المرصاد نت - رآي اليوم
السعودية تدفع ثمن اختيار ترامب لها كمحطة اولى في جولته الخارجية صفقات اسلحة بـ300 مليار دولار.. اين ستستخدم هذه الاسلحة؟ ومن اين ستأتي اموال تسديد قيمتها؟ انها الاسئلة المحرمة
عندما تنقل وكالة الانباء العالمية “رويترز″ عن مسؤول امريكي كبير قوله “ان الولايات المتحدة الامريكية على وشك استكمال سلسلة من صفقات الاسلحة للمملكة السعودية تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار، ويمكن ان ترتفع القيمة الـ 300 مليار دولار في السنوات العشر المقبلة لتعزيز قدراتها الدفاعية في وقت تحافظ على التفوق الاسرائيلي العسكري” فان علينا ان نصدقها وان ننتظر الاعلان الرسمي اثناء زيارة الرئيس دونالد ترامب الى الرياض السبت المقبل.
في علم الصحافة لا تأتي مثل هذه التسريبات من قبيل الصدفة ولا تتعلق مطلقا بمهارة الصحافي الذي جاء بها فالمخبر الصحافي يكون مجرد المتلقي في هذه الحالة وان هناك طرفا اختار ايصال الخبر او المعلومة في الوقت المناسب له ولتحقيق الغرض الذي يريده.
اختيار الرئيس ترامب للعاصمة السعودية الرياض لكي تكون محطته الخارجية الاولى بعد توليه الحكم، لم يكن بسبب مكانتها الدينية او السياسية او تزعمها للعالم الاسلامي وانما لانها تستطيع دفع الثمن او الرسوم المطلوبة لا اكثر ولا اقل وها نحن نتعرف عليه من خلال ما نشرته هذه الوكالة العالمية.
لا نجادل في ان السعودية بحاجة الى الاسلحة ولكن ليس بهذه النوعية وليس بهذا الثمن فالصفقة لا تضم طائرات امريكية من طراز اف 35 الحديثة المتطورة على سبيل المثال لا الحصر وانما عقود صيانة ومنصات سفن ومظلة صواريخ دفاعية مثل باتريوت ولهذا حرص المسؤول الكبير الذي سرب هذا الخبر الى التأكيد بأن هذه الصفقة لن تمس التفوق العسكري الاسرائيلي.
لا نفهم لماذا يتم التأكيد باسم اسرائيل في هذه الصفقة والحرص على التأكيد بان امريكا حريصة على استمرار تفوقها العسكري، فالقدرات العسكرية السعودية وفي العهد الحالي على الاقل ليست مخصصة لخوض حرب في فلسطين لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للمقدسات وانما لحروب “مفترضة” ضد ايران ونقول مفترضة لان ادارة الرئيس ترامب تستخدم الخطر الايراني كـ”فزاعة” لحلب الاموال السعودية.
الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي والملك المتوج لم ينطق مطلقا باسم اسرائيل او فلسطين منذ توليه مهام منصبه في اي من تصريحاته ومقابلاته التلفزيونية، ونتحدى ان يأتي من يقول لنا عكس ذلك؟
الرئيس ترامب طالب السعودية ودول الخليج بدفع ثمن الحماية الامريكية لها فهو يرى كرجل اعمال وتاجر ان هذه الحماية لا يمكن ان تكون مجانية ولهذا جرى الاتفاق مثلما هو الحال في كل الصفقات التجارية، على طريقة الدفع، وطريقة الدفع هنا تتم عن طريق صفقات بعضها عسكري، مثلما هو الحال في صفقة الاسلحة هذه والبعض الآخر استثماري، حيث تعهد الامير بن سلمان اثناء زيارته الى واشنطن قبل شهرين، بضخ 200 مليار دولار في مشاريع البنى التحتية الامريكية على مدى اربع سنوات، هي مدة ادارة الرئيس ترامب الاولى، وربما الوحيدة.
السؤال هو من اين ستأتي الاموال التي ستمكن القيادة السعودية من الايفاء بهذه التعهدات تسديد ثمن الصفقات العسكرية؟ فبيع 5 بالمئة من اسهم شركة ارامكو لا يغطي ربع هذه التعهدات ثم ان العجز في ميزانية السعودية للعام الحالي يقدر بحوالي 84 مليار دولار يضاف اليها حوالي 13 مليار دولار هي قيمة التراجع عن قرار وقف العلاوات والبدلات لموظفي الدولة.
ماذا عن مشاريع البنى التحتية السعودية؟ ماذا عن رفاهية المواطن السعودي؟ ماذا عن دعم السلع والخدمات الاساسية؟
انها اسئلة صعبة ومحرم طرحها خاصة من قبل الاقتصاديين السعوديين واهل الخبرة لكن يمكن الاجابة بكل بساطة والقول انه في ظل تآكل الاحتياطات المالية نتيجة الاسراف في الانفاق العسكري والحربان في سورية واليمن والطابور الطويل من الحكام الطامعين بالاموال ليس امام قيادة المملكة الا احد خيارين الاقتراض والمزيد منه من الداخل والخارج عبر طرح سندات للخزينة السعودية، او تسييل الاصول، وبيع الشركات العامة في اطار سياسة “تخصيص”
وطرح 5 بالمئة من اسهم ارامكو هي الخطوة الاولى في سلسلة من خطوات مماثلة، تشمل شركات كبرى مملوكة للدولة والشعب والقائمة طويلة.
المملكة السعودية تفقد حاليا امرين مهمين الاول هيبتها او معظمها والثاني قوتها المالية الناعمة وهذه خسارة كبرى من الصعب تعويضها في جميع الاحوال.
المزيد في هذا القسم:
- المونيتور البريطاني : الكل ضاق بسياسات السعودية ذرعا المرصاد نت - متابعات عينت المغرب في 14 أكتوبر الجاري سفيرا جديدا لها في إيران للمرة الأولى بعد إغلاق تمثيليتها الديبلوماسيّة في طهران لمدة سبع سنوات على اثر ا...
- إسرائيل في الميدان السوري: شريط حدودي حتى ريف دمشق يترقّب محور المقاومة التطورات الميدانية والأمنية في المقلب الشرقي من جبل الشيخ باهتمام بالغ. وتكشف مصادر أمنية لـ«الأخبار» نية جدية لدى إسرائيل باحتلال شريط الق...
- بارزاني: الغرب ساعد الكرد لأغراض سياسية وعسكرية أكد رئيس منطقة كردستان في شمالي العراق مسعود بارزاني أنّ الاستفتاء على استقلال كردستان ومحافظة كركوك أمر لا رجعة عنه. وقال بارزاني في تصريحات صحفية إنّ "الغرب ...
- إيران تواصل طريق المفاوضات: الإجراءات الأوروبية غير كافية المرصاد نت - متابعات لم تصل المشاورات الأوروبية الإيرانية بعد إلى خواتيم مرضية لطهران، تتوافق مع الشروط التي التزمت بها من اليوم الأول للتفاوض عقب الانقلاب ال...
- سلاح الغرب صفقات قياسية في عام 2017.. بلاد العُرب أسواقي المرصاد نت - متابعات في زيارة سريعة إلى الشرق الأوسط أطلق «صاحب» البيت الأبيض صفارة سباق التسلّح العربي معيداً بذلك «مئات المليارات إلى الول...
- الجزائر .. خريف بوتفليقة المرصاد نت - يوسف عبدالعزيز ظهر الرئيس أخيراً بعد شهر من الغياب والشائعات ورسم السيناريوات المحتملة وغير المحتملة عن كيف سيزفّون الخبر للناس. ظهر يجالس وزي...
- حسابات الربح والخسارة في المواجهة بين أميركا وإيران! المرصاد نت - متابعات ترتسم ملاحم حرب مؤجّلة. المواجهة بين إيران وبين أميركا هي مُعدَّة أميركيّاً منذ عقود. لكن هي تصعب مع تنامي القوة العسكرية الإيرانية. أمير...
- نفقات عسكرية جديدة: ألمانيا ترضخ لترامب؟ المرصاد نت - رنا حربي كما كان متوقعاً يبدو أنّ ألمانيا سوف ترضخ في نهاية الأمر لضغوط البيت الأبيض وسوف تُقرر «شراء أمن» تقول واشنطن في عهد ترامب إ...
- الجيش يدخل أطراف خان شيخون ويقطع إمدادات المسلحين إلى المدينة ! المرصاد نت - متابعات الجيش العربي السوري يتقدم في أطراف مدينة خان شيخون الواقعة في ريف إدلب الجنوبي من المحورين الغربي والشمال الغربي للمدينة وسط معارك عنيفة ...
- الجيش يتقدم في جنوبي حلب واجتماع لمجلس الأمن حول سوريا! المرصاد نت - متابعات استعاد الجيش العربي السوري عدة مناطق وبلدات في طوق مدينة حلب الجنوبي الغربي، بعد وقت قصير على دخوله مدينة معرّة النعمان ومحيطها في ريف إد...