شهادة وفاة " المبادرة" ونذر الرئيس هادي

 

توفيق الحميري 32اثبت اليمنيين جدارتهم بانتزاع حريتهم وتنفسوا الصعداء في نهاية سبتمبر المنصرم وانتصار إرادة الشعب وثورته " الانتفاضة المحمية " والتي توجت بالتوقيع على اتفاقية 21 سبتمبر وبصم عليها كافة الأطراف السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وتمثل لهذا الاتفاق " السلم والشراكة " انجازاً يمنيا هاماً وهو الخروج من عباءة التبعية للخارج والمبادرة الخليجية واعتبار وثيقة مؤتمر الحوار الوطني انها المرجع ذو المشروعية للسلطة بشكل مؤقت في اليمن الى ان يتم الاستفتاء على الدستور واجراء انتخابات رئاسية.

.

 حيث بات من الأكيد ان تكون ديباجة القرارات الجمهورية الصادرة في الأشهر القادمة انها ستكون تحت عبارة " بناءً على وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل " بدلا من عبارة " بناءً على المبادرة الخليجية  " التي ترأست نصوص القرارات الجمهورية الصادرة قرابة ال3 أعوام مضت.

.

 ان انتقال او بالأصح عودة القرار السياسي الى الداخل اليمني منجزاً افتقده اليمنيين بشكل معلن ومكشوف منذ نوفمبر 2011م بينما كان مفقودا وبشكل غير معلن منذ قرابة الأربعة عقود ماضية ,,

كما ان التناول لهذه المفردة والتركيز عليها يجب ان يكون بقدر كبير ومكثف وموضح خصوصا في الأيام الراهنة لما لها من مدلول اذا أدرك اليمنيين أهميته فبالتأكيد سيكون مفروضاً على أي قوى سياسية ان ترسم لها توجهاً سياسيا مصحوباً بفائق الحرص على استقلالية القرار السياسي لليمن ويفرض شعوراً اكيداً على القوى الوطنية بحجم خطورة التدخل الخارجي او التأثير المباشر على القرار السياسي للبلد..

لقد كان اختيار تنفيذ مخرجات الحوار الوطني كهدف ثوري ضمن الأهداف الثلاثة لانتفاضة 2014م امراً في غاية الدقة والتفوق السياسي كونه هدفاً يحمل حجة كاملة وملزمة للقوى السياسية المحلية ويرسل تنويه شديد الصراحة للخارج مفاده " نحن يمنيين اجتمعنا كلنا وتحاورنا ثم اتفقنا فيما بيننا جميعاً على وثيقة حوت ما اقررناه من حلول لقضايانا ومشاكلنا ووقعنا عليه جميعاً " لم يدرك الكثير من اليمنيين ان تلك الوثيقة كانت تعني شهادة الوفاة للمبادرة الخليجية في نفس الوقت وبالتالي تعتبر أي محاولة للخروج او التلاعب أو التهرب عن تنفيذ وثيقة الحوار لن تكون اجندته إلا ذات بعد خارجي طالما وكل الأطراف السياسية " الفاعلة " قد شاركت في الحوار  ووقعت عليه !!

 الحسابات الخليجية كانت تنتظر حرباً تستمر لأسابيع في العاصمة صنعاء ما جعلهم يرتبون جدول اعمال مطول يشبه السيناريو الذي اعده الغرب وقدمه العرب لليبيا .. لكن هناك سيناريو الهي أعدته ملائكة مردفه وقدمه انصار الله للشعب اليمني فأتى الانتصار السريع للقوة الشعبية الحامية للانتفاضة السلمية وتحرير مقر الفرقة المنحلة التي كانت عبارة عن اخر مسمار في نعش مبادرة الدول الــ 10 وهو ما جعل السعودية اليوم مبتورة وليست "مكتوفة" الأيدي حيال ما يجري في اليمن!!

على اليمنيين ان يدركوا شيئا هاما وهو ان الدول التي تزعم نفسها بالراعية أصبحت في ليلة وضحاها لا تجد ما تدعي رعايته منذ صباح 22 سبتمبر الفائت ,, وهو ما جعلها لا تستطيع استيعاب ما حدث حتى الآن والدليل على ذلك موقفها المتخبط من اتفاق السلم والشراكة وبيانها الذي لا يسمن ولا يعيد ذكر المبادرة الا من باب محاولة إيجاد " شباك " تذاكر دخول للمشهد السياسي اليمني مجددا بعد ان تم طردها من بوابته التي وضعوها على "كافتيريا" الوجبات السريعة لفندق موفمبيك!! وكما هو معتاد ومؤسف يبقى لسان حال الرئيس هادي يقول  " انه نذر للخارج صوما فلن يعين رئيس وزراء الا عبر بوابة موفمبيك وما جاورها من بوابات" وهذا الامر الذي يريد آل سعود الرهان عليه لكنه لم يعد رهاناً قوياً خصوصا ان "عيال" سعود يعمدون للضغط بورقة المال وتعهدات مؤتمرات " المانعين " وليس المانحين بعد ان فقدت كل أوراق الضغط الأخرى وتساقطت ورقة تلو الأخرى!!

وهنا يجب التنويه ان تراكمات الايذاء التي مورست من نظام أسرة ال سعود على اليمنيين باتت  غير قابلة لأي إضافات جديده واصبح لليمنيين منطق جمعي يقول

في نفس اللحظة التي تم فيها تحرير مقر حديقة 21 سبتمبر .. فانه تم تحرير اليمن من مسمى (( الحديقة الخلفية لمملكة ال سعود )) وفي نفس التوقيت الذي تم فيه تشكيل اللجان الشعبية لمهمة حماية العاصمة ,, تم تفكيك اخر مخططات عملاء " اللجنة الخاصة " الذي كانت مهمته تدمير اليمن ..

 ودمتم..

.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

.

6- أكتوبر - 2014م

 

المزيد في هذا القسم:

  • جريمة بحق وطن   كتبوا للمرصاد :   جريمة اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين "رحمة الله تغشاه" أستاذ القانون العام وعضو مؤتمر الحوار الوطني عن أنصار الله هي جريمة بح... كتبــوا
  • امنعوا الحوثي من بلوغ مآربه مخرجات حوار وطني يعوّل عليها المجتمع الكثير في اخراج البلد من حالة البؤس التي يراوح فيها و المضي  به الى واقع جديد , و حكومة فاشلة وفاسدة اضرّت بالكثير من ... كتبــوا
  • خلفيات العدوان على مطار عدن   كتب : عبدالباسط الحبيشي تتصادم الأخبار والتحليلات وتتناقض ببعضها عن الخلفيات واسباب تفجير مطار عدن ومن يقف ورائها رغم بساطة الأمر ومعرفة الجُناة الحقيق... كتبــوا
  • تأمين المستقبل لم يأت خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بعد الاعلان الدستوري بيوم محددا معالم المستقبل بل لتأمين المستقبل الذي حدد الاعلان الدستوري فالمؤامرة لتقسيم اليمن ... كتبــوا
  • أمريكا .. ودروب الغفلة ! المرصاد نت مع بداية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين لا بد أن نمعن النظر في الواقع العربي والإسلامي لنقرأ التحولات المريبة بوعي ومسؤولية ، ونعرف ما طرأت ... كتبــوا