المبادرة.. ومرحلة الحسم الأخير..!

maged alkuhlaniيحاول المتحاصصون لثروات البلاد عبر تشاورهم وإقرار "مسرحيتهم" السامجة لقتل أمنيات الشعب اليمني، وإجهاض ثورته، وما سموه بالمبادرة، أو اللجنة الوطنية، ما هي إلا الفصل الأخير لمسرحية هزيلة ضد مطالب الشعب في العيش الكريم، الهدف منها التشويش على الرأي العام والعالم باختزال ثورة الشعب بمشاركة أشخاص أدمنوا محاصصة الوطن، لا يمثلون إلا أنفسهم فقط.

طالبنا بإسقاط حكومة فاسدة وجرعتها القاتلة، وتنفيذ مخرجات الحوار، لقناعتنا جميعا بأن هكذا مطالب ستعيد للوطن كرامته، وللشعب حقوقه وعزته، وأن هذه الحكومة فاشلة، لم تتمكن من إدارة البلد، وتفشى الفساد في عهدها، حتى أصبح كالورم في الجسم، يجب استئصاله عبر إسقاط حكومة باسندوة الخانقة لكل أبناء الشعب، وبداية عهد جديد بحكومة كفاءات جديدة تعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وخدمة الوطن وأبنائه.

ولقد حاولوا مرارا وتكرارا أن يجهضوا صوت الشعب عبر حملاتهم المضادة، واصطفافاتهم التقليدية مدفوعة الثمن، وعن طريق الصفقات على حساب الشعب الذي لا زال يطالب بنيل حقوقه واسترداد كرامته المنهوبة من قبل حكومة ظالمة تجاهلت معاناته، وأثقلت على كاهله بجرعة لن يتعافى منها إلا بإسقاطها ومفتعليها.

ولم يكن للشعب أن يثور ويظل صامدا في وجه الظلم الممنهج ضدهم من قراصنة الحكومة الوطنية...، لولا تسهيلات القدر الإلهي، ومساندة الخيرين من أبناء الوطن الشرفاء، الذين أطلقوا شعارات الحق، ورفضوا إغراءات الظالمين، كي ينال الشعب حقوقه وآماله في حلحلة كل قضاياه العالقة، عبر الإجراءات والمعالجات المقرة والمتفق عليها من قبل كل أطياف الشعب بمختلف تياراته وانتماءاته، عبر وثيقة مخرجات الحوار الوطني المضمدة لسيل من الجراحات الوطنية والاجتماعية.

حتى أتى اليوم المشؤوم بمبادرة اللاوطنية الرئاسية، التي تجاهلت مطالب الشعب، واكتفت بالاستجابة لمطالب... الذين ساندوهم في إنجاح الاصطفاف المؤجج للفتنة وافتعال الفوضى والعنف، مقابل تغليب صوت الحق ومطالب الشعب المغلوب على أمره، ما سيدفعنا إلى الصمود والتمسك بتحقيق مطالبنا المتمثلة في إلغاء الجرعة، وإسقاط الحكومة، وتنفيذ مخرجات الحوار، معلنين تأييدنا الكامل والمطلق لأي إجراءات وردود فعل مساندة قد يتخذها "أنصار الله"، لتتويج وإنجاح مساندتهم للشعب المطحون، المغلوب على أمره، وثورة بإذن الله حتى النصر.. ثورة من أجل اليمن الحر.. اليمن المستقر الذي نطمح له جميعا، ولنجعل من ثورة الجياع شعاع أمل لشعبنا المطحون وأرضنا المنتهكة سيادتها.

كنا نتمنى أن تكون بلادنا آمنة ومستقرة، وأن يكون هناك أحزاب نزيهة وحكومة كفؤة.. حكومة تراعي مصالح الشعب، وأن يتحقق لوطننا البناء والتنمية، ويسوده العدل والخير والديمقراطية.. لكن هذه الأمنيات تتم بقبولنا وتعايشنا في ما بيننا كشعب واحد وأمة مسلمة تشعر بهويتها وانتمائها الوطني... شعب حُر يأبى الضيم والظلم والاضطهاد.. شعب يجعل مصلحة الوطن هي الأسمى والعليا، وفوق كل الاعتبارات والمصالح الضيقة.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

المزيد في هذا القسم: