المرصاد نت
انما تكتسب الاشياء قيمتها من ثباتها بوجه عوامل التأثير والتغيير كالذهب الذي لايمكن ان يتخلى عن لونه وبريقه عبر العصور وحين تتدخل النار في اجباره على الذوبان فان التغيير الذي يمكن ان يطرأ عليه هو انه يصبح اكثر نقاءا ويتخذ شكلا احدث وهو الحال نفسه مع كل الاشياء الثمينة والنفيسة والقوية والرفيعة تجمعها خاصية واحدة وهي الثبات .
اجزم ان ثمة من سيتحسس البطحا على راسه بمجرد ان يقرأ هذه المقدمة خاصة ممن يعرفون جيدا معدنهم الذي يصدأ حين تهب نسمة رغم عمليات التلميع المكثفة والمتعوب عليها طوال الوقت .
المهزومون في داخلهم، يستسلمون للهزيمة قبل ان تبدأ المعركة ويصنعون المسوغات للقفز من حضن الى حضن ويبيعون ذواتهم للآخر ليتسلى بالدوس عليها وهم يصفقون ويغيرون جلودهم ووجوههم بحسب ما تقتضيه امزجة المشترين في سوق الخيانة والعمالة .
لا اعتقد ان احدا منكم سيحتار او يتساءل عن المقصودين ، فمستوى التعري الذي وصلوا اليه لم يعد يترك للغموض والحيرة اي دور في مسرحية الواقع الممجوجة التي عمد مخرجها الى اسقاط كل الاقنعة وتعرية كل سوأة وكشف كل مستور .
لقد هيجت الذكرى السابعة لثورة فبراير 2011م هذه الشجون وأعتقد انها فرصة لنسلط الضوء على المتلونين البياعين الساقطين في الوعي والمكشوفين في الذهنية الشعبية والمطرودين من التاريخ .
كانوا يلعبون دور المعارضة ويحملون شعارات الحرية والديموقراطية والعدالة والاشتراكية والناصرية بوجه النظام الفاسد والمجرم ويتبون حراكا جنوبيا ضد قادة وسلطة حرب 1994م صدقناهم ..
ثم ركبوا على حماس الثوار في 11 فبراير 2011م لاسقاط النظام ومراكز القوى التي يتكئ عليها والوصاية التي تدعم قوى النظام والتدخلات الخارجية التي تضعف اليمن وتعيق نهضته الاقتصادية والعسكرية وحرية قراره السياسي وصدقناهم .
قفز نصف النظام ونصف تلك القوى الى ساحة الثورة ممثلة في علي محسن الاحمر وحزب الاصلاح وعتاولة القوى النافذة في النظام ليركبوا على موجة الثورة ، فقفز ألئك الذين الذين كنا نظنهم ثوارا من قادة المعارضة من حضن الثوار الشباب الى حضن علي محسن والاصلاح وصفقوا لهم ، وبصراحة لم اعذرهم وان عذرهم البعض ممن قالوا قد يكون في ذلك خير .
لم تمر الا اشهر حتى قفزوا من حضن الساحة التي على راس شعاراتها اسقاط الوصاية الى حضن الوصاية الخارجية التي اشترتهم ليوقعوا مبادرة خليجية لتقاسم السلطة مع عفاش وعلي محسن والاصلاح ورضيوا بفتات الحقائب وباعوا الثورة، فقال قائل كانت ضرورة لحقن الدماء فانتظرناهم .
ذابوا مع الايام في لعبة بيع الثورة وتدمير الجيش وتمزيق النسيج الاجتماعي وتقسيم الوطن ورهن القرار للخارج بشكل كلي وانتقلوا من حليف للشعب والثوار الى اعداء لمن تبقى من الثوار في الساحات وقفزوا من مربع الحرص على الدماء الى مربع التصفيق لمن يقتل الشعب في شوارع صنعاء ويشعل الحروب والفتن في صعدة ويقطع الطرقات في عمران وحجة ، فقال قائل ربما مجبرون وينتظرون ان يتحرروا من ضغوطات الخارج والداخل فأمهلناهم .
وحين نجحت ثورة 21 سبتمبر التي قادها شرفاء الشعب والثابتون على مبدأ الثورة وشعارات الحرية والاستقلال واسقاط الوصاية قفز المتلونون المهزومون من مربع الثورة كليا الى مربع العدوان على اليمن ومن مربع الاستقلال الى مربع الوصاية ومن مربع الاشتراكية الى مربع الوهابية ومن مربع القضية الجنوبية الى مربع تسليم الجنوب للاحتلال ومن مربع الحرص على حقن الدماء الى مربع التبرير لقتل الشعب بالطيران وتدمير الوطن بكله على رؤوس ابنائه بحجة ان ثوار 21 سبتمبر تحالفوا مع حزب المؤتمر ورئيسه عفاش اعداء الشعب وقادة حرب 94م وغرماء الثورة .
كان يبدو ان قبول هؤلاء اصحاب المعادن الرخيصة بكل ذلك السقوط هو منتهى ما يمكن ان يدهشنا لكن لم يكن احد يتوقع ان تنصهر كل تلك النفايات ( الاشتراكي – الناصري – الاصلاح – القاعدة – داعش – عفاش – الحراك – الاحتلال السعودي – الاحتلال الاماراتي .... الخ ) في بوتقة واحدة ليتشكل كوكتيل من العهر والاجرام بوجه الشعب الثائر الثابت على مبدأ الثورة واهدافها .
وربما تأتي الذكرى القادمة لثورة فبراير وقد ظهر أولئك المتقلبون المتلونون الغثاء في صورة جديدة وفي مربع جديد وان شاء الله تكون صورة رمادهم لا أكثر .
وسينتصر الثابتون الصادقون باذن الله .
كتب : علي احمد جاحز
المزيد في هذا القسم:
- عندما ترقص بعير الصحراء " الروك اندرول " من له أعين فليبصر يبدو أن السعوديين لم يروا ما اّل إليه مصير مواطنهم أسامة بن لادن .. فإنتهت حياته وجسده طعاما ً للأسماك في بحر ٍ مجهول على الرغم من كل ما قدمه , وبعدم...
- من المستفيد من صراع الطوائف الدينية ! بقلم : علي حسين علي حميدالدين . المرصاد نت تبقى دول أوربا هي المستفيد الأول من الصراعات المذهبية في الشرق الأوسط كما أنها تغذي إستمرار النزاعات بتقاعسها عن إيجاد الحلول الانسانية للضعفا...
- الحرب النفسية وسبل مواجهتها ! بقلم: د. علي حسن الخولاني المرصاد نت عندما تكون الجبهة الداخلية هشة وضعيفة يسهل على العدو اختراقها، وكلما كانت قوية ومتماسكة كلما عجز العدو وكل أساطيل العالم في اختراقها وهذا هو الأمر ...
- اصمدوا قليلاً وسيتراجع نظام آل سعود بعيداً عن المناكفات السياسية... أصدقائي أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين فرع اليمن "التجمع اليمني للإصلاح" لا داعي لنشر بيان منسوب إلى مصدر مسؤول –مصدر مكذوب- في ...
- اردوغان ولعنة الاسد ! بقلم : جورج عبيد المرصاد نت ليس واضحا بعد، أنّ فتح الله غولن هو من قاد الانقلاب الفاشل في تركيا، وقد أدان الرجل الفعل وما نتج عنه من تداعيات. وسواء جاءت الإدانة غلافًا أو ك...
- فضيحة جديدة للأمم المتحدة ! بقلم : علي ظافر المرصاد نت بان كي مون يحاول إخراج الأمم المتحدة من فضيحتها المدوية بعد سحبها السعودية من القائمة السوداء لانتهاكات حقوق الإنسان وقتل الأطفال في اليمن، لكن...
- أبناء جلدتك ؟! بقلم : أزال الجاوي المرصاد نت شذوذ تلك العبارة تجذبك لها بشدة وهي كثيراً مايرددها بعض أخواننا " الانفصاليين " وتجعلك تشعر انك من جنس "أري" نقي ذو بشرة بيضاء وعيون زرق وان اخوانن...
- كيف سيستقبل بن سلمان أمير قطر في مطار الرياض؟ المرصاد نت كيف سيستقبل بن سلمان أمير قطر في مطار الرياض؟ كتب: أ .عبدالباسط الحبيشي* من الشروط المطروحة لتشارك قطر في قمة التصالح الخليجية المزمع انعقادها في...
- غني يا انشـــراح وارقصي ياصبوحة كتب: منير الماوري 1-محافظ لحج السابق ناصر الخبجي يشتري عماره خمسه إدوار في مصر في الشيخ زايد ب عشره مليون جنيه مصري 2- محافظ تعز السابق...
- الحوار البيزنطي يلد فأراً ! بقلم :يوسف الفيشي ابومالك المرصاد نتوأخيراً حوار البيضة والدجاجة وصل إلى النتيجة التي توقعناها قبل ثلاثة أشهر في موضوع سابق ونحن الآن على مسافة أيام من فشل الحوار البيزنطي الذي تمخض ف...