المرصاد نت - أحمد الحباسي
لم تعد أمريكا و إسرائيل هي الخطر الأكبر على العرب صار الخطر الأكبر سعوديا
فالنظام السعودي يملك كل مقومات الخطر و دوافعه و دواعيه ، النظام السعودي يملك السلاح و يملك المال النفطي و يملك فيروس التكفير الوهابي القاتل ، هذا المجموع الفتاك يساوى ثلاثة مرات مفعول القنبلة النووية و بقاء المنطقة و الدول العربية مرتبط بزوال هذا النظام الدموي العنيف ، و لا ننسى أن هذا النظام يخدم إسرائيل و أمريكا في المنطقة و هما يوفران الدعم السياسي و الإعلامي بما في ذلك الصمت الخجول حول مجازر النظام ضد الشعوب العربية و ضد الشعب السعودي و البحريني و اليمنى بالذات ، و إسرائيل في هذا المجال لا تخفى صداقتها الممتنة للملكة على جهودها لإنهاك دول المقاومة ووئد كل صوت يقاوم الوجود الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية ، هذا مدون و موثق في الصحف ووسائل الإعلام الصهيونية و لا يحتاج من المتابعين كثيرا من الجهد .
يعلم الجميع أن النظام في سوريا و النظام في إيران مختلفات في كثير من الأشياء من بينها أن سوريا هي بلد من بلدان المقاومة العربية ضد الاحتلال الصهيوني ، هذا ثابت و موثق أيضا و لا يحتاج إلى كثير من البيان ، بهذا المعنى فالرئيس بشار الأسد لا يملك تغيير هذه البوصلة و لا هذه الكراهية السورية للعدو الصهيوني نتيجة كم من الأحقاد التي فرضتها إسرائيل على الأمة العربية بسبب بربريتها ووحشيتها و نيتها الاستعمارية التي تطلبت دفع الآلاف الشهداء منذ قبل وعد بلفور المشئوم ، و يعلم الجميع أن نشأة النظام السعودي ذاته مرتبطة من الأساس بالصهيونية العالمية و بالغدر البريطاني و بالنفاق الغربي المنحاز لدولة إسرائيل و عائلة آل سعود العميلة ، و حين تشن السعودية هجومها الإرهابي على سوريا لإسقاط النظام فهذا يعنى منطقيا أن هذه ” الخدمة” السعودية هي هدية للصهاينة و مطلب أمريكي لا أكثر و لا أقل ، فالنيات المسمومة السعودية لم تعد مستترة لحد أن لا تظهر للعيان و حجة مساندة ما يسمى بالثورة السورية من بلد لا يؤمن بالتغيير و لا بالمعارضة و لا بحقوق الإنسان أصلا لا تستقيم لا ذوقا و لا واقعا في رأى كل المتابعين .
يعتبر أل سعود بانخراطهم في ضرب العراق و سوريا و اليمن و ليبيا و مصر و تونس سيضربون ما يسمى بالمشروع الإيراني في المنطقة العربية ، هذا منطق أعور مخجل يرد على مطلقيه لان هذه الدول أكبر من جميع النواحي من السعودية ، و هذه الدول ليست “قاصرة” حتى تحتاج لحماية نظام تحميه المخابرات الصهيونية و الأمريكية، فالسعودية أهون من بيت العنكبوت و هي مجرد محمية صهيونية يستمر نظامها بفضل الرعاية الصهيونية ، أما من ناحية إيران فهي قوة لا يمكن لنظام المافيا السعودي كسرها أو اعتراض توجهاتها أو مواجهة علاقاتها بالدول العربية مهما بذل هذا النظام من ضغوط معززة بالضغوط الصهيونية الأمريكية ، و المشروع الإيراني المتمثل في نصرة فلسطين أو في إنشاء علاقات تبادل مصالح مع الدول العربية يتقدم بكثير من العقلانية الإيرانية التي لا تخير حرق المراحل و القفز في المجهول أو إثارة القلاقل ، في حين لم يعد للملكة وجود فاعل إلا في الجامعة العربية و هي منظمة فقدت مشروعيتها بعد أن ساندت ضرب العراق و سوريا و ليبيا و اليمن.
طبعا هناك ضغينة شعبية عربية ضد النظام السعودي بالذات ، ضغينة تزيد يوميا بشكل كبير ، و لعل هذه الضغينة هي أكثر ما حققته السعودية منذ مشاركتها القبيحة في إسقاط العراق ، فضرب سوريا و تشريد أهلها و تدمير بنيتها لا يمكن أن يترك إلا الضغينة و الحقد ، و ضرب الشعب اليمنى بهذه الوحشية لا يمكن أن يفرز في وجدان هذا الشعب إلا رصيدا هائلا من الكراهية و الضغينة و إذلال الشعب المصري و اللبناني بهذه المعونات لا يمكن أن يترك في النفوس إلا شعورا متصاعدا بكراهية نظام آل سعود ، حالة الكراهية واضحة للعيان و لا تحتاج إلى دليل أو بيان و يكفى رؤية المظاهرات المصرية منذ يومين و الاستماع و قراءة ما أفرزته وسائل الإعلام المصرية من كلام جارح نحو هذا النظام القذر ، فمشاعر الكراهية الشعبية العربية لا تسكتها مليارات الدولارات النفطية و يكفى الاستماع إلى ” مشاعر ” السيد وئام وهاب رئيس حزب التوحيد العربي اللبناني ضد هذا النظام الفاسد لتفهم هذه القيادة “منزلتها” في صدور الشعوب العربية .
المملكة السعودية خطر زاحف و مبيد و ” مضر بالصحة” العربية ، المملكة خطر على هذه الأمة لان سياسيتها الخارجية هي سياسة صهيونية مضاف إليها مزيج من الكراهية و الغرور المالي السعودي ، المملكة لا تملك ثوابت قومية عربية و هي دولة مغامرة تملك مشاريع مفخخة هادفة إلى بث الفوضى و زرع الكراهية و زعزعة أمن الدول العربية دون استثناء بما فيها الدول الخليجية التي تشعر بخطر مشروع هذا النظام العميل على مستقبلها كجزء من منظومة عربية تدمرها السلطات السعودية باستعمال إرهاب الدولة سلاحا فتاكا يؤمن لإسرائيل السيطرة الكاملة على مستقبل هذه المنطقة الحيوية و يؤمن لأمريكا عدم بذل خسائر بشرية و غنم منطقة مفتتة قابلة للتطويع ، أيضا المملكة هي الرحم القذرة التي ولدت الإرهاب و أشاعته و شيعته في المنطقة العربية و في العالم لتصيب الإسلام بوصمة العنف و التكفير و الدم ، في هذا السياق تتفوق السعودية على إسرائيل في كل مجالات التدمير المعنوية و المادية للمنطقة العربية لتصبح الخطر الأكبر قبل إسرائيل ، و هذه الحقائق المرعبة لم تعد تحتاج إلى بيان أو تقييم .
بانوراما الشرق الاوسط
المزيد في هذا القسم:
- تشكيل لجنة مشتركة بين الاطراف الليبية لتعديل الاتفاق السياسي المرصاد نت - متابعات أعلنت مصر أمس الأربعاء التوصل إلى إتفاق بين أقوى فصيلين سياسيين ليبيين يقضي بتشكيل لجنة مشتركة للنظر في تعديل الاتفاق السياسي حول تسوية ا...
- تواصل الإدانات لتصريحات ماكرون المعادية للإسلام وتحركات شعبية لمقاطعة المنتجات الفرنسية المرصاد-متابعات أعربت الكويت عن استيائها من إعادة نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في فرنسا، كما أعلنت جمعيات تجارية عربية مقاطعة...
- الإمارات و"إسرائيل" جنباً إلى جنب في مناورات عسكرية في اليونان! المرصاد نت - متابعات في تطوّر لافت في التطبيع بين النظام الإماراتي وكيان الاحتلال الإسرائيلي كشفت القناة الثانية عشر الإسرائيلية مؤخراً أن سلاح الجوّ الامارات...
- تطور خطير في مسار التطبيع بين النظام الإماراتي وكيان الاحتلال! المرصاد نت - متابعات تصاعدت وتيرة التطبيع الخليجي مع الاحتلال الإسرائيلي خلال الأعوام الأخيرة فيما عرفت العلاقات التطبيعية بين النظام الإماراتي وكيان الاحتلال...
- موسم التضحية بالأكراد .. بوتين ــ إردوغان: اتفاقيّة حول سوريا! المرصاد نت - متابعات قلَب لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين المشهد الميداني والسياسي في الشمال السوري. عملياً أعلن الطرفان وقف عملية...
- من دون الحرب... الخيار الروسي قدر إسرائيلي المرصاد نت - متابعات الإسرائيليون يكتشفون حدود قدرتهم على المناورة في سوريا من دون روسيا. المعركة من أجل الجنوب السوري وفّرت لتل أبيب مدخلاً لاختبار المعادلات...
- أبرز التطورات العسكرية على الساحة السورية 2-10-2014 حصلت المنار على معلومات تفيد بأن زهران علوش يتوارى عن الأنظار بعد سلسلة اغتيالات طالت قادة التشكيلات الجديدة في الغوطة الشرقية. ويشار الى أن "علوش" لم يعد...
- الجيش يطوّق العيس: نحو استكمال السيطرة على «M5»! المرصاد نت - متابعات بأيّ وسيلة ممكنة، تسعى أنقرة إلى وقف تقدّم الجيش العربي السوري في عمق محافظة إدلب. وبعدما أخفق التصعيد العسكري والسياسي في تحقيق هذه الغا...
- تكتّل سعودي معارض: منذ وصول بن سلمان والبلاد في مأزق تاريخي ! المرصاد نت - خاص طالب تكتل سعودي معارض أطلق على نفسه اسم "تكتُّل مُتحالفون من أجل الحكم الرشيد" اليوم الأحد بتولي الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الح...
- بالتاريخ والأرقام.. المجازر الإسرائيلية التي أسّست لاحتلال فلسطين المرصاد نت - متابعات أدرك الكيان الإسرائيلي أن حملات التهجير القسري غير كافية لاحتلال دولة فلسطين لذلك عمد إلى القيام بحملات مكثفة من المجازر والعنف والإرهاب ...