لا تنتظروا من القدر منح اليمن "حمدي" آخر، لأن الرهان على "منقذ"، أياً كان، يُكرس حالة العجز، ولا يضمن تحويل اليمن إلى وطن، ودولة حقيقية قائمة على القانون والمواطنة المتساوية.
في الماضي، كانت الشعوب ترهن مصيرها في انتظار بطل وطني يعطف عليها، ويعمل على تحريرها من حالة الوهن والفقر. مع الوقت، تحولت البطولة الوطنية إلى مسألة شعبية تجاوزت مفهوم البطل الفرد إلى سلوك عام يعمل على إرساء الديمقراطية والحكم الرشيد، والحريات العامة والشخصية، وتوفير حماية عامة لهذه القيم.
الأبطال الوطنيون ينتهون، بالموت أو بالقتل، لهذا فالشعوب بحاجة إلى إرساء قيم لا تصبح معها ممارسة الحكم مرتهنة للقدر، وضمير القادمين إلى السلطة.. قيم تُحرر الشعوب من حالة الحنين إلى بطل من الماضي. تخلق الشعوب أبطالها عبر وعيها بذاتها وحاضرها، من خلال إرساء قيم الديمقراطية والشفافية في الحكم.
استدعاء التاريخ عبر التغني بنماذج وطنية من القادة، هو تعبير عن مأزق وطني عام يُسقط المسؤولية الوطنية والأخلاقية الفردية والعامة، ويستبدلها بالتعلق الرومانسي بحالة النموذج، التي تتحول إلى حالة من العبودية تُساهم في تغذية حالة السلبية العامة، وتكريس الارتهان والإذعان للحاضر، بكل بشاعته وتجاوزاته. هذا الأمر، يجعل مستقبل الشعوب في ماضيها، ويُحول حياتها إلى حالة مستمرة من الحنين لنماذج وطنية تجاوزها الزمن، وتجاوزتها شروط الحياة الإنسانية في الوقت الحاضر.
المزيد في هذا القسم:
- دلالات الهجوم العسكري الامريكي على اليمن ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت لم تشكل الرادرات البحرية اليمنية التي قصفت من قبل طائرات وبوارج الجيش الامريكي في ساحل الحديدة والمخاء اليوم. اي هدف رئيسي مهم للامريكا ، لانها كان...
- بين ١١ فبراير و ٤ أغسطس هناك فرق بعض الكُتاب يكتبون عن الحراك الجماهيري الشعبي اليمني في كل محافظات الجمهورية على أنه حراك حوثيا لا يتصل بالإرادة الشعبيه وهي محاوله بائسة لهولاء الكتاب ومؤشر سل...
- ﺑﺮﻛﺎﻥ 1 ﺣﻤﻢ ﺑﺮﺍﻛﻴﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ! بقلم : صدام عمير المرصاد نت ﻓﻲ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺍﻻﻭﻟﻲ ﻟﻠﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻋﻠﻦ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺑﺄﺳﻢ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻧﻬﻢ ﺩﻣﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﻧﺴﺒﺘﻪ%95 ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺧﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺴﺘﻴﻪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻪ ...
- سيكلوجية العدوان ! بقلم: إبراهيم محمد الهمداني المرصاد نت لم تدخر قوى تحالف العدوان جهداً ولم تتوانَ او تتورع عن اتخاذ أي وسيلة - مهما كان قبحها - في عدوانها على اليمن أرضا وإنسانا، وسعيها إلى تركيعه وإذلا...
- صوت قراح!! التقت رصاصتان في سماء صنعاء فصافحت إحداهما الأخرى وقالت : جئت من عرس كنت ساكنة وسط رشاش وأطلقوني اليوم .. وأنت منين ؟ـ أنا من آلي واحد اختلط عليه القات فقام ي...
- لماذا ينتحر الهاشميون من حيث لا يعلمون؟ المرصاد نت عندما كُنا نهاجم احزاب اللقاء المشترك ونتهمهم بالخذلان والتواطؤ مع نظام صالح ووصفناهم بالوجه الآخر من نفس العملة لتلميع صالح بالديمقراطية، قاطّعَنا...
- لماذا الهروب من المصالحة الوطنية ؟ للإجابة على هذا السؤال لا بد وان نرجع الى واقع من يرفضون الدخول في مصالحة وطنية فسنجدهم كالتالي :- مشروعهم استيراد المقاتلين الاجانب بالتعاون مع حكومة اردوغان ...
- حماية بلا ثمن ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت سابقة خطيرة وغير مسبوقة في الأعراف الدبلوماسية أن يخرج رئيس دولة عظمى - ولثلاث مرات متتالية - بخطابه المهين لملك دولة حليفه وتربط دولتيهما علاقة اس...
- الإعلام الماسوني لطلال ابوغزالة (٢) المرصاد كتب: عبدالباسط الحبيشي يـُبشر طلال ابوغزالة منذُ بداية هذا العام بكل يقينية وسعادة بالغتين بحرب عالمية ثالثة حدد توقيتها في أكتوبر القادم بين أمريكا و...
- جدلية الانتصار على العدوان واستمراره ورسائل مهمة ! المرصاد نت الخروج من قوقعة الطابور الخامس الذي يريد أن يغرقنا في همومنا الداخلية المترتبة على معاناتنا التي خلفها العدوان يجعلنا أمام فضاء رحب ننظر من خلاله ا...