المرصاد نت
عندما يزيد الظُّلم عن حده .. لابد من الكشف عنما هو ضده. وللحقيقة وجه آخر لابد من معرفتها إذا أردنا الإنعتاق مما نحن فيه من كوارث.
كذبة التدخل الإيراني ٢
مقدمة لابد منها:
عندما نستوعب بأن الشعارات التي ترفعها قيادات الجماعات والأحزاب الدينية والسياسة وحتى الأنظمة لا سيما في منطقة ما تعارف عليه بالعالم الثالث بأنها لا تُمثل حقيقة ماتطرحه هذه الشعارات ولو بنسبة صفرية، نكون قد اقتربنا نحو معرفة الحقيقة. وبمعرفة مُجردة فقط لطبيعة وحقيقة وعُمق وَخُبث وإستبطان وأستغباء المؤامرة علينا وقُمنا بتحرير عقولنا فقط لَما كُنا بحاجة الى جيوش جرارة او مليشيات فتاكة او معارك دموية وقتّالة او صواريخ بلاستيكية، لأن طاقة العقل البشرية عندما يتم تفعيلها نحو الوجهه الصحيحة يصبح العقل الإنساني أقوى من كل الصواريخ والمفاعلات النووية في العالم ولذا مَيَّز الله الإنسان بالعقل، لأن مهمته إستنباط المعرفة والحقيقة والهّدي بهما، وعندما يُدرك العقل الجمعي للحقيقة والإعتراف بها مهما كانت قاسية وظالمة، فمن الصعب مغالطة الشعوب بالشكل والطريقة التي تتم بها المغالطة اليوم وبالتالي يصبح من الصعب سَوقِها كالقطعان الى مقاصل النشوة العاطفية، وعلى سبيل المثال وليس الحصر فقد رفعنا في اليمن شعار الجمهورية سواء على مستوى الشطرين - قبل إعادة الوحدة (الشعار) أيضاً - او بعدها منذُ قيام ثورة ٢٦ سبتمبر وحتى الآن، لكننا أبداً طيلة كل هذه الفترة الطويلة على مدى ستة عقود لم نمارس هذا الشعار ولا عام واحد، بل ولا حتى يوم واحد، ولنقس على ذلك في بقية الدول العربية، وهذا رغم انه شعار نظام بأكمله يعني شعار دولة ذات (سيادة) موجودة بشعبها وأرضها وقيادتها يتضح انه شعار كاذب فما بالُنا عندما نرفع شعار لجماعة او حزب سياسي لا سار ولا جاء ولا له اي وزن ولا قيمة على المستوى الدولي او الإقليمي او المحلي اكثر من ثمن قماش الشعار نفسه.
صحيح ان أهمية هذه الشعارات في تعبيرها عن تطلعات وطموحات ورغبات الناس ودغدغة مشاعرهم من أجل غدٍ أفضل ولهذا يتسنى لرافعي هذه الشعارات حشد الجماهير المؤمنة بالشعار البراق، لذا نجد الإستمرار في إستخدام الشعارات البراقة كطُعم ومصائد لجذب المغفلين مثلها مثل إعلانات البضائع الفاسدة، إلا أن هذا الغد المنظور لم يتحقق على مدى عقود بل قرون ولا يتحقق الا للفاسدين والعملاء فقط الذين قاموا برفع الشعار دون الجماهير التي رضيت ان تُشكل من نفسها قطعان لهؤلاء الفاسدين دون ان تتعض رغم التجارب العملية الماثلة أمامها وفي صفحات التاريخ الناطق.
الإعلام هو القائد فمن هو قائد الإعلام؟
وللدخول في الموضوع الأصلي نعيد التأكيد بأن العلاقات اليمنية/الإيرانية لم تتعدى اكثر من بعض الدعم المالي البسيط جداً لبعض اليمنيين المنتمين لشرائح دينية وحزبية وقبلية شمالاً وجنوباً ولم يكن هذا الدعم من أجل القضايا الوطنية اليمنية وذلك لسبب بسيط وهو ان الدول ليست جمعيات خيرية كما يعتقد البعض بل ان كل دولة تنتظر مقابل ما تقدمه من عطايات تافهة التي ماتزال بعضها سارية المفعول وعلى سبيل المثال تمويل قناتي المسيرة والساحات من قبل إيران وطبعاً ثمة قنوات أخرى بالمقابل تُمّول خارجياً من جهات أخرى لأحزاب أخرى مثل قنوات حزب الإصلاح وغيرها.
ورغم النُبل والتضحية التي يتميز به العاملون في هاتين القناتين من مذيعين ومبرمجين ومخرجين لدرجة انه يمكن إعتبارهما بمثابة الرافعة الحقيقية للأحاسيس والمشاعر الوطنية الفياضة فيما يتعلق بالمسيرة الثورية ومناهضة العدوان سيما قناة المسيرة إلا ان هذا هو الخطير في الأمر لأني لو سألت أحد هؤلاء العاملين فيما اذا كان يعرف فريق ما أُطلق عليه (بالإعلام الحربي) او من اين يتلقى الفيديوهات والأفلام التي يبثها على الفضائية لن نجد اي إجابة وذلك لسبب بسيط وهو انه هو نفسه لا يعرف من أين يتلقى هذه المعلومات لأن كل واحد من هولاء النبلاء يعتبر نفسه جُندي في مسيرة تحرير الوطن وعليه ان يقوم فقط بتنفيذ الأوامر والتعليمات التي تأتيه تحت شرعية التسليم الكامل للقيادة لكنه يرى أمام عينيه ان الوطن الذي يكافح من أجله يزداد إحتلالاً ونهباً وتشظياً وهو لا يستطيع ان ينبس ببنت شفه.
الدور المزدوج لقناة المسيرة
قد يكون هذا العنوان الفرعي صادم للكثيرين لكننا أمام عناوين كثيرة مُقبله ستضع الجميع أمام مسؤلياهم الوطنية بعد ان تضعهم أمام سخريات القدر إزاء الكثير من الأمور التي أعتبرها الكثير منا يوماً بمثابة مفاهيم مُطلقة لا تتزعزع لكن ستثبت لنا الأيام المقبلة بأننا أمام حالة فريدة وأستثنائية من عمليات التنويم المغناطيسي المُفعم بالمؤثرات الميتافيزيقية التي تقودنا الى الموت الزؤام بإرادتنا الحُرة لذا أستسمحكم المعذرة من عدم سرد كل التفاصيل لكل عنوان من هذه العناوين في مثل هذا الحَيز كوني لن أتمكن من ذلك في إطار هذه المساحات القصيرة من هذا المسلسل الطويل فما عليكم الا المتابعة حتى تنجلي الحقيقة مع وضع في الإعتبار ان الكلمة الصادقة نادرة جداً ولها ثمن باهض جداً يتم دفعه ولا يقدر على تحمله إلا القليل.
فضائية المسيرة هي قناة تابعة (لإتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية) الممولة من قِبل إيران التي تتبعها فضائيات عديدة وموزعة بين دول وحركات مختلفة التي تنتمي للطائفة الشيعية وتقع جميعها تحت الإشراف المباشر للحكومة الإيرانية بإستثناء قناة المسيرة.
عندما منحت إيران القناة للحوثيين والإلتزام بتمويلها كان شرطها بالمقابل هو ان تُشرف على القناة وتديرها وهذا حقها كونها الممول للقناة. لكن هذا الشرط تم رفضه بشكل قاطع من قبل الحوثيين لدرجة ان الفريق اليمني المتوجه الى بيروت تم حجزه في سوريا لمدة وصلت الى العام تم خلالها الأخذ والرد بين الحوثيين والإيرانيين بين الضغط والرفض.
الحوثيون يرفضون الإشراف الإيراني، والإيرانيون يمارسون الضغط لدرجة انه تم التهديد بإعادة الفريق الى اليمن اذا لم تتم موافقة الجماعة على الإشراف الإيراني وإلغاء مشروع القناة نهائياً الذي كان يُمثل عامل بالغ في الأهمية لتوغل الحوثيون وتمكينهم من الإنتشار والسيطرة على الرسالة الإعلامية من أجل تنفيذ الخطة التي وقعت اليمن في براثنها.
هذا الموقف الرافض المتشدد والمتصلب من قِبل القيادة الحوثية رفع في واقع الأمر من رصيدهم الوطني والنضالي أمام كل المراقبين وحتى من قِبل بعض الجهات الإيرانية نفسها. فعندما تم التهديد بإعادة الفريق وإلغاء مشروع القناة برمته لم يتحرك الحوثيون قيد أنملة بل وافقوا على إعادة الفريق والغاء المشروع على ان يتم قبول خيار التدخل الإيراني في الإشراف على القناة او إدارتها الأمر الذي جعل الإيرانيين في حيرة شديدة من أمرهم ولكن في نهاية المطاف رضخوا واستسلموا لإصرار الحوثيين على إدارة القناة بأنفسهم ودون اي تدخل فأنتقل الفريق الحوثي بعدها الى بيروت لمباشرة العمل.
لماذا كان الإصرار على رفض الإشراف الإيراني بينما تم قبول التمويل؟؟؟ للإجابة على هذا السؤال وغيره مع كشف خفايا وأسرار هامة تابعونا في المقال القادم من سلسلة (للصبر حدود)
المزيد في هذا القسم:
- الضغاطة على غرار ما قامت به وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية من مصادرة وملاحقة الدراجات النارية بحجة انها تستخدم كاداة للقتل والاغتيالات بطريقة تثير الغرابة فيما لم ت...
- العيد في اليمن غير ؟! بقلم : زيد البعوه. المرصاد نت العيد في اليمن غير فبدلاً من تأدية صلاة العيد ولأكثار من ذكر الله في أيام الله يخشى الناس من التجمع وخاصة في المحافظات القريبة من الحدود السعودية ل...
- ولد الشيخ و ذيلهِ الاعوج المائل ! بقلم : الشيخ عبدالمنان السنبلي المرصاد نت لم أكن أتصور يوماً أنني سأكون في موقف ( الكُسَعي ) ندماً على إستقالة المبعوث الأممي السابق (جمال بن عمر) إلا بعد أن رأيت خَلَفه الموريتاني (إسماعيل...
- ترامب… والبقرة الحلوب ! بقلم : د. أحمد صالح النهمي المرصاد نت بعد أن فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في السباق إلى الرئاسة الأمريكية خلافا لكل التوقعات واستطلاعات الرأي،...
- إلى زملائنا في النضال ( شِمالاً ) عدم توافر شريك (شمالي) يؤمن إن (الوحدة) علاقة بين طرفين أو أكثر يحول دول الوصول للحل العادل للقضية الجنوبية ، على اعتبار إن فلسفة ( كلنا واحد ) تدين الجرح الج...
- أنصفوا أمريكا من السعودية ! بقلم : عبدالله صبري المرصاد نت يواصل "ترامب" سياسة الابتزاز الرخيص لدولة رهنت كل أوراقها بيد العم سام حتى صدق على السعودية المثل القائل "من يهن يسهل الهوان عليه".ومنذ حملته الانت...
- حقائق صادمة في ماَلات الحرب على اليمن! المرصاد نت يمكن التوقف أمام أربع حقائق صادمة فيما آلت اليه الحرب العدوانية السعودية على اليمن حتى اللحظة الراهنة وإلى مستقبل منظور وعلى النحو التالي:- – الحق...
- حلقات مفقودة وأخرى متشابكة! المرصاد نت للمرة الثانية خلال شهر يعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة بطلب من بريطانيا لمناقشة تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة فيما كان الأمين العام للأمم المتحدة قد ا...
- عن “قلب العروبة النابض”! المرصاد نت “قلب العروبة النابض” معتل، و”الأهل” لا سيما الأغنياء بالنفط والغاز منهم مشغولون بثروتهم الهائلة من النفط او الغاز (حتى لا ننسى قطر).. أما الفقراء م...
- من حرب اليمن إلي هجمات 11 سبتمبر ... الخناق يضيق على النظام السعودي ! بقلم : عبدالباري عط... المرصاد نت التحرك الجاري حاليا في الكونغرس الامريكي لاصدار قانون يتيح ملاحقة المملكة السعودية على خلفية اتهامها بالمسؤولية عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر...