المرصاد نت - متابعات
لم يكن العدوان التركي على عفرين مفاجئاً بل جاء بمثابة انتهاز فرصة قدّمتها واشنطن على طبقٍ من ذهب حين أعلن «التحالف الدولي» عزمه على إنشاء «قوّة حرس حدود» جديدة.
وتوحي المعطيات السياسية المتوافرة حتى الآن بأنّ «غصن الزيتون» لا تعدو كونها مقدّمة لفصل جديد من فصول الحرب السوريّة. فصل عمل معظم اللاعبين على إطلاق شارته، من دون أن تُغيّر التصريحات الداعية إلى «ضبط النفس» شيئاً من هذه الحقيقة
تُقدم معارك عفرين الأخيرة برهاناً جديداً على أنّ أيّاً من اللاعبين ليس قادراً على فرض المعادلات في الحرب السورية، أو تغييرها بمفرده. وعلى الرغم من أنّ أنقرة جاهرت منذ وقت طويل بعزمها على شنّ عدوان جديد يستهدف الأراضي السورية، فإنّ أحداً من الأطراف المؤثّرة لم يعمل جديّاً على الحيلولة دون الوصول إلى هذه النتيجة.
وتوحي الصورة عشيّة اليوم السادس من العدوان التركي بأنّ معظم اللاعبين قد قرّروا الاكتفاء بالمتابعة في الوقت الرّاهن، فيما تبادلت أنقرة و«قوّات سوريا الديمقراطيّة» الفعل وردّ الفعل في الميدان العسكري. ولعل أبرز المؤشرات اللافتة في هذا السياق مرور جلسة مجلس الأمن الدولي حول عفرين «مرور الكرام»، فيما جرى بالتزامن تحريك ملفّ حسّاس وكفيل بخطف الضوء من «غصن الزيتون» أو تقاسمه معها على أقل تقدير وهو «الملف الكيميائي».
ويقود هذا الأمر إلى تساؤل مركزي: «هل كانت الحرب على عفرين ضرورةً لتدشين مرحلة جديدة من مراحل الحرب السوريّة؟» ومن نافلة القول إنّ «غصن الزيتون» ستشكل منعطفاً في مسار الحرب في الشمال وتترك تأثيراتٍ في الصراع على الشرق السوري أيّاً تكن النتيجة التي ستفضي إليها المعارك في نهاية المطاف. ولا يقتصر المنعطف المتوقّع على المنحى العسكري بل يُرجّح أن يتجاوزه إلى نظيره السياسي.
ومن بين التفاصيل اللافتة في هذا الإطار تبرز إشارات أرسلها المتحدث باسم الرئاسة التركيّة إبراهيم قالن أخيراً لمّح فيها إلى تحمّل إيران جزءاً من المسؤوليّة عمّا يدور في الشمال. وقال في تصريحات أدلى بها لقناة «سي إن إن» الناطقة بالتركيّة إنّ «إيران تنظر إلى مناطق نفوذ (الرئيس بشار) الأسد غربي سوريا على أنها مناطق نفوذ لها لذلك فإن الغرب أراد استمرار وجود تنظيم «ب ي د» الإرهابي كعنصر يخلق توازناً في منطقة شرق الفرات».
ولا يُستبعد أن يكون التصريح المذكور مقدّمة لتناغمٍ تركي مع واشنطن في شأن النفوذ الإيراني في سوريا وهو مسألة يحظى التصدي لها بأولوية أميركيّة كبرى. وفي ما بدا ردّاً إيرانيّاً انتقد مسؤول عسكري إيراني رفيع العدوان التركي على عفرين. ونقلت وكالة «إرنا» عن المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء سيد رحيم صفوي قوله إن «النظام التركي يسير وفق استراتيجيات يرسمها الأميركيون في ما يتعلق بسياسته في سوريا».
وفي الوقت نفسه توحي المواقف الصادرة عن «قياديين أكراد» فاعلين بأنّ العمليّة التركيّة قد خلقت فجوةً مرشّحة للاتساع بين «الجهات الكردية السوريّة» وموسكو. وتعزّزت أخيراً في أوساط الأكراد السوريين فكرةٌ مفادُها أنّ «موسكو متواطئة مع العدوان التركي» في مقابل الاقتناع بأنّ «دمشق تعارض العدوان فعلياً لكنّ الموقف الروسي يُقيّدها».
ويُعلق «المستشار الإعلامي لوحدات حماية الشعب» ريزان حدّو بالقول إنّ «اهتمام أبناء عفرين منصرفٌ في الدرجة الأولى إلى مواقف الحكومة السوريّة». ويقول حدو إنّ «أبناء عفرين هم مواطنون سوريون والطبيعي أن ينصبّ تركيزهم على موقف دمشق». يؤكد حدو اقتناعه بأنّ «لعفرين خصوصية في وجدان السوريين بمختلف انتماءاتهم فقد احتضنت عفرين المدنيين النازحين إليها من مختلف المناطق ومن دون النظر إلى انتماءاتهم ومواقفهم.
وفي الوقت نفسه رفضت أن تكون شريكاً في حصار جيرانها وكانت جسراً للجنود السوريين المنسحبين من مطار منغ العسكري إبّان الحملة الإرهابية عليه». نسأل «المستشار الإعلامي» عمّا ينتظرونه من دمشق فيجيب: «أن تكون ظهيراً للمقاومة التي يخوضها أبناء عفرين ضد الاحتلال التركي كما كانت ظهيراً للمقاومة اللبنانيّة ضدّ إسرائيل فلا يوجد فرق بين محتل ومحتل وعفرين أرض سوريّة».
أما في المنحى العسكري فلم تفضِ المعارك حتى الآن إلى تحوّل بارز في موازين القوى ولا يُتوقّع لها أن تفعل ذلك سريعاً. وتبادلَ طرفا المعركة الغلبة البريّة في نقاط مختلفة حقّقت فيها القوّات المُهاجمة بعض التقدّم قبل أن تتراجع بفعل عمليّات مضادّة.
وتوضح مصادر ميدانيّة مواكبة لمسارات المعارك أنّ القوّات التركيّة اعتمدت في خلال الهجمات البريّة تكتيك «هجوم الموجات»، بحيث تُقصَف المناطق المستهدفة قصفاً مكثّفاً يُجبر المُدافعين على التّراجع، ليُتبع القصف بهجوم برّي في شكل موجات متلاحقة. ووفقاً للمصادر، فقد لوحظ أنّ «المجموعات المتقدّمة الأولى قوامُها مسلّحو المجموعات السوريّة ذات المكوّن العربي، أما الموجة الثانية فتعتمد على مقاتلي الألوية التركمانيّة والثالثة مشاة الجيش التركي».
كذلك عملت القوات التركيّة في خلال اليومين الماضيين على زيادة عدد محاور الهجمات وتوسيع نطاقها، بغية الإفادة من التفوّق العددي وتشتيت جهود القوّات المُدافِعة. وفي المقابل، يبدو أن القوّات المُدافعة قد اعتمدت حتى الآن تكتيكاً يزاوج بين الدفاع التقليدي، وكمائن حرب العصابات.
ويُفضّل مصدر كردي سوري استخدام تسمية «أسلوب الحرب الثوريّة». يؤكّد المصدر أنّ «الكمائن التي نُصبَت للقوات المعتدية قد ألحقت بها خسائر موجِعة على معظم المحاور، ولا سيّما في دير سمعان». ويضيف: «هناك رد فعل جنوني تمثّل بقصف متوحّش طاول المناطق المدنيّة ومنظومات الإسعاف وهذا شيء غير مُستغرب عن الجيش التركي». ويؤكد مصدر إغاثي في عفرين أنّ «القصف لم يتسثنِ حتى سيّارات الهلال الأحمر وكأنها محاولة لتعويض الفشل التركي بقصف المدنيين».
وبدوره يعلّق ريزان حدو على هذا الجانب بالقول إنّ «ما لا يدركه التركي أنّ هذه الوحشيّة لن تؤثّر بعزيمة سكان عفرين الكلّ هنا واثقٌ بالانتصار في نهاية المطاف، خاصّة مع شعورهم بتخلي الجميع عنهم. نحنُ نعدُ كلّ السوريين بالانتصار وهذا وعد حق».
قفزت منبج إلى واجهة الاهتمام الإعلامي أمس، في ظل التأكيدات التركية بأن العملية لن تستثني المنطقة التي تعد ثاني معاقل «قوات سوريا الديمقراطية» غرب الفرات. وفي وقت متأخر تناقلت وسائل إعلام معارضة أنباء عن «إخلاء قسد مقارها في مدينة منبج» الأمر الذي نفاه الناطق باسم «المجلس العسكري لمنبج» شرفان درويش وقال إن «الكلام عن إفراغ المقارّ غير صحيح هناك حركة روتينية تتعلق بتبديل بعض المواقع وإعادة انتشار في بعضها وهذه حركة روتينية تجري بين وقت وآخر، خاصة في ظروف الاستنفار الحربي وهذا شأن عسكري بحت».
شرفان أكد أن «أنقرة لم تتوقف عن تهديد منبج ولا نستبعد أن يحاول الجيش التركي شن عدوان ضدها ظناً منه أن منبج قد تكون أسهل في ظل التخبط الذي يعيشه في معارك عفرين». وأضاف أن «قواتنا منتشرة على طول الجبهة وقد قمنا بتعزيزها وهي مستعدة تماماً لصد أي عدوان. القوات التي انتصرت في الرقة ودير الزور وكوباني (عين العرب) ستنتصر أيضاً في عفرين ومنبج».
درويش أشار أيضاً إلى أن «التنسيق والتعاون المستمر بيننا وبين قوات التحالف الدولي وهي موجودة في منبج ودورياتها مستمرة» وأظهر ثقة باستمرار التعاون بين الطرفين «لأننا حررنا منبج معاً من الإرهاب وتعاوننا وثيق».
سيناريوهات الحسم في عفرين .. من يُنهي المعركة وكيف ستنتهي؟!
الجميع يعلم كيف بدأت العملية العسكرية التركية "غصن الزيتون" في مدينة عفرين السورية قبل خمسة أيام ولكن لا أحد يعرف كيف يمكن أن تنتهي نظرا لتعقيدات المرحلة وخطورة الظرف هناك، الجميع يراقب وينتظر إلى ماذا ستؤول الأمور هناك وكيف يمكن أن يستفاد من هذه المعركة لصالحه.
تركيا كانت تعتقد أن أياما قليلة ستحسم لها المعركة هناك وتنفذها في إطار "عملية جراحية" قصيرة وسريعة كما جاء على لسان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قبل أيام لكن المعركة لم تأخذ هذا المنحى وبدأت تتعقد اكثر خاصة وان الأكراد يستشرسون في الدفاع عن مدينتهم البالغ عدد سكانها "800 ألف" نسمة معلنين يوم الثلاثاء الماضي حالة "النفير العام" دفاعا عن عفرين وقالت الإدارة الذاتية الكردية في الشمال السوري في بيان لها: "نعلن النفير العام وندعو كل أبناء شعبنا الأبي الى الدفاع عن عفرين وكرامتها".
والظاهر حتى الآن وبالرغم من أن اردوغان صرح قبل قليل بأن "عملية غصن الزيتون متواصلة بنجاح والقوات التركية وفصائل الجيش الحر يسيطرون على عفرين خطوة تلو خطوة" إلا أن الوقائع على الأرض لا تعكس ذلك مئة في المئة وإن كان هناك تقدم فعلي على الأرض إلا أن المحللين العسكريين يستبعدون السيطرة التركية على عفرين.
وتقول الأرقام القادمة من هناك بالرغم من تضاربها بأن الطرفين يتكبدان حاليا خسائر بشرية وعسكرية، فقد أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مقتل 53 جنديا تركيا وجرح 38 آخرين خلال تصديها للهجمات التي شنتها القوات التركية يوم الاثنين الفائت على مدينتي عفرين والشهباء شمال غربي سوريا في إطار عملية "غصن الزيتون". في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن بارتفاع أعداد الضحايا جراء القصف التركي على منطقة "عفرين" بشمال سوريا إلى 78 قتيلا".
وللوقوف أكثر حول مستجدات الأوضاع هناك ومعرفة سيناريوهات الحسم في عفرين لابد من الإشارة إلى النقاط التالية:
أولاً: لمعركة عفرين أبعاد سياسية قد يستفيد منها التركي والأمريكي على حد سواء فالتركي يريد القيام بعمليات محدودة في أطراف عفرين من خلال الاستيلاء على عدة قرى للضغط على الأمريكي الذي ضحى بحلفائه لأسباب نذكرها بعد هذه النقطة حيث أن التركي حاليا يريد الحصول على تنازلات من واشنطن من أجل السيطرة على المناطق التي تقع تحت سيطرة الـ"PYD" حاليا وإبعاد خطر الجماعات الكردية عن تركيا كما تدعي الأخيرة لحماية أمنها القومي وهذا ما اعتبرته واشنطن مخاوف مشروعة لتركيا بحسب وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس.
أما الفائدة الأمريكية فتكمن في استخدام الأكراد كورقة والتضحية بهم لصالح دخول واشنطن في المفاوضات القادمة بشأن سوريا خاصة بعد ان تم استبعادها من مؤتمر سوتشي الأخير والذي عقد في روسيا وبالتالي تريد أمريكا إعادة نفسها إلى المشهد السياسي السوري بقوّة بعد أن تم تجاهلها في استانا وسوتشي هذه العودة ستكون عبر البوابة التركيّة، فضلاً عن العودة السياسية عبر الأكراد.
ثانياً: إبعاد قوات "pyd" عن جنوب عفرين المتصل مع ادلب "التي لاتزال تسيطر عليها المعارضة المسلحة المدعومة تركياً" سيصب في صالح تركيا خاصة بعد تقدم الجيش السوري وحلفاءه في محيط محافظة ادلب وبالتالي قد تكسب معركة عفرين الأتراك ورقة رابحة يتم استخدامها في المفاوضات القادمة مع إيران وروسيا وسوريا.
ثالثاً: أن تسيطر تركيا على كامل عفرين "2% من مساحة سوريا" هذا أمر أبعد ما يكون عن العقل نظرا لتعداد سكانها وشراسة مقاتليها فضلاً عن تضاريسها الجبلية المرتفعة، وتركيا حاليا تقاتل فقط بكتيبتين وعدة آلاف من مقاتلي الجيش الحر.
وحاليا يواصل الجيش التركي إرسال المزيد من القوات الخاصة والآليات والدبابات إلى جبهات القتال في منطقة عفرين في حين تواصل المدفعية الثقيلة والمقاتلات التركية قصف مواقع وحدات حماية الشعب الكردية إلى جانب فتح ممرات آمنة لاستقدام قوات إضافية تمهيدا لتنفيذ مراحل متقدمة من عملية غصن الزيتون.
ولكن وبالرغم من هذا من الصعب جدا أن تتمكن تركيا من حسم معركة عفرين، وقد تصب نتائجها في الإطار السياسي اكثر منه العسكري.
حاليا تضغط تركيا بكل ما أوتيت من عزم لتحقيق اعلى سقف ممكن من المكاسب السياسية ورفعت سقف التهديد مؤخرا للضغط اكثر على واشنطن حيث قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو "إن أنقرة لا تسعى للمواجهة مع أحد في سوريا لكنها لن تتراجع عن محاربة الإرهابيين منوها بإمكانية شن عمليات جديدة خارج عفرين".
وأضاف اوغلو "الإرهابيون في منبج يطلقون دوما نيراناً استفزازية.. إذا لم توقف الولايات المتحدة هذا فسنوقفه نحن وتابع "مستقبل علاقاتنا يعتمد على الخطوة التالية التي ستتخذها الولايات المتحدة".
في الختام؛ ربما تقلب تركيا الطاولة على الأمريكي كما فعلت مع روسيا لتحقيق مصلحة آنية إلا أنها قد تعيد العلاقات بعد فترة إلى دفئها مع واشنطن كما فعلت مع روسيا بالسابق تركيا لاعب جيد في السياسة لكنها قد تُخطئ في حال ظنت أن المعركة في عفرين نزهة يمكنها حسمها متى ارادت ذلك.
عدوان تركي هو الأول من نوعه على مدينة منبج السورية
الي ذلك قصف الطيران الحربي التركي مساء الخميس مدينة منبج السورية التي تسيطر عليها الفصائل الكردية
وأكد نشطاء سوريون في مواقع التواصل الاجتماعي أن القصف التركي طال مواقع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في محيط قرية أم جلود في ريف منبج الغربي دون ذكر الأضرار الذي ألحقتها الغارات على الأرض وغياب أي تعليق رسمي على الخبر.
وجاء ذلك بعد ساعات من اتصال هاتفي بين أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب حيث حذر البيت الأبيض أنقرة من أن تصعيد التوتر في شمال سوريا قد يهدد باشتباك بين واشنطن وأنقرة علما بأن القوات الأمريكية تتخذ من منبج إحدى قواعدها في سوريا.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلت الخميس عن "مسؤول أمريكي رفيع" قوله إن واشنطن أبلغت تركيا بأن "أيّ هجوم على مدينة منبج السورية غير مقبول وستكون له تداعيات"، والرئيس الأمريكي يدعو نظيره التركي إلى تجنّب المواجهة مع القوات الأمريكية.
وبحسب الصحيفة قال المسؤول الأمريكي أيضا أن بلاده حذرت "حلفاءها" الأكرد من أنهم قد يخسرون الدعم الأمريكي في حال قاتلوا تركيا مؤكّداً أن أمريكا ستأخذ الأمر بجدية إذا كان الأكرد يستخدمون الأسلحة التي زودتهم بها واشنطن لأي أمر آخر غير قتال داعش.
من الجدير ذكره أن تركيا بدأت السبت الماضي عملية عسكرية اسمتها "غصن الزيتون" تقول انها تستهدف مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين في شمال محافظة حلب .
الإدارة الذاتية بعفرين تدعو الجيش العربي السوري لحماية المدينة من العدوان التركي
أكدت الإدارة الذاتية الديمقراطية في "مقاطعة عفرين" أن عفرين جزء لا يتجزأ من سوريا داعية الدولة السورية للقيام بـ "واجباتها السيادية" تجاه المدينة وحماية حدودها مع تركيا.
وجاء في بيان صادر عن الإدارة "إننا في الإدارة الذاتية بمقاطعة عفرين نؤكد مرة أخرى بأن منطقة عفرين هي جزء لا يتجزأ من سوريا وأن قواتنا وحدات حماية الشعب تقوم بواجبها الوطني منذ 6 سنوات بحماية المنطقة ضد هجمات تنظيم داعش الإرهابي وغيرها من المجموعات الإرهابية من القاعدة وغيرها المتواجدة على الأرض السورية وتساهم في حماية وحدة أراضي سوريا ومؤسساتها الوطنية".
وأضاف البيان "الآن يتعرض هذا الجزء من سوريا إلى عدوان غاشم خارجي من قبل الدولة التركية، الأمر الذي يهدد وحدة أراضي سوريا وأمن وحياة المواطنين المدنيين الذين يقيمون في منطقة عفرين"وبحسب البيان فإنّ هدف العدوان هو اقتطاع المزيد من الأراضي السورية من خلال احتلال منطقة عفرين.
وفي السياق عينه أكدت الإدارة الذاتية الديمقراطية "سنستمر في الدفاع عن منطقة عفرين أمام الهجمات الخارجية وسنتصدى لمحاولات الاحتلال التركي لعفرين"كما دعت الإدارة الدولةَ السوريةَ للقيام بـ "واجباتها السيادية" تجاه عفرين وحماية حدودها مع تركيا من "هجمات المحتل التركي حيث لم تقم بواجبها حتى الآن على الرغم من الإعلان عنه بشكل رسمي ونشر قواتها المسلحة السورية لتأمين حدود منطقة عفرين".
وكان مصدر كردي قال أمس الأربعاء إنّ الكرد يرحبون بدخول الجيش العربي السوري إلى كل منطقة عفرين ضمن الاتفاق مع الحكومة السورية.
وأكد المصدر أن الكرد حملوا السلاح "دفاعاً عن النفس ولم يعلنوا العداء للنظام السوري" وشدد على أن الكرد "لا يسعون إلى إنشاء دويلة في سوريا بل هم جزء من النسيج الوطني السوري".
ووفقاً للمصدر الكردي فإنّ المطالب مقابل دخول الجيش العربي السوري إلى عفرين أن يكون الكرد "جزءاً من العملية السياسية" أما فيما يخص سلاح وحدات الحماية الكردية فأكد أنه "سيعود للدولة السورية وهو لها بالأصل".
اجتماعات «فيينا 1» تنطلق اليوم
وفي سياق متصل تنطلق اليوم اجتماعات جولة جديدة من المحادثات السورية في العاصمة النمساوية فيينا التي يفترض أن يقتصر جدول أعمالها على يومين فقط. الجولة يحضرها وفق المعلن الطرفان السوريان الحكومي والمعارض وينتظر أن يبحثا خلالها قضايا تندرج ضمن «سلّة الدستور». وتأتي أهمية هذه الجولة من كونها تعد مرحلة وسيطة قد تمهّد لمشاركة معارضة في مؤتمر «الحوار الوطني» في سوتشي خاصة بعدما عقدت «هيئة التفاوض» المعارضة لقاءات مع كبار المسؤولين الروسي في موسكو وزارت تركيا أمس للتنسيق معها في مسألة الحضور في «سوتشي» من عدمه.
ومن جانب الأمم المتحدة أعرب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا عن «تفاؤل» بجولة المحادثات الحالية إذ قال رداً على سؤال صحافي عن توقعاته بشأن الاجتماعات: «بالطبع أنا متفائل لأنه لا يسعني أن أكون غير ذلك في مثل هذه اللحظات» مضيفاً أن المرحلة الحالية في مسار المحادثات «حرجة جداً جداً». وانعكست حساسية الجولة الحالية أيضاً على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي أشار قبل تصريح دي ميستورا إلى أنه «ليس هناك اليوم أفق لحل سياسي سوى الاجتماع... في فيينا بمشاركة جميع الأفرقاء الفاعلين وحيث آمل أن تُوضَع خطة للسلام» معتبراً أن محادثات فيينا ستشكل «الفرصة الأخيرة» لإيجاد حل سياسي.
وبدوره علّق المتحدث باسم «الهيئة» المعارضة يحيى العريضي على كلام دي ميستورا بالقول إن «المفاوضات تمرّ بفترة حرجة... وأحد ملامح ذلك أن هذه الجولة تعقد ليومين. ويومين حاسمين». وأضاف: «هناك استحقاق تسعى موسكو إلى القيام به ولا أعتقد أن سوتشي يمكن أن يصادر جنيف إذا كان هناك بحث حقيقي عن حل... وبحسب كلام الروس فإن أي أمر إيجابي يصدر من سوتشي يجب أن يصب في جنيف وإلا فسيكون مفرغاً من مضمونه».
وفي سياق الحديث عن سوتشي قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو استعدادات بلاده لاستضافة «مؤتمر سوتشي» يومي التاسع والعشرين والثلاثين من كانون الثاني الجاري. وقالت الوزارة إن الوزيرين ناقشا «خطوات مشتركة إضافية».
وبالتوازي ناقش لافروف مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون تطورات الوضع السوري وفق ما أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نورت. وجاء الاتصال في وقت اتهم فيه الكرملين واشنطن بالسعي إلى عرقلة الجهود الدولية للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وذلك بعد تحميل واشنطن لموسكو المسؤولية عن هجمات كيميائية يفترض أنها وقعت في سوريا. ومن جانبها أدانت دمشق كامل الادعاءات الأميركية والفرنسية حول استخدام أسلحة كيميائية من قبل الجيش العربي السوري مؤكدة أنها أبدت كل التعاون لإجراء «تحقيق نزيه وموضوعي ومهني» في هذه المسألة.
المزيد في هذا القسم:
- مطالبات للأمم المتحدة بتعليق عضوية السعودية في مجلس حقوق الإنسان المرصاد نت - رويترز طلبت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش من الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء تعليق عضوية السعودية في مجلس حقوق الإنسان التاب...
- جبهة النصرة الإرهابية تحصل علي مئة صاروخ مضاد للطائرات خلال الهدنة! المرصاد نت - روسيا اليوم مئة صاروخ مضاد للدبابات والطائرات وأعداد غير محددة من الدبابات حصل عليها تنظيم جبهة النصرة الارهابي خلال الأشهر الثلاثة الماضية أي خلا...
- ليبيا : غسان سلامة تحت نيران «الوفاق»وحفتر يجهز لهجوم وشيك على طرابلس! المرصاد نت - متابعات منذ توليه مهمة رئاسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا منتصف عام 2017م اتُّهم غسان سلامة عدة مرات بالانحياز إلى أحد طرفي الصراع. وتزايدت الاتها...
- عام ترامبي .. ساخن أم ساخر؟ المرصاد نت - متابعات بالتزامن مع مرور عام على انتخاب دونالد ترامب لمنصب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الامريكية بعد فوزه على مرشحة الحزب الديمقراطي...
- 30 شهيداً في ثلاثة انفجارات إرهابية وسط مقديشو الصومالية المرصاد نت - متابعات ارتفعت حصيلة شهداء التفجيرات الإرهابية الثلاثة في العاصمة مقديشو اليوم الجمعة إلى 30 شهيداً. مصدر أمني تحدث عن دوي انفجارات في العاصمة و...
- كوريا الشمالية: المحادثات النووية مع أميركا فشلت! المرصاد نت - متابعات أعلن كبير مفاوضي كوريا الشمالية فشل المحادثات النووية بين بلاده والولايات المتحدة في السويد. وأضاف أن المفاوضات لم تفِ بتوقعات بيونغ يان...
- داعش يتبنّى الهجوم على المستشفى العسكري في كابول المرصاد نت - متابعات أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف صباح اليوم أكبر مستشفى عسكري في أفغانستان فيما أكد المتحدث باسم الداخلية...
- قمة «الحزام والطريق» بالصين الأحد المقبل بمشاركة 70 دولة المرصاد نت - متابعات تُعقد في العاصمة الصينية بكين بعد غداً الأحد قمة "الحزام والطريق" التي تأتي في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي والإقليمي العديد من التحديا...
- دول عديمة الشخصية؛ هل ينفع هروبها من استغلال سادتها لها؟! المرصاد نت - متابعات ثلاثاء حامٍ بامتياز برزت فيه ثلاثة مواقف من قبل ثلاث دول مؤثرة في أزمات الشرق الأوسط تمثلت هذه الدول بـ "أمريكا، السعودية وإيران" الأو...
- «حماس» تعيد الدفة إلى طهران... ودمشق المرصاد نت - متابعات بدأت آثار انتخاب القيادة الجديدة لرئاسة المكتب السياسي لـ«حماس» تنعكس على خياراتها الاستراتيجية فبعد توتر العلاقات مع طهران ع...