في كثير من خطابات زعيم انصار الله وفي كل ادبياتهم السياسية ومن بينها رؤاهم التي قدمت الى الحوار وجدناهم يدعون وباستمرار الى المصالحة والشراكة المواطنية
ومع انهم لم يكونوا جزاء من المبادرة فقد شاركوا في الحوار الوطني لتاكيد موقفهم من (المصالحة والمشراكة والمواطنة) وفي سبيل تحقيقها او الوصول اليها
ورغم كل الحروب التي شنت لاستئصالهم ولاتزال تشن حتى اللحظة الا انهم لم يرفضوا احدا او يشترطوا اقصاء اي طرف سياسي من الحوار او من حق الجميع في الشراكة والمواطنة بمن فيهم تلك الاحزاب والقوى التي شاركت في الحروب ضده ودعت اليها وتر فض حتى اللحظة اشراك انصار الله وغيرهم في سلطة مابعد الحوار او في المساهمة في بناء الدولة المدنية الضامنة للجميع.
في مقابل هذا كله نجد اصواتا تحذر من خطر انصار الله وتبدو وكانها متخوفة من مشروعهم السياسي الغامض حسب تعبيراتها وفي سبيل تمرير مثل هذه الاوهام والتهويمات يعيد البعض تكرار الاسطوانة المشروخة ذاتها حول الامامة والملكية والسلاح والطائفية وغيرها من العناوين التي تقال على عواهنها ويعاد ترديدها بدون اي تمحيص او مراجعة رغم اختلاف الظروف وتبدل القضايا والاحداث والاطراف .
والسؤال هو ماذا ينبغي على انصار الله ان يعملوه حتى يطمئن هولاء من خطورة مشروعهم السياسي الخطير ؟
وهل هناك قضايا اخرى غير ما اتفق هولاء بالذات مع انصار الله ووقعوا عليها معهم في مؤتمر الحوار سواء حول قضية صعدة ومن ضمنها السلاح او حول هوية وطبيعة الدولة المدنية المراد بنائها ؟
اذا كان هناك قضايا اخرى تبدو غامضة او خطيرة في مشروع انصار الله فلماذا لا تطرح في مؤتمر الحوار بل لماذا لا تطرح الان ويطالب انصار الله بالحوار حولها وازالة غموضها او مخاطرها على الاقل حتى يحاسب انصار الله وغير انصار الله على اساسها ؟
الحقيقة ان المشكلة ليست هنا ولا علاقة لها بما يسرد من اتهامات وتهويمات حول مخاطر مشروع الحوثي والا كنا عرفنا هذه المخاطر وتعاملنا معها داخل ردهات الحوار او بعد انتهاء الحوار بمزيد من الحوار والشفافية حتى نصل فيها وحولها الى موقف مشترك يؤكد ما نطمح اليه جميعا كمواطنيين يمنيين في بناء دولة المواطنة والقانون ورفض الدولة الثيوقراطية عموما والطائفية او التمزيقية خصوصا سواء جاء مشروعها التمزيقي الصراعي من قبل الحوثي او من قبل الاصلاح وحلفائه او حتى من قبل بن عمر ووثيقته الشهيرة !
لكن هذا لا يحدث ولا احد يطالب انصار الله بالحوار خارج مؤتمر الحوار بل ان انصار الله هم من يطالبون بالمصالحة وهم من يمدون ايديهم ويبسطونها دون رد من الدرف الاخر سوى اعادة توزيع الاتهامات تارة عبر الفضائيات واخرى عبر الطائرات والصواريخ
واما ذالك كله علينا ان نذكر اصحاب الذاكرة المثقوبة ان من طرح الدولة الدينية الثويقراطية هم الاصلاح وشركائهم في المشترك وليس انصار الله والعكس تماما طرح انصار الله في رؤيتهم مدنية الدولة رافضا فكرة الدولة الدينية هذا اولا
وثانيا فان من طرح مشروع الاقلمة على اساس مناطقي وطائفي(ستة اقاليم) او هم الاصلاح والمؤتمر وان كان انصار الله والاشتراكي معنيين ايضا بتوضيح مشروعهم في الاقلمة او الفدرلة على اساس شطري او ثنائي وما اذا كانت تؤسس للانفصال ام لا !؟
ثالثا فان من يتحمل خطورة التدهور المريع في الحالة الامنية ونشوب الحروب والصراعات وتصاعد جرائم الاغتيالات السياسية والاعمال الارهابية هم الاصلاح وشركائه في الرئاسة والحكومة وليس الحوثي على الاقل لانه ليس جزء من السلطة ومسئولياتها الدستورية اصلا ولانه اكثر المتضررين من جرائم الاغتيالات السياسية والحروب الداخلية
رابعا وهو الاهم والاخطر -وهنا بيت القصيد- فان من رفض الشراكة الوطنية في سلطة ما بعد الحوار وبهدف تنفيذ مخرجات الحوار او المتفق حولها على الاقل هم الاصلاح اولا واخيرا وهم من صرحوا بوضوح انهم يرفضون اشراك انصار الله في اي هيئة تنفيذية للسلطة التاسيسية التي كان والاشراكي ولا يزالان طالبان بها حتى الان ولا زلنا نتذكر التصريح الشهير لمحمد قحطان وهو يضرب الطاولة قائلا نرفض مشاركتهم في اي هيئة تنفيذة وسنتحالف ضدهم مع المؤتمر الشعبي العام وبحجة انهم جماعة مسلحة !
والخلاصة لقد رفضوا الشراكة مع انصار الله وبقية المكونات الوطنية خارج الثنائي (القديم الجديد) ولا يزالون يرفضونها حتى اللحظة وضربوا عرض الحائط لكل ما قيل حول شركاء في الحوار شركاء في النتفيذ!
والحقيقة ان رفض الشراكة الوطنية مع مكون وطني كبير وفاعل وله حضور اجتماعي سياسي واسع ومؤثر ويمثل قطاعات واسعة من المجتمع كما هو حال انصار الله وغيرهم من المكونات المقصاة حتى اللحظة لم يكن يعني سوى شيء واحد فقط لاغير وهو انهم سيتعاملون مع هولاء بالحرب وبالتصفية السياسية والجسدية وهو الذي يحدث بالفعل ومنذ 2004م وحتى اليوم ....... التطهير والاقصاء والتصفية ورفض اي حوار او شراكة او مصالحة معه
في هذا السياق نفهم ان التخويف الغريب العجيب مما يسمى مشروع انصار الله (الامامي الطائفي) والذي يمارسه البعض اليوم وكلما وجد نفسه ومشروعه الاقصائي محاصرا بالاستحقاقات الوطنية والمصيرية لا يعني فقط الحفاظ على الوضع القائم وابقاء سيطرة القوى النافذة دون بقية اليمنين على القرار الوطني بل ويستبطن دعوة عنصرية مقيتة وفاضحة وهي رفض مكون اساسي من مكونات المجتمع من اي شراكة في السلطة والثروة الوطنية
ان من يتحدث عن عنصرية انصار الله في كتب التاريخ هو وحده من يمارس العنصرية ضدهم وبابشع صورها اليوم في كتب السياسة خصوصا وهو يرفض اي شراكة او مصالحة وطنية معهم حتى ولو كانت النتيجة هي تمزيق الوطن وادخاله في حروب وصراعات تطهيرية لا تبقي ولا تذر .
المزيد في هذا القسم:
- فرمان لعرب هذا الزمان ! بقلم : جميل أنعم المرصاد نت خلاص خلاص .. يا عرب هذا الزمان قضي الأمر الذي كنتم في تستفتيان من تل أبيب والبيت الأبيض وقصر باكنجهامإليكم جميعاً هذا القرار .. الفرمانالإسلام إ...
- العرضي والرئيس والخارج اثناء تواجدي في مسقط رأسي بالحالمة تعز هذا الاسبوع كانت العديد من الاتصالات تنهال على هاتفي للاستفسار عن حقيقة ما يدور في محيط وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء وعن ح...
- بين فكرة الانفصال ومخطط الرباعية واسرائيل لاحتلال سواحل اليمن المرصاد نت تواطأ ويتواطأ الغرب الاستعماري ومنظماته الحقوقية ووسائل اعلامه على الصمت تجاه ما يجري في جنوب السودان من جرائم تطهير وقتل بالهوية ومجاعة وماسي انسا...
- ماذا بعد الكرت الاصفر؟؟ تنظيمية الجراف تقلد تنظيمية ساحة التغيير بتوع الجماعة 2011م، وتحذوا حذوها وتقتفي اثرها، و لا غرابة فهناك من كان عضوا في تنظيمية ساحة التغيير، هو اليوم عضو في تن...
- المساواة بعد سقوط الخمري كانت المساواة في اليمن قائمة على قدمٍ و ساق و كان الناس كأسنان المشط في القدر و المقام؛ فلما سقط "عيال الأحمر" تحت أقدام "ثوار حاشد" اختلَّ ميزان المساواة في ...
- ما أسفرت عنه العاصفة ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت يبدو ان العاصفة انقشعت على واقع يختلف كليا عن ما كان يطمح ويطمع ملوك الصحراء و أمراء الغبار انقشعت ليظهر اليمن شامخا شموخ شعبه وجباله و قيعان...
- السيرة الذاتية لـ " الأباليس" لايوجد في نظري مايسمى " استقرار " مادام إبليس موجود ، فيما يلي نموذج للسيرة الذاتية لأباليس الأنس.الاسم: إبليس الإنس • تاريخ الميلاد: فترة الصقيع ال...
- قرية الصراري .... صبر ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت ان ما فعله اتباع حزب الاصلاح واتباعة اللقاء المشترك والمجموعات الوهابية الداعشية في بيت الرميمة سابقا ومايفعلونه اليوم في قرية الصراري في صبر من مج...
- مفاجأة بالستية سياسية توازي زلزال3! بقلم : زيد البعوه. المرصاد نت يبدو اننا في اليمن نعيش في هذه المرحلة الحساسة والظروف الاستثنائية مرحلة مفاجأت ليس لها حدود في مختلف الاتجاهات العسكرية والسياسية فمن زلزال3 البال...
- متى كان ال سعود رجالا ليتطاولوا على رجال الرجال ؟ بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت لم يكن ال سعود في يوم من الايام رجالا ولم يتصرفوا في يوم من الايام كرجال نشأوا وترعرعوا وعاشوا ولا زالوا في كنف وصاية الامبراطورية البريطانية...