ما حصل اليوم من هجوم ارهابي استهدف مطار سيئون بمحافظة حضرموت وما صاحبه من هجوم على مصنع التمور وارتكاب مذبحة بشعه بحق عماله هي اعمال تضع الجميع بلا استثناء امام مسئولية مباشرة في مواجهة خطر داهم لا يجب استمرار التعامل معه من الجميع وفق وتيرة التعامل الحالية .
ليس خطر الارهاب بالمستوى الذي يتصوره البعض كخطر محدود في اهداف عملياته ومجالها وزمنها وبالتالي يحدد مستوى مواجهته بالوتيرة المحدودة التي تتم حاليا , فالإرهاب في غاية الخطورة , وخطر لا محدود يكون الجميع معه افرادا وجماعات وكيانات اهدافا محتملة لعملياته , وتكون جميع مناحي الحياة سياسيا ودولة وجيشا ومجتمعا ودينيا واقتصاديا وامنا وغير ذلك هي مجال لضرباته وعرضة لتقويضه , ويمثل مرور الزمن دون استئصاله فرصة مفتوحة امام تناميه وتقوّيه وزيادة عملياته وافساده للحرث والنسل .
للعمليات الارهابية التي تقوم بها عناصر الارهاب اهدافها والتي يكون الجميع ضمن " مجموعة الاهداف " لها , ولكن ليس للمجموعات التي تنفذ هذه العمليات اي هدف حقيقي تعمل بصورة واعية لتحقيقه , و لا يمكن لهذه المجموعات الا ان تكون منطلق للشر والويلات بصورة مطلقة , ولذلك لا يمكن ان يلتقي اسلوب عمل المجموعات الارهابية مع اي مكونات اخرى ولو بصورة جزئية او نسبية او مرحلية , وكل من يحاول ان يلتقي معها او يستفيد من عملياتها او توظيفها او يغض الطرف عنها او يحرف مسار المواجهة عنها هو يرتكب خطئا في حق الوطن والمجتمع ككل وبمن في ذلك هو , فالإرهاب لا يمكن لأي كان رفع اسلوب عمله كليا او جزئيا ليلتقي مع اسلوب عمل غير الارهاب مطلقا , وكل من يتداخل معه باي صورة من الصور سيهبط هو بأسلوب عمله الى اسلوب عمل الارهاب المنبوذة , وسيصبح من يفعل ذلك ضمن منظومة الارهاب مهما تبراء من ذلك او لم يشئه .
من هذا المنطلق يجب ان يعيد الجميع تقييم مستوى الدور الذي يقومون به تجاه خطر الارهاب , سوء كانت الدولة او المجتمع او الجيش او الاحزاب او القبل او المنضمات وغيرها من الاوعية والكيانات في البلد , فالجميع يجب عليه ان ينتج دورا له في مواجهة الارهاب او ان يعيد تصميم دوره الحالي بالشكل المتناسب مع الخطورة العالية لهذه الافة .
لا يجب ان تكون مواجهة الارهاب لدى الجميع غير ذات اولوية , او مؤجله , او محل مقايضة , او مرحلية , او متقطعة , او غير مؤهلة , فضلا عن ان لا يكون هنالك دور للبعض في مواجهته , وفضلا عن ان يكون هناك دور متواطئ او مثبّط او خاذل .
مسئوليتنا الدينية والاجتماعية والوطنية والانسانية تحتم علينا جميعا بلا استثناء ان نعمل سويا بمسئولية وجدية وتضافر لنشكل حائط صد قوي امام خطر الارهاب الداهم , وجميعنا يجب ان نكون في مستوى التحدي الذي اذا فشلنا فيه لن يسلم منا احد .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المزيد في هذا القسم:
- 'فيتو الريال' السعودي يضع خارطة طريق لليمن؟ بقلم : محمد أنعم المرصاد نت تابع العالم بذهول وفزع شديد أخطر لحظات في تاريخ وحياة البشرية عندما خرج بان كي مون يعترف بخضوع المنظمة الدولية واستسلامها أمام قوة الريال السعودي.....
- نار .. من يقدر ان يطفيها ؟! رفض دعوات العصيان المدني وتهييج الشارع الجنوبي الذي دعى وسعى اليها حراك المشترك و الرئيس صالح خطوة للإمام , موقف يفترض ان يقابله الرئيس هادي عند منتصف الطريق بل...
- من صنعاء وصعدة منبع الثورة والإيمان ودآعاً عام 2016 وأهلاً بعام 2017 ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت لم يصرف إستكبار وغطرس بني سعود و(نخيطهم) في الطاولة السياسية ولا العسكرية ولا اثرت في معنويات ومبادئ صناديد واحرار اليمن. في كل مراحل الحرب الدائرة...
- " خمسة وسادسهم ربهم " ! بقلم : عبدالله العامري الدومري المرصاد نت سيراً على الأقدام متوكلين على الله واثقون بنصرة وتأييده تحرك خمسة مجاهدين فقط ومعهم سُلَّامهم وأقتحموا موقع الربعة العسكري في نجران موقع إستراتيجي ...
- الشعوب لا تقهر ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت درسٌ لم يتعلمه ( المهفوف) ولم يحسن الاستفادة من تجارب من سبقه في هذا المنحى وعلى وجه الخصوص تلك التجربه المشابهة لمغامرته المجنونة في اليمن على الرغ...
- لماذا الحساسية تجاه يوم القدس العالمي ؟ بقلم : زيد الغرسي المرصاد نت من الاهداف الحقيقية لزيارة ترامب مؤخرا الى السعودية إنهاء القضية الفلسطينية والتطبيع مع العدو الصهيوني ومن هنا تأتي اهمية يوم القدس العالمي هذا الع...
- الصراري باختصار..! بقلم : محمد قاضي المرصاد نت لماذا افتعل الدواعش أحداث الصراري في هذا الوقت تحديدا؟ هل لأنهم عرفوا اليوم بان آل الجنيد زيدية متعايشون بسلام في معقل الشافعية لقرون مضت؟ ...
- إنه اليمن صانع المعجزات ! بقلم :صالح مقبل فارع المرصاد نت #طائرتان_في أقل من 24 ساعة يعتبر هذا إنجاز كبير حققه الدفاع الجوي اليمني فلرجال القوة الصاروخية خالص شكرنا وتقديرنا. بعد ألف يوم من الصمود استطاع ...
- توقف المفاوضات ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت التنبيه والإنتقاد البناء في إطار اللياقة والأدب يعزز دائماً من قوة المفاوض اليمني ولا يضعفه بل ويبصره في أمور قد تكون غائبة عنه في زحمة التكالب ...
- إن لم تكن سوريا عربية فماذا تكون !؟ المرصاد نت نشرت صحيفة لبنانية منذ ما يزيد عن السنتين مشروع دستور لـ"سوريا" بعد الحرب يجرّد الجمهورية السورية من صفتها العربية. قيل حينذاك أن المنشورَ مُسرّبُ ...