المرصاد نت - متابعات
تمثل استعادة مركز مدينة الفلوجة (تبعد 60 كم غرب بغداد العاصمة)، خسارة موجعة لداعش لن يشفى منها،
ودليل آخر على ان تآكل "خلافته" قد بدأ من الداخل، حتى قبل ان ينعم في النصر بالاراضي التي استطاع السيطرة عليها.
استعادة المدينة مثل عنصرا مهما اخر يضاف الى عوامل فناء "داعش"، التي امست اقوى من مسببات وجوده الى حد كبير، فنهاية التنظيم الان مرهونة بـ"الوقت فقط".
ومع تقدم القوات العراقية، وتراجع التنظيم الى حد فقدان السيطرة على معظم المدينة، فان النصر يعد مهما على مستويات عدة، اهمها تلك التي تخص السياسة العراقية تحديدا، كما عبر عن ذلك "دوغلاس اوليفانت" الضابط السابق ومعاون مستشارية البيت الابيض حول الشأن العراقي، الذي اكد بان الفلوجة بابسط تعبير امني عنها، هي مصنع السيارات المفخخة التي ترسل الى بغداد، مما يجعل من استعادتها امر حيوي للحكومة العراقية على مستوى امني وسياسي".
داعش ينهار باسرع من المتوقع
اوليفانت يبين، ان الوتيرة التي يتراجع فيها التنظيم خاسرا اراضيه دون قتال فعلي، تحصل بسرعة اعلى مما توقعه اي احد حتى في داخل الادارة الامريكية، على ما يبدو، فان الاستراتيجية الضخمة المتبعة حاليا في محاربة "داعش" من قبل الدول المتحالفة، والمتمثلة بمحاصرته بشكل كامل واجباره على خوض القتال في اربع جبهات، اتت بنتيجة افضل مما كان متوقع لها.
التنظيم الذي يخسر الاراضي التي مثلت له في وقت سابق، مصدر قوة، بعد نهضته التي سيطر من خلالها على تلك الاراضي بشكل سريع جدا في العراق وسوريا، خسر الميزات التي وفرتها له تلك الانتصارات التي حققها، فالتقدم السريع اتاح للتنظيم استغلال ذلك كآلية تجنيد قوية في العالم، مكنته من الحصول على عدد كبير من المتطوعين من عدة دول، كما اشار لذلك اوليفانت.
خسارة التنظيم المستمرة لاراضيه منذ ما يقارب العام على يد القوات العراقية بتنوعها، من تكريت والرمادي وحتى الفلوجة، مع القرار التركي الاخير الذي اقتضى اغلاق حدودها مع الاراضي التي يسيطر عليها التنظيم اخيرا، حطم آلية التجنيد التي يتبعها التنظيم بشكل شبه تام، فقد اعلنت الادارة الامريكية في وقت سابق، بان التنظيم لم يجند بالنمط الذي اعتاده، فخلال الشهر الماضي جند 200 فرد فقط، في الوقت الذي كان ينضم اليه فيه ما يزيد عن 2000 شخص شهريا عند نهضته في العراق وسوريا وتوسع سيطرته.
اوضاع "داعش" الداخلية بعد فقدان الاراضي
الهزائم المتلاحقة للتنظيم وخسارته الاراضي التي يسيطر عليها التي مثلت مصدر تمويله الى وقت قريب، قد ترك تأثيراته على قوة التنظيم التي تنحدر بشكل سريع جدا، فرواتب مقاتلي التنظيم قد انخفضت لتصل الى 50 دولاراً في الشهر الواحد، الطاقة الكهربائية انقطعت بشكل شبه تام في مناطق سيطرته، ومعنويات عناصره في انخفاض مستمر، كما اكدت ذلك وثيقة تم الحصول عليها في احدى القرى بعد انسحاب "داعش"، التي سميت بـ "الخلافة تحت الضغط"التي نشرها مركز مقاتلة الارهاب في اكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الامريكية، خلال شهر نيسان الماضي.
هذه المتغيرات تركت التنظيم في ادنى مستوى دعم جماهيري له منذ نشأته، اذ اظهرت استطلاعات الرأي التي خصت الشباب المسلم في 16 دولة عربية، تمت خلال شهري كانون الثاني وشباط، ان 80% من المستطلعين يرفضون اي امكانية لدعم "داعش" من قبلهم، بزيادة قوية عن عام 2015، التي بلغت 60%.
تراجع اعداد التنظيم
في الوقت الذي يتآكل فيه التنظيم داخليا على مستوى الهيكلية والدعم المالي واللوجيستي، فان من الطبيعي ان ينتج عن ذلك انخفاض كبير في اعداد مقاتليه، خصوصا وان خسائر التنظيم للاراضي مقترنة بفقدان عناصره اثناء القتال وسقوطهم جرحى او قتلى، حيث كشفت مصادر من وكالة الاستخبارات الامريكية بان عديد مقاتلي التنظيم قد انخفض الى 18.000 بالمجمل في كل من العراق وسوريا، حسب ما صرح بذلك مدير وكالة الـ "CIA"، جون برينان، امام الكونغرس الامريكي.
التنظيم بدأ يلجأ الى تعديل اساليب قتاله في محاولة للنجاة والاستمرار، واستعادة ثقة اعضائه ومؤيديه به، عن طريق التركيز على استهداف الخارج بالهجمات الارهابية، مثل تبنيه لهجوم اورلاندو في الولايات المتحدة، واستهداف العناصر الامنية في باريس.
داعش والغرب
لعل من اكبر السلبيات التي تواجه دول العالم الغربي الان، بعد مرحلة زوال "داعش"، هو التشويش الذي ستتعرض له هذه الدول في التمييز بين حلفائها واعدائها، واعضاء التنظيمات، فبدلا من العمل على ارض معروفة وبرايات واضحة للعيان من بعد، فان التنظيمات هذه ستلجا الى طرق القاعدة السابقة، في العمل ضمن شبكات صغيرة في عمق دول العالم، وهو الامر الذي يخشاه الغرب.
قيام التنظيم باعلان خلافته، جاء بالفائدة الاكبر على دول الغرب، فقد وضع الاهداف امام طائراتها وقواتها الخاصة مرتبة وجاهزة للقصف، المشكلة تتمثل الان، في ان يعود اعضاء هذا التنظيم الى الظلال، مع حس وخبرة اكبر، فداعش سيجبر الجهاديين الخبراء على ان يؤمنوا بان ما كانت تقوم به القاعدة هو الافضل، وان اسامة كان على حق، ثم يباشرون عملهم كما فعلوا من قبل، وليس بطريقة داعش، اوليفانت اكد.
المصدر: مجلة التايم الامريكية
المزيد في هذا القسم:
- فوز كبير للرئيس بوتين في الانتخابات الرئاسية المرصاد نت - متابعات أغلقت مراكز التصويت للانتخابات الرئاسية الروسية في موسكو وضواحيها بعد نسبة تصويت ناهزت 60 %. مصادر أفادت بأن النتائج الرسمية الأولية ب...
- كيان العدو يغلق بوابات المسجد الأقصى وتوتر شديد يسود مدينة القدس بعد تهديد صهيوني باقتحام ... ساد محيط حرم المسجد الأقصى بالعاصمة الفلسطينية مدينة القدس اليوم الاثنين توتراً شديداً بعد اطلاق دعوات من علماء فلسطين للنفير العام لحماية المسجد الأقصى بعد تهد...
- ألمانيا تهادن إردوغان: الاقتصاد فوق الجميع! المرصاد نت - متابعات على توقيت أزمتها الاقتصادية سارعت تركيا إلى تقليص الخلافات مع ألمانيا بوابتها لوصل ما انقطع مع الأوروبيين. خلافات تصاعدت في السنوات الأخي...
- لماذا تخفي حكومة أردوغان عن الاتراك بنود الاتفاق مع تل ابيب؟ المرصاد نت - متابعات صادق البرلمان التركي على اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي وبموجب الاتفاق سيدفع الاحتلال تعويضات بقيمة 20 مليون دولار...
- بومبيو: واشنطن فخورة بالوقوف إلى جانب "إسرائيل" المرصاد نت - متابعات قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "حان الوقت ليعترف المجتمع الدولي بتواجد "إسرائيل" في الجولان وبكونه جزءاً من إسرائيل بشكل...
- مظاهرة غاضبة بنيويورك اثر مقتل إمام مسجد ومساعده المرصاد نت - متابعات على خلفية مقتل إمام مسجد ومساعده بإطلاق نار في نيويورك تظاهر مسلمون في حي كوينز مساء امس السبت مطالبين بتقديم الجناة إلى العدالة بأسرع وق...
- الفشل الإماراتي في استغلال ساحل القرن الإفريقي ! المرصاد نت - متابعات قبل عقد وعامين وفي 2006 تم توقيع عقد امتياز (مرفأ دوارلية) في جيبوتي مع الإمارات بحيث تمتلك موانئ دبي (33%) منها و(67%) لجيبوتي ويصل طول ...
- روسيا تسعّر لهيب النفط والسعودية تصارع مشكلات اقتصادية كبيرة خلال عصر النفط الرخيص كشف المغرد السعودي الشهير بـ"مجتهد" ان روسيا تصعد حرب النفط عبر رفع انتاجها الى 11 مليون برميل وتتفق مع الصين بيع النفط بعملة الدولتين، اي غير الدولار. ...
- مصادر تكشف المستور عن مقتل الجنود الاميركيين بالاردن المرصاد نت - متابعات قال مسؤولان أمريكيان إن 3 عسكريين أمريكيين قتلوا الجمعة 4 نوفمبر/ تشرين الثاني في إطلاق نار وقع لدى اقترابهم من بوابة منشأة للتدريب في ال...
- من الجد إلى الحفيد: لماذا يُحب بني سعود تل أبيب كل هذا الحب؟ المرصاد نت - متابعات الأمر ليس جديداً ولا هو بالمفاجئ، لكنه ينطوي هذه المرة على مبالغة في الحب وترجمته إلى أفعال وعلاقات إننا نتحدّث عن العلاقاتِ التي لم تعد ...