المرصاد نت
الشباب اليمني، سواء في الداخل أو الخارج، وأخص بالذكر، الصحافيين زملاء المهنة والكتاب والمثقفين والنخبة، والذين كنا نعول عليهم في ترميم النسيج الاجتماعي والتوعية بخطر الدعوات للنعرات والتمييز، ترى أن قليلا جدا منهم كانوا على مستوى المسؤولية، فكل القوى الداخلية، والمدعومة خارجيا، سواء من السعودية أو من الإمارات أو إيران، باعت الوطن من دون استثناء لمصالح شخصية متعددة.
نرى حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مليئة بالعنصرية والحقد والتمييز وتفتيت النسيج الاجتماعي بدلاً من ترميمه فهناك من يكيل المديح لشخصيات معروفة بالفساد والإفساد موجودة وبقوة في مناصب مهمة سواء مع الشرعية أو مع أنصار الله أو المجلس الانتقالي وأيديهم ملطخة بالدماء ونرى للأسف أنهم يدافعون عنهم وبقوة واستماتة.
هناك ثلاث رسائل أكتبها:
أولاً، إن كانت المصالح الشخصية طغت وأعمت قلوبكم قبل عيونكم، فأرجوكم لا ترتدوا غطاء الوطنية وحبكم للوطن فهذا نفاق قبيح. عار عليكم ادعاؤكم حب الوطن وأنتم تعلمون أن جميع الأحزاب والمكونات السياسية التي تنتمون أصلا لها مع نكران بعض منكم لذلك، غارقة في الدم اليمني، بل حتى القوى الخارجية الداعمة لهم، لم تتوقع من اليمني أصلا بيع وطنه بحفنة من المال، فما بالك بالنخبة، وأخص منهم الصحافيين زملاء المهنة والحرف. هناك وطنيون نعم، ولكن لا صوت لهم لعدة أسباب واضحة لنا جميعا.
ثانياً، رسالتي إليكم إن لم تكونوا على قدر من المسؤولية، فأوقفوا التطبيل، فنحن لم نر، منذ عهد النظام السابق، إلا التطبيل ثم التبجيل. ألا يكفينا مدح حكامنا ومسؤولينا، فهم من أوصلوا البلاد إلى أسوأ كارثة حلت على يمن الإيمان والحكمة؟
ثالثاً، سنحاسب على هذا الوطن الذي فرطنا فيه جميعا، أمام الله وأمام أجيال ستأتي وترى ما عاثوا فيه الذين قبلهم وذبحوا اليمن السعيد من الوريد إلى الوريد.
أخيراً، دعوة من القلب إلى الشباب اليمني: دعونا نتكاتف. لنكن على كلمة واحدة نبدأ بها من مواقع التواصل الاجتماعي، تقوم على نبذ العنف وترميم النسيج الاجتماعي وعدم صب الزيت على النار.
زملاء الحرف والإعلام الملغم بالتأجيج وزيادة الصراع، كفى، وليكن هناك ميثاق شرف بين من يحبون الوطن بكل معنى الكلمة، وأن نقف صفا واحدا ضد من وقفوا مع أي طرف كان، سواء في الداخل والخارج، فمنهم زملاء وأصدقاء جعلوا من أنفسهم أبواقا للآخرين. فهذا أقل ما يمكن أن نفعله إن كنا نحب الوطن.
المصالح ستذهب حتما، ولكن الوطن لن يعود إن استمررنا على هذا النحو والانزلاق إلى الأسوأ، وليسأل كل صحافي وكل شاب يمني ماذا قدم للوطن؟ اسأل نفسك ستجد الإجابة حتما، وسأجيبكم على هذا السؤال. حتى الآن لم أقدم شيئا، وأتمنى أن أقدم شيئا لوطن تربيت وعشت بين أحضانه، لكنني فخور، في الوقت نفسه، إنني لم أكن قلما أو صوتا لأي طرف كان، على الرغم من كل المغريات.
كتب : رضوان حبيش
المزيد في هذا القسم:
- إدارة التسويات والمفاوضات: كتب عبدالباسط الحبيشي لو عاد الأمر لمفاوضين يمنيين شرفاء ونبلاء يعشقون وطنهم ولا شك انهم كُثر لاستطاعوا تركيع تحالف العدوان. هل رأيتم كيف جعل اليهود، الألمان يدفعون إلى اليوم تعويضا...
- فلكلور السياسة العربية! المرصاد نت تحركت الشعوب بعد تضخم مظاهر الفساد وتردي الأوضاع المعيشية وتقييد الحريات وتغلغل الخارج في الداخل العربي وكانت المطالب الشعبية بالحرية والعدالة والتن...
- اليمني في ضمير العالم! المرصاد نت لطالما احتفظت اليمن بتميزها دولة مستضيفة للاجئين وتحديداً القادمين من دول القرن الأفريقي إذ لم تميز الأنظمة السياسية اليمنية المتعاقبة على خفّتها ب...
- متى نصنع تاريخنا ؟ بقلم : د . بثينة شعبان المرصاد نت مع التغيرات والتحولات التي اجتاحت منطقتنا العربية بعد أحداث "الجحيم العربي" والذي أسفر عن بدء مرحلة تطبيع علني مكشوف بين حكام السعودية ودول الخليج ...
- العالم الإسلامي يحتفل الا المسعودون المرصاد نت تحتفل كل الدول العربية والإسلامية رسميا وشعبيا بمولد النبي العظيم محمد عليه واله افضل الصلاة وازكى التسليم باستثناء بعض دول الخليج النفطي حيث تعم ا...
- أمل..؟ المرصاد نت الحرب السعودية على اليمن لم تترك بيتاً إلا وتركت فيه ذكرى من حربها الظالمة، شهيد، جريح، يتيم، جائع، واللائحة تطول. البارحة توفيت الطفلة التي فتحت ع...
- السعودية دولة من ورق ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت هذه الحرب وهذا العدوان السعودي وحلفائها على اليمن كشفت وفضحت السعودية في كل المجالات، وان صمود الشعب اليمني في هذه الحرب بفضل الله وتأيده منعت ا...
- سيكلوجية العدوان ! بقلم: إبراهيم محمد الهمداني المرصاد نت لم تدخر قوى تحالف العدوان جهداً ولم تتوانَ او تتورع عن اتخاذ أي وسيلة - مهما كان قبحها - في عدوانها على اليمن أرضا وإنسانا، وسعيها إلى تركيعه وإذلا...
- بين دعوة السيد للشراكة ورفض الحكام لها.. ليست المرة الأولى التي يدعو فيها السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى الشراكة، وتشكيل حكومة وطنية، وليست المرة الأخيرة التي سيتجاهل الحكام الحاليون دعوته تلك، لأن...
- نحن “المرتزقة”؟ بقلم : عبد المنعم سليمان المرصاد نت انفطر قلبي وغالبت دموعي وشعرت ببكاء كل ذرة في كياني وانا أشاهد الصور التي نشرتها وسائل الإعلام اليمنية أمس وتُظهر جثث العشرات من الجنود السودانيين ...