لا ادري ما هي الصفة التي يمكن ان اطلقها على الزمن العربي الذي نعيشه الان، في ظل الهزات الارضية العنيفة التي تضرب منظوماتنا القيمية والاخلاقية والقومية والانسانية،
فانقلبت هذه المنظومات رأسا علی عقب، حتى بات الابيض اسود والاسود الابيض، واليسار يمين واليمن يسار، والفوق اسفل والاسفل فوق والشجاع جبان والجبان شجاع والوطني خائن والخائن
وطني.
فانقلبت هذه المنظومات رأسا علی عقب، حتى بات الابيض اسود والاسود الابيض، واليسار يمين واليمن يسار، والفوق اسفل والاسفل فوق والشجاع جبان والجبان شجاع والوطني خائن والخائن

خلال ايام معدودة قررت الشركة المصرية للأقمار الصناعية “نايل سات” وقف بث قناة “المنار” التابعة لحزب الله وبشكل مفاجىء، اعتباراً من صباح الثلاثاء 5 نيسان، فيما استضافت قطر رياضيين “اسرائيليين” شاركوا في “البطولة الدولية لكرة الطائرة الشاطئية” التي انطلقت فعالياتها الثلاثاء 5 نيسان، حيث تم رفع العلم “الإسرائيلي” جهاراً نهارا في سماء الدوحة، وفي يوم الثلاثاء 5 نيسان، اسقطت “جبهة النصرة” فرع القاعدة في سوريا، طائرة حربية سورية بصاروخ ارض جو، واسر طيارها قرب بلدة العيس، في ريف حلب الجنوبي شمال البلاد.
هذه الاحداث الصادمة، اصبحث احداثا عادية جدا في الزمن العربي البائس الذي نعيشه اليوم، ويمكن الاحساس بحجم هذا البؤس، لو قارنّا، بين ردود الافعال التي كانت ستثيرها هذه الاحداث ولو وقعت قبل عقد او عقدين من الزمن، وبين مرور العرب من امام هذه الاحداث اليوم مرور الكرام وكأن شيئا لم يقع.
في الوقت تحول كبار المسؤولين الصهاينة، سياسيين وعسكريين، نجوما دائميين على شاشات الفضائيات العربية، يدافعون عن وحشيتهم وقتلهم للفلسطينيين بدم بارد، دون حتى ان يقاطعهم مذيعو ومقدمو هذه القنوات، بينما يتكالب الجميع على وقف بث قناة المقاومة قناة العرب والمسلمين قناة “المنار”، الناطقة باسم الحزب الذي هزم واذل الجيش الذي كان يدعي يوما انه لا يقهر.
في الوقت الذي تطبل قطر عبر “جزيرتها” ليل نهار عن “التهديد الذي تمثله ايران” على العرب، وخطر “حزب الله” على المجتمعات الخليجية، وتنظم الى السعودية في اتهام “حزب الله ” بالارهاب، نراها تستقبل رياضيين صهاينة استقبال الابطال وترفع العلم الصهيوني عاليا في الدوحة، فاذا بمهرج الجزيرة فيصل القاسم يأكل لسانه، وشيخ الناتو القرضاوي يلوذ كعادته بالصمت، فلم نسمع من يعترض على وجود الصهاينة في قطر.
في الوقت الذي فرض العرب على الفلسطينيين حصارا كحصار الصهاينة، ورفضوا ان يمدوهم بالسلاح، وتركوا الفلسطينيين وحدهم يواجهون الوحش الصهيوني بصدورهم العارية، فلم يجدوا الا سكاكين المطابخ يدافعون بها عن المقدسات الاسلامية وعن الشرف العربي، نرى الانظمة الخليجية وفي مقدمتها السعودية وقطر الى جانب تركيا، يزودون العصابات التكفيرية في سوريا ومنها “جبهة النصرة” الفرع الرسمي للقاعدة، التي تدعي هذه الانظمة كذبا محاربتها، بصواريخ مضادة للطائرات، الامر الذي سيهدد في المستقبل الملاحة الجوية المدنية في المنطقة برمتها.
لا يبدو ان الانظمة التي اوصلت الحالة العربية الى هذا الوضع المزري، ستتوقف عن ممارستها العبثية، الا بعد ان تُستخدم فيها الاسلحة النوعية التي زودت بها التكفيريين، داخل بلدانها هي، او ضد اهداف تابعة لها، وعندها فقط قد ترعوي، وما تجربة هذه الانظمة مع القاعدة في افغانستان عنا ببعيدة، والتي انقلب فيها السحر على الساحر، فاذا بامريكا واذنابها في المنطقة، يتهم بعضهم بعضا، بأنه وراء الاعتداءات التي ارتكبتها القاعدة ضد مصالح الدول التي مولتها وسلحتها.
بقلم : سامح مظهر
المزيد في هذا القسم:
- اليمن… إلى أين يتجه مسار المغامرة السعودية!؟ بقلم: هشام الهبيشان المرصاد نت ما زال العالم كله يراقب مسار الحرب السعودية الأميركية الشعواء بغطاء «ناتو العرب» على اليمن هذه الحرب العدوانية التي تعتبر في...
- قرية الصراري .... صبر ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت ان ما فعله اتباع حزب الاصلاح واتباعة اللقاء المشترك والمجموعات الوهابية الداعشية في بيت الرميمة سابقا ومايفعلونه اليوم في قرية الصراري في صبر من مج...
- الجذور التاريخية لتطبيع آل سعود ! بقلم : علي مراد المرصاد نت أنشغل العالم العربي بما تناقلته الصحافة الإسرائيلية قبل قرابة أسبوعين عن زيارة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لكيان العدو خاصة أن خبر الزيارة انت...
- الدولة الرّخوة . . ماذا بعد ؟ ! حاولتُ أن أجدَ توصيفاً لِما هو حاصلٌ في اليمن فعَجَزْت ! وكنتُ أظنّ أنّ توصيف " الدولة الرّخوة " كافٍ ومُلخِّص ، لأكتشف أنّ عجائبنا أكبر من هذا التعريف ، وأنّ غ...
- اتفاق دماج وما يجب الآن كتبوا للمرصاد .. في دماج كانت هناك فتنه ووصلت الى المواجهات المسلحة وكان هناك دماء كلها مؤمنه تنزف , ومنذ البداية دعوت ودعا غيري للتدخل بين الطرفين المتقات...
- الرويشان كنموذج للمثقف المعاق الذي يرى العالم كوما من الديدان ! بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نترواية خالد الروشان للتاريخ اليمني هي رواية المثقف المازم الذي يسقط تشوهاته النفسية على للتاريخ والوقائع الاجتماعية الحبيس لانطباعاته الذاتية وعقد الاض...
- عن “قلب العروبة النابض”! المرصاد نت “قلب العروبة النابض” معتل، و”الأهل” لا سيما الأغنياء بالنفط والغاز منهم مشغولون بثروتهم الهائلة من النفط او الغاز (حتى لا ننسى قطر).. أما الفقراء م...
- الجُرعة "الإفقارية" والنظام المارق !! أهم نكبة يعانيها شعبنا اليمني أنه يعيش النكسة منفصلة عمّا قبلها وعمّا بعدها ، فتراه يتحدث عن الجرعة التي ستأتي بالفقر المدقع كما لو كان الفقر غير المدقع امرأة ف...
- إهانة هادي ..! بقلم : محمد عايش المرصاد نت ولن يغادر هادي كرسيه إلا وقد أُهين كل ما ومن له علاقة به أو بشرعيته.. ليست إهانات السودانيين للجنود اليمنيين في مطار عدن أمس، إلا حلقةً في سلسلة، ...
- هم ونحن في حضرة التاريخ ! بقلم : الشيخ عبد المنان السنبلي المرصاد نت سيكتب التاريخ أنهم أطلقوا أطول عاصفةٍ في التاريخ لطالما أرعدت وزمجرت، فما اجتثت أو اقتلعت سوى كل قيَم وأخلاق البشر من مطلقيها حتى أنها أفقدتهم معنى...