الانطلاقة شمالية .. التأصيل جنوبي

ثورة الإمام الحسين (ع) في طف كربلاء عبرت عن حاجة جمعية إنسانية للحفاظ على طهر (الإسلام) من عبث الطغاة والمترفين ، من ذات المدرسة النضالية خرجت ثورة العلامة المجدد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي (رضى) من طف مران / صعدة ، مسيرة نضالية انطلقت دفاعاً عن الكرامة الوطنية التي فرط بها الظالمين والفاسدين الذي أسقطتهم ثورة ٢١ سبتمبر . إن أي ثورة عظيمة يظل وارداً تسلل النفعيين والانتهازيين لصفوفها ، مع ذلك عظمت الثورات في قدرتها على استيعاب الكل مع القدرة على مواجهة الاختراقات أولاً بأول ، بنسبة للأحبة (أنصار الله) سنوات الحرب المفروضة عليهم أغنت مهاراتهم القتالية ، الإشكالية بدأت عند تصدع جدار القوى التقليدية ربيع ٢٠١١م ، حيث قدمت لصفوف (أنصار الله) موجات بشرية باعتبارهم متصدري القوى الثورية الجديدة . إن سنوات الدفاع عن الذات التي فرضت قسرياً عليهم كانت العائق الأبرز الذي حال دون استكمال مصفوفة برنامجهم السياسي للدولة المدنية ، ذلك الأمر ليس عيباً جوهرياً بكونها حركة ثورية ناشئة ، الخطورة تكمن في نزق ركوب المناضلين اللحقة موجتها للذهاب بها بعيداً عن أهدافها الحقيقية في الانتصار لقيم الحق والعدل ، حماية لنقاء المسيرة وثورة ٢١ سبتمبر وطهرها كان لابد من استمرارها شمالا ً وجنوباً ، على اعتبار إن حالة الركود بيئة مثالية لتكاثر القوى النفعية حولها ، الأجمل في حالة (أنصار الله) وما يميزها عن قوى التقدم والتحرر والحداثة الأخرى إن خط الانطلاقة للمسيرة القرآنية بدأت شمالية ، تأصيل المضمون الاجتماعي التقدمي لحركة (أنصار الله) في الانتصار للمستضعفين والمحرومين يظل الحامل المؤهل لها الوعي الثوري التراكمي الجنوبي • صنعاء ١٨/ ١١/ ٢٠١٤م • منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن