناطق انتشار المسلحين والجيش التركي تشهد تحركات متزايدة خلال الفترة الأخيرة» معتبراً أن التحركات «ربما تظهر نيات هجومية باتجاه مناطق سيطرة الجيش في المنطقة». ويلفت المصدر إلى أن «التنسيق مع الجانب الروسي بشأن انتشار الجيش السوري في المنطقة لا يزال يسير في الإطار الطبيعي» جازماً بأن «الجيش انتشر في أرياف الحسكة لحماية سكانها من الهجمات التركية وسيبقى موجوداً في المنطقة حتى استعادة سيادته على كامل جغرافيا البلاد».

وتعرب مصادر مقرّبة من «قسد» بدورها، عن اعتقادها بأن «الجانب التركي لا يؤمن له، وقد يخرق الاتفاق ويشنّ هجمات على ريفَي الحسكة والرقة في أيّ وقت» معتبرة أن «انتشار الجيش العربي السوري ووجود نقاط مراقبة روسية قد لا يكونان عاملين كافيين لحماية المنطقة من هجمات تركية إضافية». وإذ تشير إلى أن «التنسيق مع الجانبين الروسي والحكومي عسكرياً مستمر والهدف منه الدفاع عن المنطقة ضد الأطماع التركية» فهي ترجّح أن تسعى «تركيا لرفع معنويات المرتزقة الذين يعملون معها من خلال تصعيد عسكري شمال سوريا وشرقها» مشددة على أن «المسؤولية الأولى لكبح جماح الأتراك في حال حصلت الهجمات، تقع على عاتق الجانب الروسي الذي تعهّد بحماية المنطقة من أيّ هجمات تركية جديدة».

عدوان إسرائيلي واسع في دمشق والجنوب
شنّت الطائرات الإسرائيلية ليل الأربعاء - الخميس عدداً كبيراً من الغارات ضدّ أهداف عسكرية سورية في دمشق وأريافها بالإضافة إلى المنطقة الجنوبية. وبعد ساعة تقريباً من منتصف الليل أطلقت الطائرات الإسرائيلية صواريخها من فوق الأراضي اللبنانية وأخرى من فوق الجولان السوري المحتل. واستهدفت الصواريخ عدة أهداف في محيط دمشق، أهمّها مطار المزة العسكري ومركز البحوث في جمرايا ومواقع عسكرية في جبل قاسيون والكسوة. كذلك استهدفت موقعاً عسكرياً في منطقة إزرع في محافظة درعا الجنوبية ومحور تل الحارة في ريف درعا الغربي. وتمكّنت الدفاعات الجوية السورية من التصدّي لبعض الصواريخ في سماء دمشق ودرعا بينما وصلت الأخرى الى أهدافها.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية