ماهو المؤتمر الشعبي العام ؟ بقلم : أ.عبدالباسط الحبيشي

 المرصاد نت

لابد أن يعرف الجميع بأنه عندما نتحدث عن (المؤتمر الشعبي العام) فنحن نتحدث عن مؤتمر الشعب اليمني الموجود في الذاكرة الشعبية


الذي وضع مداميكه الأولى الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي والذي إندرج تحت لوائه كل الأحزاب والمكونات السياسية والإجتماعية اليمنية بكل شرائحها. alhobaishai2016ومازال الكثيرون يتعاطون مع المؤتمر من هذا المنطلق التاريخي الماضيوي حتى هذه اللحظة.

ينطلق هذا المفهوم (النوستلجي) من تاريخ المؤتمر الذي شارك في صياغة ميثاقه الوطني (الميثاق الوطني) كل أبناء الشعب اليمني، الذين شاركوا بالإستفتاء عليه كوثيقة وطنية لا تقل أهميتها عن دستور البلاد، وقد خُصص جزء من نهاية كل أسبوع من الدوام الرسمي ليوم الخميس ندوات سميت بندوات التوعية السياسية لدراسة هذا الميثاق الذي بُنيّ له مركز رئيسي ضخم في العاصمة صنعاء وتعيين أميناً عاماً له وكادر وظيفي كامل ومؤسسات تابعة كثيرة بكل مستلزماتهاالبشرية واللوجستية على نفقة الدولة، أي ان الشعب هو الممول الأول والوحيد لهذا الصرح الوطني الكبير وقد ساهم كاتب هذه السطور في توسعة عضويته في اول إنتخابات يمنية للجمعيات التعاونية في عام ١٩٨٤ التي عُقدت على مستوى الجمهورية، وكانت تُعقد هذه الندوات في كل وزارة ومؤسسة رسمية وقطاع عام، والحضور كان إلزامياً ومن يغيب دون عذر وأستئذان يُخصم من راتبه. وكان الجميع يحضر هذه الندوات التوعوية من الوزير الى الغفير دون إستثناء.

لذلك كان من الطبيعي أن يرأس هذا الإئتلاف الضخم الذي سُميّ (المؤتمر الشعبي العام) رئيس الجمهورية بصفته رئيساً للجمهورية وليس غيره والذي كان يُطلق عليه: رئيس الجمهورية والأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، بمعنى انه لقَب إلزامي ومتلازم كونه لا يمكن ولا يصح ان يكون ثمة أمين عام لهذا الإئتلاف دون أن يكون رئيساً للجمهورية. وعندما تم إعادة الوحدة اليمنية في ١٩٩٠ ظل اللقب كما هو، وأنسحب ذلك على الحزب الإشتراكي اليمني الذي كان أمينه العام نائب رئيس الجمهورية بإعتبار انه كان حزباً حاكماً في الجنوب اليمني. بيد انه بعد إعادة الوحدة تغير الأمر حيث تُركت الفرصة للنخب السياسية ان تنشىء أحزابها مجاراةً للموجة الديمقراطية والديموقراطيات الناشئة المصطنعة فتحول المؤتمر الشعبي العام تلقائياً من إئتلاف وطني ضخم إلى حزب من الأحزاب ولكنه ظل ممسكاً بتلابيب الحكم والسلطة والثروة ومظلة لكل الأحزاب الناشئة رغم ان بعضها ينتمي لأحزاب عريقة في المنطقة ولكنها باتت أحزاب تابعة وديكورية شكلت إطار (برواز) للمؤتمر الشعبي العام الذي تحول بدوره أيضاً من صرح وطني كبير إلى مؤسسة خاصة تابعة لفرد بدليل انه عندما تم خلع هذا الفرد من رئاسة الجمهورية ظل مُدعياً بأحقيته بالملكية الخاصة لهذا الحزب وقام بإختطافه وفرض نفسه عليه بصرف النظر عن العبث الواضح لهيكليته الأساسية بإختراع مناصب جديدة وغيرها دون الرجوع للقواعد الشعبية ونظامه الأساسي ولائحته الداخلية.

بينما من ناحية أخرى وبعد قيام ثورة ٢١ سبتمبر، توجه (أنصار الله) مع الأسف للتعاطي مع المؤتمر الشعبي العام بذلك المفهوم السابق (القديم) الذي يعتقد ان المؤتمر هو ذلك الصرح الذي يمثل الشعب اليمني قبل التسعينيات ولم يضعوا في حسبانهم بأنه قد تحول إلى مجرد حزب مُختطف من قبل فرد لفظه الشعب اليمني ولم يُعد سوى مصدر رزق حرام بإختطاف ميزانية ضخمة من الدولة والشعب وتُستغل هذه الميزانية لضرب الشعب وإهدار حقوقه ونهب ثرواته وبيع إنسانه وأرضه، وإنطلاقاً من المفهوم القديم قام أنصار الله بتقديم جزء من إمكانياتهم للتحضير لذكرى العدوان في ميدان السبعين ظناً منهم بأنهم يتعاملون مع حزب شعبي على أعتبار ان المناسبة تهم الوطن بكل ألوانه وأطيافه، بينما الحقيقة كانت غير ذلك لأن هذا الحزب في واقع الأمر اضحى حزباً مختطفاً على المؤتمريين أنفسهم الذين في أغلبهم لا يريدون ان يواجهوا هذه الحقيقة كما هي ليقوموا بإسترداد هذا الحزب من مختطفيه الذين يريدون إبتلاع اليمن مجدداً بإسمهم، والنتيجة أنها كانت صادمة في أن أنصار الله قدموا في يوم ذكرى العدوان أكبر هدية مجانية لأكبر فاسد وقرصان دولي في العالم.

المزيد في هذا القسم:

  • وزير داخلية على "الفيس بوك" يبدوا أن مسلسل البروباجندا الإعلامية المرافقة لوزير الداخلية الجديد اللواء عبده الترب تم سحقها بالأمس تحتعجلات سيارتين واقدام أكثر من عشرة مسلحين نفذوا جريمة ... كتبــوا