بعد متابعتي لمجريات ما سميت -زورا وبهتانا- جلسات استجواب الحكومة من قبل مجلس نواب يعاني من أزمة شرعية مزمنة تضاعفت حالتها بعد تلك الجلسات البهلوانية أدركت أن الحكومة استطاعت أن تسحب الثقة من هذا المجلس غير الشرعي وغير الممثل للشعب جملة وتفصيلا ..
لا أبالغ إن قلتُ أن الحكومة ذات العامين ونيّف هزمت البرلمان العتيق ذي العقد ونيف من السنوات التمديدية التي اكتسبها دون أن يبالي عبر صفقات سياسية مُهينة للشعب وطبخات حزبية مُفسدة لـ (القُـبة) التي يفترض أنها مقام السلطة التشريعية ، وهو مقام لا وجود له في بلادنا ..
معايير سحب الثقة تحوزها الحكومة أكثر مما يحوزها مجلس النواب ذلك لأن الحكومة منتج سياسي شديد الوضوح وتشكيلها تمّ وفقا لإرادة واختيار الأحزاب الممثلة بما يسمى (كتل برلمانية) ، وهذه الكتل تمثل أحزابها فقط وفقط ، ولا تمثيل حقيقي لها عن الشعب الذي نسي تاريخ انتخابها والذي تدعي زورا وبهتانا أنها تتحرك لتحقيق مطالبه فيما المحرك الحقيقي وغير الخفي إلا على جاهل أو مغفل هو التناقض الذي تعيشه هذه الأحزاب وحجم المصالح المتصارعة وهوامش المناورة التي أتيحت لها في ظل غياب وازع من ضمير أو رادع من جماهير أو سيف للقانون يسلط على رقاب المفسدين سياسيا قبل الفاسدين اقتصاديا والمفلسين أخلاقيا .
ألا يدرك مجلس النواب أنه محصلة فساد سياسي والفساد السياسي أس وأساس كل فساد يعاني منه البلد بمافي ذلك الفساد المالي والإداري الكبير الذي اعترف به باسندوة وهو يوميء للفساد السياسي بوصفه أصل وليس فرع فكل فساد فرع للفساد السياسي وليس العكس .
ولئن كان تفكيك المعادلة القائمة على الخطأ يقتضي الإقرار بأن نصف ثورة ١١ فبراير كان أولى وأهم مطالبها ( إسقاط النظام ) فإن من جملة تعبيرات سقوطه ( حل مجلسي النواب والشورى ) ، ووقتذاك لم تكن حكومة الوفاق موجودة قبل أن تولد من رحم مشروع الإجهاض السعودي للثورة اليمنية ، و كان إيجادها وفقا للمبادرة الخليجية سببا من جملة أسباب إنقاذ النظام المتهالك ، وتبعاً لذلك إنقاذ البرلمان غير الشرعي .
وعليه ، فإنّ الحكومة الحالية المغضوب عليها من قبل ( أشباه السيناتورات) أو هكذا يدعي (البرمائيون)– بصرف النظر عن غضب الشعب (الحقيقي)- هي من منحت الثقة لمجلس النواب وليس العكس ، وادعاء الأخير إسقاط الحكومة أو سحب الثقة عنها بلغة أكثر لياقة سياسيا بمثابة تعبير ضمني عن توجه الطلب إليها ( الحكومة ) لتسحب الثقة عن البرلمان بانقضائها ورحيلها ، وهو ما يعيدنا إلى المربع الأول مربع (الشعب يريد إسقاط النظام) ، ومما لاشك فيه أن "البرمائيين" لا يستطيعون إلى ذلك سبيلاً ..
وللسّحب بقية ...!!!
لكـزة
خرجت يوم الخميس 22 مايو 2014م مسيرة سلمية يتصدرها الأطفال بصنعاء تطالب بتحرير حديقة 21 مارس ( الفرقة المنحلة ) ، ودفاعاً عن قرار جمهوري صدر بحقها ، فإما أن يسحب الجنرال الأحمر بقايا قواته من الفرقة ، وإما أن يسحب رئيس الجمهورية قراره الرئاسي بشأنها ، وكلاهما سحب أفضل من سحب مزعوم من مجلس النواب للثقة عن الحكومة .. !
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المزيد في هذا القسم:
- عشقت ترابك يا يمن ! بقلم : عبدالغني جغمان المرصاد نت يقول على ولد زايد “عز القبيلي بلاده ولو تجرع وباها” إنه حنين الاشتياق ولوعة الفراق فمن عاش الغربة عرف قيمة الوطن فخبز الوطن خير م...
- مخزون صالح يعجبك ! بقلم : محمد أبو نايف المرصاد نت "علي محسن وهادي وبن دغر بضاعتي وهم خبزي وعجيني" الله المستعان ..!! ليش ؟!! أو حد بينكر هذا يا زعيم ؟! بضاعتك معروفة وما حد يجهلها .. فأنت لم تخبز...
- حُجرية تعز: سر اليمن المكنون! المرصاد نت (أهدي هذا المقال لكل أساتذتي من أبناء الحجرية، الذين اكتشفت على أيديهم معنى فريداً للحياة وللوطن)..... قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء ا...
- اليمن الكبير! المرصاد نت يسألني كثيرون لماذا تركت ” مشروع الانفصال” يافتحي؟.. قلت لهم الأمر ببساطة اكتشفنا ان هذا المشروع يقتضي ان تتخندق دفاعا عن قرية وتكرس جل جهدك وهمك ...
- بالمختصر المفيد.. ثورة ضد المستعمر الجديد! المرصاد نت ما تمارسه قوى الغزو والاحتلال والبغي والعدوان السعودية والإماراتية في المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرتها من جرائم وممارسات تعسفية وقمعية تصادر كافة ...
- الإصلاح والأخرين ! لم يطرح اي طرف فاعل حتى هذه اللحظة مشروع استبعاد او استئصال الاصلاح من الشراكة الوطنية في السلطة او من اي اتفاق على طبيعة سلطة ما بعد شرعية المبادرة . لك...
- وفاة الدكتور ياسين سيف الدين الشيباني في العاصمة الأردنية عمان ببالغ الحزن والأسى أنعي وفاة الدكتور ياسين سيف الدين الشيباني في العاصمة الأردنية عمان بعد مرضٍ عضال ألَم به بسبب الأمراض المتعددة التي ألَمت وحلت بوطننا العزيز...
- لقد اخترق الأوغاد كل شيء ! بقلم : أ . عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت في مثل الظروف التي وصل اليها اليمن من تردي للأوضاع وإنتشار الفساد بكل أنواعه وقطع المرتبات الذي لا يمكن ان يحصل في اي بلد إلا اذا استحكمت حلقات الط...
- جدل الإمامة، والمشيخة القبلية وقضية بناء الدولة (1-2)! المرصاد نت كتب : قادري أحمد حيدر الإهداء: إلى الصديق الأستاذ/ خالد الرويشان .إليه مثقفاً وطنياً جمهورياً.. أرتبط أسمه بالأدب وبالقصة، والثقافة، كهموم ذا...
- كيف تحيد الأقلام والنخب الوطنية ؟ بقلم : زكي حاشد المرصاد نت هناك الكثير من النخب والأقلام الوطنية في انحاء الجمهورية اليمنية تم تحييدها تماماً وأثرت الصمت في ظل غياب الرؤية لمشوع وخطاب اعلامي وطني جامع &hell...