المرصاد نت - متابعات
تتواصل حفلة الجنون السعودية في المنطقة وهذه المرة تطاول فلسطين. يبدو أن الملفات جميعها مفتوحة لدى محمد بن سلمان إذ من المؤكد أن الصور والعناوين التي أظهرت تعزيز العلاقة بين «حماس» و«محور المقاومة» لن تمرّ لديه مرور «الكرام»... وخاصة أن لـ«مملكة الصمت» يداً سابقة على السلطة وعلى مصر راعية المصالحة الفلسطينية
سرعان ما قطع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مشاركته في أعمال «منتدى شباب العالم» المقام في مدينة شرم الشيخ المصرية متجهاً إلى العاصمة السعودية الرياض بعدما وصلته دعوة مفاجئة من الملك سلمان على أن يلتقي إلى جانب الملك ولي العهد محمد بن سلمان وفق مصادر فلسطينية رسمية.
وبينما لم تتضح أسباب هذه الدعوة التي تترافق مع تغيرات كبيرة في المملكة قالت مصادر رسمية إن «عباس سيبحث في الرياض تعزيز العلاقات بين الطرفين... وسيطلع الملك السعودي على آخر مستجدات القضية الفلسطينية». لكنّ أوساطاً فلسطينية أخرى تقول إن هذا «الاستدعاء» يأتي في سياق التوجهات السعودية الأخيرة القاضية بإعلان «حرب» على إيران.
وجراء اتفاق المصالحة الأخير الذي تزامن مع تعزيز حركة «حماس» علاقتها بكل من طهران وحزب الله بل تظهير ذلك إعلامياً (قبل أيام شارك وفد من الحركة في تعزية قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بوفاة والده) يبدو أن السعودية لن تغفل «حماس» رغم أن الراعي الأساسي للمصالحة الجارية هو القاهرة.
ومع أن «حماس» لم تبادر إلى التصعيد مع الرياض في ظل الأزمة الخليجية الجارية والمقاطعة لقطر ورغم تخفيض رئيس مكتبها السابق خالد مشعل المقيم في الدوحة مستوى تصريحاته وظهوره فإن الحركة لا تزال على قائمة «الملاحقة» السعودية مع الإشارة إلى أن رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية بادر إلى تهنئة ابن سلمان عند توليه ولاية العهد بمنصبه وذلك بعد توتر ساد العلاقة بسبب تبادل تصريحات وبيانات سعودية وحمساوية (بيان واحد من الحركة فقط).
تضيف تلك الأوساط أن السعودية ستطلب من رئيس السلطة الفلسطينية أن يعمل على الضغط على «حماس» عبر الضغط لتسلّم الأمن كاملاً منها في غزة (هذا الطلب يرفضه المصريون في المرحلة الجارية على الأقل وأيضاً الطلب منها التخلي عن سلاحها لكن الرياض اشترطت على عباس أن يتصالح مع القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان الذي يمثل الذراع الإماراتية الأقوى في محاربة «الإخوان المسلمين» في المنطقة كما ترى المملكة.
مع ذلك يخدم الصلح بين عباس ودحلان «حماس» من جهة، لكنه يضرها من جهة أخرى. ومع توقع الأوساط نفسها أن يماطل عباس في تنفيذ المصالحة مع دحلان بالتوازي مع قبوله التباطؤ في تطبيق بنود المصالحة فإن ذلك كله مرتبط بالموقف المصري الذي بدا إلى حدّ ما متضارباً مع الموقف السعودي في نقاط عدة أخيراً وإن لم تكن رئيسية لكنها الآن بشأن غزة ستكون قضية أساسية.
وكان عباس كحال دول ومؤسسات عربية وإسلامية قد أصدر بيان استنكار رسمي مساء أول من أمس لقصف مطار الملك خالد الدولي في الرياض بصاروخ باليستي يمني السبت الماضي. وطبقاً لـ«وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية» (وفا) عبّر رئيس السلطة عن «تضامنه مع المملكة... ضد ما تتعرض له من اعتداءات».
وقبيل سفر رئيس السلطة التقى في شرم الشيخ أمس الرئيس عبد الفتاح السيسي إذ قال بيان صادر عن الرئاسة المصرية إن السيسي أكد لعباس أن بلاده «ستواصل جهودها لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حتى التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية» مشيراً إلى «أهمية مواصلة جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام». في المقابل أكد عباس وفق البيان نفسه حرصه على «التشاور المستمر مع السيسي وإشادته بجهود مصر الصادقة لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية».
على صعيد ملف المصالحة الفلسطينية وفي تسهيل طفيف أعلنت وزارة التربية والتعليم في رام الله أن الحكومة المصرية وافقت على مرور معظم الطلبة الفلسطينيين من قطاع غزة، الحاصلين على منح دراسية في الخارج عبر معبر رفح البري في وقت صرّح فيه مفوض «فتح» في غزة أحمد حلس بأن «الإجراءات الإدارية بدأت لنشر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على الحدود والمعابر في غزة» مضيفاً أن ثمة دوراً مصرياً في تأهيل هذه القوات.
كذلك قال عضو «اللجنة المركزية لفتح» عزام الأحمد إن أول مرحلة من تنفيذ اتفاق المصالحة الذي يستند إلى اتفاق 2011، انتهت في الأول من الشهر الجاري بعد إتمام تسليم المعابر بنجاح مشيراً إلى أن حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» ستنضمان إلى «منظمة التحرير» في ظل المصالحة الجارية. وأضاف الأحمد: «السلطة وفتح تعرضتا في مرحلة سابقة للضغوط، ومنها ضغوط أميركية لمنع توقيع المصالحة... الأردن وافق على التكليف العربي لمصر برعاية ملف المصالحة كما كان من ضمن الدول الثماني التي أبدت استعداداً للإشراف على إعادة بناء هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية».
في المقابل قال عضو المكتب السياسي في «حماس» موسى أبو مرزوق إن حركته لم تعد تتحمل مسؤولية المواطنين في غزة مضيفاً أن هناك «حكومة يجب أن تتولى مسؤولياتها، وهناك فصائل يجب أن تضغط على الحكومة» لذلك. وأضاف في تصريحات صحافية أمس «إن كانت إجراءات عقابية وليدة أشهر سابقة لم يقرر الرئيس محمود عباس رفعها فكيف سيكون قراره في القضايا الكبرى التي سنناقشها في اجتماع الفصائل نهاية الشهر الجاري». وعن التصعيد الأخير قال أبو مرزوق: «العدوان الإسرائيلي بحاجة إلى ردع والعدو لا يفهم غير القوة... مصر أجرت عدة اتصالات لضبط الوضع الميداني ونحن نُقدّر هذه الجهود أما الاحتلال فلا ضامن له سوى ردعه بالمقاومة المسلحة».
إلى ذلك رد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على حركة «الجهاد الإسلامي» وذراعها العسكرية (سرايا القدس) بالقول إن استعادة جثامين شهداء نفق خان يونس لن تكون بالمجان. ووفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية توعد نتنياهو أمس بإعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة مضيفاً: «لا نقدم هدايا مجانية... وسنعيد جنودنا إلى منازلهم».
الي ذلك أعلن عضو المكتب السياسي لـ«حماس» في غزة محمود الزهار استعداد حركته للجلوس «مع النظام السوري أو أي طرف عربي مساند للقضية الفلسطينية ما دام ذلك لا يؤثر في القضية بالسلب» مشدداً على أن «حماس لن تُعيد خطأ فتح ولن تتدخل في أزمات عربية داخلية» وقال الزهار في حوار تلفزيوني أمس إن العلاقة بين «حماس» ومصر «مميزة طوال عمرها... القاهرة كانت مسؤولة عن غزة بعد جريمة نكبة 1948 وحماس لم تتدخل في أي عهد، سواء عهد حسني مبارك ومحمد مرسي أو الرئيس الحالي (عبد الفتاح) السيسي» لافتاً إلى أن لقاء نائب رئيس الحركة صالح العاروري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «منطقي جداً... لأن لبنان وسوريا وفلسطين فيها احتلال... وفلسطين تحتاج الى دعم الجميع».
المزيد في هذا القسم:
- أربعة اسباب ترجح احتمالات انهيار اتفاق الهدنة في سوريا المرصاد نت - رآي اليوم الخلافات المتفاقمة بين الجانبين الامیركي والروسي حول نصوص اتفاق الهدنة في سوريا الذي بدأ العمل به مساء الاثنين الماضي قد تؤدي الى انهيا...
- القدس تنتفض.. مواجهات ومسيرات تتحدى قمع الاحتلال المرصاد نت - متابعات قمعت قوات الاحتلال الاسرائيلي قبيل ظهر اليوم الجمعة المصلين المتجمعين قرب الأبواب المؤدية للمسجد الأقصى ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات ف...
- الآلاف يتحدّون حظر الشرطة ويتظاهرون في هونغ كونغ! المرصاد نت - متابعات في تحد لحظر الشرطة ردد آلاف المتظاهرين شعارات وانطلقوا في مسيرة بمنطقة التسوق وسط مدينة "هونغ كونغ" اليوم الأحد بينما أغلقت المتاجر أبواب...
- مناورات لـ«الناتو» وإجراءات انتقامية: كييف تتعمّد استفزاز موسكو ! المرصاد نت - متابعات بين التهديد وتبادل الاتهامات تتصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية وسط انقسام غربي حول تمديد العقوبات على موسكو. التوتر في آزوف حُمل إلى قمة &...
- هونغ كونغ مهدّدة بـ«الانهيار»: العنف ثم العنف! المرصاد نت - متابعات تتواصل الفوضى في هونغ كونغ بشكل بات يهدّد المدينة بـ«الانهيار الكامل»، وسط أعمال عنف أصابت، لليوم الرابع على التوالي، مظاهر الحياة بالشلل...
- إيران إلى تجربة صمود جديدة: لا «تصفير» لا تفاوض لا حرب ! المرصاد نت - متابعات تدخل طهران ابتداءً من اليوم طوراً آخر في صراع الإرادات مع الولايات المتحدة تصرّ على أن مآلاته لن تكون إلا كما سابقاته: لا قبول بشروط واشن...
- صورة قاتمة للعرب: حرب أميركية واحتلال تركي وتمدد إسرائيلي! المرصاد نت - متابعات يطل العام 2020 على العرب، عموماً، عبر دمائهم المهدورة، كما في العراق واليمن، أو في سوريا وليبيا التي أختارها “السلطان” أردوغان لتكون قاعد...
- الرئيس بشار الأسد يصدر مرسوم بتشكيل الحكومة السورية الجديدة برئاسة المهندس عماد خميس المرصاد نت - متابعات أصدر السيد الرئيس بشار الأسد اليوم المرسوم رقم 203 لعام 2016 القاضي بتشكيل الحكومة السورية الجديدة برئاسة المهندس عماد محمد ديب خميس. ...
- البحرين: أسبوع من تهديد ' إجتثاث الرؤوس ' وتظاهراتٍ ثورية لا تلين المرصاد نت - المنامة قرابة الأسبوعِ مرَّ على تهديداتِ جيشِ آل خليفة… الجيشُ الذي هزمته القبضاتُ والصّدورُ العارية ظهرَ من جُحْره مرةً أخرى ليستقوي ع...
- أجهزة الأمن العام اللبنانية توقف عميلا للعدو الإسرائيلي المرصاد نت - متابعات أوقفت أجهزة الأمن العام اللبنانية المدعو يوسف رياض فخر بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي وتجنيد عملاء له وإتمام صفقات أسلحة لما يسمى &ldqu...